سودانايل:
2025-02-03@06:04:33 GMT

التغويص داخل احزاب المعارضة السودانية

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

اتفق مع ما جاء في المقال الأخير للأستاذه رشا عوض حول الإختراقات التي أحدثتها الانقاذ داخل أحزابنا ومنظماتنا الوطنية. أعتقد أن المقال كان مسؤولا خاصة في توضيح حقيقة أن ذلك يجب أن لا يصرفنا عن النقد البناء والموضوعي بغرض مساعدة تلك المنظمات ومساعدة أنفسنا علي رؤية العيوب ومحاولة معالجتها.
لم يكن المقال المذكور هو الأول في التنبيه إلي مسألة الإختراقات والتغويص داخل الاجسام القيادية، فقد جاء ذلك التحذير من د.

الشفيع خضر سعيد في متن خطابه الذي كان قد وجهه إلي عضويه وأصدقاء الحزب الشيوعي عشية المؤتمر السادس ، ويمكن للقارئة الرجوع إلي ذلك الخطاب بمساعدة محرك البحث قوقل.
يهمني هنا التركيز علي محاولة تفسير قدرة الكيزان علي إحداث تلك الإختراقات وأهمها طبعا سيطرتهم التامة علي كل مقدرات الدولة وتوظيفها في شراء الناس في ظروف إقتصادية شديدة السوء كانوا هم من تسبب فيها طبعا لإحتكارهم كل شيء.
شبكة العلاقات الإجتماعية الممتدة في السودان أيضا تلعب دور قوي في التأثير علي تفكير وسلوك الافراد.
أسباب أخري مهمة ساعدت الكيزان وسهلت عليهم المهمة مثل الطابع المنغلق والمركزيه الخانقة وإنعدام المشاركة الديمقراطية لعضوية الاحزاب ، هذا فيما يتعلق بالاحزاب التي نمت وسط القوي الحديثة مثل الاخوان المسلمين والشيوعيين والقوميين من ناحية، والارتباط القوي بين الطائفة والحزب السياسي من ناحية أخري، أو ما عرف بارتباط القداسة والسياسية الذي لعب دورا مهما في التكوين القيادي للحزبين الكبيرين كالامة والإتحادي. هذا الثبات في الهيئات القيادية وإنعدام التجديد القيادي سهل من مهمة الكيزان لأن السيطرة علي شخصية قيادية في حزب معارض قد يضمن لهم التأثير علي قراراتها لعقود قادمة.
سبب آخر لا يقل أهميه يتعلق بضعف العمل الفكري والثقافي في سودان الإنقاذ لأسباب متعددة لا اود الخوض فيها لأن الجميع تقريبا ربما يكون ملما بها، لكني أشير فقط إلي طبيعه الأخوان المسلمين واستخدامهم للموروث الإسلامي السلفي دون إعمال للعقل النقدى، وهم في ذلك لا يختلفون عن اليهودي أو المسيحي أو البوذي ممن نشأوا علي دين آبائهم.
فالسلفي المسلم كان يمكن أن يكون بوذيا أو يهوديا أو مسيحيا متعصبا طالما ظل مصدقا بكل الموروث الديني الذي ولد وتربي عليه.
هذا الجانب مهم في عملية التجنيد للكيزان لأن هناك من الناس من له قابليه، بل وحاجة ماسه للروحانيات عن طريق الايمان، أيا كان ذلك الايمان اعمي، أم عن وعي وإدراك، لايهم.
بينما هناك أناس طبيعتهم تميل إلي المعرفة وهي التي تحقق لهم ذلك الامتلاء الروحي fullness.
الفئة الاخيرة من الناس هي من تمتلك المناعة ضد فيروس الإسلام السياسي رغم كل الظروف المحيطة والغير مواتية في السودان.
بالنسبة للفئة الاولي من البشر التي تميل إلي الايمان أيا كان فإنها تجد سندا كبيرا من العقل الجمعي في السودان والمنطقة العربية والافريقيه حيث الإيمان و"اليقين " هما القيم الايجابية التي يجب علي الإنسان أن يتحلي بها، خاصة مع ما يصاحبها من شعور زائف بالرضا عن النفس complacency وذلك في مقابل الشك الذي يعتبر قيمة سالبة مع أن الشك هو الذي يولد القلق وبالتالي المعرفة النسبية والنشاط الذي يقود إليها.
يمكن ملاحظة حقيقة أن الأيديولوجية تستند إلي المعرفة اليقينية تماما كالإيمان الأعمي ، لا فرق، وتعتبر ضالة من ينشدون اليقين ويهابون الشك والقلق ويهربون منه بالركون لليقين تارة والارتقاء في أحضان القطيع تارة أخري وتبني ثقافة شعبوية popularism. وهذا ما يفسر حرص كيزان السودان علي إظهار إستقلالية عن تنظيم الاخوان الأم في مصر لأن الإقتراب من اخوان مصر قد يساهم في إغترابهم عن القطيع alienation، وهو امر شبيه بحرص الشيوعي علي إضافة كلمة السوداني في نهاية إسم الحزب، بحيث لايكتمل إسم حزبهم إلا بذكر الإسم كاملا وغير منقوص "الحزب الشيوعي السوداني" .

