بلغت مسيّرات حزب الله اللبناني لأول مرة مستوطنة نهاريا، وردّ الجيش الإسرائيلي بغارات استهدف بعضها منطقة البقاع شرقي لبنان، وأنهى بالتزامن تدريبات على توسيع رقعة الحرب.

وسقطت طائرة مسيرة أطلقها حزب الله أمس الأحد في نهاريا التي تبعد 7 كيلومترات عن الحدود مع لبنان بعد أن فشلت القبة الحديدية في التصدي لها، وتسبب انفجارها في اندلاع حريق، وتضاربت الأنباء عما إذا كان الهجوم أسفر عن إصابات.

وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، تعد هذه المرة الأولى التي تتجاوز فيها طائرة مسيّرة لحزب الله الدفاعات الجوية الإسرائيلية وتصل نهاريا منذ بدء المواجهات عبر الحدود في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتدرس السلطات المحلية إمكانية إلغاء الدراسة في المؤسسات التعليمية بنهاريا اليوم الاثنين، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن شكاوى انتشرت بعد إعلان الجيش أن صفارات الإنذار في نهاريا خاطئة ثم اتضح أن مسيرة انفجرت، مشيرة إلى أن الجيش اضطر إلى نشر بيان آخر قال فيه إن الحديث يدور عن حدثين مختلفين.

حرائق ضخمة تلتهم منطقة بجنوب الجولان نتيجة سقوط صواريخ أُطلقت من #لبنان pic.twitter.com/h4UqiXgcdi

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) June 2, 2024

تصعيد عبر الحدود

وشهد أمس الأحد تصعيدا في الضربات المتبادلة عبر الحدود بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

فقد أعلن حزب الله استهداف 11 موقعا إسرائيليا، وقد استهدف بالمسيرات ثكنة يردن في الجولان، مشيرا إلى تدمير رادار القبة الحديدية وإيقاع قتلى وجرحى في صفوف الجنود.

كما قال الحزب إنه قصف بعشرات صواريخ الكاتيوشا مستوطنة كريات شمونة ومقر قيادة فرقة الجولان في ثكنة نفح، كما هاجم مستوطنة المطلة ومواقع ‏السماقة والرمثا والعباد والمرج وحدب يارون.

وبث حزب الله صورا قال إنها تظهر مشاهد من استهداف مقر قيادة اللواء 769 التابع للجيش الإسرائيلي في كريات شمونة.

ودوّت صفارات الإنذار 15 مرة في عشرات البلدات في الجليل الأعلى والجولان المحتل.

وتسببت الصواريخ والطائرات التي أطلقها حزب الله في إصابة شخصين بمحيط مستوطنة كريات شمونة، وفي إشعال حرائق ضخمة بعدة مناطق بينها محيط مستوطنة كتسرين غربي الجولان المحتل وكذلك قرب مستوطنة نهاريا.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الحرائق انتشرت في محيط المستوطنة التي تعد أكبر المستوطنات في الجولان عقب سقوط صواريخ على الأقل في مناطق غير مأهولة في المنطقة.

وتدخلت فرق الإطفاء الإسرائيلية وعملت لعدة ساعات للسيطرة على الحرائق.

شهيدان بلبنان

في غضون ذلك، شنت الطائرات الإسرائيلية أمس الأحد غارات مكثفة على عدة بلدات بجنوب لبنان، كما استهدفت مجددا منطقة البقاع شرقي لبنان.

وقال الدفاع المدني في جنوبي لبنان إن مدنييْن استُشهدا في غارة إسرائيلية على بلدة حولا.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلاته قصفت موقعا وبنية تحتية تابعَين لحزب الله في منطقتي عيتا الشعب وطير حرفا، وتحدث عن استهداف مواقع انطلقت منها مسيرات حزب الله.

تدريبات إسرائيلية في الجولان السوري المحتل تضمنت سيناريوهات لعمليات عسكرية على الجبهة اللبنانية (غيتي) توسيع رقعة الحرب

في الأثناء، قال الجيش الإسرائيلي أمس الأحد إنه أنهى تدريبات لرفع الجاهزية على الجبهة الشمالية، مشيرا إلى أن التدريبات كانت في مقرات قيادة تتبع هيئة الأركان العامة.

وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان أن التدريبات التي بدأت قبل أيام تضمنت سيناريوهات عدة تحاكي توسيع رقعة الحرب على الجبهة الشمالية وحرب متعددة الساحات.

وقد حضر التدريبات ِرئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت.

وفي السياق، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن تقديرات للجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية أن حزب الله اللبناني لم يستخدم سوى 5% فقط من ترسانة أسلحته خلال هذه الأشهر من المعركة، وذلك كميدان اختبار ضد الجيش الإسرائيلي واستعدادا لحرب واسعة محتملة.

ويعتبر مايو/أيار الماضي الشهر الأكثر كثافة لهجمات حزب الله على إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على طول الحدود الجنوبية للبنان.

وكشفت آخر إحصاءات وزارة الدفاع الإسرائيلية تضرر أكثر من 930 مبنى في 86 مستوطنة يبعد معظمها نحو 9 كيلومترات من الحدود اللبنانية.

ووثق مركز الأبحاث "عالما" المتخصص في رصد جبهة إسرائيل الشمالية تنفيذ حزب الله خلال مايو/أيار الماضي 325 هجوما، بمعدل 10 عمليات يوميا.

وفي المقابل، كشفت بيانات حزب الله أن العمليات التي شنها منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي تجاوزت ألفي عملية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی أمس الأحد حزب الله

إقرأ أيضاً:

التفاوض بالنار يواكب طرح ترامب لحل ينهي الحرب بين لبنان وإسرائيل

تناقض الوقائع والمعطيات التفاؤل بقرب التوصل إلى تسوية تنهي الحرب الإسرائيلية على لبنان، وبينما أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعتقد أنه يجب إنهاء حرب لبنان وأنه لا يمكن تحقيق إنجاز بحجم اغتيال السيد حسن نصر الله"، بدأ جيش الاحتلال المرحلة الثانية من الغزو البري في جنوبي لبنان، كما بدأت الفرقة 36 بالمناورة والتقدم باتجاه خط الدفاع الثاني لحزب الله، بحسب صحيفة معاريف. ويأتي ذلك بعدما صدق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي على توسيع العمليات البرية في جنوب لبنان، وفق ما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية مساء الأحد، وجاء ذلك عقب موافقته على خطط جديدة للقيادة الشمالية تهدف إلى توسيع المناورة العسكرية الإسرائيلية نحو مناطق جديدة.وأشارت "معاريف" إلى أن الغرض من النشاط هو إزالة تشكيلات حزب الله في المنطقة، وكذلك الضغط على الحزب في كل ما يتعلق بالمفاوضات السياسية للتسوية في لبنان.

مما لا شك فيه، أن المقاومة تواجه جنود العدو الاسرائيلي الذين في حال توغلوا أكثر في الجنوب، سيكونون عرضة للمزيد من ضربات حزب الله، لكن الخطورة تكمن في أن يترافق التوغل البري الإسرائيلي مع عمليات إنزال جوي وهجوم بحري، وهذا سيفرض على الحزب تكتيك حرب العصابات، لإلحاق المزيد من خسائر بالإسرائيليين.

من هذا المنطلق، فإن التصعيد الإسرائيلي على لبنان والذي تظهر في الأيام الماضية باستهداف النازحين المدنيين في الشوف والعبادية وعلمات وبرجا وعكار وغيرها من البلدات اللبنانية، وقصف أبنية فارغة في الضاحية الجنوبية، يشير إلى أن العدو سيستمر بالوتيرة نفسها بالتزامن مع المفاوضات المفتوحة، قبل الوصول إلى الحلول على قاعدة التفاوض بالنار.

