كان المسرح الجامعي بلا شك منارة لعاشقي الفن من الكليات غير الفنية لتشكيل ثقافتهم واكتشاف اللامع منهم من المواهب في جميع التخصصات: من التمثيل والإخراج والديكور إلى آخر علوم المسرح، لأنه ببساطة كان قائما على تضافر جهود الطلبة وتكامل ميولهم، كل على حسب شغفه في تقديم العرض المسرحي بمسابقة الجامعات، وكانت كل كلية تتعاقد مع كبار المخرجين وتستقدمهم ليقودوا العملية المسرحية، فكانت أسماء كسعد أردش وكرم مطاوع وجلال الشرقاوي وسمير العصفوري وهاني مطاوع، بل وقبلهم جميعا كان نجيب الريحاني الذي اتفق معه الطالب بكلية التجارة في جامعة القاهرة وقتذاك، فؤاد المهندس، ليخرج لفريق الكلية.
وقد أثمرت تجارب المسرح الجامعي طوال مسيرتها كثيرا من الحراك الفكري والثقافي لأجيال متلاحقة من جامعات مصر، بل وأكثر من هذا، فقد تألق فيها على سبيل المثال فؤاد المهندس بمسرحية من إخراج نجيب الريحاني كما ذكرنا.
أثمرت تجارب المسرح الجامعي طوال مسيرتها كثيرا من الحراك الفكري والثقافي لأجيال متلاحقة من جامعات مصر
بل وظهرت أيضا نواة فرقة ثلاثي أضواء المسرح، وكانت في بدايتها مكونة من سمير غانم ووحيد سيف واسم ثالث هاجر فيما بعد خارج مصر، فتم استبداله بجورج سيدهم بعد تعارفه على سمير غانم، كل هذا من خلال المسرح الجامعي، ولأسباب خارجة عن إرادته اعتذر وحيد سيف عن الاستمرار في الفرقة، فحل محله الضيف أحمد.
وكانت فرقة ثلاثي أضواء المسرح التي انطلقت من كلية الزراعة، وهناك في كلية الحقوق كان الطالب الموهوب الذي تنم موهبته عن نجومية ستسطع في سماء الفن قريبا، فالتقطه المخرج سعد أردش الذي لفتت نظره بشدة موهبة هذا الطالب النابه رئيس قسم التمثيل في الكلية، فكان من سعد وأستاذيته المعهودة أن قام بتوجيه الطالب للالتحاق بالمسرح القومي.
وقد كان القبول بالمسرح القومي قاصرا على خريجي المعهد، ولكن سعد أردش أوجد استثناء لهذا الطالب، وقدم له أوراقه بنفسه، وعقد له امتحانا واجتازه الطالب بنبوغ وتفوق شديدين، فكان محمود ياسين الذي اختاره المخرج كرم مطاوع ليقدمه في مسرحية ليلة مصرع جيفارا، أمام الكبيرة سناء جميل، وكانت الانطلاقة.
وهكذا وفي كلية الزراعة بجامعة القاهرة كان رئيس قسم التمثيل النابه عادل إمام الذي تعرف على طالب آخر شديد التميز هو صلاح السعدني، ثم انضم إليهما سعيد صالح لينطلقوا جميعا من المسرح الجامعي إلى سماء النجومية.
كان المسرح الجامعي متنفسا لعاشقي الفن، وكذلك لتحقيق البهجة والمتعة لدى الطلاب الآخرين كمشاهدين، مسببا متلازمة شديدة الثراء من المتعة والفكر عند الجميع
وكانت كلية التجارة في جامعة القاهرة لها نصيب الأسد، فقد قدمت لنا صلاح عبد الله والعديد من المواهب التي لا تخطئها العين.
وأيضا جامعة عين شمس التي قدمت أحمد عبد العزيز مخرجا وممثلا، وكذلك مصطفى عبد المجيد كاتب السيناريو، ومحسن حلمي مخرجا، وكثيرين غيرهم.
نعم كان المسرح الجامعي متنفسا لعاشقي الفن، وكذلك لتحقيق البهجة والمتعة لدى الطلاب الآخرين كمشاهدين، مسببا متلازمة شديدة الثراء من المتعة والفكر عند الجميع.
كان المسرح الجامعي الذي أصابه ما أصابه من هزال وتهميش وانزواء سواء عن عمد أو غير عمد؛ شيئا عظيما نتمنى رجوعه وبقوة وأن يستعيد دوره وتأثيره حتى لا يصبح الحب الذي كان..!!!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المسرح الفن المواهب الجامعات مصر مصر جامعات الفن مواهب المسرح مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة رياضة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
مهرجان المسرح المدرسي العاشر يختتم فعالياته غدًا
"عمان": تُختتم غدًا فعاليات مهرجان المسرح المدرسي العاشر الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم، تحت رعاية المكرم الدكتور يحيى بن منصور الوهيبي عضو مجلس الدولة، ليشهد حفل الختام الإعلان عن أسماء الفائزين بالمراكز الأولى على مستوى مديريات المحافظات التعليمية المشاركة.
حيث يُكرَّم خلال الحفل الفائزون في مسابقة العزف الفردي، وتُكرَّم المحافظات التعليمية التي أحرزت المراكز الأولى في مسابقة العرض المسرحي، وتشمل الجوائز المراكز الأولى في العروض المسرحية، والنصوص، والإخراج، والديكور، والإضاءة، والموسيقى، والمؤثرات الصوتية، والأزياء، والإكسسوارات، والمكياج، وكذلك جائزة أفضل ممثل دور أول وثانٍ، وأفضل ممثلة دور أول وثانٍ، إلى جانب ست جوائز تشجيعية للإجادة في التمثيل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، كما تُكرَّم المؤسسات الداعمة للمهرجان.
