بوابة الفجر:
2024-12-23@11:28:19 GMT

مصر سابقة بخطوة.. وبايدن ونتنياهو يناوران

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر صحفي متحدثا عن جهوده للتوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة ووقف الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين العزل في القطاع، معلنا مقترحا إسرائيليا لوقف الحرب.

الغريب أن المقترح الذي نسبه بايدن لإسرائيل، هو المقترح نفسه الذي تقدمت به مصر لفرض الهدنة ووقف الحرب، منذ أسبوعين ووافقت عليه المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، متمثلة في مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، قبل أن ترسله إلى تل أبيب للموافقة عليه، لترفضه فورا بعدما أعلنت حماس عليه.

المقترح المصري للهدنة بضمان مصر وأمريكا وقطر، نص على 3 مراحل الأولى 40 يوما والثانية والثالثة 24 يوما، تشمل المرحلة الأولى: وقف مُؤقت للعمليات العسكرية وانسحاب الاحتلال بعيدا عن المناطق السكانية المكتظة قرب الحدود بجميع مناطق القطاع عدا وادي غزة، ووقف الطيران لمدة 8 ساعات يوميا ولـ10 ساعات خلال أيام إطلاق سراح المُحتجزين والأسرى، وبدء عودة النازحين وإدخال 500 شاحنة منها 50 شاحنة وقود نصفها إلى مناطق شمال القطاع.

بينما تشمل المرحلة الثانية، 42 يوما، تشمل الاتفاق على ترتيبات عودة الهدوء الدائم وإعلان بدء سريانه قبل بدء تبادل الأسرى المجندين، وانسحاب الاحتلال خارج غزة، وبدء ترتيب عملية إعادة الإعمار الشامل، فيما تشمل الثالثة 42 يوما تشمل تبادل جثامين الأسرى الفلسطينين مقابل جثامين العدو، وبدء مرحلة إعادة الإعمار الشامل، التي يستمر لمدة 5 سنوات.

المقترح الذي أجمعت عليه معظم دول العالم، بما فيها أمريكا، يبدوا أنه أزعج الاحتلال الذي جن جنونه فور إعلان المقاومة الموافقة عليه، وراح يكيل الاتهامات لمصر بأنها حرّفت المقترح لخدمة المقاومة، عكس الحقيقة، فقد كان مندوب أمريكا ومدير مخابراتها حاضرا ووافق عليه بنفسه، وتوافقت عليه أيضًا أمريكا، والعجيب أيضًا أن أمريكا نفسها ادعت أن الاتفاق قد حرَّف في موقف أثار الجدل وقتها، ليتكشف فيما بعد -من وجهة نظري- أن الصدمة الأمريكية-الإسرائيلية، نتجت من موافقة حماس على المقترح، فقد كانت الدولتان تتوقعان رفض حماس للمقترح.

وبعدها بأسابيع قليلة، وبعد القرار التاريخي لمحكمة العدل الدولية بمطالبة إسرائيل بوقف العملية العسكرية في رفح، وتوصية المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بإصدار مذكرات الاعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير جيش الاحتلال يوآف جالانت وقادة حماس الثلاثة: يحيى السنوار، وإسماعيل هنية، ومحمد الضيف، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية، وزيادة العزلة الدولية على إسرائيل سياسيا وشعبيا، وما استتبع ذلك من التململ الأمريكي الذي أصبح سيئ الوجه أمام العالم، بسبب دفاعه عن تل أبيب دبلوماسيا وعسكريا، فضلا عن عدم تحقيق أي هدف للاحتلال في القطاع، وجد بايدن أنه مطالب بتقديم مقترح ادعى أنه إسرائيلي لتحقيق الهدنة.

الأسباب السابقة التي ذكرتها، التي أعتقد من وجهة نظري سبب إعلان مقترح بايدن الأخير، الذي يمثل طوق نجاة لنتنياهو وحكومته وجيش احتلاله، يضاف إليها سبب أكبر وهو اقتراب الانتخابات الأمريكية، ومحاولة بايدن الظهور أمام الأمريكين والعالم بأنه يحاول منع اتساع الحرب وإراقة المزيد من الدماء «قلبه على الفلسطينيين»، وهو أبعد من ذلك بكثير.

