من كلّ #بستان_زهرة – 65 –
#ماجد_دودين
للحب نفحات عطرة لا تستنشق عبيرها إلا المشاعر المرهفة، ولا تنتشي من رحيقها إلا الأذواق الرفيعة، نفحات تمس القلوب مساً رقيقاً فتؤنسها، مداعبة تبعث وجداً وتهيّج شوقاً ينساب من جنباته شعر يغازل الأرواح فيطربها، والأجسام فيلطّفها، ويعطّفها، شعرٌ إن شبّه أجاد، وإن ورّى أفاد وإن استعار وشّى الحلل، وإن كنّى أصاب المثل.
شعر يتزود من النفحات مفردات اللطائف للقصائد، وقلائد الطرائف للشوارد، ومن صفات النفحات العليلة أن تهبك نثراً كالشعر، وشعراً كالدر، نصيب الرقة منه جزيل وجميل.
مقالات ذات صلة تساقط التساقط 2024/06/03الحب أسمى من أن ينال شأوه غلاظ الأكباد، وأشباه الجماد، وعلى أمثال هؤلاء ينطبق قول الشاعر:
إِذا أَنتَ لَم تَعشَق وَلَم تَدرِ ما الهَوى فَكُن حَجَرا مِن يابِسِ الصَخرِ جَلمَدا
ورحم الله ابن القيم حيث قال: إنه لا يسلم من الحب إلا الذي ليس فيه فضل ولا عنده فهم.
****************
جاء رجل إلى يونس بن عبيد –رحمه الله-: فشكى إليه ضيقا من حاله ومعاشه، واغتماما منه بذلك، فقال له يونس: أيسرك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف؟ قال: لا، قال: فسمعك الذي تسمع به يسرك به مائة ألف؟ قال: لا، قال: فلسانك الذي تنطق به مائة ألف؟ قال: لا، قال: ففؤادك الذي تعقل به مائة ألف؟ قال: لا، قال: فيداك يسرك بهما مائة ألف؟ قال: لا؟ قال: فرجلاك؟ قال: فذكره نعم الله عليه، فأقبل عليه يونس، قال: أرى لك مئين ألوفا، وأنت تشكو الحاجة “
****************
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} {إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}
عندما سخر نسوة مصر من امرأة العزيز …دعتهن وأعطت كل واحدة منهن سكينا وعندما خرج عليهن يوسف عليه السلام أصابهن الذهول لدرجة أنهن قطعن أيديهن دون شعور بالألم!!
(فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ ۖ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)
ألهذا الحد كان يوسف عليه السلام جميلا!!
لحظة من فضلك… استشعرها جيدا……عيون شاخصة…أيادٍ تُجرح …دم ينزف …ولا ألم!! لشدة الجمال الذي رأينهنّ أمامهن…إنه أمر مدهش حقا..!
تفسير ما حصل أن أعينهن عندما تلذذت بمنظر جمال يوسف عليه السلام، تعطل الإحساس عندهن بكل شيء مؤلم … ولا غرابة فيوسف أعطاه الله نصف جمال الكون…بقي السؤال الأهم: وهو الشاهد، كيف ستكون اللذة عند رؤية رب الجمال ومن خلق الجمال كله؟؟! {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} {إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}
إن أعظم لذة خلقها الله هي رؤية وجهه الكريم وبالمقابل.. أعظم عذاب أن تحرم من رؤيته…أقرأ قول الله تعالى: (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ “…)
ليس في هذه الدنيا كلها ما يستحق أن نخسر أعظم لذة.. {رؤية الله عز وجل..}
إن الكلمات لتعجز عن الوصف عندما ترى إلهك وخالقك والذي أوجدك من العدم.. إلهك الذي كنت تعبده وتسجد له وتطيعه وتتقرب إليه وتدعوه لسنوات.. تناجيه في جوف الليل.. تخشاه في خلوتك.. تسجد له وتدعوه.. أخيرا ستراه … ما أجمل تلك الساعة…
أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يتنعمون برؤية وجهه الكريم بكرة وعشيا في الفردوس الأعلى من الجنة من غير حساب ولا عقاب…اللهم لا تحرمنا بذنوبنا لذة النظر إلى وجهك الكريم يا الله يا أكرم الأكرمين…
****************
سبحانك ربي ما أعظمك
يُؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا يُنصب لهم ميزان، ولا يُنشر لهم ديوان، ويُصَبُّ عليهم الأجر صباً، حتى أن أهل العافية ليتمنون في الموقف لو أن أجسادهم قُرّضت بالمقاريض من حسن ثواب الله لهم..
