العدوان الأمريكي – الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بعد فشلها الميداني في البر والبحر، وعجزها عن ثني صنعاء في دعمها لغزة، لجأت الولايات المتحدة الأميركية إلى شنِّ حرباً اقتصادية على اليمن من خلال الضغط على البنوك في صنعاء. إذ أصدر البنك المركزي في عدن الخاضع لتحالف العدوان على اليمن، قراراً أمس، بإيقاف التعامل مع 6 بنوك تجارية في صنعاء بعد رفضها نقل مقرها إلى عدن، كما أصدر قراراً بسحب العملة القديمة من الأوراق النقدية المطبوعة قبل عام 2016، وهي التي يتمّ التعامل بها في المناطق اليمنية التابعة لحكومة صنعاء.
قائد حركة أنصار الله اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، وفي كلمة له الخميس، شدّد على أنّ الضغط على البنوك يأتي ضمن الخطوات الأميركية دعماً للكيان الإسرائيلي.
وتزامن العدوان الاقتصادي على اليمن، مع العدوان الأميركي – البريطاني الذي استهدف، منتصف ليل الخميس-الجمعة، مناطق في محيط المطار الدولي في صنعاء وميناء الصليف ومديرية الحوك جنوبي مدينة الحديدة، وأسفر عن استشهاد وجرح العشرات.
قرارات وأساليب كثيرة اعتمدتها واتبعتها الولايات المتحدة الأميركية للضغط على اليمن ولكنها دائماً كانت تجد نفسها أمام طريق مسدود. فبعد حرب دامت لأكثر من 9 سنوات، لم تستطع واشنطن كسر العزيمة اليمنية، بل إنها في كل مرحلة كانت تجد نفسها أمام واقع مغاير لأهدافها وأطماعها في اليمن.
الهدف الأبرز للولايات المتحدة، وفقاً لتقارير أميركية، هو إضعاف حكومة صنعاء عسكرياً. لكن الواقع اليوم ومن خلال العروض العسكرية التي تقوم بها صنعاء والعمليات التي تنفّذها، يكشف حجم ما تتمتع به القوات المسلحة اليمنية من قدرات عسكرية هائلة، بحيث باتت تمتلك ترسانات قادرة على مواجهة دول داعمة للكيان الإسرائيلي كما يحصل اليوم في المحيط الهندي، البحر الأحمر، البحر العربي، والبحر المتوسط.
إذاً لم يكن قرار البنك المركزي في عدن، قراراً عبثياً.. بل هو يحمل في طياته أهدافاً غربية وأطماعاً تسعى دول العدوان إلى تحقيقها بعد فشلها الذريع في الحرب على اليمن. أبرزها الضغط على صنعاء من أجل وقف عمليات الإسناد لغزة وشعبها.
الإصرار على المواجهة برغم الضغوط الأميركية بدا واضحاً من خلال تصريح السيد الحوثي يوم الخميس. حيث قال إنه “ليس هناك أي عوامل يمكن أن تؤثر في موقفنا”، و”لن يتراجع مستوى الزخم أو التفاعل”.
تداعيات وتأثير القرار على اليمن
ولهذا القرار تداعيات وتأثيرات على المستوى الداخلي اليمني، فهو يُعدّ بمثابة آلة ضغط اقتصادية على اليمن الذي عانى من حرب شعواء طيلة سنوات مضت. فهو بمثابة عدوان اقتصادي يستهدف المجتمع اليمني.
وبحسب وكيل وزارة المالية لقطاع التخطيط والإحصاء والمتابعة، أحمد حجر، خلال حديثه إلى الميادين نت، فإنه “بعد فشل سياسات الحرب الاقتصادية لدول العدوان ورفض البنوك وشركات الصرافة نقل مركزها إلى عدن بسبب عدم توفّر بيئة مناسبة لعملها، وفي مقدّمتها عدم توفّر الأمن والاستقرار الاقتصادي والسياسي، وكذلك، عدم توفّر بنية تحتية وتجهيزات وكوادر فنية، لجأت دول العدوان إلى اتخاذ هذه القرارات”.
