ليس من المستغرب أن نسمع قصصاً عن الموظفين الشباب الذين يعانون من ساعات العمل الطويلة، ويضطرون -أحياناً- إلى العمل عن بُعد، خوفاً من تسلُّط الإدارة عليهم ،إمّا عن طريق العقوبات الإدارية، أو التسلُّط عليهم في الترقيات، أو قبول الإجازات، أو
حتّى الفصل من العمل ، وهنا نستثني الأفراد الذين يقضون أكثر من 14 ساعة يوميًا في العمل الخاص، أو أولئك الذين يميلون بطبيعتهم إلى إدمان العمل.
من الضروري أن ندرك أن إجبار الأشخاص على العمل أكثر من الساعات المنصوص عليها في عقودهم، ليس فقط غير قانوني ،بل يتعارض مع المبادئ الإسلامية، ما لم يحصلوا على أجرهم في ساعات العمل الإضافية حسب الأصول وفقًا لشروط العقد.
و-للأسف-، بعض الشباب ممّن التقيت بهم، أبلغوني أنهم يعانون في صمت، رغم وجود القوانين الواضحة التي تحمي حقوقهم، إلا أن الخوف يسيطر عليهم من تبعات رفض طلب العمل لساعات إضافية، تحت ذريعة أنهم مثل الأطباء يجب أن يكونوا متواجدين، أو تحت الطلب إن لزم الأمر. ويضطر البعض منهم إلى العمل عن بُعد من المنزل، دون الحصول على أجر مقابل الوقت الإضافي المستثمر، خوفاً من انتقام الإدارة في تقييم الأداء أو إنهاء العقد.
يسلِّط هذا السيناريو المؤسف، الضوء على التكتيكات المخادعة التي يستخدمها بعض المدراء لاستغلال العمل الإضافي:
هناك ذريعة الأعمال غير المُنجزة، أو تعّزيز ثقافة الإستعداد للتواجد الدائم، مثل هذه الممارسات لا تقوّض حقوق الموظفين فحسب، بل تعرِّض صحتهم، وسلامتهم الذهنية للخطر،. وهذا يؤكد على الأضرار النفسية، الناجمة عن الإفراط في العمل لفترات طويلة، ممّا يؤدي إلى إنخفاض الإنتاجية وخلق بيئة عمل مسمومة.
يتطلب التعامل مع المدراء، الذين يصرون على مثل هذه الممارسات الضارة، إستراتيجية متعدّدة الجوانب، تدمج بين الأدوات القانونية، والتدابير الإستباقية، لغرس ثقافة الإحترام, والمساءلة في مكان العمل، في حين توفر الأدوات القانونية، مثل تقديم الشكاوى إلى اللجان العمالية، أو اللجوء إلى القضاء، وسيلة لإنصاف الموظفين المتضرّرين، وفي الوقت نفسه، فإن رفع مستوى الوعي بحقوق العمال، وتعّزيز التواصل الشفّاف، بين أصحاب العمل والموظفين، يمكن أن يعزِّز بيئة عمل أكثر إنصافًا.
وعلاوةً على ذلك، من الضروري وضع ضمانات، لمنع العمل الإضافي دون أجر، ودعم التوازن بين العمل والحياة الشخصية، ويشمل ذلك وضع سياسات واضحة بشأن ساعات العمل، وضمان التعويض العادل عن ساعات العمل الإضافية، وتوفير أنظمة دعم للموظفين الذين يعانون من الإجهاد المفرط أو الإرهاق.
إن التأكيد على أهمية الرعاية الذاتية، ووضع توقّعات واقعية لعبء العمل، يمكن أن يقلِّل من الخوف من الإرهاق مع الحفاظ على رفاهية الموظفين المستدامة.
وبناء عليه، تتطلب مكافحة الآثار السلبية للإفراط في العمل، بذل جهود متضافرة، تجمع بين المعايير القانونية، والمبادرات الإستباقية، لتعّزيز ثقافة الإحترام المتبادل، والرفاهية في مكان العمل.
ومن خلال الدفاع عن حقوق الموظفين، وزيادة الوعي، واتخاذ تدابير وقائية، يمكننا أن نسعى جاهدين، لخلق بيئة عمل، تعطي الأولوية للرفاهية العامة لجميع أصحاب المصلحة.
jebadr@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: ساعات العمل
إقرأ أيضاً:
عاجل - حظر تشغيل من دون 18 عامًا.. تفاصيل عقد العمل البحري
طرحت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، لائحة تنظيم عقد العمل البحري، بهدف تحسين أداء سوق العمل لهذه الفئة، وتنظيم حركتها بين أصحاب العمل، وتحديد المسؤوليات والواجبات التي تقع على عاتق أصحاب العمل وشركات، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام عبر تطوير أطر تنظيمية تتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، مع ضمان حقوق العاملين وتوفير بيئة عمل آمنة ومناسبة لهم.
