قرن على رحيل فرانز كافكا .. سر العالمية والمعاصرة!
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
حتى بعد مرور 100 عام على وفاته، يعتبر الكاتب التشيكي فرانز كافكا أحد أشهر أدباء اللغة الألمانية. فلماذا بقي كافكا يؤثر في الناس حتى اليوم؟ نظرة مختصرة على حياته القصيرة نسبياً وأهم أعماله وأسلوبه
التغيير:(وكالات)
ولد فرانز كافكا في براغ، عاصمة مملكة بوهيميا آنذاك، في الثالث من يوليو/ تموز عام 1883 لأسرة تنتمي إلى الأقلية اليهودية الناطقة بالألمانية، ما أدى إلى عيشه في غربة في مجتمعه.
لم يستطع كافكا كسب لقمة عيشه من الكتابة بمفردها، الأمر الذي دفعه للعمل في شركة تأمين من الصباح حتى الظهيرة. وبعد العمل اعتاد الترفيه عن نفسه بممارسة الأشياء التي تمنحه السعادة: ركوب الدراجة النارية، وارتياد دور السينما.
كان كافكا إنساناً يحب ممارسة الرياضة وزار مدنا مثل برلين وباريس واستمتع بمخالطة الناس. لكن علاقته بالنساء لم تكن على ما يرام واتسمت بالاضطراب.
في المساء والليل كان كافكا ينكب على كتابة المذكرات والقصص والروايات. اكتشف أفضل أصدقائه ماكس برود، الذي تعرف عليه أثناء دراسة القانون، وتعرف على موهبة كافكا الأدبية وشجعه على نشر نصوصه، بيد أن كافكا نفسه كان متشككاً في قدراته الكتابية. وفي الثالث من يونيو/ حزيران عام 1924 توفي كافكا إثر إصابته بمرض السل قبل أسابيع قليلة من عيد ميلاده الحادي والأربعين.
وقبل وفاته كان قد كلف صديقه بحرق جميع مخطوطاته بعد رحيله. ومن حسن حظنا أن ماكس برود لم يمتثل لتلك الرغبة، وإلا لما رأت رواية “المحاكمة” النور. والرواية غير المكتملة هي اليوم واحدة من أشهر كتابات كافكا. تدور أحداث العمل حول رجل يتحول إلى متهم في قضية بجرم لم يرتكبه ولا يعرف ما هو. وكما جرت العادة في كتابات كافكا، فإن نهاية الرواية ليست سعيدة.
“الكافكاوية” – أين يحظى كافكا بشعبية؟
في ألمانيا، بعض نصوص كافكا مقررات يتوجب على تلاميذ المدارس دراستها. بيد أن شعبية كافكا وصلت إلى جميع أنحاء العالم: آسيا، أفريقيا، أمريكا الشمالية، أمريكا اللاتينية، أوروبا وأستراليا.
ويشيد معظم الكتاب العالميين بكافكا، ويعتبرونه أحد أهم المؤلفين المعاصرين في القرن العشرين. وحتى أن الكاتب الكولومبي الحائز على جائزة نوبل في الأدب، غابرييل غارسيا ماركيز، الذي توفي عام 2014، قال إنه لم يعرف الإلهام إلا بعد قراءة كتاب كافكا “التحول” (أو المسخ في ترجمة أخرى).
ودخلت الصفة الألمانية “kafkaesk” في العديد من اللغات، بما في ذلك الإنكليزية والكورية والتركية والفرنسية واليابانية والروسية والإيطالية. وفي العربية تُرجمت الصفة إلى “كافكاوي” ومنها جاءت “الكافكاوية”، لتشير إلى الكابوسية والعبثية والغرائبية وما يبدو تهديداً لا نعرف أسبابه.
لكل زمان ومكان
تناول كافكا موضوعات غير مرتبطة بزمان ومكان معينين مثل البيروقراطية والشعور بثقل السلطة على حَيَوات البشر. ويتساءل الكاتب الكولومبي هيرنان د. كارو في سلسلة البودكاست “أن تكون كافكا” عما إذا كانت نصوص المؤلف الشهير مستوحاة من الأحلام، وخاصة الكوابيس.
تدور قصص كافكا في الغالب حول التجارب الإنسانية وتصور بشكل شعري الشعور بالضياع والوحدة والعجز في هذا العالم. المشاعر الآنفة الذكر تخص كل البشر وغير مقتصرة على عرق أو دين أو دولة بعينها. وهي مستقلة بالكامل عن السياقات الثقافية أو الهياكل السياسية. ولذلك، فإن كافكا يُقرأ ويُفهم في جميع القارات.
ويوضح هيرنان د. كارو أن لغة كافكا الواضحة والمفهومة تجعل ترجمته إلى لغات أخرى في متناول اليد. وأعطى كافكا جميع المؤلفين الذين جاءوا من بعده هدية عظيمة لا تقدر بثمن: تعليمهم كيفية الكتابة عن أغرب الأشياء كما لو كانت أكثر الأشياء طبيعية في العالم. في الواقع، عُرِف كافكا، الذي تم حظر كتبه وإحراقها خلال الحكم النازي، وطالت شهرته الآفاق في خارج ألمانيا قبل تحوله اسمه لأيقونة أدبية في ألمانيا.
