سواليف:
2024-09-30@17:58:03 GMT

الملفات الغائبة

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

#الملفات_الغائبة _ #ماهر_أبوطير

وسط المعارك الجارية في قطاع غزة، هناك ملفات غائبة، لا يقف عند تفاصيلها كثيرون، لأن كل الأنظار مصوبة نحو العمليات وتأثيراتها الإنسانية، مع وصول الحرب لليوم 240.

في مسار مواز هناك ملفات لا يثيرها أحد بشكل تفصيلي، وهي ملفات ذات أثر إستراتيجي وليس يوميا، وستترك تأثيرا حادا على الحياة في قطاع غزة، وعلى الغزيين ومتطلبات حياتهم اليوم بعد الحرب الدموية التي يتعرضون لها، دون أن تتوقف إسرائيل عن أفعالها أبدا.

أبرز الملفات الغائبة، الأول ما يتعلق بجهود الإغاثة الإنسانية الحالية، وبعد وقف الحرب، لأن أعمال الإغاثة سوف تكون أكبر بعد وقف الحرب، مع تكشف الدمار، والخسائر والاحتياجات، وستكون ربما أطول عملية إغاثة إنسانية في الحياة البشرية، والملف الثاني ما يتعلق بإعادة الإعمار والكلف والدول الممولة والجهات التي ستتولى إدارة عمليات الإعمار، ووضع كل قطاع بشكل تفصيلي من العقارات المهدومة وصولا إلى المستشفيات المحروقة، والملف الثالث يتعلق بعدم وجود أي تصور نهائي وناجز لما يسمى اليوم التالي للحرب، وهو يوم ينطبق بأثقاله على المجتمع الإسرائيلي أيضا، وليس المجتمع الفلسطيني، والاستحقاقات المختلفة تتنزل على كل أطراف المشهد الحالي الذي نراه يوميا داخل فلسطين التاريخية

مقالات ذات صلة نظرية المؤامرة 2024/06/02

حسنا الذي فعله الأردن الذي أعلن عن مؤتمر دولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، في 11 حزيران الحالي، وسيناقش المؤتمر تحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة، والاحتياجات العملياتية واللوجستية اللازمة في هذا الإطار، والالتزام بتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنساني في غزة، خصوصا، مع الممارسات الإسرائيلية القائمة على خنق القطاع واغلاق المعابر، وتجويع الناس، ومنع الخدمات الطبية، ونقص الغذاء والدواء، وتأثيرات الترحيل من موقع إلى آخر، وما يعنيه ذلك من تأثير سيئ مستدام، لم يعد له علاقة أصلا بالحرب على تنظيمات، فنحن أمام حرب على الديموغرافيا الفلسطينية، بهدف إعادة تشكيلها، وترسيمها وفقا لمخططات إسرائيلية تمتد إلى الضفة الغربية والقدس، وفلسطين 1948، وأهمية المؤتمر تكمن في موقعه أولا، هنا في الأردن، وفي التحشيد العربي والدولي والحضور، وفي كونه في المحصلة انعكاسا لوضع مأساوي تسببت به إسرائيل داخل غزة.

الملف الثاني الغائب هنا والذي يجري الحديث عنه بشكل عام دون تفاصيل ودون تصور أولي، يتعلق بإعادة الإعمار، وكلفة إعادة الإعمار هنا تقدر بعشرات المليارات من الدولارات خصوصا أننا أمام قطاع مدمر، بلا مستشفيات ولا مدارس ولا جامعات ولا طرق ولا شبكات مياه ولا كهرباء، وكأننا أمام بناء مدن جديدة للمرة الأولى، والتساؤلات هنا كثيرة، حول إدامة الحياة بعد الحرب، حتى يبدأ الإعمار الذي يحتاج لسنوات طويلة، وهذا يرتبط بالملف الأول، ويؤكد أن جهود الإغاثة ليست مرتبطة باستمرار العمليات العسكرية، بل ستمتد لسنوات طويلة، في ظل اقتصاد مدمر، وغياب كامل للحياة، وحتى الآن لم نسمع من الأميركيين ولا من أي طرف دولي أو عربي مبادرة لإعادة الإعمار، ولو بالخطوط العريضة خصوصا أن إعادة الإعمار سيكون ملفاً سياسياً تتحكم به إسرائيل، من زاوية تفاصيل كثيرة، وسط تكهنات أن إسرائيل ذاتها لا تريد مبادرة لإعادة الإعمار، وترغب ببقاء القطاع مدمرا وبحيث تتحكم برغيف الخبز، وقطرة الماء، وحبة الدواء، في سياق عقاب جماعي مستدام للفلسطينيين.

