العدوان الأمريكي – الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بعد فشلها الميداني في البر والبحر، وعجزها عن ثني صنعاء في دعمها لغزة، لجأت الولايات المتحدة الأميركية إلى شنِّ حرباً اقتصادية على اليمن من خلال الضغط على البنوك في صنعاء. إذ أصدر البنك المركزي في عدن الخاضع لتحالف العدوان على اليمن، قراراً أمس، بإيقاف التعامل مع 6 بنوك تجارية في صنعاء بعد رفضها نقل مقرها إلى عدن، كما أصدر قراراً بسحب العملة القديمة من الأوراق النقدية المطبوعة قبل عام 2016، وهي التي يتمّ التعامل بها في المناطق اليمنية التابعة لحكومة صنعاء.
قائد حركة أنصار الله اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، وفي كلمة له الخميس، شدّد على أنّ الضغط على البنوك يأتي ضمن الخطوات الأميركية دعماً للكيان الإسرائيلي.
وتزامن العدوان الاقتصادي على اليمن، مع العدوان الأميركي – البريطاني الذي استهدف، منتصف ليل الخميس-الجمعة، مناطق في محيط المطار الدولي في صنعاء وميناء الصليف ومديرية الحوك جنوبي مدينة الحديدة، وأسفر عن استشهاد وجرح العشرات.
قرارات وأساليب كثيرة اعتمدتها واتبعتها الولايات المتحدة الأميركية للضغط على اليمن ولكنها دائماً كانت تجد نفسها أمام طريق مسدود. فبعد حرب دامت لأكثر من 9 سنوات، لم تستطع واشنطن كسر العزيمة اليمنية، بل إنها في كل مرحلة كانت تجد نفسها أمام واقع مغاير لأهدافها وأطماعها في اليمن.
الهدف الأبرز للولايات المتحدة، وفقاً لتقارير أميركية، هو إضعاف حكومة صنعاء عسكرياً. لكن الواقع اليوم ومن خلال العروض العسكرية التي تقوم بها صنعاء والعمليات التي تنفّذها، يكشف حجم ما تتمتع به القوات المسلحة اليمنية من قدرات عسكرية هائلة، بحيث باتت تمتلك ترسانات قادرة على مواجهة دول داعمة للكيان الإسرائيلي كما يحصل اليوم في المحيط الهندي، البحر الأحمر، البحر العربي، والبحر المتوسط.
إذاً لم يكن قرار البنك المركزي في عدن، قراراً عبثياً.. بل هو يحمل في طياته أهدافاً غربية وأطماعاً تسعى دول العدوان إلى تحقيقها بعد فشلها الذريع في الحرب على اليمن. أبرزها الضغط على صنعاء من أجل وقف عمليات الإسناد لغزة وشعبها.
الإصرار على المواجهة برغم الضغوط الأميركية بدا واضحاً من خلال تصريح السيد الحوثي يوم الخميس. حيث قال إنه “ليس هناك أي عوامل يمكن أن تؤثر في موقفنا”، و”لن يتراجع مستوى الزخم أو التفاعل”.
تداعيات وتأثير القرار على اليمن
ولهذا القرار تداعيات وتأثيرات على المستوى الداخلي اليمني، فهو يُعدّ بمثابة آلة ضغط اقتصادية على اليمن الذي عانى من حرب شعواء طيلة سنوات مضت. فهو بمثابة عدوان اقتصادي يستهدف المجتمع اليمني.
وبحسب وكيل وزارة المالية لقطاع التخطيط والإحصاء والمتابعة، أحمد حجر، خلال حديثه إلى الميادين نت، فإنه “بعد فشل سياسات الحرب الاقتصادية لدول العدوان ورفض البنوك وشركات الصرافة نقل مركزها إلى عدن بسبب عدم توفّر بيئة مناسبة لعملها، وفي مقدّمتها عدم توفّر الأمن والاستقرار الاقتصادي والسياسي، وكذلك، عدم توفّر بنية تحتية وتجهيزات وكوادر فنية، لجأت دول العدوان إلى اتخاذ هذه القرارات”.