بالعودة إلى المقترح الذي أعلنه بايدن ونسبه إلى إسرائيل، وقال إنه سيسعى إلى ضمان تنفيذه، فقد نص على خطة من ثلاثة مراحل لإنهاء الحرب، تشمل الأولى وقف إطلاق نار كامل وشامل، وانسحاب الاحتلال من المناطق المأهولة، وإطلاق سراح رهائن، وعودة الفلسطينيين لمنازلهم بجميع مناطق غزة، وإدخال 600 شاحنة يوميًا للقطاع لمدة 6 أسابيع، تجري خلالها محادثات بين إسرائيل وحماس للوصول للمرحلة التالية قد تطول لفترة أطول إذا استمرت المفاوضات.

بينما نصت المرحلة الثانية، على نهاية دائمة للأعمال القتالية، وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين على قيد الحياة، وانسحاب الاحتلال من غزة، فيما شملت المرحلة الثالثة إعادة الإعمار وإعادة الجثث.

وبالنظر إلى المقترح الذي ادعى بايدن أن إسرائيل تقدمت به، نجد أنه هو نفسه المقترح المصري لحلحة الأزمة، ولكن الأمريكي أعاد تقديمه مدعيا أنه منسوب لإسرائيل، وأعتقد أن ذلك لسبيين، أن إسرائيل تريد أن يكون الحل من عندها وتظهر في ثوب يحفظ ماء وجهها، بأنها هي من تقدمت بالمقترح، ومن ثم توافق عليه حماس وفصائل المقاومة، والثاني أن أمريكا وإسرائيل لا تريدان أي حلول لإطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة، وهذا الأقرب من وجهة نظري إلى الحقيقة، فمن مصلحة إسرائيل وحليفتها أن تسوي القطاع بالأرض وتصفية القضية، لبسط كامل سيطرتها على الأرض تحقيقا للحلم الأكبر «إسرائيل الكبرى» والاستيلاء على خيرات القطاع من مخزون البترول في ساحل غزة، وشق قناة بن جوروين التي يسعى من خلالها إلى ضرب قناة السويس.

كما أن المقترح بصيغته الحالية فضفاض تحوم حوله الكثير من الشكوك مثل تصريح الرئيس بايدن بأنه «سيسعى لضمان تنفيذه»، وهي كلمة لا تتناسب مع اتفاق بهذا الحجم بعد إراقة كل هذه الكمية من الدماء، فما الضمان الملزم للاحتلال، إذا خرق الهدنة وواصل قتاله بعد الحصول على الرهائن، هل مجرد السعي الأمريكي سيكون ملزما لإسرائيل أم وقتها ستواصل سياسة «الطبطة» على الاحتلال؟

ومن بين الشكوم التي تحوم حول المقترح أيضا، عدم التطرق إلى مصير كامل مناطق القطاع التي دخلها الاحتلال والشريط الحدودي الموازي لمصر، وكذلك فكرة تسليم الرهائن قبل انسحاب الاحتلال بشكل كامل، وما يتيح ذلك للاحتلال في تحقيق مبتغاه من الحصول على الأسرى دون الانسحاب الكامل وبالتالي استكمال مهمته في تسوية القطاع بالأرض وإراقة المزيد والمزيد من الدماء.

على كل، فقد أثبتت الأيام أن مفتاح الحل لتلك الأزمة الدائرة في القطاع، في يد مصر، وأنه لو صدقت النوايا من جميع الأطراف وانصاعوا لطاولة المفاوضات على أرضية الرأي والمقترح المصري، فستنتهي الحرب فورا، وتنتهي معها معانات مئات الآلاف من الأبرياء في القطاع الذين لا ناقة لهم ولا جمل، ولن تتسع رقعة الحرب وقتها.   