فالحزن بلاء… وضيق العيش بلاء … وقطع العلاقات بالأحباب بلاء وابتعاد الناس عنك بلاء
والديون بلاء … وموت أقرب الناس بلاء… والفقر بلاء … والمرض من ألم وخز الشوكة إلى أشد أنواعه وأقواها بلاء… والمشاكل الزوجية بلاء … والحسد بلاء… وكل ما يضيق به الصدر بلاء…
باكروا بالصدقة فإن البلاء ﻻ يتخطى الصدقة.
****************
الحمد لله… ثلاثة أعمال لا تدخل الموازين يوم القيامة لعظمها:
– الصبر: قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} لم يحدد اﻷجر.
– العفو عن الناس: قال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}…لم يحدد اﻷجر.
– الصيام: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) رواه الشيخان …لم يحدد اﻷجر.
وينادي مُنادٍ يوم البعث: أين الذين أجرهم على الله؟ فـيقبل الصابرون والصائمون والعافين عن الناس..
فيا أيها الأحبّة في الله صوموا / واصبروا / واصفحوا…جعلني الله وإياكم ممن ينادى عليهم بـهذا النداء
****************
إننا مسافرون إلى الله … من مرحلة إلى أخرى … ومن محطة إلى أخرى …
فالسفر الأول: سفر السُلالة من الطين … والسفر الثاني: سفر النطفة من الظهر إلى البطن … والسفر الثالث: من البطن إلى الدنيا …والسفر الرابع: من الدنيا إلى القبور …والسفر الخامس: من القبور إلى العَرضِ للحساب… …والسفر السادس: من العرض إلى منزل الإقامة …الجنة أو النار…
اللهمّ إنّا نسألك رضاك والجنّة ونعوذ بك من سخطك ومن النار…
****************
البعث … النشر … نفخة الصور … الأهوال في الكون … أحوال الأرض والجبال والسماء يوم القيامة … الحشر … السؤال والاستجواب … شهادة الحق … الحساب … الجزاء والعرض والقضاء … طلب الفداء … الميزان … رقابة الله … التسجيل والإحصاء الدقيق … الصراط … الشفاعة لمن يستحقها … الحوض … كل هذه المواقف والمشاهد سنعيشها وليس بيننا وبينها إلا الموت والنفخ في الصور “وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ “.
فإذا طلعت عليك شمس يوم من أيام الدنيا بعد نومٍ مستغرق. فاذكر أن هناك يقظة، سوف تعقب الهجعة المؤقتة في القبر، يساق بعدها أهل الشر إلى سقر، ويساق أهل الخير إلى ” مقعد صدق عند مليك مقتدر ” إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55) سورة القمر
اللهم إجعلنا ممن يساقون إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر…
****************
يسأل الملاح ((تيتوف)) ويقول وهو يطوف بسفينته حول الأرض ويرى مظاهر الكون الرائعة: ((هذه الأرض – الكُرة – المعلقة في الفضاء… منْ يحملها؟ وكل ما حولها فراغ فراغ فراغ!)).
فيجيبه القرآن الكريم تتويج وحي الله سبحانه إلى الأرض ((إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41) سورة فاطر.
((هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (23) )).سورة يونس .
((قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ (64))). سورة الأنعام.
فكيف يجهل الإنسان خالقهُ سبحانه واجب الوجود… كيف يجهل نور السماوات والأرض.. الواحد الأحد الفرد الصمد.. الذي لا يشغله شاغل ولا يعجزه سائل.. من جلت قدرته وعظمت حكمته.. من لا تأخذه سنه ولا نوم.. من لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار…من وسع سمعه الأصوات.. من بغير عَمَدٍ رفع السماوات…
من يرى ويسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.. من يكوّر الليل على النهار، والنهار على الليل..
من يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي.. الذي خلق فسوى وقدّر فهدى.. الذي على العرش استوى.. الذي ليس كمثله شيء.. فكلّ ما خطر ببالك الله بخلاف ذلك …
أيُجهل الله؟ كلا والله. ولكن: ((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67))). سورة الزمر.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74))). سورة الحج.
إن من وجد الله وجد كل شيء.. ومن أطاع الله واتقاه ربح كل شيء … وعاش سعادة الداريْن.
ومن فقد الله فقد كل شيء…ومن عصى الله خسر كل شيء …وعاش شقاء الداريْن…
****************
سأل شاب رجلا حكيما ومجربا ومتعلما وقال:
إن الشمس شديدة التوهج واللمعان والجاذبية والسحر والجمال ومع ذلك لم يحدث قط أنْ وقع في حبها أحد.. فلماذا لم يحدث مثل ذلك؟!