ويقول حجر إنه بحسب الأعراف الدولية فإن الدول التي تقع تحت البند السابع تكون سلطة اللجنة المكلّفة من مجلس الأمن لرعاية أمور الدولة هي المسؤولة عن صنع السياسات وغيرها. وبالتالي فإنّ اللجنة الرباعية المكوّنة من أميركا وبريطانيا والسعودية والإمارات هي المسؤولة عن إعداد السياسات والإجراءات.
لذلك وفقاً له، هذه الدول تعمل في الاتجاه نفسه، أي الاستمرار بالحرب الاقتصادية على اليمن، وذلك بعد أن أعلن محافظ بنك عدن أن البنك على وشك الإفلاس، وبالتالي هي تبحث عن أي موارد جديدة.
ويهدف هذا الإجراء إلى سحب السيولة لدى البنوك في عدن، بحسب حجر، إلى جانب السيطرة على مجموعة إيرادات البلد من النقد الأجنبي. وبالتالي تشديد الخناق على اليمن والشعب لأن ذلك سيؤدي إلى التحكّم بالنقد الأجنبي وبالتالي التأثير على الواردات.
وبحسب ما يريدون، وفقاً له، يمكن أن يقوم البنك في عدن بالسيطرة على التمويلات التي تقوم بها البنوك التجارية ووفقاً لرغبتهم، وهذا في إطار تشديد الحصار على اليمن وبالتالي سعر صرف الدولار كما هو في المناطق التابعة لتحالف العدوان إلى جانب ندرة النقد المحلي في السوق الوطنية.
وبالتالي يكون هناك انكماش اقتصادي مع ندرة في النقد الأجنبي وارتفاع معدلات التضخم، وفقاً لما قاله حجر. وأضاف أنّ هذا من شأنه أن يؤدي إلى أزمة في الجمهورية اليمنية.
وأضاف أنّه في ظل وجود رؤية حكومية عملية وعلمية لدى حكومة صنعاء، فإنّ ذلك سيحدّ من الآثار المترتّبة عن هذا الإجراء.
وتابع أنّ “بنك عدن يدار عبر السلطات السعودية بما يملى عليها من السفارة الأميركية”.
وبحسب حجر، ما قامت به دول العدوان في أيلول/سبتمبر عام 2017، بنقل مهام واختصاصات البنك ونظام المعاملات الدولية من مركز البنك المركزي بصنعاء إلى عدن، ليس إلا بهدف استخدام السياسات المالية والنقدية كافة في الحرب الاقتصادية.
ومن شأن هذا القرار أيضاً أن يؤثر على مفاوضات السلام مع السعودية، وهذا ما أكده قائد أنصار الله ومسؤولون يمنيون. حيث ذكر السيد الحوثي أنه إذا تورّط السعودي خدمة لـ “إسرائيل” فسيقع في مشكلة كبيرة.
وحذر رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، قائلاً إنّ الأميركي يحاول أن يورّط السعودي في الضغط على البنوك في صنعاء، وهي خطوة عدوانية ولعبة خطيرة.
ردّ يمني
الموقف اليمني من هذه القرارات عبـّر عنه المسؤولون في حكومة صنعاء، وتوعّدوا برد “مؤلم”، كما قال عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، محمد علي الحوثي الذي أكد أنّ لديهم أوراقاً ستؤلم العدو أكثر ويمكن تحريكها.
وبحسب ما قاله الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية، العميد عبد الغني الزبيدي في حديثه إلى الميادين نت، فإنّ اليمن لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه القرارات بل إنّ هناك خيارات اقتصادية وعسكرية ربما قد تؤدي إلى ضرب المناطق الاقتصادية سواء في السعودية أو المصالح الأميركية في المنطقة وهذا ما يبدو واضحاً، وفقاً له، على الأقل بالنسبة لتصريحات القيادات السياسية والعسكرية التي تقول إنّ أي استهداف لليمن سواء من الناحية الاقتصادية فإن اليمن سيردّ ومن خلال الخيار العسكري لأنه هو الذي تمتلكه صنعاء وهو أقوى فعّالية.