ويقول حجر إنه بحسب الأعراف الدولية فإن الدول التي تقع تحت البند السابع تكون سلطة اللجنة المكلّفة من مجلس الأمن لرعاية أمور الدولة هي المسؤولة عن صنع السياسات وغيرها. وبالتالي فإنّ اللجنة الرباعية المكوّنة من أميركا وبريطانيا والسعودية والإمارات هي المسؤولة عن إعداد السياسات والإجراءات.
لذلك وفقاً له، هذه الدول تعمل في الاتجاه نفسه، أي الاستمرار بالحرب الاقتصادية على اليمن، وذلك بعد أن أعلن محافظ بنك عدن أن البنك على وشك الإفلاس، وبالتالي هي تبحث عن أي موارد جديدة.
ويهدف هذا الإجراء إلى سحب السيولة لدى البنوك في عدن، بحسب حجر، إلى جانب السيطرة على مجموعة إيرادات البلد من النقد الأجنبي. وبالتالي تشديد الخناق على اليمن والشعب لأن ذلك سيؤدي إلى التحكّم بالنقد الأجنبي وبالتالي التأثير على الواردات.
وبحسب ما يريدون، وفقاً له، يمكن أن يقوم البنك في عدن بالسيطرة على التمويلات التي تقوم بها البنوك التجارية ووفقاً لرغبتهم، وهذا في إطار تشديد الحصار على اليمن وبالتالي سعر صرف الدولار كما هو في المناطق التابعة لتحالف العدوان إلى جانب ندرة النقد المحلي في السوق الوطنية.
وبالتالي يكون هناك انكماش اقتصادي مع ندرة في النقد الأجنبي وارتفاع معدلات التضخم، وفقاً لما قاله حجر. وأضاف أنّ هذا من شأنه أن يؤدي إلى أزمة في الجمهورية اليمنية.
وأضاف أنّه في ظل وجود رؤية حكومية عملية وعلمية لدى حكومة صنعاء، فإنّ ذلك سيحدّ من الآثار المترتّبة عن هذا الإجراء.
وتابع أنّ “بنك عدن يدار عبر السلطات السعودية بما يملى عليها من السفارة الأميركية”.
وبحسب حجر، ما قامت به دول العدوان في أيلول/سبتمبر عام 2017، بنقل مهام واختصاصات البنك ونظام المعاملات الدولية من مركز البنك المركزي بصنعاء إلى عدن، ليس إلا بهدف استخدام السياسات المالية والنقدية كافة في الحرب الاقتصادية.
ومن شأن هذا القرار أيضاً أن يؤثر على مفاوضات السلام مع السعودية، وهذا ما أكده قائد أنصار الله ومسؤولون يمنيون. حيث ذكر السيد الحوثي أنه إذا تورّط السعودي خدمة لـ “إسرائيل” فسيقع في مشكلة كبيرة.
وحذر رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، قائلاً إنّ الأميركي يحاول أن يورّط السعودي في الضغط على البنوك في صنعاء، وهي خطوة عدوانية ولعبة خطيرة.
ردّ يمني
الموقف اليمني من هذه القرارات عبـّر عنه المسؤولون في حكومة صنعاء، وتوعّدوا برد “مؤلم”، كما قال عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، محمد علي الحوثي الذي أكد أنّ لديهم أوراقاً ستؤلم العدو أكثر ويمكن تحريكها.
