عربي21:
2024-12-23@06:16:48 GMT

قرار إدانة ترامب والانتخابات المقبلة

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

أصبح دونالد ترامب أول رئيس أمريكي يُدان بارتكاب جناية. في قرار تاريخي، إذ وجدت هيئة محلفين في محكمة مانهاتن المكونة من 12 محلفا أن الرئيس السابق مذنب في جميع التهم الـ34 المتعلقة بتزوير سجلات في محاولة لإخفاء مبلغ مالي تم دفعه للممثلة السينمائية الإباحية ستورمي دانيلز، قبل انتخابات عام 2016. بدوره وصف ترامب الحكم بأنه «عار» وأن هذه «محاكمة مزورة»، مؤكداً براءته من التهم المنسوبة إليه، وأنه «سيواصل القتال حتى النهاية».



لقد حظي الرئيس السابق دونالد ترامب عدة مرات بلقب أول، أو أكثر. فهو أول رئيس أمريكي في تاريخ الولايات المتحدة يتعرض لمحاكمتين لعزله، وهو أكثر رئيس رفعت دعاوى قضائية ضده، وهو أيضا أول مرشح لحزب كبير – المرشح الرئاسي الجمهوري لانتخابات عام 2024 – يترشح للرئاسة وهو مدان كمجرم. إذن ماذا يعني كل ذلك؟ وما مدى تأثيره على نتائج الانتخابات الرئاسية المقرر إقامتها في تشرين الثاني /نوفمبر المقبل؟

المدخل للإجابة على هذه التساؤلات يبدأ بسؤال أيضا: ماذا يمكن أن تكون عقوبة ترامب؟ لقد حدد القاضي خوان ميرشان موعد النطق بالحكم على ترامب يوم 11 تموز/يوليو المقبل الساعة 10 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وعندها سنعرف ما إذا كانت عقوبة الرئيس السابق ستشمل السجن، أم سيكتفي القاضي بالغرامة المالية. يقول القانونيون إذا أُدين ترامب بـ 34 تهمة، فهذا يعني أنه قد يواجه عقوبة السجن لمدة أقصاها أربع سنوات لكل تهمة، ليصل إجمالي عقوبة السجن القصوى إلى 136 عاما. لكن ولاية نيويورك تحدد عقوبة السجن بمدة 20 عاما لهذا النوع من الجرائم. وإذا قرر القاضي إصدار عقوبة السجن لأكثر من إدانة واحدة، فسيتعين عليه أيضا أن يقرر ما إذا كانت عقوبة ترامب ستنفذ بشكل متزامن أو متتال، واحدا تلو الآخر. تود بلانش محامي دونالد ترامب، قال لوكالة أسوشيتد برس، إنه فوجئ بسلوك ترامب الهادئ أثناء استماعه إلى الحكم الذي جعله أول رئيس أمريكي سابق يُدان بارتكاب جريمة. كما صرح تود بلانش قائلا:» أنا محامٍ وقد خضت الكثير من المحاكمات، وصدر لي الكثير من الأحكام. لكن هذا الحكم كان الأكثر إثارة للدهشة من حيث توقيته».

قد يواجه ترامب غرامات تصل إلى 170 ألف دولار واعترف بلانش بوجود احتمال أن يحكم على ترامب بالسجن، إذ قال؛ «من ناحية، سيكون أمراً غير عادي إرسال رجل يبلغ من العمر 77 عاماً إلى السجن في قضية كهذه. أعتقد أنه لم يُسمع بمثل هذا الأمر من قبل تقريبا، لقد كانت المرة الأولى لارتكاب ترامب جرما، وكان أيضا رئيسا للولايات المتحدة». من ناحية أخرى، قال بلانش:» هذه قضية حظيت بتغطية إعلامية كبيرة للغاية. وقد يجادل البعض فيها بأن ترامب يستحق عقوبة أشد، لأنه يواجه اتهامات في مكان آخر. لذلك، أعتقد أن الحكم سيكون مثيرا للجدل، لكننا سنعمل بقوة للحصول على حكم غير السجن». من جانب آخر أشار خبراء قانونيون إلى إنه من غير المرجح أن يواجه ترامب عقوبة السجن، إذ ليس لديه سجل إجرامي، وإن التهم الموجهة إليه هي جنايات غير عنيفة، لذلك يمكن أن يفرض القاضي ميرشان عقوبات أخرى على ترامب بدلاً من السجن، مثل المراقبة. وحينذاك سيتعين على دونالد ترامب تقديم تقرير إلى إدارة المراقبة في مدينة نيويورك شخصيا على أساس منتظم، وهذا الأمر من شأنه أن يخلق فوضى كبيرة في جدولة مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة خلال الحملة الانتخابية. أما إذا ارتكب ترامب جرائم أخرى وهو تحت حكم المراقبة، فقد يتم إرساله إلى السجن على الفور.

