معمل الذوق الحراري: مرفأ بيروت “2”؟
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
أكثر من 3 أعوام مرّت على إطلاق تحذيرات بشأن مواد كيميائية مخزنة في المعمل الحراري لشركة كهرباء لبنان في ذوق مكايل، تشكّل خطراً كبيراً على أهالي المنطقة وسكانها. وها نحن اليوم وبعد 3 أعوام، ندور في فلك الفساد عينه، أضف عليها حلقة جديدة من مسلسل المحسوبيات والصفقات السياسية "من تحت لتحت". يجري كل ذلك على حساب صحة المواطن، فيما ينتظر المعنيون اللحظة الأخيرة للتحرك قبل وقوع الكارثة الكبرى.
المشكلة بالتخزين؟
فبعد سنوات من إطلاقه الصرخة الأولى، عاد رئيس بلدية ذوق مكايل الياس البعينو ورفع الصوت مجدداً قبل أسابيع قليلة، محذراً من أن المواد الكيميائية الموجودة داخل المعمل ممكن أن تتحوّل الى مواد أكثر خطورة بمرور الوقت، خاصة في ظل وجود شركة "كورال" المستوردة للمحروقات على بعد أمتار منه ما يعني أن اشتعالاً أو اختلاطاً بسيطاً للمواد من شأنه أن يؤدي إلى كارثة.
وفي حين طالب البعينو أهالي بلدتي ذوق مصبح وذوق مكايل بالنزول إلى الشارع في حال لم يتم إزالة المواد، يأخذ عليه معنيون بالملفّ تراجعه عن التحذير من مدى خطورة المواد بعد أيام قليلة من بيانه التحذيري الأول، وقد حاول "لبنان 24" التواصل معه بهدف مزيد من الإستفسار عن هذا الشأن، إلا أنه لم يلقَ جواباً.
وبينما نفذ الأهالي وقفة بحضور بعض النواب احتجاجاً على بقاء المواد المخزنة في المعمل، أصدرت البلدية بياناً أشارت فيه إلى أن "وزير البيئة ناصر ياسين طمأن الحاضرين إلى عدم وجود مادة نيترات الأمونيوم في معمل الذوق الحراري".
كما أكد ياسين أن أغلبية المواد الموجودة في المنشأة موضبة بصورة علمية واحترافية، إلا أن تخزين بعض المواد جاء مخالفاً للأصول والشروط العلمية، وقد عرض المساعدة للتواصل مع المعنيين في مؤسسة كهرباء لبنان للإشراف على توضيبها بشكل علمي.
وفي هذا الإطار، اعتبر رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان والمنسق العام الوطني للتحالف اللبناني للحوكمة الرشيدة مارون الخولي أن المشكلة الأساسية في معظم المؤسسات الكبرى في لبنان هي أنها تتعاطى بخفة مع موضوع السلامة العامة، وهو نهج لبناني سببه قلة الرقابة وردع المخالفات.
لجنة وغرفة عمليات
وعاد الخولي عبر "لبنان 24" إلى أساس مشكلة المواد الكيميائية الخطرة في شركة الكهرباء، قائلاً إن جولات أقيمت على مثل هذه الأماكن والمعامل عقب انفجار مرفأ بيروت لمعاينة المواد، وجرى آنذاك توضيبها من قبل شركة ألمانية في عنابر داخل شركة الكهرباء. إلا أنه في عام 2021 قررت شركة الكهرباء أنه يجب ترحيل هذه المواد بموافقة وزارة البيئة بالإنسجام مع المعايير الدولية المطلوبة، إلا أن الملف توقف ولم يتم استكمال الأوراق .
وقال الخولي: "بسبب تخوّف أهالي المنطقة والصرخة الأولية التي أطلقها رئيس بلدية ذوق مكايل، تحرّكنا بدورنا بوجه شركة الكهرباء التي أكدت أن لا مواد خطرة، لكننا لم نكتف بالبيانات التي أطلقتها، فاتفقنا مع وزير البيئة على تشكيل غرفة عمليات وتوجهنا إلى شركة الكهرباء من دون أي قيد أو شرط مع عدد من النواب والناشطين البيئيين وعاينّا المكان وما فيه".
