فلسطين تحررنا.. كيف تغير غزة حياة الطلاب في بريطانيا
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
استيقظت آرلو الفتاة العشرينية الشقراء بعد أن تسللت أضواء الصباح إلى خيمتها المنصوبة في باحة الكلية القديمة بجامعة إدنبرة في قلب العاصمة الأسكتلندية. لم تكن الساعة قد تجاوزت الرابعة والنصف صباحًا، لكن الآن هو موعد شروق الشمس التي لم يختف ضوؤها في اليوم السابق إلا بعد العاشرة مساءً في هذا الجزء من شمال الكرة الأرضية.
تمثل آرلو جيلًا كاملًا من الطلاب في الجامعات البريطانية وحول العالم، فاجأه الصمت الدولي على المجازر الإسرائيلية في فلسطين، وشكل له معضلة حقيقية في الجمع بين المبادئ التي يدرسونها في أقسام القانون والفلسفة والأخلاق، وبين ما يرونه رأي العين من ممارسات الساسة وصناع القرار في بلدانهم، وحتى الكثير من الأكاديميين الذين يحاضرون أمامهم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"هندسة الخوف".. كيف تدفع المقاومة جنود الاحتلال إلى الانتحار؟"هندسة الخوف".. كيف تدفع المقاومة جنود ...list 2 of 2بالسياسة والسلاح.. رحلة أكراد العراق الوعرةبالسياسة والسلاح.. رحلة أكراد العراق ...end of listلم يكن الإضراب عن الطعام أول السبل التي سلكتها آرلو وزملاؤها للاعتراض على ما سمّوه التواطؤ في المذبحة الجارية في غزة. فقد قام الطلاب بتجربة "كل شيء" كما تقول. فبعد أن رأوا الجامعات الأمريكية تنتفض، خاصة جامعتي كولومبيا وهارفارد، بدأ طلاب الجامعات البريطانية، ومن بينهم طلاب جامعة إدنبرة ذات التصنيف المتقدم بين جامعات العالم، الاحتجاج بطريقتهم. في البداية تحدثوا مع إدارة الجامعة، ومع ممثلي الطلاب، وتظاهروا، وسيطروا على مبان جامعية، قبل أن ينخرطوا في أنشطة ويرسلوا برسائل ضمت هيئة التدريس وموظفي الجامعة أيضًا، كل ذلك لأجل هدف رئيسي هو مقاطعة الجامعة للمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية وسحب الاستثمارات من الشركات والمؤسسات الداعمة للإبادة الجماعية في غزة.
احتجاج طلاب جامعة إدنبرة (شترستوك)ترى آرلو، الفتاة القادمة من لندن للدراسة في الشمال، أن لديها مسؤولية كبيرة لإقناع جامعتها بالانتصار للمظلومين، وإن لم تستطع فعل ذلك، فستحاول إقناع الطلاب الجدد بألا ينفقوا أموالهم للدراسة في جامعة إدنبرة. تنفق عائلة آرلو سنويًّا 9000 جنيه إسترليني (11500 دولار تقريبًا) لتكاليف الدراسة في جامعة إدنبرة، في حين تبلغ التكاليف للطلاب الأجانب أكثر من ضعفي هذا الرقم، لتصل إلى 23 ألف جنيه إسترليني (30 ألف دولار تقريبًا). وفي المقابل، تستثمر الجامعة أكثر من 56 مليون جنيه إسترليني (أكثر من 71 مليون دولار) في شركات مثل بلاك روك، التي تستثمر في شركات تصنع أسلحة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، أو شركة أمازون التي تقدم خدمات الحوسبة للقطاع العام الإسرائيلي بما في ذلك جيش الاحتلال، وكذلك موقع بوكينغ الذي يسمح باستئجار المساكن والفنادق في المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية.
