الفشل الأمريكي في البحر الأحمر وخيارات توريط السعودية
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
يمانيون – متابعات
فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في حماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، رغم تشكيلها تحالفًا دوليًا تحت مسمى “حارس الازدهار” منذ ديسمبر 2023. وفي آخر إحصائية لعدد السفن المستهدفة، أشار قائد حركة “أنصار الله” في اليمن السيد عبد الملك الحوثي في خطابه الأسبوعي، إلى أنها وصلت إلى 129 سفينة “إسرائيلية” وأمريكية وبريطانية.
خلال الأيام الماضية، شنّت أمريكا وبريطانيا عدوانًا جويًا على عدّة محافظات يمنية، شملت صنعاء والحديدة وتعز، بما مجموعه 13 هدفًا حسب بيان أمريكي عن المنطقة العسكرية المركزية، أسفر حسب مصادر رسمية يمنية عن استشهاد 16 شخصًا وجرح 35 في الغارة التي استهدفت إذاعة الحديدة وميناء الصليف.
جاءت هذه الغارات الدموية بالتزامن مع تصريحات عدائية للسفير الأمريكي في عدن المحتلة ستيفن فاجن، وإجراءات تعسفية من بنك عدن، تستهدف الاقتصاد اليمني والقطاع المصرفي.
السفير الأمريكي في ندوة لمعهد واشنطن، شدد على أن ما سماها الحكومة اليمنية، لن توقع اتفاق سلام مع “الحوثيين” حسب تعبيره، لأنه يعني أن يكون لهم الكلمة العليا، مضيفًا إن خارطة السلام المتفق عليها بين صنعاء والرياض: لن تكون قابلة للتطبيق”، وقال بما يشبه التهديد: “لو سيطر الحوثيون على اليمن سيكون ذلك كارثيًا ويعني أن اليمن ستكون معزولًا بدون أي تنمية ليكون وضعه مشابها للصومال”.
وكان البنك المركزي في عدن المحتلة قد أصدر قرارًا بنقل مقرات البنوك العاملة في صنعاء إلى عدن، محذرًا باتّخاذ إجراءات عقابية بحق البنوك الرافضة، كما طالب بإيداع العملة القديمة، في فروعه، وهو الأمر الذي من المؤكد أنه صدر بخلفيات الإسناد اليمني لغزّة، في محاولة لممارسة أقسى الضغوط على صنعاء، بعد فشل الخيار العسكري، على مدى أكثر من خمسة أشهر.
السيد عبد الملك الحوثي في خطابه الأخير، أشار إلى أن مسار الضغط على البنوك في صنعاء، ما هو إلا “مسعى أمريكي لدعم العدوّ الإسرائيلي”، مؤكدًا أن الأمريكي يحاول أن “يورِّط السعودي في هذه الخطوة، التي هي خطوة خاطئة، وظالمة، وعدوانية بكلّ ما تعنيه الكلمة”، محذرًا في ذات الوقت بانها لعبةٌ خطيرة، وهي “لعبة صب الزيت على النار”؛ ناصحًا ومحذرًا السعودية في نفس الوقت “من الإيقاع بها من جانب الأمريكي خدمةً للعدو الإسرائيلي في خطوة كهذه؛ لأنها عدوان في المجال الاقتصادي”، قائلًا: “إذا تورَّط السعودي في خطوات كهذه، فالأمريكي يحاول خدمةً للعدو الإسرائيلي أن يوقع به في مشكلة كبيرة، مشكلة هو في غنىً عنها”، متسائلًا: “ما الذي يدفع البعض إلى أن يقدِّموا أنفسهم وإمكاناتهم، وأن يجنِّدوا أنفسهم وما بأيديهم لخدمة العدوّ الإسرائيلي؟! هل يأتي من يريد أن يخسر كلّ شيء: أمنه، وسلمه”، مكرّرًا التحذير من مثل هذه الخطوات الداعمة للعدو الإسرائيلي، مؤكدًا أنه “لن يثنينا عن موقفنا، سنبقى في موقفنا الإيماني، الذي هو جهادٌ في سبيل الله تعالى، لنصرة الشعب الفلسطيني مهما كان، لن يردنا عن هذا الموقف أحدٌ أبدًا”.
التوجّه الأمريكي الأخير وربط الملف الإنساني وخارطة الطريق المتفق عليها بين صنعاء والرياض، عبر عنه أيضًا وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، اللورد طارق احمد، حيث قال لصحيفة “الشرق الأوسط”، الاحد الماضي: “من المؤكد أن الأمرين مترابطان، فليس بإمكانهم أن يستمروا في شنّ هجمات في البحر الأحمر، بينما يراودهم الأمل في أن يأتيهم السلام بطريقة أو بأخرى. هذا غير مقبول، وإنما عليهم وقف الهجمات الآن، وأن يضعوا تلك الأسلحة جانبًا، وأن يجلسوا على طاولة المفاوضات. وهذا طلب واضح للغاية من جانب المملكة المتحدة”.