كما تعني إدانة ترامب أيضا أن التهم الموجهة إليه ستجعله يعاقب عليها بغرامة مالية قد تصل إلى خمسة آلاف دولار لكل جريمة؛ وإذا قرر القاضي ميرشان السير في هذا الطريق، فقد يواجه ترامب غرامات تصل إلى 170 ألف دولار. كما يمكن لهيئة الدفاع عن ترامب المطالبة بإصدار إطلاق سراح مشروط في مثل هذا السيناريو، وعندها سيكون المرشح الجمهوري حرا ولن يحتاج إلى إشراف تحت المراقبة، طالما أنه لا يواجه مشاكل إضافية. لكن يبقى السؤال الاهم قانونيا: هل يستطيع ترامب الترشح للرئاسة والخدمة في البيت الأبيض كمجرم مدان؟ والإجابة هي نعم يمكنه الترشح للرئاسة، فبموجب المادة الثانية من دستور الولايات المتحدة، التي تنص على إن الإدانة بارتكاب جناية لا تمنع المرشح من الترشح للرئاسة. إذ ينص الدستور الامريكي على إن هناك ثلاثة شروط فقط يجب استيفاؤها لمنصب الرئاسة وهي: أن يكون عمر المرشح 35 عاما على الأقل، وأن يكون مولودا في الولايات المتحدة، وأن يكون مستمرا في العيش في الولايات المتحدة لمدة لا تقل عن 14 سنة. لكن ستكون القصة مختلفة إذا اتُهم ترامب بارتكاب جرائم تمرد بموجب المادة 3 من التعديل الرابع عشر؛ فمثل هذه الجريمة ستحرمه من تولي منصب عام إذا ثبتت إدانته. وهنا يطرح سؤال آخر مفاده ؛ هل يستطيع ترامب العفو عن نفسه إذا انتخب رئيسا؟ والإجابة القانونية هي: لا، لن يستطع العفو عن نفسه في قضية نيويورك هذه، أو في قضية التدخل في الانتخابات في جورجيا. إذ لا تمتد صلاحيات العفو الرئاسي إلى جرائم الدولة، ولا يمكن لرئيس الولايات المتحدة أن يعفو إلا عن الجرائم الفيدرالية، وفقاً للمادة الثانية، القسم 2، من الدستور. أما في القضية المنظورة أمام محكمة مانهاتن التي باتت تعرف باسم «قضية أموال الصمت»، فلا يمكن العفو عن ترامب إلا من قبل حاكمة نيويورك كاثي هوتشول. وهذا أمر مستبعد إلى حد كبير نظرا لأنها ديمقراطية متشددة. إذن، هل يستطيع ترامب التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟.


دونالد ترامب مسجل للتصويت في فلوريدا، ووفقا لقانون هذه الولاية إن من يُدان بجناية من ولاية أخرى، يكون غير مؤهل للتصويت «إذا كانت الإدانة تجعله غير مؤهل للتصويت في الولاية التي أدين فيها». وبما إن ترامب قد أدين في نيويورك، حيث يُسمح بالتصويت للمدانين طالما أنهم غير مسجونين في الوقت الراهن. فإن هذا الأمر يعني أنه ما لم يكن خلف القضبان بحلول الخامس من نوفمبر، فإنه يحق له الإدلاء بصوته. وهل يستطيع ترامب استئناف الأحكام؟ بالتأكيد نعم، فمن المؤكد أن فريق ترامب القانوني سوف يستأنف الإدانات. وإن أمامهم 30 يوما لتقديم إشعار الاستئناف، وبعد ذلك سيكون لديهم ستة أشهر لتقديمه. إذا قدم فريق ترامب استئنافا، فسيبقى أن نرى ما إذا كان القاضي ميرشان سيأمر بإبقاء عقوبة ترامب، أو يوقفها مؤقتا، حتى تنتهي عملية الاستئناف، التي قد تتجاوز موعد الانتخابات. وفي النهاية يرى المراقبون إن الحكم بالإدانة قد يؤثر على الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر. فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته بلومبرغ ومورنينغ كونسلت في وقت سابق من هذا العام، أن 53 في المئة من الناخبين في الولايات المتأرجحة الرئيسية، سيرفضون التصويت لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب إذا أدين. كما أظهر استطلاع آخر أجرته جامعة كوينيبياك خلال شهر مايو/أيار أن 6 في المئة من ناخبي ترامب سيكونون أقل ميلاً للتصويت له، وهو أمر مهم في مثل هذه المنافسة الشديدة.