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي جو بايدن جو بايدن بايدن هدنة هدنة في قطاع غزة قطاع غزة غزة وقف الحرب الاحتلال قوات الاحتلال حماس حركة حماس المخابرات المركزية وكالة المخابرات المركزية وادي غزة المقاومة محكمة العدل الدولية العملية العسكرية المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مذكرات الاعتقال رئيس وزراء الاحتلال جيش الاحتلال يواف جالانت يحيى السنوار مقترح بايدن الانتخابات الأمريكية وانسحاب الاحتلال المقترح الذی فی القطاع

إقرأ أيضاً:

ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟

بقلم: إبراهيم سليمان

ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
عند الحديث عن خسارة أمرٍ ما، لابد من توضيح الحساب بكافة المعطيات، ورصد الناتج والمحصلة النهائية التي لا تقبل الجدل، ورغم ذلك هنالك تقديرات، يمكن النظر إليها من زوايا مختلفة، ولا يحمد السوق إلا من ربح. وقديما قيل، "الجمرة بتحّرق واطيها" وقيل أيضا "من يده في الماء ليس كمن يده في النار"

يبدو أن حكومة بورتسودان، بقيادة الجنرال البرهان، تشمر، للتعري من ثيابها، وتستعد للخروج عن طورها، من خلال اتخاذها عدة إجراءات تعسفية، تنم عن اليأس وعدم المسؤولية الوطنية، منذ اندلاع الحرب الحالية، قطعت خدمات الاتصالات عن أقاليم غرب السودان، وحرمت مواطنين على الهوية من الأوراق الثبوتية، حظرت عليهم خدمات السجل المدني، وأخيراً عمدت الإتلاف الإجمالي للعملة والوطنية في حوالي أكثر من ثلثي أقاليم البلاد، من خلال تغيرها في مناطق سيطرة الجيش على ضآلتها، حرمان الآخرين منها، وأخراً الإصرار على إجراء امتحانات الشهادة السودانية لحوالي مائتي ألف طالب طالبة، وحرمان حوالي أربعمائة آخرين في بقية أرجاء البلاد!

بهذه الخطوات المتهورة، وغير المسؤولة، لم تترك حكومة بورتسودان، للمستهدفين من أبناء الشعب السوداني، الذين يمثلون الغالبية العظمي، سوى المضي قدماً ودون التردد أو الالتفات إلى الوراء، في المناطق التي تقع خارج سيطرة الجيش، والمحررة من عنف وظلم دولةـــ 56 لتضلع بمهام توفير الخدمات الضرورية لحياتهم اليومية والملحة لأن يعيشوا بكرامة وعدالة. وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للذين يستحقونها، بدلاً من المتاجرة فيها من قبل تجار الحرب في بورتسودان.

لماذا يدفع أبناء الولايات، التي يستهدفها الطيران الحرب لحكومة بورتسوان، وتحرمها من حقوقها الإنسانية والدستورية، تكاليف بقاء السودان موحداً؟ طالما أن هذه الحكومة غير الشرعية تدفع بعنف وإصرار لتمزيق وحدة البلاد!، وما هي قيمة الوحدة الوطنية، التي تزهق أرواح عشرات الملايين من مكونات بعينها؟ وطالما أن هنالك خمس ولايات فقط، بإدارة مواطنيها أو بغيرها، غير مباليين، بهموم وآهات بقية الإقليم، فلينفصلوا هم إن أرادوا ويتركوا الآخرين وشأنهم.

وليس هناك ما هو أغلى من أرواح الأبرياء، والحفاظ عليها، وحقن دماء أبناء الشعب السوداني مقدم على أي اعتبارات أخرى بما فيها والوحدة الوطنية القسرية. لذا نرى أن تشكيل حكومة مدنية في المناطق المحررة والتي هي الآن خارج سيطرة الجيش، وهي المناطق التي لا تعني شيئا لحكومة بورتسودان الانقلابية، ضرورة حياتية، ويعتبر التقاعس عنه، أو التردد فيه حماقة، وخذلان في حق عشرات الملايين المستهدفين، من قبل الحكومة العنصرية في بورتسودان، وجيشها القاتل.