فأجاب الحكيم: لأن الشمس تظهر كل يوم في معظم البقاع والمناطق… ولكن في الأماكن التي لا تُشاهد فيها الشمس إلّا نادرا، وفي الأماكن التي لا تظهر فيها غالبا فإنها محبوبة حقا، ويتطلع الناس إلى ظهورها بشغف وشوق.
****************
يا نفس توبي فإِن الموت قد حانا واعصِ الهوى فالهوى مازال فتَّانا
أما ترين المنـايا كيف تلقطنا لـقطا فتلحق أخـرانا بأولانـــــــــــــــا
في كل يوم لنـا مـيْت نشيـعه ننسى بمصرعه آثـار موْتانـــــــــــــــا
يا نفس مالي وللأموال أكنزُها خلفي وأخرجُ من دنياي عريانــــــا
ما بالُـنا نتعامى عن مصارِعنا نـنسى بغفلِتنا من ليس يَنْسانــــــــا
أين الملوك وأبناء الـملوك ومن كانت تخرّ لـه الأذقـان إذعانـــــــا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا مستبدلين مـن الأوطان أوطانــا
خلوا مدائن كان العز مفرشها واستفرشوا حفراً غُبراً وقيعانــــــــا
يا راكضاً في ميادين الهوى مرحاً ورافـلاً في ثياب الغيّ نشوانــــا
مضى الزمان وولى العمر في لعب يكفيك ما قد مضى قد كان ما كانا
****************
لا يُدْرِك المفاخِر منْ رضي بالصف الآخر
يذكر لنا التاريخ أن محمد المهلبي كان فقيراً معدماً لا يملك قوت يومه. حتى أنه سافر ذات مرة فأخذ يتمنى الموت من شدة فقره ويقول:
ألا موت يباع فأشتريـه *** فهذا العيش ما لا خير فيـه
ألا موت لذيذ الطعم يأتي *** يخلصني من العيش الكريـه
إذا أبصرت قبراً من بعيد *** وددت أنني مما يـــليـه
ألا رحم المهيمن نفس حر *** تصدق بالوفاة على أخيــه
فقام صاحب له ورثى لحاله وأعطاه درهما.
ثم تمر الأيام ويعتنى المهلبي بنفسه، ويجتهد ويترقى في المنصب،
حتى أصبح وزيراً، وضاق الحال بصاحبه (الذي أعطاه درهماً)
فأرسل رقعة إلى محمد المهلبي كتب فيها:
ألا قل للوزير فدته نفسـي *** مقال مذكر ما قد نسيه
أتذكر إذ تقول لضنك عيش *** ألا موت يباع فأشتريه؟
فلما قرأ محمد المهلبي الرقعة أمر له بسبعمائة درهم، ثم كتب تحت رقعته قوله – تعالى ” مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم”.
ثم قلده عملاً يسترزق منه، ترى هل ركن المهلبي إلى فقره ورضخ إلى حاله البائس؟
أم أن نفسه التائقة إلى السمو دفعته كي يكون شيئاً مؤثراً له قيمة ووزن في هذه الحياة؟
إن فقره وضيق حاله لم يمنعاه من المساهمة في هندسة الحياة وإحداث التأثير الذي أراده هو لنفسه.
****************
قـم في الدجى واتل الكتـاب * ولا تنم إلا كنومة حائر ولهان
فلربما تأتى المنيـة بغتـــة * فتساق من فـــــــرش إلى أكفـان
يا حبذا عينان في غسق الدجى * من خشية الرحمن باكيتـان
فالله ينـزل كُلَ آخـر ليـلـة * لسمائه الدنيا بلا نـكـــــــــــــران
فيقولُ هل من سائـلٍ فأجيبَـه * فأنا القريبُ أجيبُ منْ نادانــي
****************
كان شداد بن أوس- رضي الله عنه –يقول:
إنكم لم تروا من الخير إلا أسبابه ولم تروا من الشر إلا أسبابه الخير كله بحذافيره في الجنة والشر كله بحذافيره في النار وإن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر والآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قاهر ولكل بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا
****************
قال سلمان الفارسي –رضي الله عنه-:
أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث ضحكت من مؤمل الدنيا والموت يطلبه وغافل لا يغفل عنه وضاحك ملء فيه لا يدري أمسخط ربه أم مرضيه وأبكاني ثلاث فراق الأحبة محمد وحزبه وهول المطلع عند غمرات الموت والوقوف بين يدي رب العالمين حين لا أدري إلى النار انصرافي إم إلى الجنة
****************
أساء أحد الأشقياء الأشرار إلى رجل طيب تقي وأهانه.. فقال التقي بحلم وصبر ورويّة: إنّ أيّ شيء قلته عني وكل طعن طعنته فيّ هو أقل بكثير مما أنا عليه في واقع الأمر.. لأنك لا تعرف مساوئي ومثالبي وعيوبي كما أعرفها أنا بنفسي حق المعرفة.. لذا دعني أشكرك، وأدعو ربي أن يغفر لي وأن يتجاوز عنك ويغفر لك.
