د. حمدوك.. إن عاد للمرة الثانية، “حبابو”، وإن لم يأتِ، فلن نبكِ عليه؟
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
بقلم: إبراهيم سليمان
ليس من العدل، افتراض نجاح الإنسان من الفرصة الأولى في أي اختبار، ومن القساوة اشتراط عبور القيادي السياسي من أول وهلة، لذا قال المنصفون، الكل يستحق الفرصة الثانية. لسنا بصدد تقييم تجربة د. حمدوك كرئيس لحكومة ثورة ديسمبر الانتقالية بصورة شاملة، بقدر ما نحو بصدد توجيه لوم خفيف، وعتاب مستحق.
بلا شك أن د. عبدالله حمدوك عرف نقاط إخفاقه، ولا يتوقع منه أحد، أن يعيد نفس التجربة بذات المعطيات، وبذات الشخوص الذين استعان بهم كتنفيذيين أو مستشارين، إن سنحت له الفرصة للمرة الثانية، وما ترأسه لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" كأوسع تجمع مدني، يؤمن بالتحول الديمقراطي، إلا خطوة متقدمة في مشوار عودته، سيما وأنّ المجتمع الدولي، يكاد لا يعرف أحد ولا يعترف بسياسي سوداني في الوقت الراهن غير د. عبدالله حمدوك.
عندما أتى د. حمدوك لتولي الوزارة قادماً من أديس أبابا في خريف عام 2019م، كانت توقعاتنا، أو تكون أولى زياراته، لأهالي الجيلي، كانت حينه، المنطقة برمتها تتنفس تحت مياه الفيضانات، وكانت حياة الناس بمنطقة الجيلي مهددة بصورة مروعة، ولكن د. حمدوك اختار زيارة قصر الإمام الصادق المهدي (عليه الرحمة والمغفرة)، في ودنوباوي، بدلا عن الجيلي. يبدو أن د. حمدوك كان يراهن على السند السياسي، في حين أن توقعاتنا كانت أنه سيراهن على السند الشعبي الإنساني، فخابت توقعاتنا، وخسرنا الرهان، وخابت تقديرات د. حمدوك في مريم الصادق كوزيرة خارجية، وهي الغائبة عن محفل "تقدم" الأهم!
خاب ظننا مرة أخرى، خلال انعقاد المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" حوالي الخمسة أيام أمد فعاليات الحدث الكبير، توقعنا أن يهتبل د. حمدوك سانحة الحضور الدولي والإثيوبي المكثف، لتوجيه نداء إنساني ملح وعاجل لإغاثة اللاجئين السودانيين، الذين تفرقت بهم السبل، وتقطعت بهم الأسباب، وسط أدغال إقليم أمهرة الوعر، وبيئته القاسية، نتمنى، أن يكون قد حدث ذلك ولم نسمع به.
تظاهر اللاجئون السودانيون في معسكراتهم، ودخلوا في إضراب على الطعام، آملين أن يلتفت أحد إلى معاناتهم، أو أن تكترث جهة إلى مأساتهم الإنسانية، إلى أن ساق الله إليهم د. حمدوك بجلالة قدره، ومعه أكثر 650 شخصية سودانية، بغرض التأسيس لمستقبل سياسي واعد للبلاد، فمن العار أن يستمتع كل هذا العدد الهائل من القادة السودانيين، بالخدمات الفندقية الراقية، دون أن يخطر ببطال أحد ما يعانيه اللاجئ السوداني، على بعد مئات الكيلومترات من مقر المحفل؟
ليس مستبعدا، أن هنالك ورشة عقدت بشأن اللاجئين ضمن الورشة التصعيدية للمؤتمر "تقدم" التأسيسي، وبالتأكيد هنالك ممثلا لللاجئين والنازحين، فلا يعقل ألاّ يلتفت أحد إلى ما يتعرض له السودانيين في أدغال وغابات الهضبة الأثيوبية في إقليم أمهرة وحول مدنية قندر!
