بعد مقترح بايدن لوقف الحرب.. غموض بشأن مستقبل حماس في غزة؟
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
حظي المقترح الذي طرحه، السبت، الرئيس الأميركي، جو بايدن، لوقف إطلاق النار في غزة، باهتمام كبير إعلاميا وسياسيا، إذ يؤدي في حال موافقة إسرائيل وحماس على تنفيذه إلى وضع حد للحرب المستمرة منذ نحو ثمانية أشهر.
وحث الرئيس الأميركي كلا من القادة في إسرائيل وحماس على الموافقة على المقترح الذي قال إنه مقترح إسرائيلي.
لكن ما عرضه بايدن لم يشر إلى مستقبل حركة حماس ضمن مشهد "اليوم التالي للحرب"، إذ "يبدو"، وفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية "أنه يترك حماس في السلطة في غزة، بل يمكن أن يؤدي إلى استفادتها حتى من إعادة الإعمار"، وفق الصحيفة.
وردا على ما عرضه بايدن، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في بيان، السبت، أن شروط إسرائيل "لم تتغير لإنهاء الحرب، وهي: تدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية، وإطلاق سراح جميع المختطفين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل".
ولطالما أكد نتانياهو، ولا يزال، على أن الهدف من الحرب، التي أودت حتى الآن بأكثر من 36 ألف فلسطيني، "استعادة الرهائن والقضاء على حركة حماس" المسؤولة عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي خلال هجوم السابع من أكتوبر الماضي.
السؤال المطروح الآن، كيف يمكن الاتفاق مع حماس والقضاء عليها في نفس الوقت؟
المحلل السياسي الأميركي، باولو فان شيراك، يرى أن مفهوم "القضاء على حماس" يختلف تفسيره لدى واشنطن وإسرائيل بل حتى داخل إسرائيل.
وفي اتصال مع موقع "الحرة"، قال شيراك إن "عدم قدرة المجموعة على الإضرار بمصالح إسرائيل قد يُعدّ تقييدا لها أو قضاء على قدراتها".
وتابع "عدم قدرتها يؤدي حتما لعدم إمكانية عودتها للساحة السياسية مجددا".
وأوضح شيراك أنه، بينما كان هدف إسرائيل هو القضاء على حماس، كان هدف الأخيرة البقاء، مشيرا إلى أن الطرفين الآن، بصدد محاولة تحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه بعد حرب منهكة لكليهما.
وقال إن حماس الآن أضعف منها في بداية الحرب، "لكن يجب الاعتراف بأنها لم تنته بعد"، مؤكدا أن إسرائيل "يبدو أنها فهمت بأن القضاء على حركة تملك عشرات الآلاف من المقاتلين بين أكثر من مليون مدني أمر صعب".
من ناحيتها، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن القناة 12، أن مسؤولين غربيين أخبروا إسرائيل الأسبوع الماضي أنه يجب عليها اختبار رد زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، على اقتراح وقف إطلاق نار طويل الأمد، وإعادة إعمار غزة، وآلية حكم للقطاع لا تشمل الحركة، والتوصل إلى اتفاق أوسع، يشمل نفي قادتها إلى الخارج.
وقال بايدن في الخطاب الذي ألقاه، السبت، معلنا عن المقترح، إن إسرائيل "دمرت قوات حماس على مدى الأشهر الثمانية الماضية"، مضيفا "في هذه المرحلة، لم تعد حماس قادرة على تنفيذ هجوم آخر مثل هجوم السابع من أكتوبر".
والأحد قال متحدث باسم البيت الأبيض إنه إذا قبلت حماس بخطة الهدنة، فإنه يتوقع أن تحذو إسرائيل حذوها.
"إيجابيّة"وصرّح مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي لمحطة "إيه بي سي" الإخبارية "هذا مقترح إسرائيلي. لدينا كل التوقعات أنه إذا وافقت حماس على المقترح، كما نقل إليها، وهو مقترح إسرائيلي، فإن إسرائيل ستقول نعم".
وأضاف في البرنامج الحواري "هذا الأسبوع" إن الاتفاق الإطار تم نقله إلى حماس مساء، الخميس، بتوقيت واشنطن.. نحن ننتظر ردا رسميا من حماس".
من جهتها، أعلنت حركة حماس في رد فعلها الأولي أنها "تنظر بإيجابية" إلى الخطة المقترحة، وفق وكالة فرانس برس.
حماس تفاوض على بقائهاوفي بيانه السبت، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن "الحكومة الإسرائيلية موحدة في الرغبة في إعادة رهائننا في أسرع وقت ممكن، وتعمل على تحقيق هذا الهدف".
وأضاف "لذلك كلف رئيس الوزراء الفريق المفاوض بتقديم الخطوط العريضة لتحقيق هذا الهدف، مع إصراره على أن الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق جميع أهدافها، بما في ذلك عودة جميع الرهائن لدينا والقضاء على قوات حماس العسكرية والحكومية".
وأضاف أن "المخطط الدقيق الذي تقترحه إسرائيل، بما في ذلك الانتقال المشروط من مرحلة إلى أخرى، يسمح لإسرائيل بالحفاظ على هذه المبادئ".
ولم يوضح مكتب نتانياهو ما إذا كان اقتراحه هو نفس الاقتراح الذي تحدث عنه بايدن خلال خطابه، ولم يشر مباشرة إلى خطاب بايدن على الإطلاق.
