كتب غينادي بيتروف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول اللقاء المرتقب بين بوتين وأردوغان، والرمزية السياسية والقانونية في أن يُعقد اللقاء في تركيا، وليس في روسيا. وجاء في المقال: أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان أول مكالمة هاتفية منذ انسحاب روسيا من صفقة الحبوب. وبحسب ما ورد، ناقش الزعيمان، ضمن أمور أخرى، إمكانية عقد لقاء شخصي بينهما.

وفقًا لما نشر عن المحادثة الهاتفية، لا يزال من غير الواضح متى وأين ستجرى المحادثات المباشرة بين الرئيسين بوتين وأردوغان. إذا التقى الزعيمان على الأراضي التركية، فهذا يعني أن أنقرة لا تخشى خلق مشكلة إضافية لنفسها في علاقاتها الصعبة مع بروكسل وواشنطن. فلن يتعرض أردوغان للوم على انتهاك الاتفاقيات الدولية، ذلك أن تركيا لم تنضم إلى نظام روما الأساسي، الذي على أساسه تعمل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وبالتالي، فهي ليست ملزمة بتنفيذ أمر هذه المحكمة باعتقال بوتين. ومع ذلك، فإن زيارة الزعيم الروسي إلى دولة هي جزء من الناتو ستكون حدثًا تاريخيًا، ودليلًا واضحًا على أن صفوف التحالف الغربي الموالي لأوكرانيا (والذي يشمل بالطبع تركيا، التي تزود كييف بـ الأسلحة) ليست مرصوصة كما تبدو. (روسيا اليوم)

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.. ماذا يريد بوتين من الحدث الأهم في الولايات المتحدة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عندما فاز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016، عمّت الاحتفالات في موسكو وكأنها انتصار لروسيا، ولكن بعد مرور ثماني سنوات، ومع إجراء انتخابات أخرى واندلاع الحرب في أوكرانيا، تبددت تلك الآمال وحلّ محلها شعور بالمرارة والتشفي.

ووفقًا لمجلة بولتيكو، رغم الاعتقاد السائد بأن الكرملين يرغب في عودة ترامب إلى البيت الأبيض، إلا أن الواقع يظهر أن أيًا من المرشحين للرئاسة الأمريكية لن يحقق كل ما تريده موسكو.

ترامب، الذي نال إعجاب موسكو منذ حملته الرئاسية الأولى، استقطب الأنظار الروسية لسبب بسيط: إعجابه الكبير بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أوضحت نينا خروشوفا، الأستاذة في "ذا نيو سكول" وحفيدة الزعيم السوفيتي الراحل نيكيتا خروتشوف، أن "بوتين، على الرغم من قصر قامته وغروره، يفرحه أن ترامب، الرجل الطويل والثري، مفتون به تمامًا"، وهو ما يمنح بوتين ميزة نفسية.

في حين أن مظهر ترامب المتسلط والفاخر قد يثير الامتعاض في أوروبا الغربية، فإن النخبة الروسية تتفهم جيدًا هذه المظاهر ولا تنزعج من الميول الاستبدادية لدى السياسيين.

الأهم من ذلك، أن طريقة تفكير ترامب التآمرية تتماشى مع الاعتقاد السائد لدى العديد من الروس بأن الولايات المتحدة، خاصة الشعب الأمريكي، خاضعة لما يسمى "الدولة العميقة"، وهو مفهوم عززه السياسيون والإعلام الروسي.

لكن الجاذب الأكبر للكرملين نحو ترامب هو موقفه من الحرب في أوكرانيا. فقد وعد بإنهاء الحرب في يوم واحد، ربما عبر إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات إقليمية. أما نائبه جاي دي فانس، فهو من أشد معارضي تقديم المساعدات الإضافية لأوكرانيا. 

وفي هذا الصدد، يشير عباس غالياموف، كاتب خطابات سابق للكرملين، إلى أن "بوتين بحاجة ماسة لتحقيق نصر، فاستمرار الصراع دون تحقيق هذا النصر يقوض شرعيته".