تجدر الإشارة هنا، أنه وبطلب من الفريق حميدتي خلال لقائه بالرئيس الأثيوبي في شهر ديسمبر الماضي، تم إعفاء السودانيين الفارين من ويلات الحرب، والمتواجدين في أثيوبيا من رسوم تجديد تأشيرات الدخول وهو مائة دولار أمريكي، لمدة ثلاثة أشهر، ونظن أن تلك اللفتة الكريمة من السلطات الأثيوبية لا تزال سارية المفعول.
لم يطالب اللاجئون السودانيون في إقليم أمهرة المن والسلوى، مثلهم ومثل غيرهم، ما الذي يمنع نصب خيام في مناطق مناسبة لهم، والسماح للمنظمات الإنسانية الدولية أن توفر لهم مقومات الحياة من أمن وإطعام وإيواء وتعليم؟ كما ظلت السلطات السودانية تفعل لللاجئين الأثيوبيين عبر التاريخ، والذين لا يزالون يعسكرون بمئات الآلاف في مخيمات لائقة حول مدنية القضارف والقلابات وكسلا؟
من الوارد أن يسئ القيادي السياسي التقدير، ومثل هذا التقصير المتكرر، من د. حمودك كرجل دولة، يتجاوزه اللوم، ليصل إلى مستشاريه الكثر حد التدافع والزحام، والذين نراهم، استعادوا مواقعهم، من حيث المسافة منه كما في عهد الحكومة الانتقالية.
لذا، إن عاد د. حمدوك للوزارة، للمرة الثانية، فمن حقه، ومرحباً به، ونأمل أن يراجع نفسه، ومستشارية دون مكابرة، ومراقبة توجهات الرأي العام بعقل مفتوح، وإن أفسح المجال لغيره، فالتأكيد سيكون حاضراً، وعضدا لمن يكلف.
بالطبع، هذا الأمر برمته، مرهون بمآلات المواجهات العسكرية الدائرة الآن، وبنود الاتفاق السياسي المرتقب لإنهائه، والذي لابد منه وإن طال أمد الحرب. نأمل أن تكون "تقدم" حاضرة في طاولة تلك المفاوضات، في جِدة كانت أم في أم جِدادة.
//أقلام متّحدة ـــ العدد ــ 152//
ebraheemsu@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
المملكة تكشف النقاب عن مشروع “أرض التجارب لمستقبل النقل” الأكثر تقدمًا من نوعه في العالم
المناطق_واس
أطلقت وزارة النقل والخدمات اللوجستية، بالشراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” وبالتعاون مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، مبادرة “أرض التجارب لمستقبل النقل”، التي تمثل نقلة نوعية في مسيرة تطوير قطاع النقل في السعودية والممتد أثرها عالميًا، وتبلغ مساحة المشروع 1,56 كيلومتر مربع داخل حرم جامعة “كاوست”، ويعد منصة فريدة لاختبار أحدث ابتكارات النقل البري والجوي والبحري.
ويهدف مشروع “أرض التجارب لمستقبل النقل” في دعم أولويات المملكة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، إلى جانب جذب الاستثمارات والابتكارات العالمية، وقيادة الابتكار في حلول النقل الذاتية والمستدامة والذكية عبر توفير بيئة محكمة وآمنة لاختبار وتطوير حلول نقل أكثر أمانًا وكفاءةً واستدامة بيئية, ويُتوقع أن تسهم في توفير فرص عمل، وتحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز السلامة المرورية، والحد من الحوادث المتعلقة بالمركبات.
أخبار قد تهمك نائب وزير الداخلية يستقبل سفير جمهورية الصومال لدى المملكة 28 أبريل 2025 - 9:13 مساءً الهيئة السعودية للمياه تضبط أكثر من 1500 مخالفة 33% منها توصيلات غير نظامية لشبكة المياه والصرف الصحي 28 أبريل 2025 - 8:29 مساءًوأكد معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر أن هذه المبادرة الطموحة ستعزز الشراكة الإستراتيجية مع جامعة “كاوست” من خلال إطلاق أول أرض تجارب متكاملة لأنماط النقل على مستوى المنطقة، وبناء بيئة فريدة لاختبار الأفكار المتقدمة؛ وتوظيف القدرات البحثية في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، وأنظمة القيادة الذاتية لدعم برامج التطوير لحلول النقل المستقبلي، وترسيخ مكانة المملكة مركز عالمي للابتكار في مستقبل التنقل الحديث والمستدام، وفق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.