الملف الثالث يرتبط باليوم التالي للحرب، وكما أسلفت فهو يوم تال للإسرائيليين الذين سيواجهون داخليا استحقاقات سياسية وأمنية متعددة، وإذا كنا نتحدث عن اليوم التالي للحرب بالمفهوم الفلسطيني، فإن مجرد عدم حسم الصورة حول هذا اليوم يعني أن إسرائيل قد تتبنى خيارا مختلفا عن كل الخيارات التي تم الإعلان عنها حول الجهة التي ستحكم القطاع، وقد تميل وفقا لمعلومات متسربة إلى الخروج من القطاع نهاية المطاف، وإغلاقه، وتركه مهدوما، ليتدبر الناس فيه شأنهم، ولتقف مكونات الفلسطينيين في وجه بعضهم البعض في حالة تلاوم حول أسباب الواقع المستجد، وهذا تخطيط قد يتضارب مع اتجاهات الملف الأول والثاني، لكنه نهاية المطاف محتمل، وعلينا أن نستعد لمرحلة الفراغ جيدا.

تركيزنا اليوم ينصب على العمليات اليومية، لكن الخسائر الإستراتيجية والأضرار طويلة المدى المرتبطة بالملفات الثلاث السابقة، توجب إعادة التموضع منذ الآن استعدادا لها بشكل جيد.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: إعادة الإعمار

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تؤكد للعالم ضرورة وضع حد للإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل

أكّدت سلطنة عُمان على أنّ سياستها الخارجية تقوم على رؤية ثابتة في تبنِّيها أسس الحوار والتسامح منهجًا لمعالجة كل القضايا والتحدِّيات، وأنها رؤية تسعى لتحقيق السلام وعلاقات تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون الإيجابي والوئام بين الدول. 

سفير سلطنة عمان بالقاهرة: تعزيز التعاون العربي الأفريقي خطوة محورية لمواجهة التحديات الراهنة مفتي سلطنة عمان: حسن نصر الله كان شجي في حلق المشروع الصهيوني

جاء ذلك في كلمة سلطنة عُمان في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك، ألقاها بدر بن حمد البوسعيدي وزيرُ الخارجية.

وأعرب عن تقديره لأنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة على جهوده المضنية التي يبذلها في قيادة منظمة الأمم المتحدة، وسعيه الدؤوب لبسط سيادة القانون الدولي وتطبيقه، تحقيقًا للعدالة والسلام، وبما يعكس رؤية الأمم المتحدة لعالم يعم فيه الأمن والاستقرار والسلام والرخاء للجميع، مؤكدًا على دعم سلطنة عُمان الكامل لمساعي الأمين العام ولجهود الأمم المتحدة في تعزيز السّلم والأمن الدوليين. 

وقال وزير خارجية سلطنة عُمان، إنَّ سلطنة عُمان، قيادةً وحكومةً وشَعبًا، تؤمن باستخدام الوسائل المشروعة والسلمية لحل القضايا والصراعات، داعية إلى الوقف الفوري للقتال وإطلاق النار في قطاع غزَّة وفي لبنان، وفي منطقة البحر الأحمر، ومعالجة أسباب الصراع بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية، وتحقيق العدالة للشَّعب الفلسطيني على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

وأضاف أنَّ سلطنة عُمان تؤكِّد على ضرورة منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ووضع حدٍّ لسياسة الإبادة الجماعية التي تُمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشَّعب الفلسطيني ورفع المعاناة الإنسانية المفروضة عليه.

وأكَّد وزير الخارجية العُماني على أنَّ سلطنة عُمان تؤمن بأهمية تكثيف العمل على احتواء التصعيد والتوتر وحقن الدماء عبر الاحتكام للحوار العاقل وقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية بما يكفل لسائر الأقطار والشعوب حق العيش في أمان وسلام وكرامة.