يتفاوض الطلاب مع إدارة الجامعة بطرق مختلفة من موقعهم في باحة الكلية، التي يطل عليها مكتب رئيس الجامعة، وهو المكتب الذي شغله يومًا ما وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور صاحب الإعلان الشهير الذي منح أرض فلسطين للحركة الصهيونية من أجل إقامة إسرائيل. ويصدرون العديد من المنشورات، التي يعمل عليها أساتذة وأكاديميون مختصون في القانون الدولي والاقتصاد وباحثون ممن تخرجوا في الجامعة، مرورًا بالخطابات المفتوحة للتوقيع، التي يُتاح للمقيمين في إدنبرة التوقيع عليها، فضلًا عن اللقاءات التي تُنسق بين الطلاب المعتصمين ونائب رئيسة الجامعة (الأميرة آن، ابنة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وشقيقة الملك تشارلز الثالث). لكن استجابة جامعة إدنبرة لم تكن جادة ولا تقترب من طموحات المعتصمين، بحسب الطلاب بحسب قول آرلو: "رغم إضراب 20 طالبًا عن الطعام على مدار الشهر الماضي، لا تزال إدارة الجامعة ترفض التعاطي مع مطالبنا أو التفاوض كما يجب!".
ما تتحدث عنه آرلو ظهر بوضوح في نقاشات صُوِّرت بين نائب رئيسة الجامعة والمعتصمين، حاول فيها النائب التقليل من شأن تجمعهم، والإيهام بأن قرارات محكمة العدل الدولية مسيّسة أو ليست نهائية، وهو ما أدى إلى المزيد من الاحتقان بين الطلاب وإدارة الجامعة.
ما فعلته إدارة الجامعة لا يعدو كونه استفزازًا في صورة تسويف، وتأجيلًا للتعامل مع مطالب المعتصمين. فقد اقترحت الجامعة فضّ الاعتصام وإنهاء الطلاب إضرابهم عن الطعام مقابل تكوين “مجموعة عمل” لدراسة مطالب المعتصمين، والرد عليها خلال أشهر، وهو ما يصفه الطلاب بأنه أمر “هزلي”. كذلك صرح أحد الطلاب للجزيرة نت بأن كل الرسائل التي أرسلتها إدارة الجامعة إلى المعتصمين كانت “مبهمة، وغير منتظمة، ومثيرة للشفقة”.
ينضم كورنيل ويست، السياسي والفيلسوف الأمريكي اليساري، إلى المسيرة التي يقودها المتظاهرون على طول شوارع إدنبرة إلى الكلية القديمة بجامعة إدنبره (شترستوك) المعتصمون ليسوا وحدهملا يقف الطلاب وحدهم في هذه المعركة. فقد ألهم حراكهم قطاعات أخرى، سواء في الساحة الأكاديمية أو على مستويات أخرى. فمثلًا، قام 600 من أساتذة وموظفي جامعة إدنبرة بإرسال خطاب مفتوح لإدارة الجامعة لمطالبتها بمقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال وسحب الاستثمارات منها، وهي المطالبات التي ينادي بها الطلاب. كذلك فإن اتحاد الطلاب في جامعة إدنبرة، وهو هيئة منتخبة تمثل الطلاب وتعترف بها إدارة الجامعة، أجرى استطلاعًا للرأي بين طلاب الجامعة، فوجد أن غالبية ساحقة تتعدى 97٪ من الطلاب يؤيدون مطالب المعتصمين بسحب الاستثمارات والمقاطعة.
من ناحية أخرى، يعتمد طلاب جامعة إدنبرة في نضالهم على مجتمع تغيره المشاهد القادمة من غزة، سواء كانت صور المذابح، أو صور صمود المقاومة. تقول إحدى الطالبات الأجنبيات في أقسام الدراسات العليا إنها لا تستطيع المشاركة بشكل مستمر في الاعتصام، لكنها تجتهد في دعم الطلاب المعتصمين من خلال تزويدهم باحتياجاتهم، وتوفير الطعام وغير ذلك. وتقول آرلو إن المجتمع المحلي في أسكتلندا أثبت دعمه لقضية الطلاب المعتصمين بسخاء شديد. وفضلًا عن ذلك هناك جانب آخر يتمثل في وحدة القضايا، إذ وجد مناصرو القضايا العادلة في اعتصام الطلاب المؤيدين لفلسطين ملاذًا لإعادة الاعتبار لقضاياهم كذلك.
