سودانايل:
2024-11-15@12:46:18 GMT

في رثاء الراحل: عبد الكريم الكابلي

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم
وترجل الفارس الفنان
(يا من طوى الأيام برقآ خاطفآ كالمهر يلهثُ في خطاه شهابُ
تبكي الجياد إذا ترجل فارسٌ
ومن الصهيل توجّعٌ وعذابُ
أرأيت دمع الخيل ؟ كم من عبرة في الروح
لم تعلم بها الأهدابُ )
غازي القصيبي
...................
عبد الكريم الكابلي
وترجل الفارس المغوار عن صهواته ... نعم هي صهوات كثرٌ ، وكان فارسها ، كان فارس التواضع الجم والأدب الرفيع .

.. كان فارس القول والحكاية ... كان فارس التراث المشبّع بالفروسية والأصالة...كان فارس اللحن والأداء...كان فارس الكلمة المموسقة واللحن البديع...كان الشاعر وكان المطرب الفنان... كان عصي الدمع شيمته الصبر ، سمح السجية ذرب اللسان وثابت الجَنان... ترجل عن أفراسه الصُّهب جميعها ثم رحل... رحل الكابلي الرجل الشاعر الفنان الإنسان من قبل ومن بعد... رحل وتركنا لعبرة في الروح تخنقنا والدمع في الهُدب ... وقد تغني بالعصي من الكلم الفصيح ( رامياتٍ بأسهمٍ ريشها الهدبُ تشقُ القلوب قبل الجلود) . رحل عبد الكريم الكابلي ، رحل طائر الهوى الذي أضرم نيران الهوى في أجيال الجوى بروائعه التي توقظ الطير في وكناتها . رحل وقد راشته سهام المنون بعد أن سقانا أكؤس الروعة واللوعة زانها صوت آتٍ من شفق الأماسي بلون قوس قزح يحطُّ ويرفع رفقة كل نسمة هفهافة وغيمة تنوءُ بالرعد والبرق والرذاذ فتهمي بردآ وسلامآ على أرواحنا المشرئبة للطرب الجميل ، فنطير من فرحٍ نحلق ونجلس مع حضرته فوق السحاب برغم ضراوة البروق ونتلبس معه حالة " الدرويش المتعلق في قدمي مولاه " حتى نتمرغ في شجنه ونتوهج في بدنه ، ثم يغني في العشق فيصبح سلطانآ للعشاق، ويتملكنا العشق بدورنا معه طربآ ثم حبآ وكرامة .
نسأل الله لك فردوسآ في أعالي الجنان تعشقك فيه الحور العين أيها الكابلي .ها هو أبو عزيز يرحل في سكون ويمتطي صهوة الروح الشفيفة إلى أعالي الجنان بإذن الرحمن الحي المنان ، يرحل عنا ونحن نعاني حيرتنا والفجاءة... نستحضر مناجاته " هاجر " في عز الليل " ساعة النسمة ترتاح علي هدب الدغش وتنوم " ، تعصرنا اللوعة وتسحرنا روعة اللحن والعبارة إذ نسهر على وجع الفراق، فراق الكابلي وليس هاجر ...لن ننساك يا إنسان، يا أبا عزيز . وكيف ننسى الفنان الذي طوّع الكلمات لحنآ خالدآ متفردآ في كل أغنية على حدة! وبين الذكرى والنسيان مسافة قريبة يا إنسان! لكنّا نسامر في الغيوم أشكال ونراك في كل غيمة أيها الوضّاح ! فقد أمطرتْ سحائب إبداعك حياتنا بكل جميل ، كيف ننساك وقد تغنيت ل" البت سعاد" وأدهشتنا بالعبارة " كبرت كراعي من الفرح " و " ضاقت نعالي من الزعل تحتها تململ تراب " . وإن ننسى لن ننسى " كسلا أشرقت بها شمس وجدي فهي في الحق جنة الإشراق " .وإن ننسى لن ننساك في " الزول السمح فات الكبار والقدرو " وانت السمح . لن ننساك يا " أغلى من عيني وأحلى من ابتسامي " . فأنت خالد في وجداننا مثلما خلُدتْ أغانيك...وهل لمثلنا ان ينسى أوبريت " السودان/ الوطن " بروعة أدائك وحضورك وتميزك، وقد أطربتَ حتى حجارة المسرح فوقف الجمع طربآ وسُكرآ ، فلقد أيقظت فيهم الشجون وحركت إنسان الطرب وجمعت في ألحانك سودان العجب .
آه آه... يطول الحديث عنك إنسانآ ومبدعآ وفنانآ ومطربآ وسفيرآ للنوايا الحسنة من قبل ومن بعد. وليس لي القدرة على شمول ما تركت لنا في بضع كلمات ولن تكفي الدفاتر للكتابة عنك، فأنت كنت ولا زلت بيننا أكبر من كل الكلمات، ولا نملك إلا أن ندعو لك ونبتهل إلى المولى العلي القدير أن يجعل مثواك الجنة ويجعل قبرك روضة من رياضها وينزلك منازل الشهداء والصديقين والابرار وحسن أولئك رفيقا.
وتعازينا الحارة لأسرتك الكريمة ولأحفادك وللشعب السوداني الذي أحبّك حتى الثمالة .
محمد عمر الشريف عبد الوهاب
الرياض/ السعودية
في ٧ / ١٢ / ٢٠٢١