ومع ذلك، فإن موسكو قد تعلمت من التجربة السابقة أن ترامب لا يفي دائمًا بوعوده. فقد أخفق في تحقيق وعوده بإصلاح العلاقات مع روسيا أو رفع العقوبات المفروضة بسبب ضم شبه جزيرة القرم واحتلال أجزاء من أوكرانيا.

واليوم، ومع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثالث بدلاً من الأيام الثلاثة التي كان مخططاً لها، تشك موسكو في أن أي رئيس أمريكي، حتى لو كان متعاطفًا مع الكرملين، سيكون قادرًا على إنهاء العداء الأمريكي تجاه روسيا.

وفي سياق ذلك، كتب دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، في منشور على "تليغرام": "الانتخابات الأمريكية لن تغير شيئًا بالنسبة لروسيا، لأن هناك إجماعًا حزبيًا على ضرورة هزيمة بلدنا". 

ووصف وعود ترامب بإنهاء الحرب بأنها "تفاهات"، مضيفًا: "لا يمكنه إنهاء الحرب في يوم ولا في ثلاثة أشهر. وإذا حاول بجدية، قد يلقى مصير جون كينيدي".

أما عن كامالا هاريس، فقد حصلت على "تأييد ساخر" من بوتين خلال خطاب في المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك، حيث قال بوتين إن جو بايدن كان "مرشحهم المفضل"، ولكن بعد انسحابه، فإن روسيا ستدعم هاريس كما طلب بايدن من أنصاره.

ورغم أن تعليق بوتين أثار الضحك بين الحاضرين، إلا أن غالياموف اعتبره "عملية تمويه تقليدية تهدف إلى مساعدة ترامب". 

غير أن خروشوفا ترى أن هناك ربما جزءًا من الحقيقة في هذا القول، إذ قد لا يكون إنهاء الحرب سريعًا في مصلحة بوتين حتى لو ضمن ذلك مكاسب إقليمية، لأن بوتين جعل من الحرب محور إرثه.

في المقابل، قد تساهم هاريس في إبقاء الوضع الراهن الذي تراه موسكو في صالحها، خاصة مع تراجع عزيمة الغرب في مواجهة الهجوم الروسي المستمر.

وفي النهاية، يبدو أن الكرملين يعتقد أن له دورًا في الانتخابات الأمريكية، حيث تتهم وكالات الاستخبارات الأمريكية روسيا بمواصلة نشر مقاطع فيديو مزيفة ومعلومات مضللة للتأثير على الحملة الانتخابية.

وإذا كانت روسيا ستصوت في هذه الانتخابات، فإنها بالتأكيد ستصوت لصالح الفوضى والانقسام وزعزعة الثقة في الديمقراطية الأمريكية، ويبدو أن فرصها في تحقيق ذلك كبيرة.

مقالات مشابهة

  • بوتين: روسيا تبذل كل الجهود لمنع اندلاع حرب كبرى في الشرق الأوسط
  • وزير الإسكان يلتقي نظيره الروسي لبحث التعاون المشترك
  • بوتين: روسيا لا تسعى للمواجهة مع دول الاتحاد الأوروبى
  • بوتين: روسيا لا تسعى للمواجهة مع دول الاتحاد الأوروبي
  • تركيا تعفي قيرغيزستان من 62.3 مليون دولار ديون!
  • أجرينا مفاوضات مع أوكرانيا.. بوتين: روسيا تنتهج سياسة بناءة ولا تسعى للمواجهة
  • بوتين: روسيا تبذل جهودا فاعلة لمنع تحول الصراع الفسلطيني الإسرائيلي لحرب كبيرة
  • الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.. ماذا يريد بوتين من الحدث الأهم في الولايات المتحدة؟
  • بوتين يلتقي وزيرة خارجية كوريا الشمالية في الكرملين
  • هل تنجح تركيا هذه المرة في إنهاء المسألة الكردية؟