وشهد المهرجان عددًا من العروض المتنافسة التي بلغ عددها خمس مسرحيات، حملت في مضامينها أفكارًا متنوعة، ورسائل علمية وتربوية، شكّلت في مجملها إبداعًا طلابيًّا في المشاركة الفنية الفاعلة، وأثمرت نتاجًا لمواهب متميزة في مستويات التمثيل والأداء المسرحي الطلابي.
اللعبة الممنوعة..
وقدّمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة صباح أمس مسرحية "اللعبة الممنوعة"، وذلك ضمن التنافس المسرحي للمهرجان، عرضت واقعًا مهمًّا من خلال فكرة المسرحية التي تفاعل مع أداء ممثليها الجمهور، حيث ناقش العرض مشكلة لعبة يلعبها الكثير من الطلبة في كل بيت عماني وعربي، تحتاج إلى التوجيه السديد والدائم للخروج من هذه اللعبة الخطيرة دون أضرار ومشاكل للأسنان بشكل خاص وللوقت والمذاكرة بشكل عام.
المسرحية من تأليف المعلمة أمل السابعية، وإخراج عبدالوهاب السلماني، وقدّم في ختام العرض ورقة تعقيبية المسرحي طاهر الحراصي، الذي أشاد بالنص المسرحي، مؤكدًا أن اختيار العنوان كان في غاية الذكاء، حيث يثير الفضول لمعرفة ماهية اللعبة الممنوعة، كما أشاد أيضًا بالتواصيف التي اختارتها الكاتبة في الأسماء المختارة للأسنان.
وقال الحراصي حول النص: إنه مكتوب بلغة بسيطة، وبأسلوب درامي متصاعد، وهو نص موجَّه وتربوي يحمل قيمًا جميلة جدًّا تتعلّق بالثقة بالنفس، والتعاون، والتسامح، واتخاذ القرار، كما أن الشخصيات مكتوبة بطريقة مدروسة تمثل أي مجتمع أو حتى في داخل الطفل نفسه.
وأشاد الحراصي بالبُعد التربوي للنص، وما حمله من رسائل قيّمة تتناغم مع عالم الطفل، وتخاطب وجدانه بلغة مبسطة ومعبرة، تُسهم في ترسيخ مفاهيم سلوكية إيجابية بأسلوب فني مبتكر.
وتحدّث معقّب المسرحية عن توظيف المخرج لأدواته الجمالية وتبسيطها وتوجيهها للجمهور المستهدف، واعتماده على التشكيل الجمالي، ومثنيًا على فكرة الصراع التي تحدث في فم الطفل، وقال الحراصي: "بالحديث عن الإضاءة فقد كانت موفقة إلى حد كبير ولكن الارتفاع هو الذي حدَّ من توظيف الإضاءة".
كما وجّه شكرًا وإشادة بتوظيف الموسيقى الحية، وإشادة بأداء الموسيقيين المميز، كما أن اختيار الغناء والموسيقى كان في جوانب قوية تجذب الجمهور المستهدف، حيث تنوّعت الموسيقى المقدمة بين المقطوعات الطربية ذات التقاسيم الحزينة، إضافة إلى حضور النغمات الموسيقية المليئة بالجو الطفولي المعبر عن المتعة واللعب.
وأشار الحراصي إلى أن العرض المسرحي قد تفاوت بين النص المكتوب، والمعالجة الإخراجية التي شاهدها الجمهور على المسرح، حيث كان النص يشير إلى أن الصراع بين الحلويات (شخصيات شرسة في النص)، ولكنها في العرض شخصيات لطيفة، والأسنان هي من تحاصرها.
هاشتاق حياة واقعية
وقدّم طلبة المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار عرضًا مسرحيًّا بعنوان: "هاشتاق حياة واقعية"، تناول خطورة استخدام الشبكة العنكبوتية والذكاء الصناعي، لا سيما من قبل الأطفال، وما يتسبّب به من مشاكل لا تُحمد عقباها، حيث يشاهد "حيان" في منامه مواجهته لهذا الخطر، ويحلم بأن الذكاء الصناعي قد أغراه وخدعه بالتبادل؛ ليجد نفسه في مأزق وأمام رفض قوي من الذكاء الصناعي للتراجع عن فكرة التبادل هذه، فيبدأ هو ومريم بإرسال استغاثة من العالم الافتراضي، ليساعدهما الخال غسان، وهو موظف في قسم مكافحة الجريمة الإلكترونية، في التخلّص من سيطرة الذكاء الصناعي.
حملت المسرحية عددًا من الرسائل التربوية والتعليمية المختلفة، وضرورة الانتباه من قبل أولياء الأمور إلى خطورة الحرية المطلقة في استخدام الأبناء للشبكة المعلوماتية أو وسائل التقنية المتطورة، وعلّق على المسرحية الدكتور سعيد السيابي، الذي أشاد بالأداء المسرحي.
وقدّم صباح اليوم العرض المسرحي لطالبات مدرسة هيماء للتعليم الأساسي بعنوان: "أنا أستطيع"، وهو من تأليف رشدة بنت سالم الراشدية، وإخراج سكينة بنت محسن اللواتية، وركّز العرض على رسالة ملهمة مفادها أن النجاح طريق يصنعه الإنسان بنفسه، وأن الإيمان بالقدرات الشخصية هو المفتاح لتحقيق الطموحات، بشعار: "سُلّم نجاحك أنت من ترسمه، أطلق العنان لعقلك، نعم تستطيع، فقط ابدأ، فلا حدود للنجاح".
كما قدّم العرض الختامي العرض المسرحي "نافذة الغربة" لطلبة مديرية الداخلية التعليمية، تأليف وإخراج: مرهون بن علي بن مرهون الشريقي.