m.omeralshrif114@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: کان فارس

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاده.. يوسف عيد مسيرة فنية مليئة بالضحك والإبداع

أحيا برنامج «صباح الخير يا مصر» تقديم الإعلاميين رجائي رمزي ودينا شرف عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، ذكرى ميلاد الفنان يوسف عيد وذلك من خلال تقرير تليفزيوني بعنوان «في ذكرى ميلاده.. يوسف عيد مسيرة فنية مليئة بالضحك والإبداع».

 ذكرى ميلاد الفنان الراحل يوسف عيد

وأفاد التقرير: «تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل يوسف عيد، الذي ترك بصمة كوميدية لا تُنسى، ورغم رحيله فإن أدواره المتميزة في الأفلام والأعمال الكوميدية مازالت حاضرة بقوة، ويتداولها رواد السوشيال ميديا باستمرار كتعبير عن محبة له ولأعماله التي أضافت الكثير للكوميديا المصرية».

 بداية مشواره الفني

وأضاف: «بدأ يوسف عيد مشواره الفني بعد رحلة بحث طويلة عن فرصة، وذلك عقب التحاقه بالمعهد الأزهري وحصوله على الثانوية الأزهرية، حيث لم يُكمل دراسته الجامعية بسبب شغفه بالفن».

وتابع التقرير: «دخل عالم التمثيل في سن 27، وكانت بدايته من خلال مسرحية «نحن لا نحب الكوسة»، تلاها ظهوره في دور صغير في فيلم «شقة في وسط البلد»، لتتوالى أعماله بعد ذلك ويشق طريقه نحو الشهرة والنجاح في عالم الفن».

مقالات مشابهة

  • تشييع جنازة شقيق خالد صالح من مسجد الفرنساوي بمصر القديمة
  • وفاة شقيق الفنان الراحل خالد صالح
  • أحمد فهيم يعلن وفاة شقيق الراحل خالد صالح
  • في ذكرى ميلاد يوسف عيد.. موقف طريف جمعه مع المخرج سعيد مرزوق
  • في ذكرى ميلاده.. يوسف عيد مسيرة فنية مليئة بالضحك والإبداع
  • دائما بجواري..كلمات مؤثرة من محمد صبحي لزوجته بمناسبة ذكرى زواجهما
  • بعشق الخيل.. أحمد ماهر يروى ذكرياته مع الراحل أحمد مظهر ( خاص )
  • عرض فيلم "أمير البهجة" للمخرج ومدير التصوير حسين بكر بنادي سينما .. صور
  • 20 نوفمبر.. حفل تأبين الفنان الراحل مصطفى الفقي بجاليري ضي الزمالك
  • غموض حول السبب.. وفاة الفنان الكوري الشهير سونغ جاي