إحاطة للكونغرس عن تدخل الإمارات في السودان وجرائم الحرب وتصدير الأسلحة (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
عقدت عضوة الكونجرس إليانور هولمز نورتون (ديمقراطية عن العاصمة) الجمعة، مؤتمرًا في مجلس النواب لمعالجة حالة حقوق الإنسان في السودان.
وذكر "مركز واشنطن لحقوق الإنسان" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن النقاش ركز على تقرير وزارة الخارجية بشأن تورط دولة الإمارات العربية المتحدة في السودان، بما في ذلك جرائم الحرب وصادرات الأسلحة.
وجمع المؤتمر خبراء ومدافعين لتسليط الضوء على المخاوف الملحة المتعلقة بحقوق الإنسان في السودان. وأدارت هذا الحدث هبة عبد الوهاب، وهي باحثة مستقلة متخصصة في السياسة والمجتمع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ورئيسة منظمة نساء الشرق الأوسط.
وشارك في المناقشة اثنان من المتحدثين البارزين، هاجر الشيخ ومحمد سيف الدين، وهما من الشخصيات المعروفة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وتحليل السياسات.
المتحدث الثاني هو عضو المجلس محمد سيف الدين، أول مهاجر أمريكي سوداني يتم انتخابه لعضوية مجلس مدينة الإسكندرية. لقد كان عضو المجلس سيف الدين مدافعاً قوياً عن حقوق الإنسان وعمل بلا كلل لدعم المجتمع السوداني محلياً ودولياً. ويقدم منظوره الفريد كزعيم أمريكي سوداني رؤى نقدية حول دور الشتات في الدعوة إلى السلام والعدالة في السودان.
وسلط النقاش الضوء على الأزمة الإنسانية المستمرة في السودان، مع التركيز على المجالات المثيرة للقلق بما في ذلك تورط القوى الأجنبية، وجرائم الحرب، والأثر المدمر لصادرات الأسلحة. شهد السودان هذا العام تصاعداً هائلاً في أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان.
منذ اندلاع الصراع في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، شهدت البلاد فظائع واسعة النطاق. لقد تم استهداف المدنيين عمدا، وتدمير البنية التحتية، وعرقلة المساعدات الإنسانية. وقال الشيخ إن الوضع في السودان ليس مجرد صراع، بل حرب شاملة. وعلى الرغم من وجود مشاكل داخلية، إلا أنها تؤكد على الدور المهم الذي تلعبه القوى الخارجية في تأجيج العنف.
وردد محمد سيف الدين هذا التصريح، مسلطًا الضوء على المشاركة المثيرة للقلق لدولة الإمارات العربية المتحدة. ويشير إلى أن تسليح الإمارات لقوات الدعم السريع قد حول الصراع بشكل أساسي إلى “حرب إماراتية” داخل السودان. ويسمح هذا الموقع الاستراتيجي لقوات الدعم السريع بالسيطرة على الأراضي الزراعية، مما يؤدي إلى سحب الموارد بعيدًا عن عامة السكان.
وتهيمن هذه القوى الآن على كل موارد البلاد، تاركة بقية السكان في حالة من الفوضى.
وطبقا للتقرير فإن الوضع الحالي في السودان يعد أحد أسوأ الكوارث الإنسانية، حيث دفع الناس إلى المجاعة مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 100.000 منذ عام 2019. وشدد الشيخ على الحاجة الماسة لرفع مستوى الوعي حول الكارثة الإنسانية التي تتكشف في السودان. بسبب نقص التغطية الإعلامية، لا تحظى أزمة السودان بنفس المستوى من الاهتمام الذي تحظى به الكوارث العالمية الأخرى. وهذا يعني دعوة للعمل من أجل زيادة التركيز الإعلامي والدعم الدولي للشعب السوداني.
وكانت إحدى نقاط القلق الرئيسية التي أثارها كلا المتحدثين هي تورط دولة الإمارات العربية المتحدة في البلاد.
ودعا سيف الدين إلى إنهاء تصرفات الإمارات، مشيرًا إلى أنها أدت إلى تفاقم الصراع بشكل كبير. وأشار إلى أن استخدام الإمارات لقوات الدعم السريع ليس فقط في السودان، ولكن أيضًا في الحرب المستمرة في اليمن “يجب أن يتوقف”.
وشدد الشيخ وسيف الدين على ضرورة قيام المجتمع الدولي بسحب كل دعمه لقوات الدعم السريع، مسلطين الضوء على الدور المدمر الذي تلعبه الجماعة داخل السودان. وعلى الرغم من تأكيد سيف الدين على أن إيران هي سبب الدمار في السودان، إلا أن الشيخ وسع المناقشة من خلال الإشارة إلى التأثير المحتمل للجهات الفاعلة الخارجية الأخرى مثل المملكة العربية السعودية وإيران وروسيا حيث تقوم هذه الدول بتسليح وتدريب القوات في السودان.
وأشار إلى تورط الولايات المتحدة، ومن المحتمل أن يقدم المشورة لكل من الإمارات العربية المتحدة والجماعات المسلحة داخل السودان. وأشار ضمنيًا إلى أن قوات الدعم السريع لن تكون قادرة على العمل على هذا النطاق دون دعم كبير من الجهات الفاعلة الخارجية.
بالإضافة إلى ذلك، أكد سيف الدين على أهمية توقف الولايات المتحدة عن تزويد الإمارات بالأسلحة حيث تم إبرام صفقة أسلحة مؤخرًا. وفيما يتعلق بدعم الجهود من أجل البلاد، ناقش الشيخ نقاطًا متعددة منها أمن الحدود. في الوقت الحالي، يمكن لأي شخص أن يأتي إلى السودان، وبالتالي، لمنع السودان من أن يصبح أرضًا إرهابية، يجب أن يكون هناك زيادة في الأمن الدولي والاستخبارات في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، يشير الشيخ إلى أن الجهود المحلية مهمة أيضًا لأن "الشعب السوداني لا يفتقر إلى القدرة". إنها مسألة توفير الموارد التي تشمل الاستثمار في التعليم، لذا فإن تزويد السكان السودانيين بالمعرفة والمهارات أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل.
وزاد "يعد التواصل مع المجتمعات السودانية في البلاد من خلال فهم احتياجات واهتمامات الأشخاص المتأثرين بشكل مباشر بالنزاع أمرًا حيويًا ويعزز الاستخبارات في البلاد لوقف التهديدات المحتملة. كلها جهود مهمة يجب اتخاذها".
ويقول الشيخ إن معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار، مثل نقص الموارد والفرص، يمكن أن تساعد في منع الأفراد من اللجوء إلى التطرف. لم تقتصر المناقشة على تحديد المشاكل فقط، حيث سأل أحد الحضور كيف يمكن للمواطنين الأمريكيين مساعدة السودان.
واقترح الشيخ الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لرفع مستوى الوعي حول الحرب والضغط على المسؤولين المنتخبين لوقف مبيعات الأسلحة إلى الإمارات. وشدد محمد سيف الدين على قوة المعرفة. وشجع على مواصلة المشاركة في أحداث مثل هذا المؤتمر لفهم الشبكة المعقدة من الجهات الفاعلة المشاركة في الصراع.
كما سلط الضوء على أهمية الاعتراف بأساليب "التبييض" المستخدمة للتقليل من خطورة الوضع. ومن خلال البقاء على اطلاع والدعوة، يمكن للمواطنين الأمريكيين أن يلعبوا دورًا في الضغط من أجل التغيير الإيجابي.
وركز هذا المؤتمر على السودان وسلط الضوء على الحرب المتصاعدة في البلاد والأزمة الإنسانية المدمرة.
وقال المشاركون في الجلسة إن الجهات الفاعلة الخارجية، وخاصة تسليح الإمارات لقوات الدعم السريع، هي التي غذت الصراع.
وشددوا على قلة الاهتمام الإعلامي مقارنة بالأزمات الأخرى. وكانت الرسالة الرئيسية هي رفع مستوى الوعي والضغط من أجل إنهاء الحرب، مع حلول تشمل الدعوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفهم الشبكة المعقدة للمشاركة الدولية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: السودان الامارات مجلس الأمن احاطة أسلحة الإمارات العربیة المتحدة لقوات الدعم السریع سیف الدین على حقوق الإنسان فی السودان فی البلاد الضوء على إلى أن من أجل
إقرأ أيضاً:
تجارة الذهب تنشط خلال الصراع الدائر في السودان.. تمر عبر الإمارات
أدى الصراع الدائر في السودان بين قوات الجيش، و"الدعم السريع" إلى نشاط كبير في تجارة الذهب، بين الطرفين، بهدف تمويل التكلفة الباهظة للمواجهات المسلحة المستمرة منذ نحو عامين.
وتشكل دولة الإمارات الوجهة الأساسية والمستورد الأول للذهب السوداني، وفق مسؤولين ومنظمات غير حكومية.
وأعلنت الحكومة التابعة للجيش السوداني الشهر الماضي أن إنتاج الذهب سجّل رقما قياسيا خلال عام 2024، في بلد دمّرت الحرب اقتصاده وبناه التحتية.
ويرى المحلل الاقتصادي السوداني والخبير في تجارة الذهب عبد العظيم الأموي أن تزايد الطلب على ثروة السودان المعدنية "دافع أساسي لإطالة الحرب وذلك لسهولة الحصول عليه في ظل غياب أجهزة الدولة".
ويقول لوكالة فرانس برس "الشركات العسكرية تستفيد من الذهب منذ قبل اندلاع الحرب وكذلك تفعل الشركات التابعة لقوات الدعم السريع". إلا أن صادرات الذهب ارتفعت بشكل ملحوظ منذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023.
في شباط/ فبراير الماضي، أعلنت الشركة السودانية للموارد المعدنية التابعة للحكومة ارتفاع الصادرات الرسمية للذهب إلى 64 طنا عام 2024، مقارنة بـ41,8 طن عام 2022.
تتبع الذهب
ويقول مارك أومل، الباحث في مؤسسة "سويس إيد" التي تقوم برصد تهريب الذهب من دول إفريقية إلى الإمارات، "لنفهم الحرب في السودان، يجب أن نتتبع الذهب، وسوف نصل الى الإمارات العربية المتحدة".
وبحسب مسؤولين سودانيين ومصادر تتابع تجارة الذهب في السودان، بالإضافة إلى بيانات منظمة "سويس إيد"، يذهب معظم الإنتاج السوداني من الذهب إلى الإمارات، إما عبر الطرق الرسمية أو التهريب أو بسبب الملكية الإماراتية لواحد من أكبر مناجم الذهب في السودان.
ونفى مسؤول إماراتي في بيان لفرانس برس، "ادعاءات" وصفها بأن "لا أساس لها متعلقة بتهريب الذهب أو التربّح منه".
وبينما أدخلت صادرات الذهب 1,57 مليار دولار الى خزينة الدولة العام الماضي، حسب بيانات الشركة السودانية للموارد المعدنية، فإن "قرابة نصف إنتاج الدولة من الذهب يتم تهريبه عبر الحدود"، وفق ما يقول مدير الشركة محمد طاهر لفرانس برس من مدينة بورتسودان الواقعة على البحر الأحمر في شرق البلاد والتي تشكّل مقر الحكومة السودانية الموقت.
على بعد حوالى 2,000 كيلومتر إلى الجنوب الغربي قرب الحدود مع جنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى، تعمل مناجم الذهب التابعة لقوات الدعم السريع بكامل طاقتها.
وأوضح خبراء ومصادر مطلعة على قطاع التعدين أن طرق التهريب تمر بتشاد وجنوب السودان ومصر، قبل أن تصل إلى الإمارات.
ماذا تملك الإمارات؟
وتقدّم السودان بشكوى أمام محكمة العدل الدولية هذا الشهر ضدّ دولة الإمارات العربية المتحدة بتهمة "التواطؤ في إبادة جماعية" بسبب دعمها قوات الدعم السريع. إلا أن الإمارات ندّدت بالشكوى، معتبرة إياها "حيلة دعائية خبيثة"، مؤكدة أنها ستسعى إلى إبطالها.
وغالبا ما تُتهم الإمارات بمساندة الدعم السريع، إلا أنها أيضا، من خلال الذهب، تساهم بشكل غير مباشر في تمويل الجيش السوداني الذي يخوض منذ سنتين نزاعا مدمّرا مع قوات الدعم السريع.
في 2020، اشترت شركة "إيميرال ريسورسز" الإماراتية منجم كوش، جوهرة طفرة الذهب السودانية، والواقع في منطقة صحراوية يسيطر عليها الجيش السوداني بين بورتسودان والعاصمة الخرطوم، بحسب مصدر مطلع على قطاع الذهب في السودان تحدث لوكالة فرانس برس بشرط السرية حفاظا على سلامته.
وبنت المنجم شركة روسية، وذكر المصدر أن "إيميرال ريسورسز" وافقت على استمرار هذه الشركة في إدارة المنجم، حتى بعد انتقال الملكية.