وبحسب ما قاله الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية، العميد عبد الغني الزبيدي في حديثه إلى الميادين نت، فإنّ اليمن لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه القرارات بل إنّ هناك خيارات اقتصادية وعسكرية ربما قد تؤدي إلى ضرب المناطق الاقتصادية سواء في السعودية أو المصالح الأميركية في المنطقة وهذا ما يبدو واضحاً، وفقاً له، على الأقل بالنسبة لتصريحات القيادات السياسية والعسكرية التي تقول إنّ أي استهداف لليمن سواء من الناحية الاقتصادية فإن اليمن سيردّ ومن خلال الخيار العسكري لأنه هو الذي تمتلكه صنعاء وهو أقوى فعّالية.
وأضاف أنّ الخيارات العسكرية قد تشمل السعودية باعتبارها طرفاً في هذه الجانب، لأنها أيّدت وأكدت هذا ودعمت الخطوة التي استخدمها البنك المركزي فرع عدن.
ووفقاً له، فإن “الولايات المتحدة الأميركية لا تستطيع استخدام خياراتها بشكل مباشر لذلك تلجأ إلى هذه الأساليب، ولكن يبدو أننا أمام ردود صعبة ستقوم بها صنعاء وهذا الموضوع لن يتأخّر، ولدي قناعات بأن الأعمال العسكرية ربما تكون هي إحدى الخيارات الفاعلة”.
– المصدر: الميادين نت
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: البنک المرکزی دول العدوان الضغط على على الیمن فی صنعاء من خلال فی عدن
إقرأ أيضاً:
السيد القائد: المشروع الأمريكي سقط في اليمن والمشروع القرآني هو النموذج المفيد لبقية الأمة
يمانيون../
أفرد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- مساحة كافية للحديث عن المشروع القرآني، وحيثياته، ومساره، والأحداث التي رافقته، وما تلاها من تطورات بعد استشهاد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله.
وتطرق السيد القائد عبد الملك الحوثي في خطاب له بمناسبة إحياء الذكرى السنوية للشهيد القائد 1446هـ إلى نقاط مهمة بذلها الشهيد القائد في المشروع القرآني، وأبرزها “التثقيب القرآني”، و “الصرخة في وجه المستكبرين” بشعار البراءة من أمريكا وإسرائيل، وهو شعار [الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام]، والدعوة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية.
ويشير السيد القائد إلى أن هذه العناصر الثلاثة للتثقيف القرآني كانت هي الأسس في مقابل الهجمة الأمريكية والإسرائيلية والغربية غير المسبوقة على أمتنا الإسلامية في المنطقة العربية وغيرها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي خططت لها الصهيونية لتجعل منها ذريعة لحملة عدوانية شاملة تهدف إلى استحكام السيطرة الأمريكية والإسرائيلية والغربية على أمتنا، واجتياح أوطانها، وطمس هويتها والسيطرة على ثرواتها، لافتاً إلى أن “الأنظمة الرسمية آنذاك سارعت لفتح المجال والخضوع لأمريكا وفتح كل الأبواب أمامها في كل المجالات، وبما يمكنها من السيطرة التامة، وأن السلطة في اليمن آنذاك كانت من المسارعين إلى ذلك، حيث سارعت تحت عنوان التحالف مع أمريكا لمحاربة الإرهاب، وفتحت للأمريكيين كل المجالات ليتدخلوا في كل شيء”.
ويعدد السيد القائد أبرز أشكال التدخل الأمريكي في اليمن في تلك المرحلة في عهد النظام السابق، منها [فتح المجال للقواعد العسكرية في البلد، وللضربات الأمريكية في البلد، وللتدخل في الشؤون التعليمية، وللتدخل في الإعلام، وللتدخل في الخطاب الديني، والمساجد والأوقاف، وللتدخل في الجانب العسكري، والتغلغل في السيطرة على المؤسسة العسكرية والأمنية كذلك، والشؤون الاقتصادية وفي كل المجالات]، مؤكداً أن ذلك كان له مخاطر كبيرة ورهيبة مكنت العدو من الاختراق لكل شيء في البلد، حتى التوجه إلى الساحة الشعبية واختراقها، وبالتالي السيطرة الكاملة الأوساط الشعبية في بلدنا.