وأضاف: "ولأن الهدف هو توضيب المواد الخطرة وأيضاً إعادة ترحيل بعضها، اتفقنا مع وزارة البيئة على تشكيل لجنة مهمتها تأمين هذا المسار خلال مدة شهرين، وإذا نجحت المهمة فسنطوي هذه الصفحة نهائياً".
وعن سبب إثارة هذا الملف في الواقت الراهن وليس من قبل خلال هذه السنوات الثلاث، شدد الخولي على أن التحالف لم يدرِ بالموضوع إلا لدى إطلاق رئيس بلدية الذوق صرخته الأولى.
وفي هذا الإطار، أشار إلى أن البلديات لا تقوم بدورها الصحيح خاصة في ظل عجز الدولة إلا أن لها أجنداتها أيضاً، علماً أن عملها يكمن بإصلاح أوضاع الناس في ظل عجر الدولة وتقاعسها.
فوضى عارمة
بدوره، إعتبر المدير العام السابق للإستثمار والصيانة في وزارة الطاقة غسان بيضون أن الفوضى تعمّ في كل مخازن ومنشآت شركة كهرباء لبنان، مشدداً على أن إجراء المناقصة استلزم وقتاً كبيراً للتخلص من المواد المذكورة الخطرة والمضرة والتي حصل "لبنان 24" على جدول بها:
وفي حديث لـ"لبنان 24"، شدد بيضون على أنه يجب الإسراع في تلزيم قضية المواد الكيميائية في معمل الذوق الحراري للتخلص منها بأسرع وقت ، لافتاً إلى أن تعبير "سوء توضيب" الذي يوصف حالة المواد بعد جولة وزير البيئة، يعني منع وصولها لأذية الناس.
وقال: "تارة كان الوضع مستعجلاً وخطراً ما يستدعي التحرك الفوري، تارة أخرى رأينا أنه استغرق أشهراً عدّة"، معتبراً أنه في كل مرة يجري فيها استدراج عروض يتمّ تركيب "ديل ما".
خلاف سياسي
وأشار إلى خلاف مستحدث "مع جناح من التيار الوطني الحر تمثل مؤخراً بمناكفة بين مدير عام المؤسسة كمال حايك وبعض المنتمين للتيار على خلفية ترفيعات في المؤسسة ليست على هوى البعض من التيار".
وكشف عن مشكلة أخرى في الذوق، تكمن في أن خزانات المحروقات الجديدة لا تحترم مواصفات الأمان المحددة، ما يشكّل خطراً على السكان فضلاً عن أن منطقة الذوق بشكل عام باتت مليئة بالسموم بسبب الدواخين وعمل المعمل الحراري.
وكشف بيضون عن ظاهرة ترك بعض الجباة الفواتير لدى نواطير البنايات وبالدولار الأميركي كي يستفيدوا من الفروقات ثم يصرّفونها لليرة اللبنانية، ليتحولوا بالتالي إلى صرّافين، على حد تعبيره.
لم يشفَ اللبنانيون بعد من دمار انفجار الرابع من آب. وما يزيد على ألمهم ألماً، هو بزوغ كلل فجر جديد من دون محاسبة ولو مسؤول واحد عمّا حصل. فكيف ستنطفأ نيران الألم بداخلنا ما دمنا عرضة لخطر تكرار نفس السيناريو ؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: شرکة الکهرباء لبنان 24 إلا أن
إقرأ أيضاً:
السفارة العراقية في لبنان تكشف لـ بغداد اليوم أوضاع العراقيين القادمين من دمشق الى بيروت- عاجل
بغداد اليوم - متابعة
كشفت السفارة العراقية في لبنان، اليوم الأحد (22 كانون الأول 2024)، عن تفاصيل مهمة تتعلق بإيواء العراقيين القادمين من دمشق الى بيروت عبر منفذ المصنع الرابط بين الدولتين، مبينة أنها تكفلت بتأمين كل متطلباتهم لحين عودتهم الى سوريا او العراق حسب رغبتهم.
وقالت القائم بأعمال السفارة العراقية ببيروت ندى كريم مجول في حديث لـ "بغداد اليوم" إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ونائبه وزير الخارجية فؤاد حسين يتابعون عمل السفارة والتوجيهات منهم مستمرة لتقديم افضل خدمة لمواطنينا الذين تركوا سوريا باتجاه لبنان، وعليه فان السفارة عملت على تهيئة كل الظروف الملائمة لخدمتهم بغية تجاوز المحنة الحالية التي يمرون بها، سيما وان اغلبهم لا يمتلك قوت يومه.
وعن موضوع مستمسكاتهم الرسمية أوضحت مجول أن السفارة أصدرت جوازات للمواطنين الذين عبروا الحدود السورية باتجاه لبنان بغية تهيئة الأجواء المناسبة لغرض مغادرتهم لبنان باتجاه العراق حال رغبتهم بذلك، حيث ان مدة هذه الجوازات تصل لستة اشهر وبالتالي هي مدة كافية لتحديد خيارهم بالعودة الى سوريا او بلدهم العراق.
وأضافت أنه "تم التنسيق مع السلطات اللبنانية منذ اليوم الأول للازمة بسوريا وتابعت موضوع تسهيل دخول العراقيين الى لبنان والتكفل بعدها بتدقيق اوراقهم امنيا لضمان وضعهم الأمني حسب رغبة الجانب اللبناني، وعليه ذللنا كل العقبات اتجاه مواطنينا لضمان سلامة دخولهم ووصولهم للعاصمة بيروت"، موضحة أن "بعضهم ذهب الى مدينة بعلبك اللبنانية التي تابعت السفارة وضعهم حيث تفاجئت بوجود موكب حسيني مقدم من ال الصدر لتقديم الطعام والشراب على مدار اليوم للعراقيين وغيرهم ممن قدم الى لبنان، وهذا يعبر عن شيم العراقيين في فتح ابوابهم أينما كانوا لخدمة أبناء بلدهم وباقي المواطنين".
وبينت مجول ان السفارة تفتح أبوابها لجميع العراقيين لمعالجة موضوع مستمسكاتهم وجوازات السفر بغية تسهيل مهمتهم كون البعض منهم قد يرغب بالعودة الى العراق من سوريا او لبنان عبر الطائرات المجانية ( طائرات الاجلاء ) التي تحدث عنها رئيس الوزراء لإعادة مواطنينا الى بلدهم كالتزام حكومي اتجاه أبناء الشعب العراقي.
وعن الأطفال العراقيين الذين ولدوا في سوريا وليس لديهم جوازات أكدت مجول أن السفارة يسرت دخولهم الى لبنان مع بداية الازمة بدمشق وبينت انها تواصلت مع مدير عام الأحوال المدنية والإقامة والجوازات في العراق اللواء نشأت الخفاجي لإيجاد الحلول السريعة لهم لغرض اصدار جواز رسمي للأطفال بعدها يتمكنون من اكمال مستمسكاتهم في العراق وبالتالي فانها طرحت جملة من الحلول على اللواء الخفاجي والأخير تعهد بدراستها لتسهيل مهمة الأطفال العراقيين الذين ولدو في سوريا وليس لديهم مستمسك عراقي عدا بيان الولادة السوري وبالتالي فان سفارة العراق ببيروت تنتظر الحل لإصدار الجواز لهم كون إصداره دون موافقات من الجهات المعنية ليس من صلاحياتها.
ونفت مجول ما ذكرته وسائل اعلام وصفحات تواصل اجتماعي عن وجود مواطنين عراقيين عالقين بين الحدود السورية اللبنانية في منفذ المصنع مبينة انها توجهت رفقة وفد من السفارة العراقية وتحدثت مع الجهات الأمنية بالمنفذ المذكور فلم تجد أي مواطن عراقي عدا الذين دخلوا من بداية الازمة.
وأكدت القائم بأعمال السفارة العراقية في بيروت عبر "بغداد اليوم" بان السفارة وكونها تمثل وزارة الخارجية العراقية فأنها تتابع ملف العراقيين في لبنان وملف العراقيين القادمين من سوريا الى بيروت وهي تسعى لتذليل أي مشاكل بناء على توجيهات أصدرها وزير الخارجية فؤاد حسين.