سواليف:
2024-07-01@23:27:45 GMT

من كلّ بستان زهرة – 65 –

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

من كلّ #بستان_زهرة – 65 –

#ماجد_دودين

للحب نفحات عطرة لا تستنشق عبيرها إلا المشاعر المرهفة، ولا تنتشي من رحيقها إلا الأذواق الرفيعة، نفحات تمس القلوب مساً رقيقاً فتؤنسها، مداعبة تبعث وجداً وتهيّج شوقاً ينساب من جنباته شعر يغازل الأرواح فيطربها، والأجسام فيلطّفها، ويعطّفها، شعرٌ إن شبّه أجاد، وإن ورّى أفاد وإن استعار وشّى الحلل، وإن كنّى أصاب المثل.

شعر يتزود من النفحات مفردات اللطائف للقصائد، وقلائد الطرائف للشوارد، ومن صفات النفحات العليلة أن تهبك نثراً كالشعر، وشعراً كالدر، نصيب الرقة منه جزيل وجميل.

مقالات ذات صلة تساقط التساقط 2024/06/03

الحب أسمى من أن ينال شأوه غلاظ الأكباد، وأشباه الجماد، وعلى أمثال هؤلاء ينطبق قول الشاعر:

إِذا أَنتَ لَم تَعشَق وَلَم تَدرِ ما الهَوى فَكُن حَجَرا مِن يابِسِ الصَخرِ جَلمَدا

ورحم الله ابن القيم حيث قال: إنه لا يسلم من الحب إلا الذي ليس فيه فضل ولا عنده فهم.

****************

جاء رجل إلى يونس بن عبيد –رحمه الله-: فشكى إليه ضيقا من حاله ومعاشه، واغتماما منه بذلك، فقال له يونس: أيسرك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف؟ قال: لا، قال: فسمعك الذي تسمع به يسرك به مائة ألف؟ قال: لا، قال: فلسانك الذي تنطق به مائة ألف؟ قال: لا، قال: ففؤادك الذي تعقل به مائة ألف؟ قال: لا، قال: فيداك يسرك بهما مائة ألف؟ قال: لا؟ قال: فرجلاك؟ قال: فذكره نعم الله عليه، فأقبل عليه يونس، قال: أرى لك مئين ألوفا، وأنت تشكو الحاجة “

****************

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} {إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}

عندما سخر نسوة مصر من امرأة العزيز …دعتهن وأعطت كل واحدة منهن سكينا وعندما خرج عليهن يوسف عليه السلام أصابهن الذهول لدرجة أنهن قطعن أيديهن دون شعور بالألم!!

(فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)

ألهذا الحد كان يوسف عليه السلام جميلا!!

لحظة من فضلك…  استشعرها جيدا……عيون شاخصة…أيادٍ تُجرح …دم ينزف …ولا ألم!! لشدة الجمال الذي رأينهنّ أمامهن…إنه أمر مدهش حقا..!

تفسير ما حصل أن أعينهن عندما تلذذت بمنظر جمال يوسف عليه السلام، تعطل الإحساس عندهن بكل شيء مؤلم … ولا غرابة فيوسف أعطاه الله نصف جمال الكون…بقي السؤال الأهم: وهو الشاهد، كيف ستكون اللذة عند رؤية رب الجمال ومن خلق الجمال كله؟؟! {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} {إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}

إن أعظم لذة خلقها الله هي رؤية وجهه الكريم وبالمقابل.. أعظم عذاب أن تحرم من رؤيته…أقرأ قول الله تعالى: (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ “…)

ليس في هذه الدنيا كلها ما يستحق أن نخسر أعظم لذة.. {رؤية الله عز وجل..}

إن الكلمات لتعجز عن الوصف عندما ترى إلهك وخالقك والذي أوجدك من العدم.. إلهك الذي كنت تعبده وتسجد له وتطيعه وتتقرب إليه وتدعوه لسنوات.. تناجيه في جوف الليل.. تخشاه في خلوتك.. تسجد له وتدعوه.. أخيرا ستراه … ما أجمل تلك الساعة…

أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يتنعمون برؤية وجهه الكريم بكرة وعشيا في الفردوس الأعلى من الجنة من غير حساب ولا عقاب…اللهم لا تحرمنا بذنوبنا لذة النظر إلى وجهك الكريم يا الله يا أكرم الأكرمين…

****************

سبحانك ربي ما أعظمك

يُؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا يُنصب لهم ميزان، ولا يُنشر لهم ديوان، ويُصَبُّ عليهم الأجر صباً، حتى أن أهل العافية ليتمنون في الموقف لو أن أجسادهم قُرّضت بالمقاريض من حسن ثواب الله لهم..

