عربي21:
2025-03-12@23:40:06 GMT

المسرح الجامعي.. الذي كان!!!

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

كان المسرح الجامعي بلا شك منارة لعاشقي الفن من الكليات غير الفنية لتشكيل ثقافتهم واكتشاف اللامع منهم من المواهب في جميع التخصصات: من التمثيل والإخراج والديكور إلى آخر علوم المسرح، لأنه ببساطة كان قائما على تضافر جهود الطلبة وتكامل ميولهم، كل على حسب شغفه في تقديم العرض المسرحي بمسابقة الجامعات، وكانت كل كلية تتعاقد مع كبار المخرجين وتستقدمهم ليقودوا العملية المسرحية، فكانت أسماء كسعد أردش وكرم مطاوع وجلال الشرقاوي وسمير العصفوري وهاني مطاوع، بل وقبلهم جميعا كان نجيب الريحاني الذي اتفق معه الطالب بكلية التجارة  في جامعة القاهرة وقتذاك، فؤاد المهندس، ليخرج لفريق الكلية.



وقد أثمرت تجارب المسرح الجامعي طوال مسيرتها كثيرا من الحراك الفكري والثقافي لأجيال متلاحقة من جامعات مصر، بل وأكثر من هذا، فقد تألق فيها على سبيل المثال فؤاد المهندس بمسرحية من إخراج نجيب الريحاني كما ذكرنا.

أثمرت تجارب المسرح الجامعي طوال مسيرتها كثيرا من الحراك الفكري والثقافي لأجيال متلاحقة من جامعات مصر
بل وظهرت أيضا نواة فرقة ثلاثي أضواء المسرح، وكانت في بدايتها مكونة من سمير غانم ووحيد سيف واسم ثالث هاجر فيما بعد خارج مصر، فتم استبداله بجورج سيدهم بعد تعارفه على سمير غانم، كل هذا من خلال المسرح الجامعي، ولأسباب خارجة عن إرادته اعتذر وحيد سيف عن الاستمرار في الفرقة، فحل محله الضيف أحمد.

وكانت فرقة ثلاثي أضواء المسرح التي انطلقت من كلية الزراعة، وهناك في كلية الحقوق كان الطالب الموهوب الذي تنم موهبته عن نجومية ستسطع في سماء الفن قريبا، فالتقطه المخرج سعد أردش الذي لفتت نظره بشدة موهبة هذا الطالب النابه رئيس قسم التمثيل في الكلية، فكان من سعد وأستاذيته المعهودة أن قام بتوجيه الطالب للالتحاق بالمسرح القومي.

وقد كان القبول بالمسرح القومي قاصرا على خريجي المعهد، ولكن سعد أردش أوجد استثناء لهذا الطالب، وقدم له أوراقه بنفسه، وعقد له امتحانا واجتازه الطالب بنبوغ وتفوق شديدين، فكان محمود ياسين الذي اختاره المخرج كرم مطاوع ليقدمه في مسرحية ليلة مصرع جيفارا، أمام الكبيرة سناء جميل، وكانت الانطلاقة.

وهكذا وفي كلية الزراعة بجامعة القاهرة كان رئيس قسم التمثيل النابه عادل إمام الذي تعرف على طالب آخر شديد التميز هو صلاح السعدني، ثم انضم إليهما سعيد صالح لينطلقوا جميعا من المسرح الجامعي إلى سماء النجومية.

كان المسرح الجامعي متنفسا لعاشقي الفن، وكذلك لتحقيق البهجة والمتعة لدى الطلاب الآخرين كمشاهدين، مسببا متلازمة شديدة الثراء من المتعة والفكر عند الجميع
وكانت كلية التجارة في جامعة القاهرة لها نصيب الأسد، فقد قدمت لنا صلاح عبد الله والعديد من المواهب التي لا تخطئها العين.

وأيضا جامعة عين شمس التي قدمت أحمد عبد العزيز مخرجا وممثلا، وكذلك مصطفى عبد المجيد كاتب السيناريو، ومحسن حلمي مخرجا، وكثيرين غيرهم.

نعم كان المسرح الجامعي متنفسا لعاشقي الفن، وكذلك لتحقيق البهجة والمتعة لدى الطلاب الآخرين كمشاهدين، مسببا متلازمة شديدة الثراء من المتعة والفكر عند الجميع.