****************
كتبت أكثر من أربعين كتاباً منشوراً حول الترجمة واللغة الإنجليزية ولكنّ معظم كتبي كانت للمرأة وعن المرأة! وسُئِلت لماذا أكتب للمرأة وعنها؟، وكان جوابي الواضح الصريح: أنا رجل أرفض أن أكون من المنافقين… وأحبّ ويجب أنْ أكون من المُنْصفين… إنّ المرأة بالنسبة لي أهمّ من الأكسجين… لأنّ المرأة هي الأم والأخت والزوجة والبنت… إنها رفيقة الدرب… وحبيبة القلب وشقيقة الرجل … وملكة مملكة الزواج الإيمانية…
وهي المُلْهِمَة لكل الفنون الجميلة… ولو تخيّلنا الحياة بغيرها فستكون صحراء قاحلة جرداء، بلا خُضْـرَة ولا نُضْرة ولا ربيع ولا ماء.
الحياة عبارة عن معادلة متوازنة جميلة من قطبيْن مكرّميْن رئيسييْن هما: الرجل ة والمرأة، رجل + امرأة = الحياة، وما عداهما خُلِق لهما ومن أجلهما، وهما خُلقا لهدفٍ أسمى، يتجاوز الماديات، وينطلق إلى عالم الروح، كي تكون الإطار والخيط العام، الذي يقودنا إلى الحقيقة التي تكون الحياة بدونها عبثاً وجنوناً وتعاسة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: بستان زهرة مائة ألف کل شیء
إقرأ أيضاً:
التقاطع المزراحي الفلسطيني الذي لا يتحدث عنه أحد
#التقاطع_المزراحي #الفلسطيني الذي لا يتحدث عنه أحد
الدكتور #حسن_العاصي
أكاديمي وباحث في الأنثروبولوجيا
قد لا توجد كلمة أكثر كراهية في الوقت الحالي بين صفوف اليمين الصهيوني والمحافظين الأميركيين من “التقاطعية”. حيث يُنظَر إلى التقاطعية باعتبارها “نظام الطبقات الجديد” الذي يضع الأشخاص غير البيض وغير المغايرين جنسياً في القمة.
مقالات ذات صلة زيلينسكي في واشنطن: صفقة بلا توقيع… وسلام بلا ملامح 2025/03/01بالنسبة لليمين تعني التقاطعية أنه لأنك أقلية، تحصل على معايير خاصة، ومعاملة خاصة في نظر البعض. إنها تعزز الأنانية على المستوى الشخصي والانقسام على المستوى الاجتماعي. وتمثل شكلاً من أشكال النسوية التي تضع علامة عليك. إنها تخبرك بمدى اضطهادك. إنها تخبرك بما يُسمح لك بقوله، وما يُسمح لك بالتفكير فيه. وبالتالي فإن التقاطعية “خطيرة حقًا” أو “نظرية مؤامرة للضحية”.
وهذا مستوى غير عادي للغاية من الازدراء لكلمة كانت حتى قبل عدة سنوات مصطلحًا قانونياً غامضاً نسبياً خارج الدوائر الأكاديمية.
إن التقاطعية، في النظرية الاجتماعية، التفاعل والآثار التراكمية لأشكال متعددة من التمييز تؤثر على الحياة اليومية للأفراد، وخاصة النساء الملونات. يشير المصطلح أيضًا على نطاق أوسع إلى إطار فكري لفهم كيفية تفاعل جوانب مختلفة من الهوية الفردية – بما في ذلك العرق والجنس والطبقة الاجتماعية والجنسانية – لخلق تجارب فريدة من الامتياز أو القمع.
أصل مصطلح التقاطعية
صاغت “كيمبرلي كرينشو” Kimberlé Crenshaw وهي مدافعة أمريكية بارزة عن الحقوق المدنية وباحثة رائدة في نظرية العرق النقدية، مصطلح التقاطع في مقالها عام 1989 بعنوان “إزالة التهميش عن تقاطع العرق والجنس: نقد نسوي أسود لعقيدة مكافحة التمييز والنظرية النسوية والسياسة المناهضة للعنصرية”. قدمت كرينشو المفهوم لمعالجة تجارب القمع التي لا يمكن فهمها بشكل كافٍ كنتيجة لأنماط عادية من التمييز. وقد كررت فائدة المفهوم في مقالتها عام 1991 بعنوان “رسم خريطة الهوامش: التقاطعية، وسياسات الهوية، والعنف ضد النساء الملونات”.
