الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في الكشف المبكر عن قصور القلب
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
أثبت باحثون من كلية الطب بجامعة دندي الأسكتلندية، أن لدى الذكاء الاصطناعي القدرة على إحداث ثورة في الكشف المبكر عن قصور القلب، باستخدام تقنيات التعلم الآلي المتقدمة.
وتمكن الفريق بشكل كبير من تحسين تشخيص وإدارة قصور القلب، وهي حالة يكون فيها القلب غير قادر على ضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم.
وبحسب تقرير نشره موقع "cryptopolitan، "استخدم البحث، الذي قاده البروفيسور تشيم لانغ، أساليب التعلم العميق المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لتحليل صور تخطيط صدى القلب من آلاف المرضى".
وأتاحت هذه التقنيات المتطورة تحديد العلامات الدقيقة لمشاكل القلب التي غالبًا ما تسبق فشل القلب.
ومن خلال الكشف هذه المؤشرات المبكرة، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية التدخل بشكل أسرع، ما قد يؤدي إلى تحسين نتائج المرضى.
ولبناء نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم، استخدم الباحثون بيانات من سجل أبحاث الصحة الاسكتلندي والبنك الحيوي (SHARE).
وقدمت مجموعة البيانات الغنية هذه المعلومات اللازمة للذكاء الاصطناعي للتعلم والتعرف على الأنماط المرتبطة بفشل القلب.
وأدى التحليل المعزز بالذكاء الاصطناعي لصور تخطيط صدى القلب إلى قياسات أكثر دقة من تلك التي تم الحصول عليها من خلال الطرق التقليدية.
وأشار البروفيسور لانغ إلى أن برنامج الذكاء الاصطناعي يقدم رؤى تفصيلية حول بنية القلب ووظيفته، والتي تعد ضرورية لتشخيص قصور القلب. وأوضح: "يمثل بحثنا تقدمًا في استخدام التعلم العميق لتفسير صور تخطيط صدى القلب تلقائيًا.
وهذا يمكن أن يسمح لنا بتبسيط تحديد المرضى الذين يعانون من قصور القلب على نطاق واسع ضمن مجموعات بيانات السجلات الصحية الإلكترونية.
ولم يعمل النهج المعتمد على الذكاء الاصطناعي على تحسين وضوح وتفاصيل صور القلب فحسب، بل أتاح أيضًا معالجة مجموعات بيانات الصور واسعة النطاق.
ويمكن لهذه الإمكانية تسريع عملية اختيار المرضى للتجارب السريرية وتعزيز مراقبة قصور القلب في أنظمة الرعاية الصحية.
ولا يزال قصور القلب يمثل مشكلة صحية سريرية وعامة مهمة، مما يؤثر على الملايين في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من عدم وجود علاج، إلا أن الاكتشاف والتدخل المبكر يمكن أن يعالج الأعراض ويبطئ تطور المرض.
وسلط البحث الضوء على قدرة الذكاء الاصطناعي على تحديد تشوهات القلب الهيكلية والوظيفية التي قد تمر دون أن يلاحظها أحد من خلال تحليل تخطيط صدى القلب التقليدي.
وشدد البروفيسور لانغ على التأثير المحتمل لهذا البحث على رعاية المرضى. وقال: "من خلال تقييم كميات هائلة من سجلات المرضى، تمكنا من اكتشاف التشوهات الهيكلية والوظيفية التي لم نكن قادرين على القيام بها مع التحليل التقليدي لصور تخطيط صدى القلب“.
وتؤكد النتائج على الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية.
وبدعم من مطور البرامج Us2، تمهد هذه الدراسة الطريق لمزيد من الاستكشاف لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التشخيص التنبؤي والعلاج الشخصي.
ويمثل بحث جامعة دندي خطوة مهمة إلى الأمام في مكافحة قصور القلب.
ومن خلال الاستفادة من القوة التحليلية للذكاء الاصطناعي، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية اكتشاف مخاطر فشل القلب في وقت مبكر وبدقة أكبر، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين نتائج المرضى.
ومع استمرار تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فإن دمجها في التشخيص الطبي يحمل وعدًا كبيرًا لتعزيز رعاية المرضى وتطوير العلوم الطبية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي قصور القلب الذکاء الاصطناعی الرعایة الصحیة قصور القلب من خلال
إقرأ أيضاً:
فاطمة سعيد سالم.. متخصصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي
خولة علي (أبوظبي)
تسعى فاطمة سعيد سالم إلى استكشاف أحدث الاتجاهات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والأمن السيبراني، حيث تمثل هذه المجالات جوهر الابتكار والتطور في القرن الحادي والعشرين. بالرغم من أن مسيرتها المهنية كمهندسة معمارية، لم تتوقف عند حدود مجالها الأول، بل اتخذت خطوات جريئة نحو تطوير نفسها وتوسيع خبراتها عبر الانضمام إلى قطاعات متعددة، وقد تتميز رحلتها الأكاديمية بمثابرتها على التعلم المستمر، حيث حصلت على عدة درجات علمية في مجالات الإدارة الهندسية، القيادة الاستراتيجية، وتحليل البيانات. وتمكنت من تحقيق إنجازات بارزة، مثل إصدار أول كتاب إماراتي في مجال البيانات الضخمة، وتخصصها في مشاريع التحول الرقمي في عدة قطاعات حيوية.