المنوط بالحكومة المدنية المرتقبة، توفير خدمات التربية والتعليم، وخدمات السجل المدني والأوراق الثبوتية، وفتح معابر تجارية لتصدير المنتجات واسترداد كافة الضروريات المنقذة للحياة، وطباعة عملة وطنية مبرأة للذمة، استباقاً للكارثة الاقتصادية التي تلح في الأفق، ونزع الشرعية من حكومة بورتسودان التي تصر على استمرار الحرب، وترفض كافة النداءات الوطنية الدولية للجلوس للتفاوض بشأن وقف الحرب وإحلال السلام في البلاد، وتقول أنها مسعدة لمواصلة الحرب مائة عام!

وطالما أن هنالك صراع بين قوتين عسكريتين، فليكن هنالك تنازع بين حكوميتين، لتتعادل الكفتتين، وربما يسرع ذلك إيجاد حلول للحكومتين، لكن لا ينبغي أن تتوقف حياة أغلبية الشعب السوداني، من أجل خاطر الحفاظ على وحدة البلاد، التي لم يحرص عليها دعاة الحرب.

ولا نظن أن تشكيل الحكومة المدنية المرتقبة في الخرطوم، ستضر بوحدة البلاد، أكثر حرب كسر العظام الدائرة حالياً، وتأجيج نيران خطاب الكراهية الممنهجة، من دعاة دويلة النهر والبحر، الذين يعادون كافة مكونات البلاد، يرفضون المساواة بين مكوناتها!

ليس هناك ما يمكن خسارته، من تشكيل حكومة موازية مرتقبة بالخرطوم، حتى إن لم يعترف بها أحد، يكفي أن المأمول منها، فك ارتهان مصير غالبة مكونات الشعب السوداني، لمزاج ورعونة حكومة بورتسودان غير المسؤولة. ومما لا شك فيها أن الأوضاع الإنسانية في ليبيا واليمن، وحتى جمهورية أرض الصومال، أفضل ألف مرة منها في معظم أرجاء البلاد. تمزيق وحدة السودان المسؤول عنه حكومة بورتسودان بإجراءاتها التعسفية وقائد الجيش، الذي أعلن على رؤوس الأشهاد، استهداف حواضن قوات الدعم السريع، ويظل يمطرهم بالبراميل المتفجرية بشكل يومي.

وفي الحقيقة، فإن حكومة بورتسودان المعزولة دولياً، قد مزّقت وحدة البلاد فعلياً، بالتصعيد المنتظم من قبلها بشأن اتخاذ إجراءات مست جوهر قومية الدولة السودانية، وأن تشكيل الحكومة المدنية المرتقبة ما هو إلا تحصيل حاصل.
والغريق لا يخشى البلل.
ebraheemsu@gmail.com
//إقلام متّحدة ــ العدد ــ 181//  

مقالات مشابهة

  • حصاد 2024| لبنان يزداد أوجاعه مع اتساع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. الاحتلال يضرب بقوة الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتفجيرات أجهزة بيجر واغتيال حسن نصر الله أبرز الأحداث المؤلمة
  • ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
  • مجزرة جديدة جنوب غزة والأونروا تتهم إسرائيل بانتهاك قواعد الحرب
  • ردّا على حصارهم البحري للاحتلال.. هكذا تحرّض إسرائيل على استهداف الحوثيين
  • يديعوت أحرونوت: صفقة الأسرى ربما لا تتم قبل نهاية ولاية بايدن
  • صحف عالمية: مرضى غزة يواجهون خطر الموت ونتنياهو لا يريد إنهاء الحرب
  • البابا فرانسيس يجدد انتقاد الحرب على غزة بعد هجوم إسرائيلي عليه
  • بعد انتقاده إدارة بايدن .. كوشنر: 10 دول ستنضم إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل خلال أشهر
  • صور تظهر ما نجم عن صاروخ الحوثي الذي استهدف إسرائيل وفشلت باعتراضه
  • تطورات الحرب على غزة في يومها الـ 442.. تصعيد مستمر ومعاناة إنسانية متفاقمة