فالحزن بلاء… وضيق العيش بلاء … وقطع العلاقات بالأحباب بلاء وابتعاد الناس عنك بلاء

والديون بلاء … وموت أقرب الناس بلاء… والفقر بلاء … والمرض من ألم وخز الشوكة إلى أشد أنواعه وأقواها بلاء… والمشاكل الزوجية بلاء … والحسد بلاء… وكل ما يضيق به الصدر بلاء…

باكروا بالصدقة فإن البلاء ﻻ يتخطى الصدقة.

****************

الحمد لله… ثلاثة أعمال لا تدخل الموازين يوم القيامة لعظمها:

– الصبر: قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} لم يحدد اﻷجر.

– العفو عن الناس: قال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}…لم يحدد اﻷجر.

– الصيام: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) رواه الشيخان …لم يحدد اﻷجر.

وينادي مُنادٍ يوم البعث: أين الذين أجرهم على الله؟  فـيقبل الصابرون والصائمون والعافين عن الناس..

فيا أيها الأحبّة في الله صوموا / واصبروا / واصفحوا…جعلني الله وإياكم ممن ينادى عليهم بـهذا النداء

****************

إننا مسافرون إلى الله … من مرحلة إلى أخرى … ومن محطة إلى أخرى …

فالسفر الأول: سفر السُلالة من الطين … والسفر الثاني: سفر النطفة من الظهر إلى البطن … والسفر الثالث: من البطن إلى الدنيا …والسفر الرابع: من الدنيا إلى القبور …والسفر الخامس: من القبور إلى العَرضِ للحساب… …والسفر السادس: من العرض إلى منزل الإقامة …الجنة أو النار…

اللهمّ إنّا نسألك رضاك والجنّة ونعوذ بك من سخطك ومن النار…

****************

البعث … النشر … نفخة الصور … الأهوال في الكون … أحوال الأرض والجبال والسماء يوم القيامة … الحشر … السؤال والاستجواب … شهادة الحق … الحساب … الجزاء والعرض والقضاء … طلب الفداء … الميزان … رقابة الله … التسجيل والإحصاء الدقيق … الصراط … الشفاعة لمن يستحقها … الحوض … كل هذه المواقف والمشاهد سنعيشها وليس بيننا وبينها إلا الموت والنفخ في الصور “وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ “.

فإذا طلعت عليك شمس يوم من أيام الدنيا بعد نومٍ مستغرق. فاذكر أن هناك يقظة، سوف تعقب الهجعة المؤقتة في القبر، يساق بعدها أهل الشر إلى سقر، ويساق أهل الخير إلى ” مقعد صدق عند مليك مقتدر ” إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55) سورة القمر

اللهم إجعلنا ممن يساقون إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر…

****************

يسأل الملاح ((تيتوف)) ويقول وهو يطوف بسفينته حول الأرض ويرى مظاهر الكون الرائعة: ((هذه الأرض – الكُرة – المعلقة في الفضاء… منْ يحملها؟ وكل ما حولها فراغ فراغ فراغ!)).

فيجيبه القرآن الكريم تتويج وحي الله سبحانه إلى الأرض ((إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41) سورة فاطر.

((هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)  فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (23) )).سورة يونس .

((قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ (64))). سورة الأنعام.

فكيف يجهل الإنسان خالقهُ سبحانه واجب الوجود… كيف يجهل نور السماوات والأرض.. الواحد الأحد الفرد الصمد.. الذي لا يشغله شاغل ولا يعجزه سائل.. من جلت قدرته وعظمت حكمته.. من لا تأخذه سنه ولا نوم.. من لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار…من وسع سمعه الأصوات.. من بغير عَمَدٍ رفع السماوات…

من يرى ويسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.. من يكوّر الليل على النهار، والنهار على الليل..

من يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي.. الذي خلق فسوى وقدّر فهدى.. الذي على العرش استوى.. الذي ليس كمثله شيء.. فكلّ ما خطر ببالك الله بخلاف ذلك …

أيُجهل الله؟ كلا والله. ولكن: ((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67))). سورة الزمر.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74))). سورة الحج.

إن من وجد الله وجد كل شيء.. ومن أطاع الله واتقاه ربح كل شيء … وعاش سعادة الداريْن.

ومن فقد الله فقد كل شيء…ومن عصى الله خسر كل شيء …وعاش شقاء الداريْن…

****************

سأل شاب رجلا حكيما ومجربا ومتعلما وقال:

إن الشمس شديدة التوهج واللمعان والجاذبية والسحر والجمال ومع ذلك لم يحدث قط أنْ وقع في حبها أحد.. فلماذا لم يحدث مثل ذلك؟!

فأجاب الحكيم: لأن الشمس تظهر كل يوم في معظم البقاع والمناطق… ولكن في الأماكن التي لا تُشاهد فيها الشمس إلّا نادرا، وفي الأماكن التي لا تظهر فيها غالبا فإنها محبوبة حقا، ويتطلع الناس إلى ظهورها بشغف وشوق.

****************

يا نفس توبي فإِن الموت قد حانا واعصِ الهوى فالهوى مازال فتَّانا

أما ترين المنـايا كيف تلقطنا لـقطا فتلحق أخـرانا بأولانـــــــــــــــا

في كل يوم لنـا مـيْت نشيـعه ننسى بمصرعه آثـار موْتانـــــــــــــــا

يا نفس مالي وللأموال أكنزُها خلفي وأخرجُ من دنياي عريانــــــا

ما بالُـنا نتعامى عن مصارِعنا نـنسى بغفلِتنا من ليس يَنْسانــــــــا

أين الملوك وأبناء الـملوك ومن كانت تخرّ لـه الأذقـان إذعانـــــــا

صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا مستبدلين مـن الأوطان أوطانــا

خلوا مدائن كان العز مفرشها واستفرشوا حفراً غُبراً وقيعانــــــــا

يا راكضاً في ميادين الهوى مرحاً ورافـلاً في ثياب الغيّ نشوانــــا

مضى الزمان وولى العمر في لعب يكفيك ما قد مضى قد كان ما كانا

****************

لا يُدْرِك المفاخِر منْ رضي بالصف الآخر

يذكر لنا التاريخ أن محمد المهلبي كان فقيراً معدماً لا يملك قوت يومه. حتى أنه سافر ذات مرة فأخذ يتمنى الموت من شدة فقره ويقول:

ألا موت يباع فأشتريـه *** فهذا العيش ما لا خير فيـه

ألا موت لذيذ الطعم يأتي *** يخلصني من العيش الكريـه

إذا أبصرت قبراً من بعيد *** وددت أنني مما يـــليـه

ألا رحم المهيمن نفس حر *** تصدق بالوفاة على أخيــه

فقام صاحب له ورثى لحاله وأعطاه درهما.

ثم تمر الأيام ويعتنى المهلبي بنفسه، ويجتهد ويترقى في المنصب،

حتى أصبح وزيراً، وضاق الحال بصاحبه (الذي أعطاه درهماً)

فأرسل رقعة إلى محمد المهلبي كتب فيها:

ألا قل للوزير فدته نفسـي *** مقال مذكر ما قد نسيه

أتذكر إذ تقول لضنك عيش *** ألا موت يباع فأشتريه؟

فلما قرأ محمد المهلبي الرقعة أمر له بسبعمائة درهم، ثم كتب تحت رقعته قوله – تعالى ” مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم”.

ثم قلده عملاً يسترزق منه، ترى هل ركن المهلبي إلى فقره ورضخ إلى حاله البائس؟

أم أن نفسه التائقة إلى السمو دفعته كي يكون شيئاً مؤثراً له قيمة ووزن في هذه الحياة؟

إن فقره وضيق حاله لم يمنعاه من المساهمة في هندسة الحياة وإحداث التأثير الذي أراده هو لنفسه.