وأعرب المحلل السياسي الأميركي باولو فان شيراك، أن الحكومة الإسرائيلية لا تود التنازل عن هدف القضاء على حماس، لكنه أكد في المقابل بأن حماس لا يمكن أن تفاوض لنهاية تؤدي إلى فقدان سيطرتها على القطاع، وقال "حماس تفاوض على بقائها".
شيراك لفت في سياق حديثه إلى أن إسرائيل تحاول الظفر بأي شيء كثمرة لعملياتها العسكرية وهو استعادة الرهائن كما تمليه الخطة المعلن عنها "القضاء على حماس سيأتي وفقها في مرحلة ما من خلال هذه الحرب أو ضمن المفاوضات".
وتساءل عن جدية هدف القضاء على حماس والتفاوض معها ولو بطريقة غير مباشرة.
وقال إن "الأهداف لدى حماس وإسرائيل مختلفة، كل له أجندته.. أعتقد أن كلاهما بصدد لعب جميع أوراقه".
وتابع "أقولها مرة أخرى.. تحجيم قدرة حماس ممكن، لكن القضاء عليها أمر صعب، إسرائيل وواشنطن تعلمان ذلك جيدا".
"لن نسمح لها بالاستمرار"والأحد قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إنه في نفس الوقت الذي تتواصل فيه الأعمال العسكرية الحالية، فإن المؤسسة الأمنية تقوم "بإعداد البديل السلطوي (الحكومي) لحماس".
وأضاف بعد تقييم للأوضاع أجراه في مقر القيادة الجنوبية، أن "العملية في رفح تتقدم فوق وتحت الأرض"، مضيفا أن القوات الإسرائيلية تقاتل بتصميم كبير وتدمر ما وصفه بـ"أنبوب الأكسجين" الذي يربط قطاع غزة بمصر.
وتابع قائلا "نحن نخنق حركة حماس ولا نسمح لها بالاستمرار في الوجود، ولن يكون لديها القدرة على إعادة التسليح، وعندما نعزل المناطق، سنخرج حماس منها وندخل إليها قوات أخرى، مما سيمكن من تشكيل حكم آخر يهدد حماس".
هذا التصريح "لا يتناقض مع السعي لهدنة مع الحركة الفلسطينية"، في نظر المحلل الأميركي، الذي يرى أنه في الوقت الذي تريد فيه إسرائيل الظفر باتفاق ينهي معاناة المخطوفين، تسعى حماس لربح الوقت لإعادة ترتيب صفوفها ولو أنها تعلم أن الهدف النهائي لإسرائيل هو القضاء عليها.
وقال "نعم يمكنك التفاوض مع حماس وأنت تريد نهايتها، التفاوض غير المباشر لا يعني الاعتراف بها كممثل شرعي للفلسطينيين".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، أشار إلى أن العمل العسكري والقدرة على تغيير الحكم سيؤديان إلى تحقيق هدفين من أهداف هذه الحرب، إسقاط حكم حماس وقوتها العسكرية وإعادة الرهائن.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القضاء على حماس حرکة حماس حماس على حماس فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل يكسب البرهان الحرب بسبب عقوبات بايدن المحتملة على حميدتي ؟؟
هل يكسب البرهان الحرب بسبب عقوبات بايدن المحتملة على حميدتي ؟؟
طبعاً لا
هي زي صواريخ كروز الأمريكية التي سمح لأوكرانيا بإستخدامها ضد روسيا ..
هذه العقوبات أقل شئ فعل سوف تصنعه انها سوف تجعل الرئيس القادم دونالد ترامب ينتهج حل الأزمة بشكل مغاير لسلفه ...
ترامب يرى أن كل قرارات بايدن خاطئة وطائشة
و يجب أن نضع في الإعتبار أن تجربة الجولاني في سوريا غيّرت الكثير من المفاهيم بخصوص حل الأزمات السياسية وبخصوص تصنيف القادة ووضعهم تحت قائمة العقوبات ...
وويجب أن نضع في الإعتبار أن اي عقوبات على حميدتي يقابلها ثمن يجب أن يدفعه البرهان عاجلاً أو آجلاً ..
والثمن هو :-
إما خسارته لروسيا
أو تسهيلات يقدمها لأمريكا ترفع من ثمن تكلفة الحرب
أو إجباره على وقف الحرب ووقف تحالفاته مع روسيا وإيران والسعي لتاسيس حكم مدني كامل ...
لكن يظل السؤال مطروحاً هل سوف تؤثر هذه العقوبات الأمريكية على الDM في الميدان ؟؟
لا طبعاً ...
فالحرب في أفريقيا لها سبلها وتشعباتها وتعتمد على العنصري البشري
وممكن الآن الDM شغال بنسبة 25% من طاقاته الإنتاجية حتى لا يخسر مكانته الدولية ...
لكنه لو صدرت عقوبات فسوف تجعله يتحرر من القيود الدبلوماسية لأنه ليس لديه ما يخسره
هذه العقوبات - وإن كان المصدر في تسريب خبرها هو ضعيف وهو صحيفة بولتيكو - ولكنها لو حدثت سوف تعقد الأزمة السودانية وتجعل العنف هو الخيار الوحيد للحل...
وحتى هذه اللحظة الDm لا يمثل تهديداً للأمن القومي الأمريكي وغير مرتبط بالإسلاميين والتي سبق أن وضعت الولايات المتحدة زعيمهم علي كرتي على قائمة العقوبات
غير كدا ..
العقوبات تحتاج لتوافق بين رعاة المفاوضات وبالذات الأوربيين والذين يقسمون العقوبات بالتساوي بين الجيش والDM وللمنظمات الإقليمية مثل الإتحاد الافريقي والايغاد
بشرى أحمد علي