نشأ عمل كرينشو كرد فعل على القيود المفاهيمية التي حددتها في المناقشات بين النسويات ومناهضي العنصرية خلال الثمانينيات. وزعمت أن تجارب النساء السود تتشكل من خلال مزيج من التحيزات القائمة على العرق والجنس، مما يؤدي إلى تقارب مميز بين التمييز والحرمان. كما زعمت أن مثل هذه التجارب لا يمكن معالجتها أو علاجها بشكل مناسب من خلال الأنظمة القانونية والاجتماعية التي تقيم التمييز العنصري والجنسي بشكل منفصل.
قبل كرينشو بوقت طويل، وضع عالم الاجتماع الأمريكي الأفريقي “ويليام إدوارد بورغاردت دو بوا” William Edward Burghardt Du Bois نظرية حول كيفية تعزيز فئات العرق والطبقة والثقافة للتمييز والطبقية الاجتماعية بشكل متبادل، على الرغم من أنه لم يدرج الجنس صراحة في تحليله. في سبعينيات القرن العشرين، تناولت “مجموعة كومباهي ريفر” Combahee River Group وهي مجموعة من النسويات الاشتراكيات من السود المثليات، بشكل ملحوظ “القمع المتشابك” للعنصرية والتمييز على أساس الجنس والمعيارية الجنسية، مما أدى إلى تطوير الأساس للتفكير التقاطعي.
تم توسيع مفهوم التقاطعية منذ ذلك الحين إلى ما هو أبعد من إطاره الأولي للعرق والجنس. وهو يشمل الآن مجموعة واسعة من التصنيفات الاجتماعية، مثل الطبقة الاجتماعية والاقتصادية، والتوجه الجنسي، والعمر، والإعاقات الجسدية أو الفكرية، وأبعاد أخرى للهوية الفردية. تؤكد التقاطعية على أن الأبعاد المختلفة للهوية ليست معزولة عن بعضها البعض؛ بل إنها تتشابك وتتداخل بطرق معقدة، مما يؤدي إلى مزايا، أو عيوب مميزة، أو فوائد، أو أضرار.
قدمت كرينشو التعريف التالي للتقاطع: “التقاطع هو استعارة لفهم الطرق التي تتراكم بها أشكال متعددة من عدم المساواة أو الحرمان أحيانًا وتخلق عقبات غالبًا ما لا يتم فهمها بين طرق التفكير التقليدية.”
لم يدخل مصطلح “التقاطعية” في الاستخدام اليومي بعد، ولكن الوعي به يتزايد في السياقات الأكاديمية وصنع السياسات. ومن الضروري أن يتم تعريف المصطلح بوضوح قبل تطبيقه على صنع السياسات، وفهم الآثار المترتبة على البحث وتحليل البيانات.
التقاطع المزراحي الفلسطيني
منذ أن أطلق اليهود المزراحيون عبارة “نحن ندافع عن ضحايا عنف الدولة الإسرائيلية” أثارت هذه المقولة حالة من الجنون في الأوساط السياسية، وفي وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وهذه الفكرة تستند إلى عقيدة مفادها أن اليهود يجب أن يتضامنوا مع الفلسطينيين لأن تحرر اليهود مرتبط بشكل جوهري بتحرير الفلسطينيين. قد يبدو هذا الأمر غريباً للمتلقي، لكنه ليس كذلك. فبسبب تركيز اليهود على التاريخ السائد المتمركز حول يهود الأشكناز الغربيين، تم تجاهل إلى أي مدى تعود هذه الفكرة بين المزراحيين، اليهود من الأراضي العربية.
لم يكونوا يستخدمون مصطلح “التقاطعية” في ذلك الوقت بالطبع لكن المزراحيين كانوا يطورون سياسة وثقافة تقاطعية قوية في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي. وبينما كانوا يناضلون في “المعبروت” أي معسكرات العبور، رأى العديد من المثقفين والفنانين المزراحيين أن مصيرهم مرتبط بشكل لا ينفصم بمصير العرب الأصليين، الذين لم يتشاركوا معهم العلامات الثقافية مثل اللغة العربية فحسب، بل شاركوا أيضاً تجربة المعاناة القاسية والتمييز على يد الحكومة الإسرائيلية.
عكست منشوراتهم هذه النظرة التقاطعية البدائية. في عام 1953، أنشأ المثقفون الناطقون باللغة العربية مجلة الجديد، وهي مجلة تضم الشعر والرواية التي كتبها اليهود الشرقيون مثل اليهودي من أصل عراقي “ساسون سوميخ” Sasson Somekh والعرب مثل الشاعر العربي الفلسطيني “توفيق زياد”. وقال المحررون إنهم يريدون تسليط الضوء على التمييز ضد المزراحيين والعرب “من منطلق روح تأسيس التضامن العربي اليهودي، وفقًا لكتاب أستاذ الدراسات اليهودية الأمريكي “بريان روبي” Bryan Roby الذي صدر عام 2015 بعنوان “عصر التمرد الشرقي: نضال إسرائيل المنسية من أجل الحقوق المدنية” The Mizrahi Era of Rebellion: Israel’s Forgotten Civil Rights Struggle.
وفي حين أكد المزراحيون، مثل المؤرخ الإسرائيلي “جدعون جلعادي” Gideon Giladi وشرح المؤرّخ في كتاب “الخلاف في صهيون” Discord in Zion كيف ساعد الاستعمار البريطاني الصهيونيّة العالميّة بالسيطرة على اليهود المحليين وتوطيد أسس حكم ذاتي للأشكناز (الغربيين) في أرض عربيّة. ركز آخرون على ما يمكن أن يحققه السكان الذين تعرضوا للإساءة من خلال الاتحاد معاً.
يقول “لطيف دوري” Latif Dori اليهودي عراقي المولد وسكرتير لجنة الحوار الإسرائيلي/الفلسطيني الذي أحب الحديث عن “الشعبين الشقيقين” اللذان يقفان “يدا بيد أمام الموجات القومية”، قال إن المراهقين المزراحيين والعرب يجب أن يشكلوا حركة شبابية اشتراكية مشتركة لتعزيز “جسر التفاهم”. بين الشعبين اليهودي والعربي”.
امتداد الفكر القومي الأوروبي
وقام مزراحيون آخرون بتحليل الجذور الأيديولوجية للمشكلة، والتي حددوها في الصهيونية نفسها. لقد جادلوا بأن الصهيونية انبثقت من الفكر القومي الأوروبي في القرن التاسع عشر، والذي أظهر وفرة من الاستعمار والاستشراق – وبالتالي فهي بالطبع تصور الأشكناز الغربيين على أنهم متحضرون، والعرب الشرقيين (اليهود وغير اليهود على حد سواء) على أنهم غير متحضرين.
كتب المفكر اليهودي من أصل بولندي والدبلوماسي السابق “إلياهو إلياشار” Eliahu Eliachar «في نهاية المطاف، ترتبط المشكلة الشرقية ارتباطاً وثيقاً بالمشكلة العربية: لأنه فقط عندما تكون إسرائيل قادرة على الاعتراف لنفسها بأنها، من بين أمور أخرى، دولة شرقية، لن تتمكن من ذلك. سيكون الإسرائيليون قادرين على إعداد أنفسهم للقاء بناء مع العرب”.
لم يكن التضامن المزراحي العربي مجرد حجة فكرية: بل تُرجم إلى احتجاجات مشتركة في الشوارع، والتي قامت الشرطة الإسرائيلية بقمعها باستخدام القوة المفرطة. وفي محاولة لمنع التفاعل بين المجموعتين، قال أحد الضباط لأحد البدو الذين كانوا يتحدثون مع المزراحيين في بئر السبع: “يجوز لك زيارة المدينة، ولكن ليس من الصواب أن تتحدث إلى السكان”.
بدءاً من تسعينيات القرن الماضي، حاولت مجموعات مثل قوس قزح الديمقراطي المزراحي تذكير المزراحيين بالعصر الماضي عندما ساروا مع العرب – عندما كانوا عرباً – لكنهم حققوا نجاحاً محدوداً. تقول عالم الأنثروبولوجيا “سمادار لافي” Smadar Lavie التي كانت ناشطة في الحركة الديمقراطية الثورية، أن المجموعة لا تحظى الآن بدعم شعبي كبير. ومع التزام المثقفين الشرقيين بالهدوء بشأن القضية الفلسطينية خوفاً من فقدان تمويلهم ودوائرهم الانتخابية اليمينية، فإن النموذج التقاطعي “رومانسي، لكنه غير قابل للتطبيق” في إسرائيل المعاصرة، كما قالت لافي. “لا شيء يتحرك في التقاطع، لقد أصبح ازدحاماً مرورياً”.
ولكن ماذا عن النهضة الثقافية المزراحية التي شهدناها في السنوات القليلة الماضية؟ ماذا عن الشعراء الشباب المتمردين مثل الشاعر “روي حسن” Roy Hasan والشاعرة “أدي كيسار” Adi Keissar وفرق مثل “بنت الفنك” Funk Girl الذين يضعون عروبتهم في المقدمة والمركز؟ إنهم يتمتعون بشعبية كبيرة ورائعين في رفع مستوى الوعي، ولكن من الصعب معرفة مدى قدرتهم على إحداث تغيير في السياسة المزراحية السائدة. ويحذر البعض، مثل لافي، من أن النهضة الثقافية لا تعني بالضرورة تغييراً سياسياً في الواقع، يمكن أن يصرف الانتباه عن الحنين المزراحي السياسي، ويعيد إحياء الحنين المزراحي مع الحفاظ على الصمت المزراحي بشأن فلسطين.
من هي الجماعات التي يقودها الفلسطينيون واليهود والتي تقود الاحتجاجات ضد إسرائيل؟
أثناء تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة الحرب اشتعلت معركة مريرة على الرأي العام في الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، مع مسيرات غاضبة في العديد من الجامعات واحتجاجات تخريبية في أماكن بارزة في العديد من المدن الكبرى.
ومن بين المحفزين هناك الجماعات التي يقودها الفلسطينيون واليهود والتي نشطت لسنوات في معارضة السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين والتي طالبت بوقف إطلاق النار في غزة. واشتبكوا مع الجماعات المؤيدة لإسرائيل.
ولهذه المجموعات جذور في حركة تعرف باسم BDS، والتي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها. ولّدت تلك الحملة خطاباً ساخناً قبل وقت طويل من قيام مقاتلي حماس بمهاجمة إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وقيام إسرائيل بشن عدوانها الهمجي على القطاع. وكتب المناصرون مقالات افتتاحية لصحف الحرم الجامعي مع نداءات لحماية حقوق الإنسان الفلسطيني، واتهموا في كثير من الأحيان إسرائيل بالاستعمار والعنصرية.
ولعب المجموعات المشاركة في تلك الجهود السابقة دوراً رئيسياً في الاحتجاج على القتال، من خلال أعمال في الجامعات وخارجها. أدت الاحتجاجات إلى اضطرابات في مبنى الكابيتول هيل، وفي محطة قطار رئيسية في شيكاغو ومحطة غراند سنترال في مدينة نيويورك. كما ساعدوا في تنظيم مظاهرة خارج مقر اللجنة الوطنية الديمقراطية في واشنطن، مما أدى إلى اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. فمن هي المجموعات المعنية؟
1ـ الصوت اليهودي من أجل السلام
وتصف منظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” Jewish Voice for Peace، التي تأسست عام 1996، نفسها بأنها “أكبر منظمة يهودية تقدمية مناهضة للصهيونية في العالم”. وتقول المجموعة على موقعها على الإنترنت: “نحن ننظم حركة شعبية ومتعددة الأعراق وعبر الطبقات والأجيال لليهود الأمريكيين تضامناً مع النضال من أجل الحرية الفلسطينية، مسترشدة برؤية العدالة والمساواة والكرامة لجميع الناس”.
لدى المنظمة أكثر من 300 ألف مؤيد، ولديها مليون متابع على منصة X، المعروف سابقاً باسم Twitter، ولها فروع في العديد من الجامعات الأمريكية. تم تعليق فرعها في جامعة كولومبيا بزعم انتهاك سياسات الجامعة بشأن إقامة أحداث الحرم الجامعي.
بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، قال الحاخام برانت روزين، المقيم في شيكاغو، والمؤسس المشارك للمجلس الحاخامي لحزب JVP، إنه يشعر بالحزن على زملائه اليهود الذين قتلوا، لكنه حافظ على تضامنه مع الفلسطينيين.
2ـ رابطة مكافحة التشهير
إن “رابطة مكافحة التشهير” Anti-Defamation League مجموعة مناصرة يهودية تتحدث بشكل متكرر ضد معاداة السامية والتطرف، تهاجم باعتبارها “مجموعة ناشطة متطرفة مناهضة لإسرائيل ومعادية للصهيونية تدعو إلى مقاطعة إسرائيل والقضاء على الصهيونية”.
بالرغم من أن المنظمة هي مجموعة ضغط يهودية أمريكية تأسست عام 1913 بهدف وقف التشهير باليهود واليهودية، إلا أنها تناهض الصهيونية. في إقراراتها الضريبية الفيدرالية لعام 2021، أعلنت عن إيرادات تقارب 2.9 مليون دولار؛ وتقول إن الجزء الأكبر من دخلها يأتي من المساهمات الفردية.
3ـ إذا لم يكن الآن
تأسست منظمة “إذا لم يكن الآن” IfNotNow خلال الحرب بين إسرائيل وحماس عام 2014، عندما قُتل أكثر من 2000 فلسطيني حين شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية وغزواً برياً على غزة.
وتقول المجموعة على موقعها على الإنترنت: “لقد اجتمع الشباب اليهود الغاضبون من الرد المتشدد للمؤسسات اليهودية الأمريكية تحت شعار IfNotNow”. وهدفها المعلن هو: “تنظيم مجتمعنا لإنهاء الدعم الأمريكي لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي والمطالبة بالمساواة والعدالة والمستقبل المزدهر لجميع الفلسطينيين والإسرائيليين”.