ينظم الطلاب المعتصمون حلقات نقاشية ومحاضرات وعروض أفلام وندوات لتغطية طيف واسع من الاهتمامات. أما المحاضرون، فإن تنوعهم يعطي لمحة عن الأثر الذي تركته الحرب في غزة على المجتمع في أسكتلندا. فمثلًا، جاء مايكل أورغل، وهو طبيب أمريكي متقاعد تجاوز السبعين من عمره، ومعه أستاذة الاجتماع بالجامعة والناشطة لين جيمسون إلى الاعتصام للحديث مع الطلاب عن قضية حظر السلاح النووي على دول العالم، وإسرائيل على رأسها.
"مايكل أورغل" طبيب أمريكي متقاعد (يمين)، وأستاذة الاجتماع بجامعة إدنبرة والناشطة "لين جيمسون" (الجزيرة)في محاضرته، تحدث أورغل عن كيف تتشابه الأسلحة النووية مع ما يفعله الاحتلال الإسرائيلي خلال قصفه على غزة: “هذه أسلحة لا تفرق بين مدني وغيره، وهذا وحده انتهاك للقوانين الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني”. كذلك تحدث أورغل عن السلاح النووي البريطاني الذي تستضيفه أسكتلندا.
أما أستاذة علم الاجتماع لين جيمسون، فأخبرت الطلاب بما يمكن أن يحدث إذا أُعلن استقلال أسكتلندا، وكيف سيؤثر ذلك في حرمان بريطانيا من استخدام سلاحها النووي وتخزينه بالشكل الأمثل، وهو ما يمثل دافعًا لأصحاب قضية الاستقلال، من أجل التعاون مع أصحاب قضية حظر الأسلحة النووية. وكذلك لم ينس المتحدثان أن يربطا بين التهديدات الوجودية التي تواجه البشر، مثل خطر تغير المناخ والحرب النووية، وكيف أن مطالبات الطلاب يجب أن تمتد إلى طلب سحب استثمارات الجامعة ومقاطعة الشركات التي تعمل في مجال الأسلحة النووية.
فضلًا عن ذلك، ذكر المتحدثان قضية السكان الأصليين في دول مختلفة، مثل أستراليا والجزائر، الذين تضرروا بشكل هائل من التجارب النووية التي قامت بها الدول النووية الاستعمارية مثل بريطانيا وفرنسا. جدير بالذكر أن خيام المعتصمين تتوسطها خيمة على شكل الخيام التي عاش فيها السكان الأصليون في الولايات المتحدة، المعروفون بالهنود الحمر.
وبمجرد أن انتهت هذه المحاضرة التي حضرها عدد من الطلاب المعتصمين، ولم تفوتها آرلو، بدأت محاضرة أخرى في باحة الاعتصام عن تاريخ الفنون في سياق الاستعمار.
في يوم واحد، ناقش الطلاب قضايا استقلال أسكتلندا عن بريطانيا، وحظر السلاح النووي، وقضايا السكان الأصليين، والتغير المناخي، وكيف استُخدم الفن تاريخيًّا في مواجهة الحركات الاستعمارية والاستيطانية. هذا ما تفعله غزة!