تحول” كافكا نفسه
وصلت شهرة كافكا إلى جيل اليوم، جيل وسائل التواصل الاجتماعي. وتتردد أسماء رواياته وطقوسها وأبطالها وخاصة غريغورر سامسا “الحشرة” في رواية “التحول” (أو المسخ أو الانمساخ في ترجمات أخرى). كما يقتبس البعض على تيك توك مقاطع من كتاباته. يجذب كافكا الشباب؛ لأنهم يدخلون في صراع مع السلطات، ويشعرون أحياناً بالضياع كما شعر المؤلف ذات يوم.
ومع ذلك، فإن معظم ما يدور حول كافكا على تيك توك ليس له علاقة بالكاتب التشيكي إلا بالاسم؛ إذ إنها تعود إلى شخصية من لعبة الفيديو الصينية “Honkai:Star Rail”. وهكذا وصل الكاتب بشكل غير متوقع وغرائبي كحال أبطال رواياته إلى الثقافة الشعبية: تحول أو “مسخ” إلى شخصية رسوم متحركة أنثوية ذات شعر أرجواني، وترتدي نظارات شمسية وسراويل مثيرة.
أعده للعربية: خالد سلامة
نقلاً عن DW عربية
الوسومأدب فرانز كافكاالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أدب
إقرأ أيضاً:
الكاتب الأمريكي تاكر كارلسون يلتقي جمهوره في قمة المليار متابع
أكد الصحافي والكاتب والمعلق السياسي الأمريكي، تاكر كارلسون، أن المشهد الإعلامي، شهد تغيراً جذرياً في السنوات الخمس الماضية؛ إذ تمت إزاحة كبريات الشركات التقليدية عن سوق العمل، واحتل مكانها عدد هائل من شركات الإعلام الرقمي، التي يراها الجمهور أكثر دقة وجذباً للانتباه وأعمق تأثيراً من الإعلام التقليدي، لكن قوانينها ما زالت متقلبة.
وقال كارلسون، إنه سيتحدث عن القوانين التي تحكم الإعلام الرقمي الجديد والتي سيكون لها التأثير الأعمق في تشكيل المستقبل، خلال مشاركته كمتحدث رئيسي في النسخة الثالثة من قمة المليار متابع، أول قمة متخصصة بتشكيل اقتصاد صناعة المحتوى، والأكبر من نوعها على مستوى العالم، التي تنظمها أكاديمية الإعلام الجديد في دبي في الفترة من 11 إلى 13 يناير المقبل تحت شعار “المحتوى الهادف”.
ودعا كارلسون، الملايين من جمهوره إلى متابعته عبر جلسته النقاشية في قمة المليار متابع؛ حيث يتحدث عن القواعد والقوانين الجديدة التي يجب على المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي اتباعها، ويشارك الحضور أيضاً وجهة نظره في كيف يمكن للقصص أن تُحدث فرقاً حقيقياً.
ويجيب كارلسون خلال القمة عن مجموعة من الأسئلة المتعلقة بتشكيل مستقبل الإعلام وأهمها: ما هي معايير السوق الجديد؟ ومن الذي يتحكم به؟ وما مدى تأثيره؟
وعمل الإعلامي تاكر كارلسون، في مجال الإعلام لأكثر من 35 عاماً واشتهر ببرنامجه الحواري السياسي الشهير “الليلة مع تاكر كارلسون” على قناة “فوكس نيوز” منذ عام 2016 وحتى 2023.
وتميز كارلسون بآرائه الجريئة، ويوصف بأنه الصوت الأكثر تأثيرا في وسائل الإعلام دون أن يكون له منافس، وكان قد بدأ مسيرته الإعلامية في تسعينيات القرن الماضي، حينما كان يكتب لمجلة “The Weekly Standard”، وغيرها من الصحف، ثم انتقل للعمل معلقاً في شبكة “سي إن إن” ومنها إلى البرنامج الليلي “تاكر على MSNBC”، ثم أصبح محللا سياسياً في قناة “فوكس نيوز” وظهر في برامج مختلفة قبل إطلاق برنامجه الخاص على موقع “إكس” ليصبح محط أنظار واهتمام الجميع، خصوصاً مع استضافته رؤساء دول كبرى وشخصيات مشهورة، من أبرزهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويتابعه أكثر من 24 مليون متابع على منصات التواصل الاجتماعي.
يذكر أن قمة المليار متابع تسعى إلى مخاطبة أكثر من مليار شخص حول العالم، من خلال استضافة نخبة من أهم وأكبر المؤثرين وصنّاع المحتوى أفراداً ومؤسسات على منصات التواصل الاجتماعي كافة؛ لمناقشة كيفية مساهمة الإعلام الجديد كقطاع إبداعي في دعم اقتصادات الدول وخطط الوصول لأهداف التنمية الشاملة والمستدامة.وام