وأضاف أنّ الخيارات العسكرية قد تشمل السعودية باعتبارها طرفاً في هذه الجانب، لأنها أيّدت وأكدت هذا ودعمت الخطوة التي استخدمها البنك المركزي فرع عدن.
ووفقاً له، فإن “الولايات المتحدة الأميركية لا تستطيع استخدام خياراتها بشكل مباشر لذلك تلجأ إلى هذه الأساليب، ولكن يبدو أننا أمام ردود صعبة ستقوم بها صنعاء وهذا الموضوع لن يتأخّر، ولدي قناعات بأن الأعمال العسكرية ربما تكون هي إحدى الخيارات الفاعلة”.
– المصدر: الميادين نت
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: البنک المرکزی دول العدوان الضغط على على الیمن فی صنعاء من خلال فی عدن
إقرأ أيضاً:
بعد هروب حاملات الطائرات.. ماذا تبقى من الردع الأمريكي؟
يمانيون | محمد المطري
لم تستوعب الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن زمن الغطرسة الأمريكية والهيمنة الغربية في المنطقة ولّى دون رجعة، وبالتحديد منذ تورطها في الحرب ضد اليمن.
بعد السابع من أكتوبر العام الماضي أعلن السيد القائد الوقوف المطلق مع المقامة الفلسطينية ضد العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، وفي حينه حذر الولايات المتحدة الأمريكية من التورط في العدوان على اليمن.
وكعادتهم، المستكبرون لا يأبهون لأي أحد ولا يعملون أي حساب لأي خطوة يقدمون عليها، حيث قدمت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها عدة دول أوربية وغربية إلى المنطقة بترسانتها الحربية البحرية من حاملات الطائرات ومدمرات وبوارج حربية، وذلك للتصدي للعمليات العسكرية اليمنية وتأمين الملاحة الصهيونية. حسب مزاعمهم.
ومنذ تلك اللحظة وحتى الآن (أي ما يقارب عاما كاملا) تشهد منطقة البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي تصعيداً عسكرياً واشتعالاً ميدانيا لم يسبق له مثيل في التاريخ.
بعد إنشاء تحالف ما يسمى بحارس الازدهار، وتحالف “أسبيدس” الأوربي شهد التحالفان العديد من التحولات والمخاطر أثناء المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية، وعلى إثر ذلك تراجعت العديد من الدول الأوربية والغربية ولم يبقَ من التحالف بشكله الفعلي والعملي سوى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا كونهما حليفين استراتيجيين للكيان الصهيوني المؤقت.
وفي معركتها الحالية ضد القوات المسلحة اليمنية، استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية كافة الوسائل والإمكانات الحربية ذات التكنولوجيا الحديثة في سبيل الحد من القدرات العسكرية اليمنية، ولكن دون جدوى.
وفي المقابل انطلق الجيش اليمني انطلاقة قوية في مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني مستمدا العون من الله تعالى ومستندا على القاعدة الشعبية الواسعة التي تؤكد أسبوعيا في مختلف الساحات تأييدها المطلق للقيادة الثورية والقوات المسلحة في اتخاذ الإجراءات العسكرية المناسبة لردع العدوان الصهيوني وحلفائه من الأمريكان والبريطانيين.
ووفق خبراء ومحللين سياسيين وعسكريين فإن الولايات المتحدة الأمريكية في مأزق كبير إزاء إصراراها على مواجهة الجيش اليمني؛ لاسيما وأن الجيش اليمني قد أسقط وسائل الردع الأمريكية واحدة تلو أخرى؛ فلا حاملات الطائرات نجحت في تثبيت مكانها ومواصلة أعمالها العدائية ضد البلد، ولا مدمراتها الحربية وفرقاطاتها الحربية استطاعت اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة ليصبح حامي سفن الكيان الصهيوني عاجزاً عن حماية نفسه.
