الرباط/ الأناضول أعادت التطورات الإقليمية والدولية النقاش حول إمكانية عودة العلاقات ما بين المغرب وإيران، لاسيما بعدما استأنفت الرياض علاقاتها مع طهران في مارس/آذار الماضي. وما عزز تلك النقاشات تصريح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بأن بلاده “تؤيد تطبيع وتطوير العلاقات مع المغرب” في يونيو/حزيران الماضي.
وتعود القطيعة بين البلدين إلى مايو/ أيار 2018، حين أعلن المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران على خلفية اتهامات لـ”حزب الله” اللبناني المدعوم إيرانيا، بالانخراط في علاقة “عسكرية” مع جبهة “البوليساريو”، عبر سفارة طهران بالجزائر، ما اعتبرته الرباط تهديدا لأمنها واستقرارها. وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حلا لذلك بتطبيق حكم ذاتي موسع تحت سيادتها، بينما تطالب “البوليساريو” بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر. – علاقات غير متوازنة واعتبر محمد العمراني بوخبزة، الأكاديمي المغربي المختص في العلاقات الدولية، أن أسباب قطع المغرب علاقته بإيران قائمة على النهج “غير المتوازن” لطهران مع الرباط. وقال للأناضول: “إيران لم تكن متوازنة في علاقتها مع المغرب، فلديها مشروعها في تصدير الثورة وفرض نفسها كقوة إقليمية، فضلا عن بحثها عن موقع بين الكبار، لذلك فهي تتمدد في أماكن بعيدة جغرافيا ومهمة استراتيجيا”. وأوضح أن إيران تدعم البوليساريو عبر حزب الله بشكل “خطير وغير مسبوق”، مشيرا إلى أن هذا الدعم يظهر في “التدريب وتمكين البوليساريو بالأسلحة” . وفي المقابل، لفت بوخبزة إلى أن المغرب أعطى الإيرانيين “أكثر من فرصة” لكي يراجعوا حساباتهم من أجل بناء علاقات مشتركة مع الرباط. وتابع: “طالما سعى المغرب إلى التدرج في بناء العلاقة مع إيران، وذلك عبر إقناعها بأن تتحول من دولة داعمة عسكريا ولوجيستيا وسياسيا للبوليساريو، إلى دولة تتبنى الحياد في هذه القضية”. – الحياد مفتاح حل الأزمة وشدد بوخبزة على أن تطبيع العلاقات بين الرباط وطهران “لن يتأثر بالتطورات الإقليمية أو التحالفات الجديدة التي تشكلت عقب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، رغم ما ينتج عن هذه الخطوة من إعادة تشكيل موازين قوى جديدة في المنطقة”. بيد أنه أشار إلى أن الخطاب الإيراني الجديد نحو المغرب يظهر إدراك طهران لأهمية اتباع “نهج حيادي” في مسار علاقتها بالمغرب. وتابع: “عودة العلاقات بين السعودية وإيران غير مرتبطة بإعادة العلاقات بين دولتين لهما خلافات، بل بإعادة تشكل موازين قوى جديدة في المنطقة”. ونوه إلى أن “دفع إيران لتبني الحياد حيال قضية الصحراء المغربية محطة مهمة للرباط بخصوص بعض الدول على شاكلة إيران”. وقال إن الرباط “في انتظار إمكانية أن تغير إيران موقفها مستقبلا، واللحاق بالمجتمع الدولي الذي بدأ يدعم مشروع الحكم الذاتي (في إقليم الصحراء)”. ويعود آخر تصريح للحكومة المغربية حول العلاقات مع إيران إلى مارس/ آذار الماضي، حين قال المتحدث باسمها مصطفى بايتاس، إن حكومته لم تناقش استئناف العلاقات السعودية الإيرانية، وتأثير ذلك على علاقة طهران بالرباط. وفي 28 يونيو/ حزيران الماضي، أكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده تؤيد تطبيع وتطوير العلاقات مع كل من مصر والمغرب، مشيرا إلى أن تحسين العلاقات مع الدول المجاورة والمسلمة من أولويات الحكومة الإيرانية. وقررت إيران والسعودية تطبيع علاقاتهما عقب مباحثات برعاية صينية في العاصمة بكين، وذلك بعد انقطاع دام 7 سنوات.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية:
العلاقات مع
إلى أن
إقرأ أيضاً:
مفوضية الاتحاد الأوربي: التجارة الثنائية مع المغرب تجاوزت 60 مليار يورو خلال العام الماضي
أعلنت مفوضية الاتحاد الأوربي لدى الرباط، الثلاثاء، أن التجارة الثنائية مع المغرب تجاوزت 60 مليار يورو خلال العام الماضي 2024.
جاء ذلك بحسب بيان للمفوضية، على هامش المعرض الدولي للفلاحة الذي تحتضنه مدينة مكناس.
وذكر البيان أن « التجارة الثنائية مع المغرب تجاوزت 60 مليار يورو في العام 2024″، مضيفا أن « الاتحاد الأوربي يمثل ما يقارب نصف الواردات المغربية وما يناهز ثلثي صادراته وأكثر من نصف الاستثمارات الخارجية في المغرب ».
وأوضح المصدر أن المبادلات الفلاحية بين الطرفين بلغت مستويات قياسية سنة 2024، حيث سجل المغرب فائضاً تجاريا بلغ أكثر من 1.4 مليار يورو.
وبحسب البيان، فقد بلغت المبادلات الفلاحية بينهما نحو 7 مليارات يورو السنة الماضية، وهو ما يمثل 12 في المائة من إجمالي تجارة السلع.
وأشار إلى أن « الاتحاد الأوربي يوفر 60 في المائة تقريبا من حاجيات المغرب من القمح، بينما أصبحت المملكة المصدر الأول للخضراوات بصفة عامة إلى السوق الأوربية ».
كلمات دلالية الاتحاد الأوروبي، المغرب، التجارة الخارجية، المعرض الدولي للفلاحة