ما أن تخفت وتيرة حدّة أزمة كهرباء مدينة عدن الساحلية (جنوبي اليمن)، الحارة صيفاً، إلا عادت أشد واعتى، وسط أكوام من وعود كاذبة بتقديم الحلول، أدّت إلى انفراط عقد الثقة بين الشعب والحكومة واشعلت فتيل الغضب والمطالبة بمحاكمتها بتهمة اغتصاب الحقوق والسلطة.

تجاوزت ساعات انقطاع التيار نهار الأحد 2 يونيو 2024، في عدد من مديريات عدن 11 ساعة مقابل ساعة ونصف الساعة توليد للطاقة، في أزمة لم تفاجئ الحكومة الشرعية أو حتّى تكترث لامرها، سيما وأكثر من مصدر في مؤسسة الكهرباء توقعها وحذر منها قبل أيام، حسب مصادر محلية.

وتؤكد المصادر لوكالة خبر، تحتدم هذه الأزمة في كل صيف، ولأكثر من سبع سنوات، بينما الأطراف المعنية بتقديم الحلول تتسابق على عرض أطنان من الوهم المكرّر للبيع في سوق باتت هذه التجارة بائرة فيه، طامعة في تحقيق مكاسب سياسية.

ووفقاً للسكّان، اصبحت الشكاوى والمناشدات وحتى الاحتجاجات الأندية بالأزمة المتفاقمة، لا تعني شيء أبداً بالنسبة للجهات الحكومية المعنية، باستثناء وعود مكررة ومستهلكة تتصدر عناوين وسائل الإعلام.

تتفاقم معاناة عشرات آلاف الأطفال والنساء وكبار السن من مرضى السكر والضغط وضيق التنفس، وهو ما تتجاهله الحكومة رُغم تأكيد شهود عيان سقوط واغماء ثلاثة مسنين وامرأة الخميس الماضي (خلال يوم واحد) في احدى محاكم الشيخ عثمان بعدن، نتيجة انقطاع التيار وارتفاع دجة الحرارة.

وفي اليوم نفسه والمديرية نفسها، تداول ناشطون صورة مواطن أربعيني سقط أمام صيدلية يعقوب للادوية والمستلزمات الطبية، وتوفي على الفور، مرجحة اكثر المصادر عودة سبب الوفاة إلى ارتفاع درجة حرارة الجو.

ومنتصف مايو/ أيار الماضي، مع تخطي ساعات انقطاع التيار 15 ساعة مقابل ساعتين توليد للطاقة، اضطر أطباء مستشفى الصداقة نقل المرضى من أقسام الرقود والطوارئ إلى فناء المستشفى.

فيما قال مصدر طبي لوكالة خبر، إن الوضع الصحي يتفاقم أكثر في غرف العناية المشددة، والعمليات، ويعرّض الأطفال الرضّع في الحاضنات للخطر؛ لأنهم يحتاجون إلى العلاج وتنظيم درجة الحرارة.

الانقطاع سبعة أضعاف التشغيل

ما أن يتعافى التيار ويعود للخدمة تدريجياً، إلا وعاودت الأزمة تدريجياً أيضاً إلى أن تبلغ ذروتها، ومعها تزُف لمفتعليها بشرى ضرب الأجهزة الكهربائية المنزلية للمواطنين باعطال لا تحصى، بسبب عدم استقرار شدّة التيار، وفقاً لشكاوى السكّان المتجددة.

ويوضّح السكّان، ساعات توليد وانقطاع التيار تتساوى سنوياً خلال الفترة أكتوبر وحتى مارس (وهي فترة اعتدال الجو كثيراً)، لكن الأزمة تبلغ ذروتها مسجلة سبعة اضعاف السابق بقية شهور السنة التي ترتفع فيها درجة الحرارة.

في حين تقول مصادر عاملة في محاط توليد الطاقة إن نسبة استهلاك الطاقة يتضاعف في الصيف الحار، ما يعني استهلاك كميات مضاعفة من الوقود، لكن الأهالي وخلفهم مهندسون مختصون لا يرون ان ذلك سببا علمياً لتجاوز نسبة الأزمة سبعة اضعاف فترة الاستقرار.