المصدر: القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب امريكا بايدن ترامب مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة دونالد ترامب یستطیع ترامب عقوبة السجن ما إذا

إقرأ أيضاً:

السودان يطلب من الولايات المتحدة الضغط على الإمارات بشأن الدعم السريع

طالب السودان الولايات المتحدة بالضغط على الإمارات "لوقف شحنات السلاح" التي تصل إلى قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن يوقف الحرب الدائرة في البلاد.

وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي يوم أمس الخميس، طلب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث، من الولايات المتحدة أن "تصنف مليشيا الدعم السريع ممجموعة إرهابية، وأن تضغط على الإمارات لوقف شحنات السلاح"، مشيرا إلى أن ذلك "من شأنه أن يوقف الحرب.

وعبر الحارث عن تقدير السودان "للجهود التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية في مجال الإغاثة والبحث عن حل لوقف الحرب وارتباطها الايجابي مع السودان".

وأشار إلى أن "جملة ما خصصته أمريكا للإغاثة الإنسانية فاقت أكثر من بليون دولار"، مشيرا إلى أن "وزارة الخارجية الأمريكية واصلت بشكل منتظم إداناتها لفظائع وجرائم مليشيا الدعم السريع"، وأن أمريكا "طلبت من المليشيا رفع الحصار عن مدينة الفاشر".

ولفت إلى "المساعي التي بُذلت في الكونغرس لتجريم الدعم السريع ووقف تصدير السلاح إلى الإمارات، فضلا عن ارتباط وكالة العون الأمريكية والمبعوث الأمريكي مع حكومة السودان والزيارات التي قاموا بها".

ويتهم الجيش السوداني الإمارات بالتورط في تغذية الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ويتهم الإمارات بتوفير الإمداد العسكري لقوات الدعم السريع عن طريق دول تشاد وإفريقيا الوسطى، وقدمت السلطات السودانية ملفا إلى مجلس الأمن يحتوي على ما قالت إنها أدلة تثبت تورط أبوظبي في دعم قوات الدعم السريع.

وكان سجال كلامي قد وقع يوم 18 يونيو بين مندوب الإمارات في الأمم المتحدة محمد أبو شهاب، ونظيره السوداني الحارث إدريس، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، خصص لبحث الوضع في السودان اتهم فيه المندوب السوداني الإمارات بدعم ميلشيات الدعم السريع بالسلاح قائلا إن بلاده "تملك أدلة على ذلك".

وعلق مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش نافيا تلك الاتهامات، قائلا: "في الوقت الذي تسعى فيه الإمارات إلى تخفيف معاناة الأشقاء السودانيين يصر أحد أطراف الصراع على خلق خلافات جانبية وتفادي المفاوضات وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية"

وأضاف مستشار الرئيس الإماراتي "اهتمامنا ينصب على وقف الحرب والعودة للمسار السياسي.. اهتمامهم يشدد على تشويه موقفنا عوضا عن وقف الحرب".

وقد انزلق السودان إلى صراع في منتصف أبريل 2023 عندما اندلع التوتر بين جيشها والقادة شبه العسكريين في العاصمة الخرطوم وامتد إلى دارفور وغيرها من المناطق. وأجبر أكثر من 13 مليون شخص على الفرار من منازلهم.

مقالات مشابهة

  • ترامب سينشئ منظومة دفاع صاروخي جديد في الولايات المتحدة
  • بوتين يشير إلى إمكانية استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة
  • ترامب: سيتم الاعتراف بجنسين فقط على مستوى الولايات المتحدة
  • ترامب: سيتم بدء أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة
  • الحوثي تكذّب الولايات المتحدة.. هكذا سقطت إف 18 فوق البحر الأحمر
  • معضلة تؤرق الاقتصاديين في الولايات المتحدة.. هل يضع ترامب حلولا لسقف الدين؟
  • الحرب بين الولايات المتحدة والصين تتجه نحو التوسع
  • QNB: التضخم في الولايات المتحدة الأميركية يتباطأ في عام 2025
  • الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة: أزمة سياسية أم ورقة ضغط؟
  • السودان يطلب من الولايات المتحدة الضغط على الإمارات بشأن الدعم السريع