طلعت محمد الطيب

talaat1706@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الاعيسر: ندين بشدة الهجوم الإرهابي الغادر الذي شنته ميليشيا الدعم السريع المتمردة على سوق صابرين

‏ندين بشدة الهجوم الإرهابي الغادر الذي شنته ميليشيا الدعم السريع المتمردة على سوق صابرين في مدينة أم درمان اليوم، والذي أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين الأبرياء، بينهم أطفال ونساء وكبار السن، بالإضافة إلى دمار واسع في الممتلكات الخاصة والعامة.‏يُضاف هذا العمل الإجرامي إلى السجل الدموي لهذه الميليشيا، بعد قصفها لمدينة الفاشر ومعسكرات النازحين والأحياء السكنية في مدينة أم درمان ومناطق أخرى من السودان، ما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.‏إن حكومة السودان تقف إلى جانب أسر الضحايا وكل المتضررين من هذا الهجوم الإرهابي، وكذلك الهجمات السابقة في مناطق أخرى، وتدعو المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى تصنيف هذه الميليشيا كمنظمة إرهابية، ومحاسبة المسؤولين عن القتل الجماعي وهذه الجريمة البشعة، وعلى رأسهم المتمرد الهارب محمد حمدان دقلو، وكذلك الدول التي تمده وميليشياته والمرتزقة بالأسلحة التي أودت بحياة المدنيين الأبرياء.‏وفي الوقت ذاته، نؤكد على ضرورة حماية المدنيين في جميع الأوقات وفي كافة مناطق السودان، وضمان عدم تعرضهم لأي تهديدات. كما نجدد التزام حكومة السودان الكامل بحماية شعبها، ودعم المؤسسة العسكرية الشرعية ممثلة في القوات المسلحة السودانية، لمواصلة تضحياتها في الدفاع عن الشعب السوداني، والعمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.‏خالد الإعيسر‏وزير الثقافة والإعلام‏الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • درع السودان، الذي انخرط تحت قيادة عسكرية بدا أكثر انضباطاً وحيوية
  • المستشار العام لسفارة السودان “فعاليات الخرج” رسمت الفرح على الجالية السودانية
  • تناول ناقد للتقارير التي تدعي وجود مجاعة في السودان
  • برعاية سفارة السودان بالقاهرة ومبادرة من كُلِّيتي الإمام الهادي وأمدرمان للصحافة انعقاد ورشة إعادة إعمار الجامعات السودانية
  • لازم تقيف ..طالما استخدمت قحتقدم هذا الشعار بالتزامن والتناسق مع الإرهاب الذي يمارسه حلفاؤهم
  • الاعيسر: ندين بشدة الهجوم الإرهابي الغادر الذي شنته ميليشيا الدعم السريع المتمردة على سوق صابرين
  • قال لي.. يا مصطفى بقيت داعم الكيزان
  • هذه هويّة الشخص الذي عُثِرَ على جثته يوم أمس داخل مجرى نهر أبو علي
  • تداعيات الحرب السودانية تفاقم معاناة جبال النوبة
  • الإعيسر يبحث مع المشرفين على مشروع حماية التراث الحي في السودان سبل حماية الآثار السودانية