إنهاء زمن حاملات الطائرات
يؤكد الخبير في الشؤون العسكرية العميد عزيز راشد أن اليمن استطاع بفضل الله تعالى وتمكينه إنهاء عصر الهيمنة الأمريكية ممثلا بحاملات الطائرات الأمريكية.
ويوضح في تصريح خاص لموقع أنصار الله أن الصواريخ البالستية والفرط صوتية والطائرات المسيرة اليمنية نجحت في تحييد حاملات الطائرات الأمريكية بمختلف أنواعها وأحجامها، وكذا تحييد البوارج الحربية والمدمرات الأمريكية وكذا الفرقاطات الأمريكية وغيرها من الترسانة البحرية الأمريكية.
ويبين راشد أن القوات المسلحة اليمنية نجحت بفضل الله تعالى وتمكينه في خنق العدو الإسرائيلي اقتصاديا، مبينا أن عمليات الجيش اليمني استطاعت التفوق على منظومات الدفاع الجوي الغربية بمختلف أنواعها بما فيها منظومات الجيل الخامس من أنظمة الباتريوت التي هي مخصصة للاعتراض خارج الغلاف الجوي.
ويحكي راشد أن القوات المسلحة اليمنية نجحت بإمكانياتها البسيطة والمتواضعة في إسقاط الهيمنة الأمريكية في المنطقة، موضحا أن العمليات اليمنية ضد العدو الصهيوني والأمريكي أعادت الأمل للأمة العربية والإسلامية، وخلصتها من كابوس غربي لطالما أرق الشعوب الإسلامية لعقود طويلة من الزمن.
ويقول عزيز راشد “اليمن نجح في القضاء على الـ”سيادة” الأمريكية في المنطقة من خلال استهدافه لأسماء رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الذين حملت أسماءهم حاملات الطائرات الأمريكية أمثال روزفلت و ايزنهاور.
ويضيف “اليمن -بضربه الولايات المتحدة الأمريكية- فضح الولايات المتحدة الأمريكية وكشف هشاشتها أمام العالم وجعلها حديث العالم”. ويشير إلى أن القوة اليمنية الصاعدة أسهمت في تكبيد العدو الصهيوني والأمريكي خسائر مادية جسيمة تقدر بمليارات الدولارات.
ويلفت إلى أن تصاعد العلميات العسكرية اليمنية ضد العدو الأمريكي والصهيوني أجبرت العدو على الإقرار والاعتراف بصعوبة المواجهة مع اليمنيين، مستدلا باعترافات المسؤولين الصهاينة والأمريكيين وإقرارهم بأن جبهة اليمن لا يمكن أن تحل إلا عن طريق الدبلوماسية السياسية.
ويتطرق إلى أنه للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية تعجز عن تحريك قواعدها العسكرية في دول المنطقة، وذلك كون دول المنطقة تخشى من استهداف أراضيها من قبل اليمن في حالة سمحت للقواعد الأمريكية أن تضرب اليمن من أراضيها.
ويشدد بأن هروب الطائرات من فوق حاملات الطائرات ولجوءها إلى قواعد في المياه الإقليمية وذلك للدفاع عن حاملات الطائرات من الاستهداف اليمني -كما حدث في عملية البحر الأحمر اثناء استهداف حاملة الطائرات يو إس إس ترومان- دليل على أن اليمن أنهى عصر حاملات الطائرات.
ويذكر راشد أن تعامل العدو الصهيوني والأمريكي مع اليمن يعيد نفس السيناريو السعودي الإماراتي أثناء العدوان على اليمن، حيث كانوا يدعون اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية، وحينما تصاعدت العمليات اليمنية الهجومية ضمن تأسيس معادلة توازن الردع اضطر العدو السعودي لإعلان “الهدنة”، وذلك لعجزه التام والكامل عن حماية المنشآت النفطية.
* نقلا عن موقع أنصارالله