الطلاب الآن يُظهرون اهتمامًا فائقًا بالشأن العام، ويظهرون استعدادًا كبيرًا لتحديد تفضيلاتهم في التصويت في الانتخابات على سبيل المثال، اعتمادًا على مواقف الساسة والمشرعين من الحرب على غزة ودعم الاحتلال. (رويترز) الحرية للذين لا تعجبنا آراؤهمورغم استياء إدارة جامعة إدنبرة الواضح من مطالب الطلاب واعتصامهم المستمر، تبقى الجامعة ملتزمة بالحفاظ إلى حد كبير على حقهم في حرية التعبير. تقول آرلو إن إدارة الجامعة لا تزال تؤمن بصدق بأهمية النقاش ووجود الأفكار المختلفة وتدافع الآراء المتناقضة في المساحة الأكاديمية. لأول وهلة مع دخولك إلى مقر الاعتصام، لن تخطئ عينك أفراد الأمن الموجودين في المكان. لكن يقول الطلاب إن أفراد الأمن ليسوا معنيين بحمايتهم، بل بحماية منشآت الجامعة منهم، والدليل على ذلك أن عددًا من الأفراد من خارج الجامعة من المؤيدين لإسرائيل قاموا بالتعدي على مكان الاعتصام أكثر من مرة، بلا رد من أفراد الأمن الموجودين في المكان.
الأمر ذاته حصل في اعتصامات مختلفة وجامعات بريطانية أخرى. لكن مع ذلك، تبقى السمة السائدة هي السماح -على مضض- للطلاب بالاعتصام، مع إظهار قدر من الاستياء من وجودهم.
تكرر الأمر في جامعات إنجليزية أخرى حيث يعتصم الطلاب، من غير موافقة إدارات الجامعات. لكن مجرد وجود الطلاب يبدو مكسبًا مهمًّا، حتى وإن لم تستجب الإدارات لمطالبهم بالمقاطعة وسحب الاستثمارات.
ففي مؤتمر دولي عقدته الجمعية البريطانية للدراسات الإسلامية في شهر مايو/أيار، بجامعة ليدز، هيمن نشاط الطلاب ومطالبهم وردّ الجامعات على حوارات المؤتمر. فمثلًا تحدث سلمان سيد، أستاذ النظرية الاجتماعية في جامعة ليدز عن تفسيره لردّ الجامعات على مطالب الطلاب باعتبار أن الجامعة هي أحد منتجات المرحلة الاستعمارية الأوروبية، وأنها كانت تهدف لترسيخ وجود الاستعمار، لا محاربته. وتحدثت مريم قاشاني، الأستاذة الأميركية في جامعة إلينوي عن نضالات الطلاب، وكيف صُمّمت بعض البرامج الجامعية للحفاظ على هيمنة المؤسسات الغربية، بلا فرصة للشعوب الأصلية وأصحاب القضايا في الفكاك. كذلك تحدث آخرون عن تحول سردية المقاومة إلى خطاب رأي عام، وعن المقاربات المختلفة بين الروايتين القرآنية والتوراتية في تفسير بعض الأحداث التاريخية التي قد يكون لها انعكاسات حتى الآن في الحرب الدائرة في غزة وممارسات الاحتلال الإسرائيلي. هذا كله رغم أن جامعة ليدز لم تتجاوب حتى الآن مع مطالب سحب الاستثمارات.
هذا التأثير يمكن ملاحظته بشكل أعم، إذ قالت لوتشيا أردوفيني، الأستاذة بجامعة لانكستر، إنها فوجئت بالتحول الهائل الذي حدث لطلابها في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وأوضحت ذلك قائلة: "يمكنني القول إن هذا الجيل هو الجيل الأقل تسييسًا الذي رأيته على الإطلاق.. لكن كان هذا قبل الحرب على غزة". وأكدت أن الطلاب الآن يُظهرون اهتمامًا فائقًا بالشأن العام، ويظهرون استعدادًا كبيرًا لتحديد تفضيلاتهم في التصويت في الانتخابات على سبيل المثال، اعتمادًا على مواقف الساسة والمشرعين من الحرب على غزة ودعم الاحتلال.