****************

قـم في الدجى واتل الكتـاب * ولا تنم إلا كنومة حائر ولهان

فلربما تأتى المنيـة بغتـــة * فتساق من فـــــــرش إلى أكفـان

يا حبذا عينان في غسق الدجى * من خشية الرحمن باكيتـان

فالله ينـزل كُلَ آخـر ليـلـة * لسمائه الدنيا بلا نـكـــــــــــــران

فيقولُ هل من سائـلٍ فأجيبَـه * فأنا القريبُ أجيبُ منْ نادانــي

****************

كان شداد بن أوس- رضي الله عنه –يقول:

إنكم لم تروا من الخير إلا أسبابه ولم تروا من الشر إلا أسبابه الخير كله بحذافيره في الجنة والشر كله بحذافيره في النار وإن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر والآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قاهر ولكل بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا

****************

قال سلمان الفارسي –رضي الله عنه-:

أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث ضحكت من مؤمل الدنيا والموت يطلبه وغافل لا يغفل عنه وضاحك ملء فيه لا يدري أمسخط ربه أم مرضيه وأبكاني ثلاث فراق الأحبة محمد وحزبه وهول المطلع عند غمرات الموت والوقوف بين يدي رب العالمين حين لا أدري إلى النار انصرافي إم إلى الجنة

****************

أساء أحد الأشقياء الأشرار إلى رجل طيب تقي وأهانه.. فقال التقي بحلم وصبر ورويّة: إنّ أيّ شيء قلته عني وكل طعن طعنته فيّ هو أقل بكثير مما أنا عليه في واقع الأمر.. لأنك لا تعرف مساوئي ومثالبي وعيوبي كما أعرفها أنا بنفسي حق المعرفة.. لذا دعني أشكرك، وأدعو ربي أن يغفر لي وأن يتجاوز عنك ويغفر لك.

****************

كتبت أكثر من أربعين كتاباً منشوراً حول الترجمة واللغة الإنجليزية ولكنّ معظم كتبي كانت للمرأة وعن المرأة‍‍! ‍‍‍‍‍ وسُئِلت لماذا أكتب للمرأة وعنها؟، وكان جوابي الواضح الصريح: أنا رجل أرفض أن أكون من المنافقين… وأحبّ ويجب أنْ أكون من المُنْصفين… إنّ المرأة بالنسبة لي أهمّ من الأكسجين… لأنّ المرأة هي الأم والأخت والزوجة والبنت… إنها رفيقة الدرب… وحبيبة القلب وشقيقة الرجل … وملكة مملكة الزواج الإيمانية…

وهي المُلْهِمَة لكل الفنون الجميلة… ولو تخيّلنا الحياة بغيرها فستكون صحراء قاحلة جرداء، بلا خُضْـرَة ولا نُضْرة ولا ربيع ولا ماء.

الحياة عبارة عن معادلة متوازنة جميلة من قطبيْن مكرّميْن رئيسييْن هما: الرجل ة والمرأة، رجل + امرأة = الحياة، وما عداهما خُلِق لهما ومن أجلهما، وهما خُلقا لهدفٍ أسمى، يتجاوز الماديات، وينطلق إلى عالم الروح، كي تكون الإطار والخيط العام، الذي يقودنا إلى الحقيقة التي تكون الحياة بدونها عبثاً وجنوناً وتعاسة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: بستان زهرة مائة ألف کل شیء

إقرأ أيضاً:

الانتصار لغزة عزة

 

 