وأكد أن ذلك لم يكن ذلك يمثل حلاً لمصلحة شعبنا، ولا خياراً ينجي شعبنا من الخطر الأمريكي والتهديد الأمريكي، بل كان يساعد الأمريكي على السيطرة التامة بدون أي كلفة، بدون أعباء.
وأمام هذا الواقع تحرك شهيد القرآن بالمشروع القرآني – كما يقول السيد القائد- إحساساً بالمسؤولية الدينية، وإدراكاً واعياً لخطورة ما يحدث، وللعواقب السيئة لذلك، حتى من باب العقوبة الإلهية، لأن تقبل الأمة بالأمريكي ليسيطر عليها، ويطمس هويتها، ويصادر حريتها واستقلالها، ويفرقها، ويبعثرها بأكثر من ما هي مفرقة ومبعثرة، لن ينجيها من شره أبداً، وستكون العقوبة الإلهية على التفريط، لافتاً إلى أن المواقف العملية في إطار المشروع القرآني، تركز على التثقيف القرآني لتوعية الأمة، لأنها بحاجة إلى الوعي، وأول ما تحتاج إليه هو الوعي، ولتقديم الحلول القرآنية، لأن الأمة تواجه مشكلات كبيرة تمثل خطورة بالغة عليها، تحتاج إلى رؤية ما هو الحل، ولتحصين الأمة من الاختراق الكبير للحملة الأمريكية الإسرائيلية الغربية، التي تستهدف هذه الأمة في كل شعوبها ثقافياً وفكرياً.
مشروع أمريكي إسرائيلي تدميري
ويواصل السيد القائد عبد الملك -يحفظه الله- سرد وتوصيف المشهدية في عهد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- لافتاً إلى أن التدخل الأمريكي والإسرائيلي طال الأمة في فكرها وثقافتها وإعلامها، وأن الأعداء كان لهم عمل مكثف لتغيير فكر هذه الأمة، وللتأثير على الرأي العام، وعلى التوجهات والولاءات والمواقف فهم يهدفون إلى إضلال الأمة، وإلى تضييعها، وإلى إفسادها، مؤكداً أن التثقيف القرآني كان عملاً في مقابل تلك الهجمة التثقيفية الفكرية، الإعلامية، الدعائية، التي لها خطورة كبيرة جداً في التأثير على الأمة على مستوى الفكر والثقافة والوعي والولاءات وغير ذلك.
وأوضح أن الإسرائيلي يركز بشكل كبير جداً على الإضلال الفكري الثقافي، والإضلال على مستوى الرؤية والتصور والفكر والموقف، وكذلك على مستوى الولاء والتوجه الإفساد للنفوس المحاربة للفضائل والقيم، العظيمة، والقيم الإلهية، والسعي للإفساد للمجتمعات، وإيقاعها في الرذائل بكل أشكال الفساد، الأخلاقي وغيره وهم يعملون وفق مشروع تدميري هو المشروع الصهيوني، وليس لمجرد ردة فعل آنية لحظية محدودة.
وينتقل السيد القائد بعد توضيح ثلاثية التثقيف القرآني، إلى توضيح أهمية الشعار كموقف يعبر عن حالة السخط، مؤكداً أن هذه مسألة مهمة جداً، يجب أن تترجم الأمة سخطها تجاه هجمة أعدائها عليها، بما فيها من إجرام وطغيان، وبما تمثله من خطورة كبيرة في أهدافها التي تسعى إلى تحقيقها، و أن يترجم هذا السخط إلى موقف، وإلى تعبير الحد الأدنى، عن الرفض للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، منوهاً إلى ضرورة أن يكون هناك موقف يعبر عن رفض هذه الأمة ويحصن الوضع الداخلي لها من مساعي الأعداء، ولتحويل هذه الأمة إلى أمة موالية لهم.