فلسطين للجميعتتحول اعتصامات الجامعات إلى حالة لا مثيل لها. فرغم انتفاضات الجامعات والشعوب في حوادث مختلفة، مثل الحرب الأميركية على العراق، أو في العقود التي سبقت ذلك مثل الاعتراض على نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، أو حركة الحقوق المدنية وحرب فيتنام والثورة الثقافية في نهاية الستينيات، تبدو اللحظة الحالية مختلفة إلى حد بعيد.
فمن ناحية، لم تعد القضية الفلسطينية أمام هؤلاء الطلاب ومناصريهم قضية إغاثية، تتناول اللاجئين أو إدخال المساعدات أو إخراج المصابين للعلاج، بل أصبحت قضية ثورية تجمع المؤمنين بالحق والعدل. فبمشاركة ذوي خلفيات متعددة في اعتصام جامعة إدنبرة على سبيل المثال، من البوذيين والمسلمين واليهود وحتى الإسرائيليين المؤيدين للسلام، يتحول الاعتصام شيئًا فشيئًا ليصبح دعوة للتحرر بأقوى العبارات والوسائل. فمثلًا، في مظاهرة يوم السبت الأول من يونيو/حزيران، التي نُظِّمت في مقر الاعتصام، تحدث بعض الطلاب عن خسائر جيش الاحتلال في غزة، ليهتف عدد من المتظاهرين مطلقين صافرات الاحتفال بمقتل جنديين إسرائيليين في غزة. أما التغيير الأبرز، من ناحية أخرى، فهو التحول التدريجي من استخدام الهتافات الإنجليزية الأقرب إلى الحياد، إلى الهتافات العربية المؤيدة للمقاومة بشكل واضح، التي يترجمها الطلاب العرب لرفاقهم الأجانب، ويهتفون بها جميعًا.
لا يطالب المعتصمون بالكثير، إذ تقول آرلو إنها لا تطمح إلى أن ترى جامعة إدنبرة تفعل أكثر مما فعلته جامعات أخرى مثل جامعة غولدسميث في لندن، أو كلية ترينتي التابعة لجامعة كامبردج، وكلتاهما قررتا سحب الاستثمارات والاستجابة لمطالب الطلاب.
آرلو، وزملاؤها، يملكون أملًا كبيرًا في المستقبل، ورؤية مشرقة لما يمكن أن يكون عليه العالم، ولعل هذا هو ما عناه الطالب الفلسطيني القادم من الخليل الذي أطلق على نفسه اسم “حنظلة” في حديثه مع المعتصمين حين قال لهم في تفاؤل ظاهر: “إن الناس الذين يسمعون اليوم أخبار إبادتنا، سيسمعون غدًا أخبار انتصارنا”؛ لتضج الباحة بالتصفيق الذي سمعته حتمًا إدارة الجامعة من الشرفة المقابلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أبعاد الطلاب المعتصمین إدارة الجامعة عن الطعام على غزة أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
جامعة أسيوط تنظم ورشة عمل تحت عنوان مشروعات فنية صغيرة
نظّم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة أسيوط، ورشة عمل، بعنوان: "مشروعات فنية صغيرة"، ضمن المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، وذلك تحت إشراف: الدكتور محمود عبدالعليم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور خالد صلاح عميد كلية الفنون الجميلة، والدكتورة إيناس ضاحي أحمد أستاذ التصوير بقسم التربية الفنية، بكلية التربية النوعية، ومنسق الورشة، وذلك بقاعة المناقشات، بالمبني الإداري بالجامعة
وحاضر خلال الورشة: الأستاذ إيهاب عبد الحميد مدير جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بأسيوط، والدكتورة هاجر أحمد حامد مدرس الملابس والنسيج بقسم الاقتصاد المنزلي، بكلية التربية النوعية، والدكتور هاني ثروت مدرس التصوير الجداري بقسم التصوير، كلية الفنون الجميلة، وبمشاركة؛ عمداء، ووكلاء، وأعضاء هيئة التدريس، وطلاب وطالبات الجامعة.