وأشار البوسعيدي إلى أنَّ سلطنة عُمان ماضية ببرامجها في مجال الحماية الاجتماعية، من خلال منظومة متكاملة داعمة لمختلف فئات المجتمع بما فيها المرأة والطفل وكبار السن وذوو الإعاقة، وبرامج التأمين الاجتماعي والأمان الوظيفي، لافتًا إلى أنَّ ذلك يُعدُّ مؤشرًا لمدى التقدم الذي حققته سلطنة عُمان في مجال التنمية المستدامة، وسعيها المتواصل لتطوير هذه البرامج بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية إلى جانب الاستمرار في توفير الرعاية التعليمية والصحية والاجتماعية لجميع فئات المجتمع.

وأفاد بدر البوسعيدي بأنَّ سلطنة عُمان تؤكد على دعمها المتواصل للشباب وتمكينهم، وتعتبرهم عماد المستقبل ومحور التنمية المستدامة، والقوة الدافعة للابتكار والبناء والتطور، وتوجد لهم الفرص التي تُمكِّنهم من توظيف مهاراتهم والإسهام الفاعل في بناء المستقبل.
ولفَتَ إلى أنَّ سلطنة عُمان تؤكد على أهمية تعزيز الاحترام والتعايش السلمي بين الشعوب، داعيةً إلى مكافحة جميع أشكال التمييز والعنصرية والكراهية والعنف.

وأشار وزير الخارجية إلى أنَّ سلطنة عُمان تبذل جهودًا كبيرة في مجال التعامل مع تحدِّيات التغيُّر المناخي والحدِّ من الانبعاثات، وتحفيز الاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة وفق استراتيجية الحياد الصفري الكربوني لعام 2050، من خلال مشروعات الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر والحلول التي تعتمد الطبيعة منهجًا لها، مبينًا أنَّ ذلك يأتي انطلاقًا من إيمانها بأهمية حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية.

وبيَّن  وزير الخارجية العُماني أنَّ جهود سلطنة عُمان وبرامجها التنموية تأتي انسجامًا مع الرؤية الوطنية، التي تجسدها رؤية عُمان «2040»، والتي تُعدُّ ركيزة تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومواجهة التحدِّيات المستقبلية، ويعكس تقديمُ تقريرها الوطني الطوعي الثاني الالتزامَ العميق بالمبادئ والأهداف العالمية للتنمية المستدامة، ويُبرز التقدمَ المحرز في مختلف المجالات التنموية.

وأعرب عن ترحيب سلطنة عُمان باعتماد ميثاق قمَّة المستقبل هذا العام، مُثمِّنًا الجهود الدولية المشتركة التي أدَّت إلى تحقيق هذا الإنجاز الذي يضع خريطة طريق للعالم نحو تعزيز التعاون الدولي ومواجهة التحدِّيات العالمية بفعاليَّة وتعاون صادق بنَّاء.

وفي ختام كلمته قال بدر بن حمد البوسعيدي وزيرُ الخارجية إنَّ سلطنة عُمان تدعو جميع الدول الأعضاء إلى الالتزام بتنفيذ هذا الميثاق والعمل على تحقيق رؤيته وأهدافه من خلال التعاون المثمر وتبادل المعرفة، واتِّخاذه مسارًا من مسارات بلوغ مستقبل أفضل وأكثر أمانًا وازدهارًا للأجيال القادمة.

 

مقالات مشابهة

  • أبرز الملفات على مائدة الحوار الوطني اليوم.. قضايا جوهرية
  • سلطنة عمان تؤكد للعالم ضرورة وضع حد للإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل
  • العرفي: الاتفاق حول المناصب السيادية سيساهم في عودة إنتاج النفط وتحريك عجلة الإعمار
  • جراح منسية.. الصحة النفسية ليست أولوية للمؤسسات التي تُشغّل الصحفيين في غزة
  • أمريكا تكشف نوع القنابل التي استخدمتها إسرائيل لاغتيال نصر الله
  • بلدية الزهراء تشارك في مؤتمر "رؤى المدن المستقبلية 2024" بمصر
  • «الجارديان»: هل تستطيع إسرائيل تجنب الوقوع في نفس الأخطاء التي ارتكبتها خلال هجومها البري السابق على لبنان؟
  • عاجل - ما المناطق التي استهدفتها إسرائيل في ضاحية بيروت اليوم؟
  • ما نوع القنابل التي استخدمتها إسرائيل بـهجوم الضاحية.. إيران تفصح
  • أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى