صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-25@20:24:21 GMT

السودان .. الحرب المنسية

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

السودان .. الحرب المنسية

 

السودان .. الحرب المنسية

د. عبد المنعم سعيد

 

تعبير «الحرب المنسية» يطلق على حالة من الحرب لم يعد أحد يهتم بها لأن حربا أخرى أصبحت مسيطرة على الأذهان. الحرب المرشحة أحيانا هى الحرب الأهلية فى السودان بفظاعتها الكثيرة. الحقيقة أن هناك حربا مرعبة أخرى تجرى فى نفس المنطقة التى فيها حرب غزة الخامسة فى الضفة الغربية.

هذه الحرب متعددة الأبعاد وفيها تجرى عمليات الاعتقال والقتل من قبل الشرطة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلى أيضا لكل من يشك أنه له علاقة مع أحداث ٧ أكتوبر، أو كانت له صلات من قريب أو بعيد بتنظيم حماس الذى قام بها. ولكن الجيش والشرطة يقومان بمهمة أخرى وهى التغطية على الأفعال الإجرامية للمستوطنين الذين اغتصبوا المنطقة «سي» (تقسم الضفة الغربى وفقا لاتفاق أوسلو لثلاث مناطق A,B,C؛ الأولى هى التى تقع تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية، والثانية هى التى أيضا تحت سيطرتها فيما عدا الأمن الذى تبقيه إسرائيل لنفسها، والثالثة تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة وهى أيضا التى يستبيحها المستوطنون بالاستيطان المستمر وهدم قرى بكاملها والقيام بعمليات هدفها التهجير القسرى للفلسطينيين.

ما بين عامى ٢٠٠٥ و٢٠٢٣ جرت ١٦٠٠ عملية /جريمة ارتكبها المستوطنون فى الضفة الغربية، وبعد نشوب حرب غزة بدأت كتائب من هذا النوع القيام بغزوات للمدن الفلسطينية بلغ ضحاياها بالمئات. هذه العمليات امتدت إلى صحراء النقب حيث جرى تدمير القرى الصغيرة وتجمعات القبائل ومنها الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية. هنا فإن إسرائيل تطبق قاعدة يسبق أن جرت فى الولايات المتحدة بعد الحرب الأهلية للتغلب على قاعدة المساواة بين المواطنين بغض النظر عن لونهم. القاعدة تقول «المساواة والاختلاف» الأولى تدل على حق المواطنة المتساوي، ولكنها تسلم بالمعاملة القانونية المختلفة على أساس من العرق والديانة بين العرب والإسرائيليين والمسلمين والمسيحيين الفلسطينيين واليهود. خلال السنوات الأخيرة تولدت تلك الجماعات الإرهابية من رحم بعضها، ومنها بدأ اغتيال اسحق رابين لأنه قام بتوقيع اتفاق أسلو، ولكنه لم ينته باستباحة الدم الفلسطيني.

نقلا عن صحيفة الأهرام المصرية

الوسومالحرب المنسية السودان غزة فلسطين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرب المنسية السودان غزة فلسطين

إقرأ أيضاً:

اعتقال مجرمى الحرب: انتصار للإنسانية

بلا شك أن إصدار المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، الماضى مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلى السابق، يوآف غالانت، هو انتصار للإنسانية عما افترفوه من جرائم حرب فى غزة.

دلالات إيجابية كبيرة على هذا التحرك من الجنائية الدولية، أولها اعتراف وإدانة دولية للجرائم التى ارتكبها النتن ياهو وغالانت وزير دفاعه، والتزام الدول الـ124 الأطراف فى المحكمة الجنائية الدولية، بالامتثال لقرار المحكمة والقبض على المجرمين، وهو التزام لا يقبل المواربة مهما حاولت بعض العواصم الأوروبية التملص فى تنفيذ هذا القرار، الذى سيفقدها مصداقية حكومتها أمام الرأى العام العالمى، وأمام شعوبها، واتهامها بعدم تنفيذ أحكام المحكمة فى حين أنها تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان..

عزيزى القارئ لك أن تتصور أن هذه هى أول ادانة رسمية للكيان الصهيونى لجرائمه فى غزة بعد أن شدت امريكا الفيشة عن مجلس الأمن وحولته إلى خيال مآتة، ومكلمة يتنفس فيها المجتمع الدولى فى اجتماعات تشبه حوارات الطرشان وأصبح لا حول له ولا قوة مستخدمة ذلك التصويت العنصرى والديكتاتورى المعروف بالفيتو.

لقد كشفت المذكرة الجنائية عن تحركات من تحت الطرابيزة بين إدارة البيت الأبيض القديمة والجديدة التى سيتم تنصيب فيها ترامب فى يناير المقبل، ويثير التساؤل لما فى هذا التوقيت سمحت إدارة بايدن بخروج هذه المذكرة بعد أن عطلتها واشنطن لشهور هل لتكون أول مفاجأة فى وجه ترامب الذى سيكون فى حرج مع الحليف القوى تل أبيب.

من زاوية أخرى فإن مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت ستمكن الدول من الملاحقة القضائية لهم عبر المحاكم المحلية، ما يفرض عزلة على الكيان الصهيونى وتضييقاً فى نطاق التحرك الدبلوماسي.

اسوأ نهاية لتاريخ ومشوار نتنياهو السياسى وكأن لعنات أطفال غزة ما زالت تصب غضبها عليه، وإحراج لواشنطن التى تغنت كثيراً بقرار الجنائية الدولية ضد بوتين على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، وضد البشير وغيرهم، ووصفتها بأنه حصن العدالة، والآن تنتقد وتناصر المجرمين.

بوجهة نظرى القانونية، سواء نفذت مذكرة الاعتقال أم لا، امتثلت الدول الأعضاء فى المحكمة بقراراتها أو حدث غير ذلك، فإن الادانة شهادة وصك يوصم نتنياهو ووزير دفاعه كمجرمى حرب، مما يقلل من التعاطف العنصرى من بعض دول العالم مع الكيان الصهيونى، ويعطى لمن فى وجهه عيناً تبصر أن يدرك أن هناك جرائم ضد الإنسانية ترتكب من قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى الأعزل ثبتت بموجب تحقيقات قضائية دولية وتم إقامة الدليل عليها قبل أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية باعتقال وتوقيف مجرمى الحرب ومرتكبى تلك الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق الشعب الفلسطينى واللبنانى والسورى واليمنى والإيرانى، هل يكون ذلك القرار بداية نهاية عصر نتنياهو ورفاقه المجرمين أم ستستمر يد البطش والعدوان والإبادة الجماعيّة للمدنيين العزل مستمرة.

وللحديث بقية ما دام فى العمر بقية 

المحامى بالنقض 

رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة
  • سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (4)
  • عقبال مدني، ونيالا، والجنينة، وزالنجي والضعين
  • عدوي: الحرب المفروضه على السودان اثرت على النشاط اﻻقتصادى والتجاري
  • السودان وتركيا .. التعاون في المجالات المجالات الصحية والتعليمية
  • أكسيوس: المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أبلغت نتنياهو أنه بحاجة لتقديم تنازلات
  • اعتقال مجرمى الحرب: انتصار للإنسانية
  • سفير السودان بالقاهرة: الحرب المفروضه على السودان اثرت على النشاط اﻻقتصادى والتجاري
  • المساعدات .. الحرب تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
  • لابيد: حكومة إسرائيل تطيل أمد الحرب بلا داع وحان وقت التحرك