سودانايل:
2024-11-23@21:35:25 GMT

الأفتراضات غير الواقعية مدعاة لاستمرار الحرب

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
صحيح أن هناك مباديء سياسية تنطلق منها بعض القوى السياسية، و تحاول أن تبحث عنها في كل مبادرة تقدم لكي تجعلها تقبلها أو ترفضها لمبادئها، و لابد على هؤلاء أن يتأكدوا تماما؛ أن السياسة أيضا تتأسس على المتغيرات، فالواقع و حركته تفرز باستمرار متغيرات لابد من مراعاتها، و التصلب في المواقف لا يساعد على الحلول.

. أن أفتراضات الواقع السياسي بعد ثورة ديسمبر 2019م حدثت فيه متغيرات هي التي قادت إلي البحث عن حلول بعوامل و أجندة و شعارات جديدة قادت إلي بروز عملية " الإتفاق الإطاري" الذي أفرز واقعا جديدا أدى إلي انقسام الشارع، و حتى المكون العسكري، و هي التي قادت للحرب غض النظر عن من الذي كان وراءها..
أن الحرب أيضا قد أفرزت متغيرات جديدة في الشعارات و الأجندة و القيادات، و حتى في التحالفات، و البحث عن حلول في ظل الحرب لابد من مراعاة للمتغيرات، و أي تقديم مبادرات للحل لابد أن تراع لهذه المتغيرات، و أيضا البناء عليها، لكن للأسف أن العقل السياسي السوداني عقل جامد، يقف عند مباديء تجاوزها حتى الفكر السياسي.. بالأمس استمعت لجدل من بعض السياسيين من تيارات مختلفة على منصة " قناة تلفزيونية" لكيفية وقف الحرب في البلاد، و الدخول في مفاوضات سياسية، أن تباين الرؤى في الحوار لم يكن نتيجة للمباديء، أو الفكر الذي ينطلق منه كل واحد، و لكنه كان ينطلقون من الفكر الزرائعي، فالبعض رغم كل أفرازات الحرب و المتغييرات التي حدثت في الواقع، لا يعتقدون أن المتغيرات تجعلهم يفكرون بعيدا عن الوصول للسلطة، واحدا من هؤلاء يتحدث بأنه الثوري الذي يجب عليهم الانصياع إليه، و القبول بالشروط التي يقدمها لأنه يعتقد هو وحده الحريص على الإيفاء بشعارات الثورة. هذا هو الجمود نفسه، لآن شعارات الثورة في ظل المتغيرات أدت لبروز شعارات جديدة، و الغريب في الأمر أغلبية حديثه كان يعتمد على بروز شعار " لا للحرب" مما يؤكد هناك متغرات، و أفرزت أحدثت واقعا جديدا و يجب عدم تجاهله..
و في ذات الحوار الذي لم يؤسس على فروض واضحة، يتحدث الثاني عن ضرورة المفاوضات، و قال أن عدم إذعان الجيش و الميليشيا لنداءاتهم سوف تتحول الحرب إلي حرب أهلية، و قال أنهم في حوار مع الخارج بهدف وقف الحرب فورا.. أن الحديث بأن الخارج وحده هو الذي يمتلك سلطة وقف الحرب، يؤكد أن هؤلاء لا يملكون كرت ضغط وطني يمكن التلويح به لكي يذعن الجيش و الميليشيا، و هو اعتقاد أنهم لا يملكون رصيدا شعبيا يمكن أن يمارس ضغطا وفقا للشعارات التي يرفعونها.. لكن الغريب قال أنهم منفتحون و يقبلون أي قوى سياسية توافق على شعار " لا للحرب" و هذا تحول كبيرا لأنهم قبل ذلك كانوا يضعون شروطا تعجيزية للقوى السياسية عندما كان الشعار " لا للإغراق السياسي" فالحرب بالفعل أحدثت متغيرات، و لابد من مراعاتها.. المتحدث الثالث كان مدركا للمتغيرات و تحدث عنها باستفاضة أن الأجندة التي كانت قبل الحرب لن تكون هي الأجندة التي تشكل الواقع السياسي الآن، و قال يجب على الكل أن يكون مدركا أن هناك متغيرات في الواقع و يجب مراعاة ذلك، إذا كان الناس تبحث عن حلول، فالإقصاء غير مقبول..
الإشكالية أن العقل الذي فشل و أدرك أنه فشل في التجربة، يريد المحاولة مرة أخرى الوصول للسلطة دون أن يقدم نقدا لتجربته السابقة، و التي كان من المفترض أن يشرك فيها قطاعا واسعا من الجمهور، و أيضا حتى الآن لم يوضح الأسباب التي أدت للفشل و أبعدته عن السلطة.. هذا العقل إذا جاء للسلطة مرة أخرى سوف يعيد إنتاج ذات الفشل.. لآن التغيير إذا كان قد حدث سوف يتجاوز مسببات الفشل السابقة، و يظهر في المبادرة التي يرفعها، و في الشعارات الجديدة، و حتى في تقديم قيادات جديدة.. و الرهان يصبح على الشعب وحده لأنه صاحب المصلحة.. أما الرهان على الخارج و أدوات الخارج تصبح أجندة الخارج هي المطلوب تحقيقها و ليست الأجندة الوطنية..
الملاحظ أيضا: في الحوار بين التيارات المختلفة، الإكثار من المصطلحات المتناقضة، و قد أشرت عليها في عدد من المقالات، يتحدثون عن عملية التحول الديمقراطية من خلال الأعمال الثورية...! ما هي علاقة الثورية بالديمقراطية، و أين تلتقي بها.. البعض يقرنها بالثورة الفرنسية بأنها هي التي أدت للديمقراطية في أوروبا، و هذا غير صحيح.. الثورة الفرنسية قامت من أجل تغيير النظام الذي جوعهم و اضطهدهم، و لكن لم تحقق الديمقراطية، و دلالة على ذلك: جاء بعدها نظاما ديكتاتوريا " نابليون" فالثورة حققتها طبقة النبلاء، أي الطبقة الوسطى في المجتمع، و التي قدمت أوراق الاستنارة التي تتضمن العدالة و حرية الرأي و العقد الاجتماعي و الفصل بين السلطات و غيرها في المجتمع.. أما الذين يلحنونها ب " الثورية" هذه منقولة و مهاجرة من الفكر الماركسي و القومية العربية و رسختها في الأدب السياسي نضال الشعوب من أجل الاستقلال.. فالأدب السياسي الديمقراطي لا يستخدم الثورية و الثورة إلا أداة للعنف غير المقبولة في مجتمعاتهم.. أن الحرب قد أحدثت متغيرات كثيرة في المجتمع، و أدت إلي إفقاره و تهجيره، و أيضا أدت إلي بروز شعارات جديدة ،و لاعبين جدد في الساحة، و هذه المتغييرات سوف تحكم مستقبل العملية السياسية في السودان، فالذي يريد أن يحدث تغييرا لكي يوقف الحرب، يجب عليه الإقرار بهذا التغيير، و التعامل معه بأنه ذو أثر قوي في الواقع، و الخطورة تكمن في تجاوزه.. لابد من التفكير المنطقي و أيضا ان يضطر قادة الفكر التفكير خارج الصندوق. و نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: لابد من