بدوره أفاد معالي مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية للتخطيط والتطوير الدكتور عبدالله الأحمري أن هذا التعاون يُمثل فصلًا جديدًا في جهود التكامل بين الوزارات لتمكين القطاعات الصناعية وقطاع السيارات في المملكة العربية السعودية من تحقيق كامل إمكاناتها، وسيؤدي مشروع ميدان أرض التجارب دورًا محوريًا في تحقيق المستهدفات ضمن إطار الإستراتيجية الوطنية للصناعة، من خلال توفير منصة للمصنعين والموردين لاختبار واعتماد وتوسيع نطاق تقنيات المركبات المتقدمة، ويعزز هذا المشروع الطموح في ترسيخ مكانة المملكة كمركز إقليمي لصناعة السيارات والابتكار..
من جانبه قال رئيس كاوست البروفيسور إدوارد بيرن: “تُعد هذه الشراكة التاريخية مع وزارة النقل والخدمات اللوجستية خطوة كبيرة لوضع المملكة على خارطة الابتكار في مجال تقنيات النقل, وستشكل أرض التجارب لمستقبل النقل محفزًا لتعاون الباحثين والشركات الناشئة والصناعة معًا لصياغة حلول نقل حقيقية, ونحن في كاوست فخورون بأن نكون شريكًا موثوقًا في تشكيل مستقبل النقل في المملكة والعالم.
وستستفيد وزارة النقل والخدمات اللوجستية من أبحاث كاوست في مجالات علوم البيانات والتحليلات والروبوتات والذكاء الاصطناعي، مع الاستفادة من خبرتها في هندسة المواد وحلول الطاقة النظيفة وستسهم الشراكة في تنمية الكوادر الوطنية المحلية من خلال برامج الدراسات العليا في الجامعة.
ويمثل المشروع منصة اختبار مستقبلية، ومتعددة الوسائط، مصممة لتسريع الابتكار في مجالات النقل البري والجوي والبحري وستتيح اختبار المركبات ذاتية القيادة، وطائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية (eVTOL)، والطائرات المسيّرة في قطاع النقل اللوجستي، والتقنيات البحرية، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وأنظمة الدفع المتقدمة, جميعها ضمن بيئة متكاملة تدعم أحدث أنظمة الاستشعار والاتصالات واختبارات السلامة.
وتعد هذه المبادرة الوطنية الطموحة تجمع بين الريادة في الابتكار، والخدمات اللوجستية، والتنمية الصناعية، وتحظى بدعم برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب)، أحد أهم برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، مما يجعلها محركًا رئيسيًا لتسريع طموح المملكة لتصبح مركزًا عالميًا للصناعات المتقدمة والتنقل الذكي، كما تسعى هذه المبادرة إلى دعم وتطوير حلول نقل مستدامة ومتصلة تتناسب مع الظروف المميزة لمنطقة الخليج.
وعلى هامش إطلاق مشروع “أرض التجارب لمستقبل النقل”، أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية ووزارة النقل والخدمات اللوجستية عن تعاون مشترك ضمن مبادرة وطنية لتمكين البنية التحتية الخاصة بقطاعات تصنيع المركبات والنقل والخدمات اللوجستية, وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز القدرات التقنية، وتوطين التقنيات المتقدمة، وتحفيز الاستثمارات ذات الأثر العالي، التي تسهم في صناعة حديثة بقيادة الكفاءات الوطنية السعودية.
وسيُنفذ المشروع على عدة مراحل، بدءًا من تجهيز البنية التحتية والتقنية، يليها استقطاب الشركاء الرئيسيين، على أن يكتمل المشروع بالكامل بحلول عام 2029، مما يمثل علامة فارقة في مسيرة المملكة نحو مستقبل النقل والابتكار.