وأوضح الدكتور أحمد المنشاوى؛ إن جامعة أسيوط تهتم بالجانب الإبداعي وتنمية القدرات الفنية للطالب، موضحًا دعم الجامعة المستمر للفن بشكل عام، وحرصها على خلق فرص لاكتشاف الموهوبين والمبدعين وتقديمهم للمجتمع، ونشر الوعي بين طلابها ودعمهم المستمر، واستثمار طاقاتهم في تكوين مشروعات صغيرة مبتكرة، ومُبدعة؛ تُلبي متطلبات أسواق العمل المحلية، والعالمية، ومؤكدًا سعي الجامعة لمواصلة التعاون مع مختلف الجهات المَعنية بتأهيل الطلاب، وتحفيزهم، وتشجيعهم على ريادة الأعمال، ونشر ثقافة العمل الحر.
وأشار الدكتور محمود عبد العليم؛ إلي توجّه الدولة المصرية خلال الفترة الحالية؛ للاستثمار في العنصر البشري، موضحًا: إن جامعة أسيوط تسهم في دعم هذا التوجه بقوة، حيث تمكنت من إحياء، وتنظيم الكثير من الفعاليات ضمن مبادرة "بداية" في مختلف المجالات، والبالغ عددها حتي الآن نحو ٣٧ فعالية، لافتًا إلي أن ورشة اليوم تستهدف؛ تخريج طلاب مواكبين لسوق الحياة، وذلك من خلال تعليمهم؛ حرف، ومهارات حياتية، وكيفية إدارة الوقت، وكيفية التعامل مع الآخرين، متمنيًا لكافة المشاركين الاستفادة من المحاضرين، والخروج بمعلومات مثمرة.
وأشار الأستاذ إيهاب عبد الحميد خلال محاضرته: إلى أهمية التوعوية وتأهيل الشباب الجامعي؛ من أجل تحقيق التنمية، وتقدم ورفعة الوطن، وتشجيعهم علي الدخول في مجال العمل الحر، فضلًا عن مساندتهم؛ لإقامة، وإدارة مشروعات صغيرة؛ توفر لهم فرص عمل مستقرة علي أرض الواقع، مثمنًا جهود الجامعة في إتاحة الفرصة للجهاز؛ لتقديم، وتعريف الطلاب بالخدمات، والتيسيرات المالية التي يقدمها الجهاز، ومنها: التدريب المجاني، والتمويل الميسر، وتأسيس وترخيص المشروعات، والدعم الفني والتسويقي.
وشارك الدكتور هاني ثروت، بمحاضرة حول: "الفسيفساء وريادة الأعمال"، والتي ناقش خلالها عدة محاور، منها: تاريخ الفسيفساء، الموزاييك، وكيفية التعامل معهم، تحويل العمل لمنتج، إلي جانب التصميم، وممارساته، وخطواته، بالإضافة إلي الفن الحركي، وتكنولوجيا التقطيع، والوحدات الزُخرفية، وكذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتغيرات التكنولوجية.
وتناولت الدكتورة هاجر أحمد، خلال محاضرتها، عدة محاور منها: فن المكرمية، وبداية ظهورها، تعريف الطلاب بالخامات المستخدمة؛ في فن المكرمية، وكذلك تعريف الطلاب ببعض من أنواع الخيوط في السوق المصري، وطرح أفكار للمشروعات الصغيرة في مجالات (الديكورات المنزلية - والملابس).
وشهدت فعاليات الورشة؛ تكريم عددٍ من الأساتذة المنظمين للورشة، إلي جانب المحاضرين المشاركين؛ تقديرًا لما قدموه من إسهامات علمية، وثقافية ذات مردود إيجابي علي الطلاب