ويواصل السيد القائد: “الأعداء يشتغلون بشكل واسع للاستقطاب والاختراق في داخل هذه الأمة لتوجيه حالة السخط إلى غير أمريكا وإسرائيل، إلى من يعادي أمريكا وإسرائيل، ولتوجيه حالة الولاء للأمريكي والإسرائيلي”، موضحاً أن ذلك يترتب عليه تمكينهم من السيطرة بكل سهولة، وأيضاً لكسر مساعي تكميم الأفواه من أهداف الشعار، حيث يحاول الأمريكي أن يدفع بالأنظمة إلى تكميم الأفواه، ومن أي صوت يناهض الهيمنة الأمريكية، والسيطرة الأمريكية والإسرائيلية.
ويوضح السيد القائد أهمية سلاح المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، موضحاً أن الأعداء يستفيدون بشكل كبير جداً أولاً من نهب ثروات بلداننا، وثانياً الاستفادة من بلداننا بشعوبها الكبيرة كأسواق لمنتجاتهم، حيث تدر دخلاً مالياً كبيراً جدا لهم، ويستفيدون في الحالتين، ثم يوظفون تلك الأموال لمحاربة هذه الأمة.
ومن أهمية المقاطعة -بحسب السيد القائد- أنها سلاح، والأعداء يستخدمونه بالنسبة لهم في العقوبات الاقتصادية في كل مرحلة ضد اليمن، أو ذاك، وأيضاً المقاطعة هي حافز مهم للتوجه للبناء الاقتصادي، والإنتاج المحلي، والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وبين السيد القائد أن الأمريكي انزعج من المشروع القرآني وغضب، ورأى أن هذا المشروع الحكيم، الذي هو بخطوات عملية صحيحة، هادفة، مفيدة، ونافعة ومؤثرة، سيخرج الأمة من حالة الصمت والجمود والسكوت والقعود والاستسلام، إلى حالة الموقف، الذي يمكن أن يتنامى بقدر ما تتطلبه الظروف والمراحل.
كما رأى الأمريكي أن هذا المشروع يعيفه في الساحة، فاتجه كما هي عادته وأسلوبه في توريط السلطة والدفع بها لمحاربة المشروع القرآني تحت الإشراف الأمريكي، فاتجهت السلطة بعد ذلك في محاربتها لهذا المشروع بالقمع الأمني من خلال السجون والاعتقالات، وبعنف وبمعاملة قاسية وتكرر ذلك بدءاً بجامع الإمام الهادي، والجامع الكبير، ثم في مناطق أخرى وجوامع أخرى.
ولفت إلى أن حملات الاعتقالات والسجن تزامنت مع إجراءات عقابية بالفصل من الوظائف المدنية في التعليم وغيره، وتزامن مع ذلك حملات دعائية مشوهة ومحاربة للمشروع القرآني، وحملات تخويف وإرجاف وتهويل، فكان ذلك المسار الخاطئ للسلطة في محاربة المشروع القرآني بإشراف أمريكي، ويتزامن مع كل ما تفعله أمريكا على مستوى المنطقة بشكل عام، من احتلال للعراق، وأفغانستان، وحملات الإساءة ضد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- والحملات الصهيونية الظالمة على فلسطين، فيما كانت السلطة منهمكة ومنشغلة في تلك القمعية لمحاربة المشروع القرآني.
ولفت إلى أن السلطة فتحت للأمريكي كل الأبواب لاختراق كل مؤسسات الدولة في الجانب العسكري، والاقتصادي، والتعليمي، والتثقيفي، والقضائي، وفي كل المجالات، الجانب الأمني وغيره، وأيضاً يتجه إلى العمل في الساحة الشعبية للاستقطاب، وللاختراق للساحة الشعبية، و لا شغل للسلطة إلا العمل ضد المشروع القرآن، موضحاً أن السلطة استمرت بشكل قمعي، إلى أن امتلأت سجون الأمن السياسي آنذاك بالمكبرين، وهذا الاسم الذي عرفهم به الشعب اليمني، وأطلقه عليهم الشعب اليمني المكبرين لماذا؟ لأن الشعب يعرف أن هؤلاء ليس لهم أي ذنب، وإنما اعتقلتهم السلطة لأنهم هتفوا بالتكبير لله، بهتاف البراءة من أعداء الله، الذي بدايته الله أكبر، وختامه النصر للإسلام، فعرفوا بالمكبرين.
