بعد استهلال مسدار الحردلو (مسدار الصيد) بوصف مجالي الطبيعة إجمالاً عندما انكسر الحر (وخوّخت الشمس) وجادت النسائم بأنفاس الرياح الباردة في البطانة واشتعل نشاط الطير والموجودات..يتجه الحردلو إلى تتبّع أسراب الظباء..إنه يحبها من قلبه..!
تعرف لي مشاهيد الرقاد والفرّه
فلّاخ المصب بيهو بتبين تتورّا
فوق حيا فوق محل من الصعيد منجرّه
شاحد الله الكريم ما تلقى فيهو مضرّه
Expert in choosing their rest and grazing zones,
near branch streams in public they are seen
Across lush and dry terrain,
all the way from the upper lands they descend
Meet no harm may they,
to the all-gracious Lord I pray.


الحردلو يؤاخي هذه الظباء في تعاطفٍ أنساني حميم..إنه يتابعها بعين العطف الرءوم:
أب عراق فتق قرنو المبادر شرّه
الباشندي عمّت مهششيب الدرّه
من النقره كل حين فوق عليو منصرّه
ها الأيام محاريها القليعه أم غرّه..!
Ab-Arraaqis in full bloom;
Bashandi flowers lending their fragrance to the air
At the slightest sound, they "oryxes" shrink in fear,
in high terrain they take shelter
They should now be around Mount al-Gilaiaa umm Ghurra
..إن علاقته بهذه الظباء لا تختلف عن علاقته وشغفه بمعشوقاته الأوانس.. ويرجو الله في المربوع التالي ألا يحرمهن من نعمة السُقيا هذه المرّة:
قَدَمَت من هنا وبي ضانها سمعت كرّه
فوق كرتوت شخيتيراً تخيّن خرّه
قلّاتو الوهاط بي لشغه قَبلو محرّه
يا باسط النعم تسقيها في ها المرّه..!
Their sharp ears from afar picked a thunder,
A heavy mass of clouds showering on Mount Cartut.
Expansive depressions there sometimes held some water
May my gracious Lord treat them to a good sip this time…
**
وكلما يتوغل الحردلو في هذا المزاج والرئم العطوف بالظباء يزداد توهّج شعره بالدعاء (supplications) لهن من القلب:
مرقن يا مجيب لي جُملة السُّعال
شاحدك تجمعِن من مطبَق الحلّال
ماينقص حساب الدِرجو لو بي عجال
ونحن نجيب لهن في كل يوم موّال
They are already out,
My Lord, always there to respond to every distress call,
I implore You to protect them all,
Those short-haired from every tiny corner gather them
Not a single one missing
Every day we come up with a new verse, singing their praise
ويتواصل الدعاء الحار:
يا باسط الأراضي والسَبِعْ سموات
وكل البِدبي فوقن حافي وأب نعلات
دُغس العين تنجيهن من الآفات
لامن وخرّن "بيلا" المعيز جامعات
My Lord, who laid out the earth, erected seven heavens,
created all creatures, both barefoot and shod
Against all evils protect those dark-eyed,
until they steer clear of Mount Baila, no one missing
**
لا مجال لتتبّع كل مربوعات مسدار الصيد وعددهن كم أسلفنا (أربعون)..فهذا موفور في ديوانه وترجمتها الانجليزية موفورة في كتاب "عادل بابكر".. ولكن نشير هنا إلى مربوع يبلغ فيه الحردلو شأواً بعيداً من ثلاث جوانب؛ جانب الشغف الكبير والحميم بالظباء، وجانب دقة الوصف المُذهل واللماحية وسعة الخيال، ثم المقابلة (والانعكاس الشرطي) بين شغفه بالنساء وبالظباء بالتبادل ..واسباغ صفات النساء على الظباء وصفات الظباء على النساء...!!
في أحد المربوعات يصف الحردلو اللون الذي يتولّد من انعكاس أشعة الشمس في أصيل البادية على الظبية على امتداد خصرها وعظام الأفخاذ والبطن إلى الصدر..حيث ينتهي اللون الأصفر بخيط أبيض..وهنا يلتمع تشبيه الحردلو لهذا الخط وما دونه..بـ(قرابيب النساء)..!
و(القُرباب) هو الرداء الذي تتمنطق به المرأة حول الخصر وينسدل على النصف الأسفل من الجسد...وكأنه في حكم الـ (underwear)...!!
بت المن "قرين" مرقن على الجَبّال
في"بيّا وبلوس" ما بِرجن الوبّال
صُفراً دِرعتن تِدلى لا البهّال
وبيضة شاش قرابيبن تريع البال..!
أو:
From Mount Grain they slid toward the heights;
Wouldn't wait for the downpour in Biyya and Balous
A yellow streak running down to their thighbones;
Their (white skirts) are just fascinating..!
**
يا لظباء يخطرن في الإسكيرت الأبيض..!!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تقيم بالخليج تحكي قصتها مع أكل الوجبة الشهيرة “الكمونية” وتقول: (الكمونية بتزيد نسبة الجمال وود خالتي عاوز يفضحني أمام المتابعين عشان أكلتها)

تصدر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان, الترند بعد أن حظي بأعلى نسبة مشاهدات ومشاركات.

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين فقد أظهر المقطع الحسناء السودانية ونجمة السوشيال ميديا الشهيرة التي تقيم بإحدى دول الخليج جوري محمد, وهي تتحدث عن تجربتها مع أكل الوجبة السودانية الشهيرة (الكمونية).

وقالت الحسناء جوري, في حديثها الذي حظي بمتابعات واسعة: (الكمونية بتزيد نسبة الجمال وود خالتي عاوز يفضحني أمام المتابعين عشان أكلتها).

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تقيم بالخليج تحكي قصتها مع أكل الوجبة الشهيرة “الكمونية” وتقول: (الكمونية بتزيد نسبة الجمال وود خالتي عاوز يفضحني أمام المتابعين عشان أكلتها)
  • شاهد بالصورة والفيديو.. الناشط الشهير عثمان ذو النون يظهر في “لايف” مع حسناء فائقة الجمال ويحرضها على رفع حذاءها في وجه متابعيها والحسناء تستجيب
  • احتفالية كبرى بجامعة أسيوط بذكرى 30 يونيو بحضور اللواء الدكتور أسامة الجمال
  • حداء الإبل.. حكايات ومرويات التواصل مع الجمال بالجزيرة العربية
  • العيش بجوار المطارات يزيد خطر الإصابة بالسكري والخرف والضغط.. استشاري صحة يوضح
  • حصاد البيئة في أسبوع| نفوق حوت «كوفييه».. غرق لنش سياحي بمحمية وادي الجمال وإنقاذ الطاقم.. استكمال مراحل مسابقة «كلنا فايزين» لجمع وفصل المخلفات
  • خبير طاقة يضع روشتة تحل أزمة الكهرباء في مصر.. فيديو
  • الراعي رعى العشاء السنوي لكاريتاس لدعم المحتاجين: بالمحبة نتحدّى الواقع المر
  • “شربنا المر”.. بكري يناشد بحل أزمة الكهرباء بالتوقف المؤقت عن تنفيذ المشروعات الكبرى
  • جنوب السودان يشهد أكبر هجرة للحيوانات في العالم