#الملفات_الغائبة _ #ماهر_أبوطير
وسط المعارك الجارية في قطاع غزة، هناك ملفات غائبة، لا يقف عند تفاصيلها كثيرون، لأن كل الأنظار مصوبة نحو العمليات وتأثيراتها الإنسانية، مع وصول الحرب لليوم 240.
في مسار مواز هناك ملفات لا يثيرها أحد بشكل تفصيلي، وهي ملفات ذات أثر إستراتيجي وليس يوميا، وستترك تأثيرا حادا على الحياة في قطاع غزة، وعلى الغزيين ومتطلبات حياتهم اليوم بعد الحرب الدموية التي يتعرضون لها، دون أن تتوقف إسرائيل عن أفعالها أبدا.
أبرز الملفات الغائبة، الأول ما يتعلق بجهود الإغاثة الإنسانية الحالية، وبعد وقف الحرب، لأن أعمال الإغاثة سوف تكون أكبر بعد وقف الحرب، مع تكشف الدمار، والخسائر والاحتياجات، وستكون ربما أطول عملية إغاثة إنسانية في الحياة البشرية، والملف الثاني ما يتعلق بإعادة الإعمار والكلف والدول الممولة والجهات التي ستتولى إدارة عمليات الإعمار، ووضع كل قطاع بشكل تفصيلي من العقارات المهدومة وصولا إلى المستشفيات المحروقة، والملف الثالث يتعلق بعدم وجود أي تصور نهائي وناجز لما يسمى اليوم التالي للحرب، وهو يوم ينطبق بأثقاله على المجتمع الإسرائيلي أيضا، وليس المجتمع الفلسطيني، والاستحقاقات المختلفة تتنزل على كل أطراف المشهد الحالي الذي نراه يوميا داخل فلسطين التاريخية
مقالات ذات صلة نظرية المؤامرة 2024/06/02حسنا الذي فعله الأردن الذي أعلن عن مؤتمر دولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، في 11 حزيران الحالي، وسيناقش المؤتمر تحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة، والاحتياجات العملياتية واللوجستية اللازمة في هذا الإطار، والالتزام بتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنساني في غزة، خصوصا، مع الممارسات الإسرائيلية القائمة على خنق القطاع واغلاق المعابر، وتجويع الناس، ومنع الخدمات الطبية، ونقص الغذاء والدواء، وتأثيرات الترحيل من موقع إلى آخر، وما يعنيه ذلك من تأثير سيئ مستدام، لم يعد له علاقة أصلا بالحرب على تنظيمات، فنحن أمام حرب على الديموغرافيا الفلسطينية، بهدف إعادة تشكيلها، وترسيمها وفقا لمخططات إسرائيلية تمتد إلى الضفة الغربية والقدس، وفلسطين 1948، وأهمية المؤتمر تكمن في موقعه أولا، هنا في الأردن، وفي التحشيد العربي والدولي والحضور، وفي كونه في المحصلة انعكاسا لوضع مأساوي تسببت به إسرائيل داخل غزة.
الملف الثاني الغائب هنا والذي يجري الحديث عنه بشكل عام دون تفاصيل ودون تصور أولي، يتعلق بإعادة الإعمار، وكلفة إعادة الإعمار هنا تقدر بعشرات المليارات من الدولارات خصوصا أننا أمام قطاع مدمر، بلا مستشفيات ولا مدارس ولا جامعات ولا طرق ولا شبكات مياه ولا كهرباء، وكأننا أمام بناء مدن جديدة للمرة الأولى، والتساؤلات هنا كثيرة، حول إدامة الحياة بعد الحرب، حتى يبدأ الإعمار الذي يحتاج لسنوات طويلة، وهذا يرتبط بالملف الأول، ويؤكد أن جهود الإغاثة ليست مرتبطة باستمرار العمليات العسكرية، بل ستمتد لسنوات طويلة، في ظل اقتصاد مدمر، وغياب كامل للحياة، وحتى الآن لم نسمع من الأميركيين ولا من أي طرف دولي أو عربي مبادرة لإعادة الإعمار، ولو بالخطوط العريضة خصوصا أن إعادة الإعمار سيكون ملفاً سياسياً تتحكم به إسرائيل، من زاوية تفاصيل كثيرة، وسط تكهنات أن إسرائيل ذاتها لا تريد مبادرة لإعادة الإعمار، وترغب ببقاء القطاع مدمرا وبحيث تتحكم برغيف الخبز، وقطرة الماء، وحبة الدواء، في سياق عقاب جماعي مستدام للفلسطينيين.
الملف الثالث يرتبط باليوم التالي للحرب، وكما أسلفت فهو يوم تال للإسرائيليين الذين سيواجهون داخليا استحقاقات سياسية وأمنية متعددة، وإذا كنا نتحدث عن اليوم التالي للحرب بالمفهوم الفلسطيني، فإن مجرد عدم حسم الصورة حول هذا اليوم يعني أن إسرائيل قد تتبنى خيارا مختلفا عن كل الخيارات التي تم الإعلان عنها حول الجهة التي ستحكم القطاع، وقد تميل وفقا لمعلومات متسربة إلى الخروج من القطاع نهاية المطاف، وإغلاقه، وتركه مهدوما، ليتدبر الناس فيه شأنهم، ولتقف مكونات الفلسطينيين في وجه بعضهم البعض في حالة تلاوم حول أسباب الواقع المستجد، وهذا تخطيط قد يتضارب مع اتجاهات الملف الأول والثاني، لكنه نهاية المطاف محتمل، وعلينا أن نستعد لمرحلة الفراغ جيدا.