الحرب الأولى واللجوء إلى الخيار العسكري
وقال السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- إن الأمريكي انزعج لفشل عمليات القمع، وتلك الممارسات الظالمة والمضايقات لعجزها عن إيقاف المشروع القرآني، فدفع بالسلطة في 2004م للعدوان العسكري بهدف القضاء عسكرياً على المشروع القرآني، فاندفعت بكل تهور وبدون تردد، وبكل عدوانية وحقد عجيب.
وأضاف: “كنا نستغرب من مدى الحقد الذي تحركت به السلطة وأجهزتها وقادتها آنذاك، اتجهت لتفتح باباً عدوانياً هي الحرب الأولى، باباً للحروب في هذا البلد، بدايتها الحرب الأولى.
وأكد أن السلطة استهدفت في الحرب الأولى شهيد القرآن قائدنا ومؤسس مسيرتنا ومن معه في منطقة مران الريفية في مديرية حيدان بمحافظة صعدة والمناطق المجاورة واستهدفت أيضاً عسكرياً الحواضن الشعبية للمشروع القرآني في المناطق الأخرى من محافظة صعدة، مثل آل الصيفي وهمدان حمدان صعدة، وحملات في مناطق متفرقة، كما قامت بملاحقة “المكبرين” إلى قراهم من منازلهم، فكانت الحرب الأولى عدوانية ظالمة، وبكل وحشية، وجبروت، وفق المدرسة الأمريكية، بالاستخدام من اليوم الأول لكل وسائل القتل، والدمار والحصار والتجويع، لافتاً إلى أن السلطة حشدت كل إمكاناتها العسكرية من طائرات حربية ومروحية، و في القوات البرية من دبابات ومجنزرات ومختلف الآليات العسكرية والآلاف من الجنود.
لم تكتف السلطة بذلك -كما يقول السيد القائد- وإنما جيشت معهم أيضاً من المرتزق الكثير، واستهدفت مران بالتدمير الشامل والقصف الجنوني الذي كان يستمر ليلاً ونهاراً، وتستهدف الناس إلى منازلهم بدون أي مبرر، وأيضاً بالحصار والتجويع، و منع دخول الغذاء ودخول الدواء، ثم الحصار الشديد، ثم دمرت مران، وحشدت قوة عسكرية كبيرة، لذلك لم يكن لدى شهيد القرآن قائدنا ومؤسس مسيرتنا السيد حسين بدر الدل الحوثي -رضوان الله عليه- جيشاً ولا ميليشيات، ولا أي تشكيل عسكري منظم، أو مدرب للتصدي لذلك العدوان، بينما تحرك الأهالي ومن وقف معهم الذي تحرك والمجتمع ليدافع، نفسه في مواجهة ذلك العدوان الذي لا مبرر له إطلاقاً.
وأشار إلى أن المعركة استمرت قرابة ثلاثة أشهر، حتى أعلنت السلطة آنذاك قتل شهيد القرآن ومن تصدى لعدوانها من الأهالي، واعتقال الكثير من الأهالي والجرحى. لتقدم ذلك قرباناً للأمريكي، وكانت مرتاحة تعتبر ذلك إنجازاً تقدمه إلى الأمريكي في توددها له وسعيها لاسترضائه، وتصورت السلطة آنذاك، ومعها الأمريكي، أنها قد قضت على المشروع القرآني.