وأوضحت الوزارة أن تلك اللائحة تطبق على سفن النزهة المعدة للاستخدام الخاص بدون أجر، والوحدات البحرية المعدة للاستخدام الخاص، والسفن الحربية وسفن الامداد الحربي.
أخبار متعلقة سفارة المملكة بتركيا تعرب عن تعازيها في ضحايا حريق فندق مدينة بولوالبلديات تشترط دراسة مرورية على الموقع لترخيص مدن الملاهيوحددت الوزارة الحد الأدنى لسن العاملين على تلك السفن بحيث لا يجوز تشغيل أي شخص دون سن «18» عام على متن السفينة، فيما أتاحت تدريب الاشخاص الذين يبلغون من العمر «16» عام فأكثر.
شروط التدريب
ونصت اللائحة على شروط التدريب على متن السفن الوحدات البحرية العاملة في المملكة حيث أوجبت أن يقوم المجهز بإعداد برنامج تدريبي للمتدرب وفق المعايير والقواعد العامة المحددة.
واشترطت لتدريب الأشخاص الذين تقل اعمارهم عن ثمانية عشر عامًا أن يكونوا حاصلين على الدورات الحتمية الأساسية وفقاً لمتطلبات الاتفاقية الدولية لمستويات التدريب وإصدار الشهادات وأعمال النوبة للعاملين في البحر «STCW» لعام 1978وتعديلاتها، يخضع المتدرب لبرنامج تدريبي عن الحقوق والواجبات التي تكون للبحار، ويجب على المجهز إتاحة الفرصة للطلبة السعوديين للتدرب لكسب الخبرة والحصول على التدريب المناسب.
وألزمت البحارة العاملين على متن السفينة أو الوحدة البحرية تقديم التوجيه والتعليم للمتدربين بما لا يخل بمهام الأعمال الموكلة إليهم، وأن يكون للمتدربين مكافأة شهرية طبقًا للوائح المنشأة المشغلة للسفينة أو الوحدة البحرية خلال فترة تدريبهم.
وأوجبت على مشغل السفينة تنظيم ساعات العمل وساعات الراحة على السفينة، وألا يتجاوز الحد الأقصى لساعات العمل عن «14» ساعة في فترة «24» ساعة، و«72» ساعة في فترة «7» أيام.
وأكدت على ألا تقل ساعات الراحة عن «10» ساعات في فترة «24» ساعة، «77» ساعة في فترة سبعة «7» أيام.
منع تقسيم ساعات الراحة
وحظرت أن تقسم ساعات الراحة إلى ما يزيد على فترتين، على ألا يقل طول إحدى هاتين الفترتين عن «6» ساعات، وألا تتجاوز الفترة الفاصلة بين فترتي راحة متتابعتين «14» ساعة، وفى حال استدعاء البحار للعمل أثناء فترة راحته، يمنح فترة راحة تعويضية بقدر ساعات العمل التي عمل بها.
وأجازت تكليف البحار خارج ساعات العمل، وتحسب ساعات العمل التي تزيد عن الساعات الواردة من قبل، بمافي ذلك الظروف الاستثنائية مثل حالة الطوارئ، بما في ذلك الظروف التي تكون فيها سلامة السفينة وملاحتها أو الوحدات البحرية أو أي شخص على متنها أو حمولتها معرضة للخطر، أو حالة تقديم المساعدة الضرورية لسفينة أو لوحدة بحرية أخرى أو أي شخص في البحر؛ أو الأعمال الأساسية على ظهر السفن أو الوحدة البحرية التي لا يمكن تأخيرها لأسباب تتعلق بالسلامة أو البيئة، أو الظروف القاهرة.
عدد ساعات العمل
واشترطت، ألا تتجاوز ساعات عمل المتدربين الذين دون سن «18» عاماً عن «8» ساعات في اليوم و«40» ساعة في الأسبوع وأن يحصل خلال فترة التدريب على استراحة لا تقل عن ساعة واحدة لتناول الوجبة الرئيسية و«15» دقيقة راحة بعد كل ساعتين من التدريب المتواصل.
وحظرت تدريب الأشخاص من غير أن يكون تحت مسؤولية واشراف الربان أو أحد البحارة الذين تم تكليفهم من الربان أثناء القيام بمهام رفع أو نقل الأحمال أو الأشياء الثقيلة، أو الدخول في الصهاريج أو الأماكن المغلقة أو تشغيل معدات الرفع والماكينات والمعدات غير اليدوية، أو العمل كموجهين لمشغلي هذه المعدات، أو استعمال حبال الرسو أو حبال القطر أو بكرات الرسو، أو العمل في الأماكن المرتفعة أو على سطح السفينة في الظروف الجوية القاسية، أو أعمال المناوبة الليلية، أو صيانة المعدات الكهربائية، أو أي أعمال تحتمل التعرض للمواد الخطرة، أو استخدام قوارب أو زوارق الإنقاذ أو تولي مسؤوليتها.