وقد كان هذا التوجّه واضحًا منذ بداية الإسناد اليمني لغزّة، بعرقلة المضي في تنفيذ خارطة الطريق اليمنية السعودية، والتي تتضمن صرف المرتبات وفتح مطار صنعاء والموانئ والمنافذ البرية اليمنية، أمام السلع والمسافرين.
تحذير السيد القائد عبد الملك الحوثي للرياض يجب أن يؤخذ على محمل الجد، عليهم أن لا يخسروا الأمن والسلم، وأن يتجنبوا مشكلة كبيرة هم في غنى عنها، حسب تعبير السيد، وعليهم أيضًا ان يتذكروا اليوم الأسود الذي عبّر عنه عبد العزيز بن سلمان، يوم السبت الرابع عشر من سبتمبر 2019، حيث تم استهداف حقول النفط في بقيق وخريص بالطائرات المسيرة اليمنية، وأدت إلى توقف نصف الإنتاج السعودي من النفط. ولعلّ خير دليل الثبات اليمني بوجه كل التهديدات والضغوطات، هو الردّ الحازم والحاسم من القوات المسلّحة اليمنية على العدوان الأمريكي – البريطاني الأخير، من خلال استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “ايزنهاور” في البحر الأحمر. ويعد هذا الحدث، تصعيدًا لافتًا لا بد من الوقوف عنده وملاحظة دلالاته.
علي الدرواني*
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
“إبراهام” ودلالاتُ الفشل الأمريكي
ريهام البهشلي
عمليات تتلوها انتصارات، وبشارات تتلوها معجزات، فمن كان بالأمس يبطش ويتكبر ويتبجح بعتاده ها هو اليوم يُدمّـر على يد القوات المسلحة اليمنية، يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، أكبر حاملات طائرات بالعالم صارت مهزلة وهدفًا سهلًا لليمن وجيشها، أصبحت كُـلّ مخطّطات الأمريكي مفضوحة أمام عيون جند الله المترقبة لكل تحَرّكاتهم المموهة، نسوا الله فأنساهم عين اليمن الراصد لهجماتهم الغادرة، ودلالات الفشل الأمريكي تتكشف للعالم بصورة واضحة قلّ نظيرها، وهيبة الأمريكي المزعومة تتهاوى على يد الجيش اليمني منذ دخوله بالحرب المباشرة مع اليمن.
إبراهام حاملات طائرات أمريكية متجهة لتصعيد همجي ضد اليمن وشعبه، تناست أن يمن اليوم ليس كيمن الأمس وأن قدرات اليمن وقواته المسلحة دخلت قلب المعركة بقوة إيمان أذهلت العالم بكله، فالتوقيت الدقيق للعملية وقوة ردعها يفهمها ويعرفها الأمريكي قبل الجميع، ويدرك أبعادها الاستراتيجية، فما بعد عملية استهداف إبراهام ليس كما قبلها، والأمريكي يدرك الفضيحة التي ستدوي به في العالم وتكشف هشاشته أكثر للعلن.
في مقابل الفشل الذريع يتجه الأمريكي للتكتيم الإعلامي وفبركة المشهد عساه يمسح عن وجههِ عار الخيبة والفشل والعجز المحتوم أمام التصدي لضربات اليمن المجاهد وقواته في البحر وعملياته المناصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني داخل أراضيه المحتلّة، استهداف أكبر حاملة طائرات بالعالم تعطي دلالات من أن الجميع عاجز عن إيقاف عمليات الإسناد اليمني وجبهته الفاعلة، وأن الحل الوحيد لإيقافها مرتبط بإيقاف جرائم الإبادة في غزة.
سيشهد التأريخ أن زمن الدول العظمى ولَّى وانكسر أمام صلابة اليمن الشجاع، وأن مسارات الردع والتهديد والقمع بالقوة لم يعد تجدي في زمن انتصار الدم على الحديد، في مشهد إلهيّ تسبح له السماوات والأرض والملكوت، وإيذانًا بقرب النصر وتقهقر الطاغوت الأكبر الذي سيهوي وتهوي معه كُـلّ أدوات العمالة وأذرعه، في المقابل تتقدم اليمن وتحقّق انتصارات ساحقة في ميدان المعركة وصناعاته العسكرية المتطورة والمنافسة والمقلقة لكل الأعداء، فرغم ما يواجه من حصار وتكالب دولي إلا أنه يواصل مساراته المواكبة لكل المراحل.
يتراجعُ الأمريكي ويبدأ يقلب أوراقه وحساباته الخائبة في وضع حدّ لهجمات اليمن وإيقافها بتحريك عملائه الرخاص، ولكن عبثًا يحاول فلا تراجع ولا وهن والشعب والجيش كله تحت أمر القائد سمعًا وطاعة لتوجيهاته الحكيمة التي أوصلت اليمن بفضل الله لهذا المستوى من التقدم في عملياته، عدو هزيل بات متخبطًا في جحيمه الذي أوقده فاحترق به وصار وقوده في البحر نارًا تشفي صدور قومًا مؤمنين وتلفح صدور قومٍ مجرمين وتحرق منافقيهم، فما أصبرَهم على يوم النصر والوعد الإلهي القريب!