خمسة أعوام على جريمة مجزرة فض الإعتصام
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
نصف عقد من الزمان يمر بسرعة الرياح على واقعة فض اعتصام القيادة العامة للقوات المسلحة بالعاصمة الخرطوم؛ والتي شهدت واحدة من أبشع المجازر الموثقة تحت سماء الخرطوم بحق مئات من الشباب العُزّل الذين لا يحملون سوى حلمهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم المتمثلة فى شعارهم المتواضع جداً "حرية، سلام وعدالة… مدنية خيار الشعب".
كان كل حلمهم هو أن ينعم وطنُنا السودان بشيء من الديمقراطية بالمفهوم المدني المعاصر؛ بعيداً عن ثعلبية العسكر والأحزاب المؤدلجة التي تخشى تلك الشعارات كخشية الحُمر المستنفرة من زئير القساور.
*خمسة أعوام مضت، ولم يُسمَّ فاعل ذلك الفعل الشنيع، على الرغم من أن العالم كله شهد على أنّ القوات المسلحة ،الدعم السريع، الشرطة الشعبية، الاستخبارات العسكرية، الأمن الوطني والأمن الشعبي المعروف أيضاً بكتائب الظل هي من فعلت ذلك؛ بشهادة كل من الكباشي في -تصريحات حدث ما حدث-، كاميرات بعض المعتصمين الناجين وإفاداتهم، بجانب كاميرات المصورين من الجنود المشاركين في فض الاعتصام؛ والذين عادة ما كانوا وما برحوا يستخدمون ذات العبارات التي باتت مستهلكة هذه الأيام فيلقنونها لمن وقع في قبضتهم من خصومهم مع تغيير طفيف حول مضمونها: " قُل عسكرية"،" قل جاهزية" ،"قُل بااااع!" ونحو ذلك؛ في محاولة غبية لتغيير قناعات "الجيل الراكب رأس" للقبول بالحكم العسكري.
*مرت خمس سنوات حسوماً و٣٠٠٠ من جثث الثوار الذين أطلق عليهم اسم "المجهولين " ما فتئوا يتوسلون في صمتهم مستغيثين من ظلمات المشارح ذات الثلاجات المهترئة المفتقرة تماماً للكهرباء والتبريد.
إلا أن المحزن حقاً هو أن الحكومة الانتقالية بشقيها المدني والعسكري طيلة فترتيها(قبل اندلاع الحرب الحالية) لم تلتفت أو حتى تفكر في السعي إلى نقلهم إلى مثواهم الأخير لإراحتهم من نهش الكلاب الضالة والفئران والحشرات؛ رغم نداءات رفاقهم بذلك. ورغم شكاوى السكان المحيطين المتكررة من العفن الذي كان يغطي الأرجاء نتيجة لتحلل تلك الاجساد الثائرة . إلى أن اختلطت مؤخراً بروائح الجثث الجديدة التي جاءت نتيجة للعراك الجاري بين قتلة الثوار "الجيش &الدعم السريع".
"ولا يظلم ربُّك أحداً ".
*اليوم وقد مضى عام وشهر على انطلاق صراع الفاعلين؛ لكن لا زالا مصرّين على إنكار معرفتهما بمنفذ فض الاعتصام!
ليضعوا المواطن في حيرة من أمره متسائلاً: هل مناصرة هؤلاء (هذين الطرفين المتقاتلين ) أحدهما أو كلاهما، ستفضي إلى تحقيق العدالة والقصاص من قاتلي الشعب السوداني الذين من بينهم ضحايا فض الاعتصام ؟
هل دعمنا للدعم السريع أو الجيش سيمنع تكرار حدوث ما حدث أمام القيادة العامة في الثالث من يونيو 2019 وما تلاها؟
وكم من الأرواح البريئة يجب أن تزهق قبل أن يتعلم الجيش ودعمه السريع بأن مهمتهم الأساسية في الوجود هي حماية هذا الشعب، لا قتله؟
أخيراً يبقى لسان حال المواطن السوداني المرتعب النازح الملكوم قائلاً: أوقفوا هذه الحرب فوراً أيها الحمقى وارفعوا أيديكما عن السودان!
فجميعكم غير جدير بقيادة هذا الشعب الذي ما كان له أن يتعس لو لاكم.
أحمد محمود كانِم
إنكلترا/ بولتون
2 يونيو 2024
amom1834@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
السودان.. الجيش يقترب من القصر الرئاسي وهروب لقوات الدعم السريع
شمسان بوست / متابعات:
حقق الجيش السوداني تقدما ملحوظا في وسط الخرطوم ليضيق الخناق أكثر على قوات الدعم السريع المتواجدة في القصر الرئاسي والمقار الحكومية الأخرى بمركز المدينة.
وقال قائد سلاح المدرعات نصر الدين عبد الفتاح إن الجيش على مشارف إكمال المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية بتحرير ما تبقى من ولاية الخرطوم.
وانطلق جنود سلاح المدرعات من مواقع تمركزهم في جسر الحرية الرابط بين أحياء جنوب الخرطوم ووسط المدينة وسيطروا على مواقع حيوية كانت تنتشر فيها قوات الدعم السريع.
وقال قائد كتيبة البراء بن مالك المصباح أبو زيد في مقطع فيديو بثته منصات تابعة للجيش: “القوات المسلحة سيطرت على نادي الأسرة والخرطوم 3 وجزء من الخرطوم 2، وعازمة على الوصول إلى القصر الرئاسي”.
وتعهد بالقضاء على عناصر الدعم السريع التي تحتمي بالقصر لرئاسي وعدم السماح لها بالمغادرة.
وأعلن إعلام سلاح المدرعات أن الجيش سيطر بشكل كامل على موقف “شروني”، علاوة على أبراج النيلين، بجانب جسر “المسلمية”. وجميعها تقع قريبا من القصر الرئاسي.
وأعلنت منصات موالية للجيش التحام قوات سلاح المدرعات مع القوة الموجودة في القيادة العامة للجيش والسيطرة على آخر منفذ كانت تستغله قوات الدعم السريع للتحرك.
وبوصول الجيش السوداني إلى “شروني” وسيطرته على أبراج النيلين، والمواقع المحيطة يكون أحكم الحصار بشكل كامل على قوات الدعم السريع المتواجدة في القصر الجمهوري ومنطقة وسط العاصمة.
وهدد قائد قوات “الدعم السريع” السودانية محمد حمدان دقلو “حميدتي” بتصعيد جديد في المعارك مع الجيش، مؤكدا أن قواته لن تنسحب من القصر الرئاسي ومن العاصمة الخرطوم.