ونوه السيد القائد إلى أن ممارسات السلطة خلال فترة الحرب كانت إجرامية بكل ما تعنيه الكلمة، حيث استهدفت منازل المواطنين، وقتلت الأطفال والنساء، والكبار والصغار، وحرمت الناس من الطعام، واستخدمت وسائل إجرامية في الاستهداف للجرحى، والإبادة بدم بارد لبعض الجرحى وبعض الأهالي، وكل أنواع الممارسات الإجرامية.
لم تكتف السلطة بهذه الجرائم فحسب، وإنما حاولت الحرق بالنار للجرحى وغير ذلك، والسلطة تفاجأت ما بعد ذلك هي والأمريكي أولاً بثبات السجناء في السجون، ومن كانت قد اعتقلتهم على خلفية الهتاف بالشعار، والصرخة في وجه المستكبرين، ومن اعتقلتهم مع حملاتها العدوانية، كانوا ثابتين لم يتراجعوا عن هذا النهج، وعن هذا المشروع، وهذا الموقف، ثبتوا وهم في السجون، ولم يقبلوا أبداً بالتراجع عن موقفهم وعن هذا المشروع العظيم، والكلام للسيد القائد عبد الملك الحوثي.
وواصل:”ثبات بقية المنطلقين في خارج السجون الذين التفوا حول الوالد العلامة الكبير فقيه القرآن السيد بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- الذي كان في تلك المرحلة مستقراً في منطقة نشور همدان صعدة، باستضافة أخينا المجاهد العزيز عبد الله عيضه الرزامي والأهالي هناك، ولذلك اتجهت السلطة بعد أشهر، إلى حرب ثانية تستهدف بها الوالد العلامة الكبير فقيه القرآن السيد بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، وفشلت في الحرب الثانية.
وزاد قائلاً : “استمر مسلسل الفشل والخيبة مع الإصرار على تكرار العدوان، وفي كل مرة بوحشية وهمجية، جرائم كبيرة جداً في تلك المراحل، جرائم قتل وسحل، وجرائم استهداف للكبار والصغار ومساكن المواطنين، وغير ذلك، ودون اعتبار واستفادة من الدروس، ولذلك وصلت سلسلة الحروب التي شنتها السلطة تحت إشراف أمريكي، وبتحريض أمريكي، وبغطاء غطاء سياسي أمريكي، إلى ستة حروب شاملة، وأكثر من عشرين حرباً جزئية.
تورط النظام السعودي في الحرب السادسة
وتطرق السيد القائد إلى تورط النظام السعودي في الحرب السادسة، وبدفع أمريكي بالاشتراك مع السلطة آنذاك، مؤكداً فشلهما معاً، حيث لم يأخذ السعودي آنذاك العبرة لينتبه في المستقبل.
وأوضح السيد القائد إلى المتغيرات الكبيرة التي حدثت في البلد بعد ذلك، ومنها ثورة 21 سبتمبر، وما تلاها من هروب للأمريكي والمارينز من صنعاء، وقلق الأمريكي والإسرائيلي، لأن معنى ذلك نهاية سيطرته على هذا البلد، وفشل وسقوط المشروع الأمريكي في هذا البلد.
وأكد أن المشروع القرآني هو النموذج المفيد لبقية الأمة، وإسهامه فيما يتعلق بواقع الأمة بشكل عام، لأنه مشروع ليس مؤطراً في مستوى هذا البلد، وكانت المواقف الإسرائيلية واضحة في حجم القلق الكبير عبر المجرم نتنياهو وغيره عن ذلك، كذلك الأمريكية، ولكن الأمريكي وكأسلوبه يسعى دائماً لتوريط الآخرين.
ولفت السيد القائد إلى أنه فيما يتعلق بالمظلومية كموجز عن مسار الأحداث، فهناك الكثير من التفاصيل ان شاء الله، ستصدر الكتب عن ذلك، وستصدر كذلك المنتجات الإعلامية التي توثق تلك المراحل وما جرى فيها.