إقرأ أيضاً:

نقاد عن مهرجان القاهرة السينمائي: الإقبال الكبير ترجمة لشغف الجمهور بالقضايا الواقعية والمعاصرة

أكد عدد من النقاد الفنيين نجاح الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائى، الذي رفع شعار كامل العدد، في ملامسة اهتمامات الجمهور، وجذبهم إلى الحضور والمشاركة فى الحدث الفنى والسينمائى الكبير. 

وقالت الناقدة ماجدة خير الله، إن المهرجان هذا العام شهد تنوعاً من خلال عدد من المسابقات كـ«آفاق عربية»، والذى شمل عدداً من الأعمال التى تناقش الأزمات العربية كالقضية الفلسطينية، لافتة إلى أن المهرجان تناول كلاسيكيات السينما والأفلام المرممة، فضلاً عن الأفلام العالمية والبانورامية، وتابعت: «حصيلة المهرجان جيدة ومتنوعة، وجعلت الناس تُقبل على المهرجان».

«خيرالله»: اهتم بكلاسيكيات السينما

وأضافت «خيرالله» أن المهرجان ضم أفلاماً قصيرة متميزة أقبل عليها الجمهور بالطوابير سواء فى دار الأوبرا أو سينما الزمالك، أو بعض السينمات فى مناطق أخرى، مشيرة إلى الندوات العديدة التى حضرها النجوم وصناع السينما، «المهرجان يتقدم إلى الأمام وكل عام أفضل من ذى قبل، بالإضافة إلى النشرات التى تعكس أنشطة الحدث حتى يستطيع الزائرون انتقاء الأعمال التى تشغل اهتماماتهم».

«كيلانى»: كان مميزاً وخرج بشكل جيد

قال الناقد مصطفى كيلانى، إن المهرجان خرج بشكل جيد بفضل إدارة حسين فهمى وفريقه، وشهد حضوراً مميزاً من كبار السينمائيين، ونفاد تذاكر بعض الأفلام التى حملت شعار «كامل العدد».

وقال الناقد الفنى أندرو محسن، إن مهرجان القاهرة السينمائى هذا العام احتوى على العديد من النقاط الإيجابية كالأفلام المرممة، فضلاً عن وجود أفلام مهمة مثل «أبوزعبل» و«دخل الربيع يضحك»، إلى جانب الحضور المميز لنجوم ومخرجين عالميين مثل جون شيريدن.

وعن فيلم «دخل الربيع يضحك» من إخراج نهى عادل، قال «محسن» إنه مختلف بشكل كبير فى كل تفاصيله، وانقسم الجمهور حوله بين مؤيد ومعارض: «الفيلم من نوعية السهل الممتنع ويحتوى على 4 قصص، كل منها عبارة عن مشهد واحد طويل فى لوكيشن واحد، لكن فى الحقيقة التفكير فى تفاصيل صناعة هذا الفيلم هو جزء أساسى من الاستمتاع به».

مقالات مشابهة

  • نقاد عن مهرجان القاهرة السينمائي: الإقبال الكبير ترجمة لشغف الجمهور بالقضايا الواقعية والمعاصرة
  • من بحري إلى بيالي: قصة الموسيقار اللاجئ الذي يبحث عن الأمل في المنفى 
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • فاهم القاسمي يناقش متغيرات الاستثمار العالمي في مؤتمر بسنغافورة
  • لمنع انزلاق اليمن نحو المجهول .. رئيس المكتب السياسي السابق لحركة الحوثيين يوجه دعوة هامة لكافة الأطراف اليمنية شمالاً وجنوباً 
  • هولندا تؤكد استعدادها لاعتقال نتنياهو وغالانت.. وديربورن الأمريكية أيضا
  • هولندا تؤكد استعداداها لاعتقال نتنياهو وغالانت.. وديربورن الأمريكية أيضا
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
  • الحرب في السودان: تعزيز فرص الحل السياسي في ظل فشل المجتمع الدولي
  • بيان من المكتب السياسي للحزب الإشتراكي الديمقراطي الوحدوي (حشد الوحدوي)