في الأيام الأولى من العدوان الإسرائيلي على غزة، أدانت منظمة IfNotNow عمليات قتل المدنيين على الجانبين، في حين كررت انتقاداتها للسياسة الإسرائيلية.
وقالت المجموعة في 7 تشرين الأول/أكتوبر: “لا يمكننا أن نقول ولن نقول إن الأعمال التي قام بها المسلحون الفلسطينيون اليوم غير مبررة. إن الحصار الخانق على غزة هو استفزاز. المستوطنون يرهبون قرى فلسطينية بأكملها، والجنود يداهمون ويهدمون منازل الفلسطينيين. … هذه هي استفزازات الحكومة اليمينية الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل”.
وقالت “إيفا بورغواردت” Eva Borgwardt المديرة السياسية لمنظمة IfNotNow، إن المجموعة نظمت خدمات صلاة في بعض المدن لليهود الذين أرادوا الحداد على اليهود والفلسطينيين الذين قتلوا في الصراع. اتهمت رابطة مكافحة التشهير منظمة IfNotNow بتوجيه انتقادات “متطرفة” للحكومة الإسرائيلية و”الخطاب المثير للانقسام، والذي قد يكون بعضها ذا أهمية”. تضم IfNotNow عشرات الآلاف من الأعضاء والمؤيدين في صفوفها. ووفقًا للنماذج الضريبية، كان إجمالي إيراداتها في عام 2021 أقل بقليل من 397 ألف دولار.
4ـ طلاب من أجل العدالة في فلسطين
تتواجد منظمة “طلاب من أجل العدالة في فلسطين” Students for Justice in Palestine في الجامعات الأمريكية منذ عقود، وتقوم باحتجاجات متكررة تطالب بتحرير الفلسطينيين ومقاطعة إسرائيل. وهي منظمة طلابية تعمل تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتدعم حقه في تقرير المصير. وهي ملتزمة بإنهاء احتلال إسرائيل واستعمارها لجميع الأراضي العربية وتفكيك جدار الفصل العنصري.
تقول الشبكة غير المتصلة بشكل جيد أن لديها أكثر من 200 فرع في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا. وتقول على موقعها على الإنترنت إن مهمتها هي “تمكين وتوحيد ودعم المنظمين الطلابيين أثناء دفعهم لمطالب التحرير الفلسطيني وتقرير المصير في جامعاتهم”. وفي الشهر الماضي، انضمت إلى الدعوات المطالبة بإضراب وطني للطلاب في حرم الجامعات.
وتتهمها رابطة مكافحة التشهير بالقيام بدعاية مناهضة لإسرائيل “مليئة بالخطابات التحريضية والقتالية في بعض الأحيان”.
وفي بيان بعد العدوان ال‘سرائيلي على غزة قالت الحركة إنه من “الواجب الأخلاقي” دعم صمود الشعب الفلسطيني الذي “تحمل 75 عاما من القمع والتهجير والحرمان من حقوقه الأساسية”، وقالت إن ذلك يشمل “المقاومة المسلحة”.
مجموعات أخرى
وتشارك فروع متعددة أيضًا في الاحتجاجات. حيث تقوم منظمة “المسلمون الأمريكيون من أجل فلسطين” American Muslims for Palestine بتنظيم وتنسيق أنشطة الاحتجاج ضد إسرائيل على مر السنين مع منظمة IfNotNow.
وفي جامعة براون تم القبض أثناء الاحتجاجات على عشرين طالباً من مجموعة “يهود براون من أجل وقف إطلاق النار الآن” Brown Jews for Ceasefire Now بعد رفضهم مغادرة مبنى الحرم الجامعي أثناء الاعتصام. ونشرت المجموعة على موقع X أنهم يدعون الجامعة إلى تعزيز “وقف فوري لإطلاق النار والسلام الدائم” بالإضافة إلى سحب استثماراتها من الشركات التي “تسمح بارتكاب جرائم حرب في غزة”.
وحتى مجموعات مثل “اليونيسف”Unicef و”منظمة العفو الدولية” Amnesty International واجهت التدقيق. وفي “سكوتسديل” Scottsdale بولاية “أريزونا” Arizona دفع عرض قدمته مجموعة من طلاب المدارس الثانوية حول الأزمة الإنسانية في غزة، مدير التعليم العام بالولاية “توم هورن” Tom Horn إلى حث المدارس على طرد المجموعتين الدوليتين من الحرم الجامعي. وقال مسؤولو المدرسة المحلية إن مجموعات الطلاب تمثل جميع وجهات النظر وتعمل على إخماد الضجة.