في رثاء الراحل: عبد الكريم الكابلي
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
وترجل الفارس الفنان
(يا من طوى الأيام برقآ خاطفآ كالمهر يلهثُ في خطاه شهابُ
تبكي الجياد إذا ترجل فارسٌ
ومن الصهيل توجّعٌ وعذابُ
أرأيت دمع الخيل ؟ كم من عبرة في الروح
لم تعلم بها الأهدابُ )
غازي القصيبي
...................
عبد الكريم الكابلي
وترجل الفارس المغوار عن صهواته ... نعم هي صهوات كثرٌ ، وكان فارسها ، كان فارس التواضع الجم والأدب الرفيع .
نسأل الله لك فردوسآ في أعالي الجنان تعشقك فيه الحور العين أيها الكابلي .ها هو أبو عزيز يرحل في سكون ويمتطي صهوة الروح الشفيفة إلى أعالي الجنان بإذن الرحمن الحي المنان ، يرحل عنا ونحن نعاني حيرتنا والفجاءة... نستحضر مناجاته " هاجر " في عز الليل " ساعة النسمة ترتاح علي هدب الدغش وتنوم " ، تعصرنا اللوعة وتسحرنا روعة اللحن والعبارة إذ نسهر على وجع الفراق، فراق الكابلي وليس هاجر ...لن ننساك يا إنسان، يا أبا عزيز . وكيف ننسى الفنان الذي طوّع الكلمات لحنآ خالدآ متفردآ في كل أغنية على حدة! وبين الذكرى والنسيان مسافة قريبة يا إنسان! لكنّا نسامر في الغيوم أشكال ونراك في كل غيمة أيها الوضّاح ! فقد أمطرتْ سحائب إبداعك حياتنا بكل جميل ، كيف ننساك وقد تغنيت ل" البت سعاد" وأدهشتنا بالعبارة " كبرت كراعي من الفرح " و " ضاقت نعالي من الزعل تحتها تململ تراب " . وإن ننسى لن ننسى " كسلا أشرقت بها شمس وجدي فهي في الحق جنة الإشراق " .وإن ننسى لن ننساك في " الزول السمح فات الكبار والقدرو " وانت السمح . لن ننساك يا " أغلى من عيني وأحلى من ابتسامي " . فأنت خالد في وجداننا مثلما خلُدتْ أغانيك...وهل لمثلنا ان ينسى أوبريت " السودان/ الوطن " بروعة أدائك وحضورك وتميزك، وقد أطربتَ حتى حجارة المسرح فوقف الجمع طربآ وسُكرآ ، فلقد أيقظت فيهم الشجون وحركت إنسان الطرب وجمعت في ألحانك سودان العجب .
آه آه... يطول الحديث عنك إنسانآ ومبدعآ وفنانآ ومطربآ وسفيرآ للنوايا الحسنة من قبل ومن بعد. وليس لي القدرة على شمول ما تركت لنا في بضع كلمات ولن تكفي الدفاتر للكتابة عنك، فأنت كنت ولا زلت بيننا أكبر من كل الكلمات، ولا نملك إلا أن ندعو لك ونبتهل إلى المولى العلي القدير أن يجعل مثواك الجنة ويجعل قبرك روضة من رياضها وينزلك منازل الشهداء والصديقين والابرار وحسن أولئك رفيقا.
وتعازينا الحارة لأسرتك الكريمة ولأحفادك وللشعب السوداني الذي أحبّك حتى الثمالة .
محمد عمر الشريف عبد الوهاب
الرياض/ السعودية
في ٧ / ١٢ / ٢٠٢١
m.omeralshrif114@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: کان فارس
إقرأ أيضاً:
الجمعية العربية لفنون الكاريكاتير تنعي الفنان التشكيلي "كمال جبر"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نعت الجمعية العربية لفنون الكاريكاتير والملتقى العربي لرواد الكاريكاتير، الفنان التشكيلي كمال جبر، الذى وافته المنية صباح أمس، بعد صراع قصير مع المرض، حيث فقدت الحركة الفنية التشكيلية واحدا من أبنائها المخلصين المحبين لفنهم.
وقال الكاتب الساخر الفنان عماد جمعة رئيس الجمعية، إن الراحل كان من المشاركين الدائمين في الملتقى العربي لرواد الكاريكاتير، إلى جانب حرصه على المشاركة فى العديد من المعارض التشكيلية المتنوعة والفعاليات والندوات المصاحبة لها.
وأشار جمعة إلى أن الراحل تمتع بدماثة الخلق وإنسانيته الراقية وبساطته وتواضعه، علاوة على ريشته المبدعة التى عبر بها عن حياة البسطاء والمهمشين، فرسم الباعة الجائلين والصيادين والسيدات في الأسواق والفلاحين، كما رسم العظماء والنجوم والأدباء والمثقفين ورجال الدين.
وأوضح رئيس الجمعية العربية لفنون الكاريكاتير، أن متحف نجيب محفوظ احتفى بأديب نوبل العالمي بلوحة للفنان كمال جبر عن نجيب محفوظ، ووضعت في مدخل المتحف لتكون في استقبال الزوار، مؤكدا أن ريشته تتميز بالسهل الممتنع وتخاطب البسطاء والمثقفين فى آن واحد وبرؤية بصرية جمالية.
وتقدم أسرة الجمعية العربية لفنون الكاريكاتير والملتقى العربي لرواد الكاريكاتير، بخالص العزاء لأسرة الفنان التشكيلي الكبير الراحل كمال جبر، داعين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جناته، فقد كان انسانا نبيلا محبا صادقا معطاء بسيطا متواضعا خلوقا .