وتشير أوساط سياسية إلى أن زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت وتل أبيب ستكون رهن ما سيخلص إليه اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي أوحى قبل انتخابه أنه يريد من إسرائيل وقف الحرب قبل تنصيبه. ومن هذا المنطلق يمكن القول إن اجتماع الرئيسين اليوم سيحدد وجهة الأحداث في لبنان سواء نحو المزيد من التصعيد أو نحو الإسراع في مفاوضات وقف إطلاق النار. ونقل موقع "أكسيوس" عن هوكشتاين، قوله إن "هناك فرصة للتّوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان قريباً، ونحن مفعمون بالأمل"، بالتوازي مع إعلان وزارة الخارجيّة الأميركيّة، عن نقاش حصل بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الشؤون الاستراتيجيّة الإسرائيليّ رون دريمر، وتناول جهود التّوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان يسمح بعودة المدنيين، وتأكيد الخارجيّة الأميركيّة أن "الموقف الأميركي هو أن المساعي الدبلوماسية هي السبيل لإنهاء الحرب في لبنان، والتطبيق الكامل للقرار 1701 بما في ذلك نزع سلاح حزب الله".

وفي الساعات الماضية جرى الحديث عن أن هوكشتاين طرح ضرورة تطبيق بنود القرار1701 لا سيما منها إنشاء منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني خالية من أي أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة، ونشر الجيش في الجنوب، وعودة النازحين، بالتوازي مع تشكيل لجنة توكل إليها مهمة مراقبة تنفيذ الطرفين للقرار الدولي، على غرار اللجنة التي تمّ تشكيلها في عام 1996، غير أن مصادر سياسية بارزة أكدت أن لبنان لم يتسلم أي اتفاق جديد أو ملامح اتفاق جديد، مشيرة إلى أن هوكشتاين لم يطلب أي موعد من الجهات الرسمية التي لا يمكن أن تقبل بما يريده نتنياهو في ما يخص حرية الحركة لجيشه براً وجواً وبحراً، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أكد من الرياض، التزام لبنان بوقف إطلاق النار وتطبيق الـ1701، أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فينتظر من جهته تقديم اقتراحات ملموسة ليبني على الشيء مقتضاه، مع تشديده على أن لبنان ملتزم 1701 من دون زيادة أو نقصان.
ويشير مصدر سياسي لبناني مقرب من الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة إلى أن الحل في لبنان سيكون أبعد من القرار الدولي 1701 أو 1701 +، فهذا القرار سقط مع خسارة الديمقراطيين الانتخابات الرئاسية الأميركية، ويرى أن ترامب سوف يعمل على حل ينهي حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل، بعيداً عن مسألة سلاح حزب الله، مشيراً إلى أن هذا الحل لا يتضمن أي تطبيع مع إسرائيل، فلبنان لا يمكن أن يوقع أي معاهدة سلام مع هذا الكيان، ولا يظن المصدر أن الطرح الأميركي سوف يتضمن الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر، فمسار البحث في إنجاز ترسيم الحدود البرية والتفاوض حول هذه الاراضي المحتلة سيترك إلى مرحلة لاحقة، مع اعتبار المصدر نفسه أن الضربات التي تلقاها حزب الله على المستوى العسكري سترخي بظلالها على دوره السياسي، والتسوية المرتقبة للبنان سوف تنهي مفاعيل اتفاق الدوحة. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • حزب الله يستهدف مقر وزارة الحرب الصهيونية في تل أبيب وقاعدة لوجستية في نهاريا وقيادة راميم
  • لأول مرة منذ بدء الحرب.. حزب الله يعلن قصف ”مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية” في تل أبيب بالمسيرات
  • التفاوض بالنار يواكب طرح ترامب لحل ينهي الحرب بين لبنان وإسرائيل
  • خبير شؤون عسكرية: الجيش الإسرائيلي في مأزق على الحدود اللبنانية
  • القوات الأممية: إنشاءات الجيش الإسرائيلي في الجولان انتهاكات جسيمة
  • عن قتلى الجيش الإسرائيلي والعمليات على الحدود.. هذا ما أعلنه حزب الله
  • خبير استراتيجي: الوضع في لبنان يزداد تعقيدا.. وإسرائيل تصمم على توسيع الحرب
  • خبير: الوضع في لبنان يزداد تعقيدا.. وإسرائيل مصممة على توسيع الحرب
  • حزب الله يقصف تجمعات للجيش الإسرائيلي في أفيفيم
  • تقدم في مفاوضات لبنان وإسرائيل تصادق على توسيع العمليات البرية