كان المسرح الجامعي الذي أصابه ما أصابه من هزال وتهميش وانزواء سواء عن عمد أو غير عمد؛ شيئا عظيما نتمنى رجوعه وبقوة وأن يستعيد دوره وتأثيره حتى لا يصبح الحب الذي كان..!!!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المسرح الفن المواهب الجامعات مصر مصر جامعات الفن مواهب المسرح مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة رياضة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

المسرح السياسي في الجزائر.. كيف واجه عبد القادر علولة التطرف بالفن؟

في وقت كانت الجزائر تعيش واحدة من أصعب فتراتها التاريخية، وسط صعود الجماعات المتطرفة التي استهدفت المثقفين والفنانين، وقف عبد القادر علولة بمسرحه ليواجه الظلام بالفن، رافعًا راية التنوير في وجه الإرهاب، كان المسرح بالنسبة له أكثر من مجرد وسيلة ترفيه، بل أداة مقاومة فكرية ضد التعصب والانغلاق.

المسرح كأداة وعي سياسي

منذ بداياته، آمن علولة بأن المسرح قادر على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع، فاختار أن يكون مسرحه قريبًا من الناس، مستوحى من الحكايات الشعبية والتقاليد الجزائرية. لكنه لم يكتفِ بذلك، بل حمل أعماله رسائل سياسية واضحة، منتقدًا الأوضاع الاجتماعية ومسلطًا الضوء على قضايا القمع والاستبداد.

في أعمال مثل “الأجواد” و"اللثام” و"القوال”, قدّم علولة نقدًا لاذعًا للواقع السياسي والاجتماعي، مستخدمًا الفكاهة والسخرية كسلاح لمواجهة القهر والظلم، كان يطرح أسئلة وجودية عميقة حول الحرية والعدالة، محاولًا تحفيز الجمهور على التفكير بدلاً من تقديم إجابات جاهزة.

استهداف المثقفين في “العشرية السوداء”

في تسعينيات القرن الماضي، دخلت الجزائر ما يعرف بـ”العشرية السوداء”، حيث استهدفت الجماعات المتطرفة المثقفين والفنانين الذين اعتبروا رموزًا للتحرر والتنوير، وبصفته أحد أبرز الأسماء في الساحة الفنية، كان عبد القادر علولة في مرمى هذا العنف.

في 10 مارس 1994، تعرض علولة لمحاولة اغتيال أثناء خروجه من المسرح في وهران، حيث أُطلق عليه الرصاص من قِبل مجموعة مسلحة. وبعد ثلاثة أيام، فارق الحياة، ليكون أحد شهداء الكلمة والفن في الجزائر.

إرث علولة وتأثيره بعد رحيله

رغم رحيله المأساوي، لم تنطفئ شعلة مسرحه لا تزال أعماله تعرض حتى اليوم، وتحظى باهتمام واسع من قبل الأجيال الجديدة من المسرحيين، كما أن مهرجانات ومبادرات فنية عديدة تُقام تخليدًا لاسمه، تأكيدًا على أن أفكاره ما زالت حية

مقالات مشابهة

  • مستشفى الكويت الجامعي.. صرحٌ طبي عريق ينتظر طوق النجاة
  • كلية الهندسة والتكنولوجيا في الزيتونة تعقد اجتماعاً لأعضاء IEEE ZUJ
  • تنظيم فعالية "طبق خيري" لصالح صندوق رعاية الطالب الجامعي بالرستاق
  • تخريج الدفعة الثالثة من طلاب كلية الشرطة في دمشق
  • طبق خيري لدعم الطالب الجامعي بالرستاق
  • رئيس جامعة بنها يفتتح المعرض الخيري للملابس لطلاب كلية التربية النوعية
  • وزير الثقافة يشهد احتفالية قطاع المسرح بذكرى نصر العاشر من رمضان ويكرم أبطال أكتوبر ونجوم الفن
  • الفن المقتول والرواية المبتورة
  • المسرح السياسي في الجزائر.. كيف واجه عبد القادر علولة التطرف بالفن؟
  • إعلام الفيوم ينظم لقاء حواريا مع شباب كلية الخدمة الاجتماعية