تركيزنا اليوم ينصب على العمليات اليومية، لكن الخسائر الإستراتيجية والأضرار طويلة المدى المرتبطة بالملفات الثلاث السابقة، توجب إعادة التموضع منذ الآن استعدادا لها بشكل جيد.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: إعادة الإعمار
إقرأ أيضاً:
بلينكن ينصح إسرائيل بالخروج من غزة وألمانيا وبريطانيا تدعوانها لوقف الحرب
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن إسرائيل حققت هدفها الأساسي بتدمير حماس، ومن مصلحتها أن تجد طريقة للخروج من قطاع غزة، كما دعت ألمانيا وبريطانيا لوقف إطلاق النار في القطاع.
وأكد بلينكن أن بلاده ترفض احتلال إسرائيل لغزة، لأنه سيشجع من تبقى من حماس على الاستمرار في القتال حسب قوله.
وكان بلينكن قال -أمس الأربعاء- إنه ما زال متفائلا بإمكان التوصل خلال الأيام المتبقية من ولاية الرئيس جو بايدن إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، رافضا الإدلاء بأي تكهنات بشأن احتمال نجاح جهود التفاوض بعدما فشلت واشنطن على مدى 14 شهرا الماضية في ذلك.
وقال بلينكن الذي سيغادر منصبه عند انتهاء ولاية بايدن في 20 يناير/كانون الثاني المقبل "أنا متفائل. عليك أن تكون كذلك. سنستغل كل دقيقة من كل يوم من كل أسبوع متبق أمامنا لمحاولة إنجاز هذا الأمر".
وشدد الوزير الأميركي من ناحية أخرى على أن بقاء الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة إلى أجل غير مسمى لا يصب في مصلحة إسرائيل.
وقال إنه إذا قرر الإسرائيليون البقاء في القطاع "فسيتعين عليهم مواجهة تمرد لسنوات عديدة، وهذا أمر ليس في مصلحتهم".
المفاوضات تقترب من هدفها
وبدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن المفاوضات اقتربت من هدفها.
إعلانوأكد سوليفان خلال لقاء مع شبكة "إم إس إن بي سي" الأميركية أن المفاوضات بشأن غزة اقتربت من هدفها، وإنه مع ضغط الوسطاء والتزام إسرائيل وحركة حماس يمكن تحقيق ذلك.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي إن العقبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة تتعلق بالتفاصيل، وتحديد أسماء الرهائن والسجناء الذين سيطلق سراحهم، وتوزيع القوات الإسرائيلية في القطاع خلال وقف إطلاق النار.
وأضاف سوليفان أنه يمكن تجاوز تلك العقبات إذا كانت حركة حماس على استعداد للموافقة على إبرام هذه الصفقة.
دعوات أوروبية لوقف إطلاق النارأوروبيا، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن ألمانيا تدعم بشكل صريح جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس التي يقوم بها شركاؤها في مصر وقطر والولايات المتحدة، وإنها ترفض تهجير الفلسطينيين أو تقليص أراضيهم.
وأضافت في تصريحات للجزيرة أنه يجب ألا تشكل غزة خطرا على إسرائيل في المستقبل، ولكنها أيضا ترفض "أن تكون غزة محتلة أو يعاد توطينها على المدى الطويل".
وقالت إن هناك حاجة لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات لغزة وإطلاق سراح الرهائن، مشددة على أنها لا تقبل فرض حل سياسي على الفلسطينيين يتجاوز إرادتهم.
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فقال إن هناك حاجة لوقف إطلاق النار في غزة فورا، وإن هناك نقاشات مكثفة جارية لتحقيق ذلك.
وأضاف أنه يجب ضمان الإفراج عن الرهائن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ثم يجب إدخال المساعدات إلى غزة.
وأكد أن الحل الوحيد الطويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو حل الدولتين.
وفيما يخص الوضع في الضفة الغربية، قال إنه يجب التعامل معه بالقانون الدولي.
تسريبات إسرائيلية
من ناحية أخرى، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن دبلوماسيين مطلعين القول إن هناك عقبات عديدة لا تزال تعيق المفاوضات، وإن صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس ليست وشيكة.
إعلانوأكدوا أن هناك العديد من العقبات لا تزال تعيق مفاوضات وقف إطلاق النار.
في غضون ذلك، نقلت شبكة سي إن إن الأميركية عن مصدر دبلوماسي مطلع قوله، إن شروط اتفاق تبادل الأسرى في غزة تتطابق بشكل عام مع الاقتراح الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن في وقت سابق من هذا العام.
وأضاف المصدر أن ما تغير هو أن القوات الإسرائيلية من المرجح أن تبقى في غزة مؤقتا في كل من محور فيلادلفيا وممر نتساريم.