أيةُ حياة تحلو وأي عيشٍ يطيبُ لحكام العرب والمسلمين كمساءَلين أمام الله وأمام شعوبهم وإنسانيتهم في المقدمة وشلالات الدماء تموج كالأمواج الهائجة في قطاع غزة!
أية حياة كريمة وأية عزة وَكرامة نتغنى بها وقد خذلنا ذلك القطاع الأعزل المهدّد كُـلّ سكانه بالانقراض والزوال، والذي يذبح أبناؤه بالسكاكين الإسرائيلية والأمريكية؛ فلا يكاد يمر يوم إلا وقد ارتكب المجرم الإسرائيلي مجزرة بشعة يروح ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ؟
أي ضمائر نتكلم عنها وقد بدا الضمير العربي والإسلامي متنصلاً عن دمويته وإنسانيته ليقف متفرجاً، دون أن يحرك ساكناً أو يتخذ موقفاً يعفيه عن المساءلة أمام الله!!
ماذا ينتظر حكام الشعوب العربية والإسلامية إزاء صمتهم وخنوعهم أن يقدم لهم الأمريكي الداعم والمساند والإسرائيلي المجرم وَالمباشر لعمليات الإجرام الوحشية اليومية والتي تبدو في غاية البشاعة والظلم بحق الفلسطينيين؟
وهل تعلق الآمال للمستقبل الذي يرجوه حكام العرب والإسلام الأجلاء على أمثال هؤلاء المجرمين؟
ألا تربطهم ولو بجزء بسيط من العلاقة بكتاب الله الذي يحذرهم من عدم الركون إلى الظالمين!! وهل هناك ظلم أبشع مما يعمله الظالمون في غزة؟
(وَلَا تَرْكَنُوا إلى الَّذِينَ ظَلَـمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أولياء ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ)، (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ وَلَا الْـمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
ألا تثير ضمائركم مثل هذه الآيات وأنتم تعرجون على قراءتها، أم أنكم تعهدتم للأمريكان وأوليائهم وقطعتم لهم وعداً بهجر القرآن الكريم حتى لا يثيركم فتخسروا علاقاتكم مع رؤوس الإجرام وأئمة الكفر؟!
هَـا هو الشعب اليمني، وثلة من المجاهدين في دول محور المقاومة، أبوا إلا أن يكون لهم موقف تجاه العدوان الظالم والمستكبر على غزة، في الوقت الذي أظهرتم فيه عجزكم وتنصلكم وخوفكم على المجهول؛ باعتبَاركم تعرفونهم على حقيقتهم حق المعرفة بأنهم ظالمون ومستكبرون و… إلخ.
لُكم أن تستفيدوا من تجربة اليمن الذي استنهض إنسانيته وتحَرّك بإمْكَانيته وقدراته المحدودة مستمداً العون من الله بعد خروجه من حروب توالت عليه لحوالي عشر سنوات مضت، إلا أنه عزّ عليه أن يظل كما أنتم للأسف صامتاً وخانعاً!
بل إنه ارتدى رداء العزة والكرامة والحضور اللائق والمشرّف ليحضر بكل قواه في معركته المفصلية مع الشبح الأمريكي المتهاوية أركانه، والإسرائيلي الخاوية بنيانه على عروشها، في هزيمة ساحقة سيسجلها التاريخ بأحرف من نور بإذن الله تعالى.
فلا تكترثوا أيها الحكام من هؤلاء الذين استطاعوا بخبثهم ومكرهم أن يحولوكم إلى عبيد لهم، واستيقظوا من سباتكم، واستنفروا جيوشكم الرابضة التي باتت لا تسمن ولا تغني من جوع!!
هلموا لننقض على أعداء الإسلام والقرآن والإنسان العربي والمسلم، لنبني حضارة الإسلام الرائدة بهدي القرآن وراية الجهاد الخفاقة في مشارق الأرض ومغاربها، وهذا هو السبيل الأوحد والطريق الاضمن للخلاص والنجاة والسعادة والفوز في الدنيا والآخرة، ومن يطلب لنفسه العزةَ عليه أن يتحَرّك لدفع الظلم عن غزة، والله من وراء القصد.

مقالات مشابهة

  • محمد حماقى « ليالى مصر » كلها فرح وسعادة
  • لتحقيق الأمنيات.. دعاء استقبال العام الهجري الجديد 1446
  • من كلّ بستان زهرة – 68-
  • في ذكري ثورة 30 يونيو.. شحتة كاريكا: إحنا خدامين بلدنا.. وترابها بـ ملايين
  • الانتصار لغزة عزة
  • عاملة شغل هيكسر الدنيا.. شيرين عبد الوهاب تعود من جديد لجمهورها
  • هتكسر الدنيا.. أسما إبراهيم تكشف عن مكالمتها مع شيرين عبد الوهاب
  • "مكسرة الدنيا".. تركي آل الشيخ يعبر عن سعادته بنجاح مسرحية "ملك والشاطر"
  • كيف فسّر الشعراوي آيات وصف الجنة في القرآن؟.. بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
  • حماقي يشعل أولي حفلات ليالي مصر باستاد 30 يونيو (صور)