القائم باعمال الخارجية الايرانية في بيروت اليوم ولقاءات رسمية وحزبية
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
يصل القائم بأعمال الخارجية الايرانية علي باقركني الى بيروت اليوم، في اول تحرك خارجي له بعد مقتل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، على ان يلتقي الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، ويزور الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ويلتقي قيادات فلسطينية.
وكان باقري أعلن أول من أمس أن جولته الإقليمية إلى سوريا ولبنان في إطار التشاور من أجل «تضافر جدي في مواجهة جدية وفعالة لمحاربة جرائم الصهاينة»، كما أفادت وكالة «مهر» الايرانية للأنباء.
ونقلت" اللواء" عن مصادر سياسية ان باقركني بزيارة لبنان بمبادرة منه ومن دون أي دعوة رسمية من قبل وزارة الخارجية اللبنانية، مؤشر لافت على مدى استخفاف النظام الايراني بسيادة الدولة اللبنانية، وتجاهل اللياقات والاصول الديبلوماسية التي تحكم التعاطي السياسي بين الدول.
وشددت المصادر على ان زيارة وزير الخارجية الايراني الجديد الى لبنان على وجه السرعة وفي غمرة تصاعد المواجهة العسكرية التي يخوضها حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية والمناطق المتقابلة، مؤشر على اهتمام النظام الايراني وتدخله المباشر ومتابعته الحثيثة لمجريات هذه المواجهات، والخشية من ان تتحول إلى حرب واسعة بين الطرفين بعد توقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، اذا لم تنجح المساعي والجهود الديبلوماسية المبذولة لوقفها والتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
واشارت المصادر إلى أن من مؤشرات زيارة الوزير كني في بداية مهماته، استغلاله لبنان كمنصة سياسية واعلامية في المنطقة والعالم، لتقديم نفسه وتظهير الخطوط العريضة للديبلوماسية الايرانية بعد مقتل الوزير اللهيان، ولاعطاء انطباع باستمرار السياسة الخارجية نفسها من دون أي تغيير.
وكتب علي ضاحي في" الديار": تأتي زيارة كني الى المنطقة، ولا سيما الى لبنان وسوريا في إطار تأكيد الثوابت الايرانية: وهي التمسك بقضية فلسطين ودعم المقاومة في لبنان وسوريا، وان السياسية الايرانية الخارجية ثابتة ولا تتغير بتغير الاشخاص.والثبات الايراني معروف منذ انتصار الثورة الاسلامية في العام 1979 ورغم الخسارة الكبيرة بفقدان الوزير حسين امير عبد اللهيان فلا شيء سيتغير.
وعما يحكى عن تفاوض ايراني- اميركي، تكشف الاوساط ان التفاوض هو غير مباشر وعلى امور تقنية وضرورية على غرار تبادل سجناء والافراج الاميركي عن ديون مستحقة لإيران على العراق بقيمة مليار دولارمثلاً، وغيرها من القضايا الملحة والتي تتطلب حواراً غير مباشر بين الجانبين والذي يتم في غالب الاحيان بطلب اميركي.
وتكشف ان التفاوض المباشر حصل فقط خلال رئاسة الرئيس حسن روحاني واقتصر على المف النووي.
وتشير الاوساط الى ان ايران سبق ورفضت عروض اميركية للتفاوض حول ملفات المنطقة، وما يتعلق بنفوذ ايران والصواريخ البالستية.
وعن التحقيقات في حادثة سقوط مروحية الرئيس ابراهيم رئيسي والوزير عبد اللهيان والذي ادى الى سقوط 8 ضحايا بما فيهم رئيسي وعبد اللهيان، تؤكد الاوساط ان في ايران مؤسسات وهناك فصل بينها. وهناك تحقيق عسكري في الحادثة، وكل المؤشرات تؤكد حصول حادثة بسبب سوء الاحوال الجوية. ولم يثبت حصول اي عمل تخريبي لا مباشر ولا عبر التشويش او الاختراق السيبراني.
وتؤكد ان ايران تملك الجرأة لإعلان الحقيقة، ولا تخشى ذلك اذا كانت معاكسة، لكن الواقع انه حادث مؤسف وهذا ما حصل.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: عبد اللهیان عبد الله
إقرأ أيضاً:
بيروت تودّع أنطوان كرباج في يوم المسرح العالمي
متابعة بتجــرد: «الناس بيخلقوا أحرار» قال انطوان كرباج في مسرحية «ناطورة المفاتيح» للأخوين رحباني. مضى إلى حيث الأخوين وغيرهم من أهل الفن والمسرح والشعر الذين نادوا بالحرية والعدالة، دون أن يعايشوا زمن الاستبداد والقتل المعاصر. السلطة هي للقوة مهما كانت غاشمة وعمياء ومجرمة. ففي يوم المسرح العالمي صدح صوت انطوان كرباج في مسرح المدينة، وهو الذي أغمض عينيه قبل حوالى أسبوعين على إرث فني عظيم في المسرح والدراما. رحل وبقي صوته الجهوري العريض يرنّ في كل أذن تطرب لخيارات انطوان كرباج الفنية وأثره في المسرح والتلفزيون. وكأنه أجّل الرحيل ليوم يدنو من 27 آذار/مارس ليخصّ نفسه بالاحتفال، هو الممثل الذي ولد للخشبة، وولدت الخشبة لأجله، بحضوره وهالته المنتشرة في الأرجاء كافة.