على موقعها الرسمي، تشير "إيميرال ريسورسز" إلى منجم كوش كأحد ممتلكاتها إلى جانب منجم "أليانس" الذي تصفه بأنه "أكبر منتِج للذهب في السودان".
ويقول طاهر إن 90 بالمئة من صادرات الذهب السودانية الرسمية تذهب للإمارات، المشتري الأول للذهب السوداني، "ولكننا نحاول فتح أسواق جديدة في كل من قطر وتركيا".
وعلى الرغم من إخلاء منجم كوش وتوقفه عن العمل في بداية الحرب، أفاد أحد المهندسين العاملين فيه وكالة فرانس برس بأن المنجم عاد للعمل وينتج الآن مئات الكيلوغرامات من الذهب شهريا.
واكتفت "إيميرال ريسورسز"، ومقرّها دبي، ردّا على سؤال لفرانس برس، بالقول إنه تم "استئناف الإنتاج بالمنجم بشكل محدود".
والإمارات العربية المتحدة هي ثاني أكبر مصَدِّر للذهب في العالم، وفقًا لبيانات بورصة دبي للذهب والسلع، لتحلّ محل المملكة المتحدة منذ 2023. وهي أيضًا الوجهة الأساسية لعمليات تهريب الذهب من أفريقيا، بحسب "سويس إيد".
وتؤكد أبو ظبي أنها تتبع "سياسة مسؤولة" في ما يخص مصادر الذهب المستورد تستند إلى إطار قانوني تمت مراجعته في كانون الثاني/ يناير 2023 يهدف إلى "ضبط وتنظيم قطاع الذهب".
إلا أن أومل يرى أنه في حال الالتزام الفعلي بالتدقيق اللازم لضبط قطاع الذهب، "يتوجّب على كل مصافي الذهب في الإمارات الالتزام بالتدقيق، والخطوة الأساسية في أي عملية تدقيق هي التأكد من أن كل الذهب المستخدم تم تسجيله في بلد المنشأ". و"بالنظر إلى الأرقام، نجد أن الوضع ليس كذلك".
وتشير نتائج تحليل البيانات الذي قامت به "سويس إيد" إلى أنه في 2023، تجاوزت صادرات تشاد التقديرية من الذهب إلى الإمارات ضعف الطاقة التقديرية لإنتاج الذهب في تشاد، ما يعني أن معظم ما تمّ تصديره للإمارات لم يكن مسجّلا رسميا وتمّ تهريبه عبر الحدود.
إمبراطورية حميدتي الذهبية
في إقليم دارفور ذي المساحة الشاسعة في غرب السودان، والذي يقع معظمه تحت سيطرة قوات الدعم السريع، يوجد عدد من مناجم الذهب التي يسيطر عليها قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي والمتهم بارتكاب انتهاكات عدّة في السودان منذ سنوات. ومكّنت تلك المناجم دقلو من بناء إمبراطوريته الخاصة من خلال مجموعة شركات "الجنيد" المملوكة لعائلته والخاضعة لعقوبات أميركية وأوروبية، بحسب خبراء.
وقال تقرير لبعثة خبراء الأمم المتحدة لمراقبة حظر السلاح في دارفور إن ثروة حميدتي من الذهب مكّنته، من خلال حوالى 50 شركة، "من شراء الأسلحة ودفع المرتبات وتمويل الحملات الإعلامية وشراء ولاء جماعات سياسية وعسكرية".
ويقدّر ثلاثة مهندسين سابقين في شركة الجنيد أرباح حميدتي خلال فترة الحرب بمليار دولار سنويا، قياسا على توقعات حجم الإنتاج وأسعار الذهب.
ويقول أحدهم، وقد رافق بنفسه إحدى رحلات نقل الذهب من المناطق الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع، "يتم نقل الذهب المستخرج من المناجم الخمسة عبر دولة جنوب السودان، ثم ينقل براً مسافة 215 كيلومترا حتى مدينة راجا في جنوب السودان والتي فيها مطار. ومنها ينقل عبر طائرات إلى دولتي أوغندا وكينيا ومنهما إلى الإمارات".
وطلب المهندس عدم ذكر اسمه حفاظا على سلامته. وتنتج المنطقة الحدودية الجنوبية لدارفور وحدها 150 كيلوغراما من الذهب على الأقل، وفق ما قال مهندس آخر سابق في "الجنيد".
ويخلص أول إلى أن الإمارات العربية المتحدة "لا يلتزمون بالضوابط الأساسية"، معتبرا أنها "هكذا مستمرة في تمويل الحرب".