ويتجدد الإجماع المحلي بأن الحكومة التي لا تعنيها خدمات مواطنيها يعد بقائها في سدة الحكم اغتصابا لحقوق الشعب وسلطته، واستمرارها بذلك ضاعف المطالب الشعبية بمحاكمتها علنا، وانزال أقصى العقوبات بحق المُدانين، حد قولهم.

كما دعا الكثير من المواطنين في حديثهم لوكالة خبر، جميع القانونيين والحقوقيين إلى رفع قضية ضد الحكومة، بتهمة اغراق السكّان في كومة الازمات المفتعلة لخدمات الكهرباء، الصحة، التعليم، الطرقات، المياه والانهيار المستمر للعملة، والفلتان الأمني غير المسبوق، في الوقت الذي تفرض عليهم الواجبات الخاصة بها كالزكاة الضرائب وغيرها.

ويعود فقدان الثقة بالحكومة إلى الوعود الحكومية الكاذبة طيلة السنوات الماضية، ما زاد من حالة الغليان الشعبي ضدها وتهديد الوضع بالانفجار في أية لحظة.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

العليمي المتهم الأول.. حالة ترقب لكارثة قادمة في عدن

مقالات مشابهة وزارة الخدمة المدنية تعلن مواعيد الدوام الرسمي خلال شهر رمضان 1446هـ

‏6 أيام مضت

أغلى منطقة يمنية في سعر “اللبنة” الأرض وترتيب الأسعار في المدن اليمنية

‏6 أيام مضت

ليس فيلم هندي.. صحفي يكشف عن أسباب مرعبة لأزمة الغاز في التي تحدث في العاصمة

‏أسبوعين مضت

خبراء يقترحون حلولًا لأزمة الكهرباء في اليمن

‏3 أسابيع مضت

أسواق عدن غير آمنة.. اشتباكات مسلحة في سوق القات بالممدارة

‏3 أسابيع مضت

فتحي بن لزرق يكشف عن صدمته البالغة مما شاهده صباح اليوم في شوارع عدن

‏3 أسابيع مضت

تشهد العاصمة المؤقتة عدن حالة من التوتر المتزايد، مع تصاعد الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار الوقود والغاز، ما يزيد من معاناة المواطنين في ظل تدهور مستمر في الخدمات الأساسية. وتؤكد مصادر في قطاع المحروقات أن تسعيرة جديدة للمشتقات النفطية قد يتم الإعلان عنها قريبًا، الأمر الذي أثار موجة استياء واسعة في الشارع العدني، وسط مخاوف من تأثيرات مباشرة على أسعار المواصلات والمواد الغذائية.

احتقان شعبي واحتجاجات متزايدة

الارتفاع المستمر في أسعار الوقود دفع المواطنين إلى الخروج في احتجاجات متفرقة في بعض أحياء عدن، حيث تم قطع الطرقات وإغلاق المحال التجارية تعبيرًا عن غضبهم من تفاقم الأوضاع المعيشية. ووسط تجاهل رسمي، يحذر ناشطون من أن استمرار هذه الأزمة قد يؤدي إلى انفجار شعبي أوسع، في ظل غياب أي حلول ملموسة من الحكومة.

تداعيات اقتصادية خطيرة

يرى خبراء اقتصاديون أن الأزمة الراهنة ناتجة عن سياسات مالية غير مدروسة وتراجع قيمة العملة المحلية، ما أدى إلى تضخم غير مسبوق، وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين. وأكدوا أن ارتفاع أسعار الوقود لا يقتصر تأثيره على قطاع النقل فحسب، بل يمتد إلى كافة جوانب الحياة اليومية، من أسعار المواد الغذائية إلى تكلفة الخدمات الأساسية.

تدهور الخدمات يفاقم المعاناة

إلى جانب الأزمة الاقتصادية، تعاني عدن من تردٍ غير مسبوق في الخدمات الأساسية، حيث تستمر انقطاعات الكهرباء والمياه، ما يزيد من الأعباء اليومية على المواطنين، خاصة مع اضطرارهم إلى شراء الوقود بأسعار مرتفعة لتشغيل المولدات الكهربائية. كما تعاني البنية التحتية من إهمال واضح، مع تفاقم مشاكل الصرف الصحي والمياه دون أي حلول جذرية تلوح في الأفق.