المسرح اللبناني
احتفال يوم المسرح العالمي وتكريماً لأنطوان كرباج في مسرح المدينة كان يشبهه ببساطته وعمق محتواه. زين الحفل فريق «كلون مي إن» منتشراً بين الجمهور ومرحباً بمرح. افتتحته جاهدة وهبة بالنشيد الوطني مموسقاً بصوتها فقط، ورعاه وزير الثقافة الدكتور غسّان سلامة. الكلمة الأولى للوزير بدأها متحدثاً بأريحية عن واقع الوزارة المفلسة. وعن حنفيات الدعم المقفلة على لبنان والدول المنكوبة من الدول كافة وبخاصة الأوروبية. فوجهة المال باتت صناعة السلاح والحروب. للوزير ذاكرة رحبة مع اعمال كرباج ومجايليه من أرباب المسرح اللبناني الحديث تعود لأيام شبابه. عبّر سلامة عن فرحه بالجيل الشاب من الممثلين الذين وجدهم في لبنان بعد غياب لـ20 عاماً، امضاه متنقلاً كرسول يسعى لإحلال السلام مكان الحروب بتكليف من الأمم المتحدة. قارن بين من يمثّل على الخشبة ومن يمثّلون في قاعات الوزارات. ووصف انطوان كرباج بالممثل المتمكن من النجاح في أصعب المعايير الفنية، كما وكان نقابياً نموذجياً. في كلمتها أهدت نضال الأشقر أمسية الاحتفال بيوم المسرح العالمي لروح انطوان كرباج وصوته الطاغي. حيّت بيروت بالقول «سلام عليك يا بيروت.. سلام على كل مسرح في فلسطين.. مسرح الحكواتي.. ومسرح جنين.. ومسرح غزّة لو كان مقفلاً.. سلام عليك يا كرباج وعلى آلك وأصدقائك وزملائك»، وخصّت بالتحية كافة من ساهم بتأسيس المسرح اللبناني وبالاسم، بدءاً من منير أبو دبس.
«بقي حافظ شي 100 قصيدة»
ممثلاً العائلة أطلع وليد انطوان كرباج المشاركين بالتحية لوالده، والذين ملأوا مسرح المدينة على الجانب الآخر لـ«يوسف بيك كرم وبربر آغا». اخبرنا وليد أن انطوان الأب «حنون ومحب وضحوك وبيلعب معنا.. ولما كان يعصّب مني كان يصرخ وليد تْمَسْمرْ هون. فيتَمَسْمر كل البيت. وتحدث وليد عن حب والده للغة العربية ولبنان والشعر. حتى حين داهمه مرض النسيان «بقي حافظ شي 100 قصيدة». ووصفه بعناية مُطلقة حين كان يلقي ردِّة أو زجل «وجو يضوي». وأضاف «عشر سنين وبيي بعالم تاني. راح والناس لهلق ما وقفت اتصالات وتعبير. وختم بغصة: «الستارة سكّرت وداعاً بيي لتلتقي جمهورك التاني ناطرك هونيك لور (لور غريّب زوجته) وآخرين». بأداء من القلب مشحون بالشجن الذي خلّفته كلمة وليد المؤثرة، شارك الفنان خالد العبد الله بأمسية تكريم انطوان كرباج، فتجلّى بحالة صوفية وهو يؤدي «أيها الميت فوق الخشبة.. رسمت وجهك أزهار الطريق». وتلت مقطوعة عرض راقص لبيروت فيزكل لاب. وأدّت السوبرانو غادة غانم قصيدة كتبها في جنوب لبنان الشاعر ابراهيم شحرور ولحنها شقيقها مسعد غانم في هيوستن. قصيدة بالعامية عن أحدهم منهمك بتوضيب حقيبة السفر ووضع فيها «ضحكة ولادي بشنطي ضبيت تأطعم عيوني إذا جاعو».
وكانت قراءة لمشاهد من منمنمات تاريخية للراحل سعدالله ونوس من إعداد نضال الأشقر أدتها مجموعة من الممثلين. وختامها كان مسكاً بين غناء وشعر مع جاهدة وهبة. غنّت «طلع البدر علينا» بمشاركة الجمهور. واستعادت لسيد درويش «اهو اللي صار». وألقت قصيدة محمود درويش «وأنت تعدّ فطورك فكّر بغــيرك».