أبعاد سياسية وتأثيرات مستقبلية

يرى مراقبون أن الأزمة الاقتصادية في عدن ليست مجرد مسألة اقتصادية بحتة، بل تتداخل معها عوامل سياسية تعقد المشهد، وسط اتهامات بتوظيف الأوضاع المعيشية كورقة ضغط سياسية. ويحذر محللون من أن استمرار تجاهل هذه الأزمات قد يهدد استقرار المدينة، خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي واتساع رقعة الاحتجاجات.

مطالب بتدخل عاجل

مع تزايد حدة الأزمة، تتصاعد الدعوات لتدخل دولي يساهم في الحد من التدهور الاقتصادي، وسط مطالبات بتحسين الخدمات الأساسية وضبط أسعار الوقود. وتحذر منظمات حقوقية من كارثة إنسانية وشيكة، مشيرة إلى أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، مما قد يدفع عدن نحو اضطرابات اجتماعية أوسع.

المشهد القادم: إلى أين تتجه عدن؟

في ظل غياب أي حلول حكومية ملموسة، يترقب الشارع الجنوبي تطورات الأوضاع بقلق بالغ، حيث يظل السؤال الأهم: إلى متى ستستمر معاناة المواطنين في عدن تحت وطأة الأزمات المتلاحقة؟

ذات صلة

الوسومالعليمي تدهور الوضع عدن

السابق اصغر 20 مرة من الشعرة.. ابتكار مذهل لخلايا شمسية فائقة الخفةاترك تعليقاً إلغاء الرد

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

آخر الأخبار العليمي المتهم الأول.. حالة ترقب لكارثة قادمة في عدن ‏3 دقائق مضت اصغر 20 مرة من الشعرة.. ابتكار مذهل لخلايا شمسية فائقة الخفة ‏ساعتين مضت هذا ما يحدث في منفذ الوديعة.. استئناف خدمة الحجز عبر تطبيق “عبور” بعد توقف مؤقت ‏3 ساعات مضت ابتكار ثوري في تخزين الطاقة.. الجاذبية بديلاً للبطاريات التقليدية ‏3 ساعات مضت ترامب يتناول وجبة زيلينسكي بعد إلغاء الغداء المشترك بينهما ‏3 ساعات مضت وزارة الاتصالات تصدر تحذير هام وخطير لجميع المواطنين دون استثناء ‏13 ساعة مضت كيفية الاشتراك في برنامج الحقيبة مع محمد المحمدي على قناة اليمن ‏19 ساعة مضت “طائر السعيدة 7”.. سؤال واجابة حلقة الليلة 2025 من المسابقة وطريقة الاشتراك مجانًا ‏20 ساعة مضت من هم العشرة المبشرين بالجنة ‏20 ساعة مضت الارصاد يحذر من اجواء متقلبة ويتوقع امطار رعدية ورياح وانخفاض الحرارة واضطرابات البحر خلال الساعات القادمة ‏يوم واحد مضت دقت ساعة الصفر.. صنعاء تستبعد الحل السياسي وتدعو الجميع لرفع الجاهزية لخوض المعركة ‏يوم واحد مضت الفلكي الحصيني يبشر الجميع بما سيحل خلال شهر مارس في السعودية والخليج واليمن ‏يوم واحد مضت © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   لموقع الميدان اليمني

مقالات مشابهة

  • العليمي المتهم الأول.. حالة ترقب لكارثة قادمة في عدن
  • لا بقاء للمتخاذلين.. محافظ الأقصر يُحيل المسئولين عن أزمة انقطاع المياه للتحقيق
  • إجراءات عاجلة لحل أزمة انقطاع المياه في الأقصر
  • أزمة كهرباء وانهيار العملة.. احتجاجات في حضرموت تعكس معاناة اليمنيين (صور)
  • أزمة غاز خانقة واسعة في مناطق حكومة عدن
  • أبرز مطالب نواب الشيوخ من الحكومة لدعم الصادرات المصرية
  • مياه دمياط: انقطاع وضعف المياه عن بعض المناطق غدا لمدة 7 ساعات
  • وزير الإسكان يتابع أزمة انقطاع المياه عن مدينة الأقصر
  • وزير الإسكان يتابع أزمة انقطاع المياه عن مدينة الأقصر بسبب كسر بخطي صرف صحي
  • أزمة الغاز المنزلي تخنق عدن مع بداية رمضان.. والمواطنون يبحثون عن حلول بديلة