عن بداية مسيرتها وخطواتها نحو التميز المهني تقول فاطمة سعيد سالم: بدأت مسيرتي المهنية مباشرة بعد تخرجي في الجامعة بتخصص بكالوريوس هندسة معمارية، حيث انضممت إلى شركات استشارة هندسية، وكنت أؤمن بأن النجاح الحقيقي يبدأ من العمل الجاد والتحدي مع الذات، فطورت عملي من مهندس معماري لمدير مشاريع هندسية، ثم التحقت بالقطاع العسكري الأمني لأعمل كمدير مشاريع التطوير، وبعدها انتقلت إلى العمل في القطاع الحكومي حيث شغلت مناصب عدة. وبعد التخصص الأكاديمي في مجالات تحليل البيانات والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي قررت أن التحق بمجالات جديدة مثل العمل في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كمدير مشاريع الذكاء الاصطناعي.
وأثبت فاطمة جدارتها في إدارة بعض المشاريع المهمة، ولم تكتف بهذه الرحلة إنما قررت أن تضع خبرتها في مجالات وقطاعات جديدة، ومنها عملها في القطاعات المالية المهمة كمدير منتجات البيانات والذكاء الاصطناعي وعلاقات الأعمال، وهي مازالت مستمرة في رحلة التحدي والعطاء بلا حدود في كل مجال تلتحق به.
محطات علمية محفزة
أكبر تحد لها كمهندسة معمارية أن تحول ما ترسمه على الورق إلى واقع ملموس يراه البشر ويدونه التاريخ، بعدها وبسبب طبيعة عملها التي تتطلب منها المزيد من المعرفة والعلم بمجال إدارة المشاريع والإرادة الاستراتيجية، خاضت الماجستير الأول في الإدارة الهندسية والمشاريع بالإضافة إلى ماجستير الإدارة الفعالة والقيادة الاستراتيجية. وبعد إدراكها لأهمية تحليل البيانات والأعمال والذكاء الاصطناعي لمواكبة تطورات واحتياجات العصر، قررت التخصص في ماجستير العلوم في تحليل الأعمال والبيانات الضخمة لتثبت جدارتها وتؤكد على مدى قدرة المرأة الإماراتية وتميزها في المجالات الصعبة. وتذكر أن مسيرة التعليم والارتقاء الأكاديمي لا تقف عند حد معين، كما أن موجة علوم البيانات والذكاء الاصطناعي متناهية السرعة والتقدم.
عالم التكنولوجيا
ترى المهندسة فاطمة أن الذكاء الاصطناعي كان ولا يزال يشكل خريطة جديدة في عالم التحول الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة والحلول الذكية، فهي مجموعة من التقنيات والأنظمة التي تمكن الآلات من التعلم والتفكير واتخاذ القرارات بشكل مستقل وبدون تدخل الإنسان، وبالتالي فهي تمثل طفرة كبيرة في العالم والتكنولوجيا. وتحقق إنجازات ونجاحات هائلة في مجال الطب والتعليم والصناعة والتجارة والأمن السيبراني و الفلك و البيئة، وذلك من خلال، قوة الإبداع وتوفر الدقة المتناهية في البيانات والتحليلات ودعم عملية صنع القرار إلى جانب تقليل الخطأ البشري. وهذا ما دفعها للمساهمة، وترك بصمتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات والأعمال وأمن البيانات.
الروبوتات
وتقول فاطمة: إن الذكاء الاصطناعي من أهم التكنولوجيات التي تحدث تحولات جذرية في حياتنا اليومية والمجتمعية، وهو من الأدوات التي ستؤثر بشكل كبير على المستقبل القريب والبعيد، وفي الكثير من القطاعات والمجالات. وأجد أن أكثر التطبيقات ذات أثر كبير في المستقبل القريب، هي في القطاعات الطبية والصحية حيث استخدام الروبوتات والأنظمة في بعض الإجراءات لتحسين التجربة الطبية والصناعية، حيث بعض الأنظمة المتخصصة بأعمال التقارير الدقيقة والتنبؤات والتحليلات والرقابة والجودة، وتأثيره في القطاع التعليمي والتربوي من خلال تسهيل العملية التعليمية وإثراء التعليم بإمكانات وأدوات ذات تأثير إيجابي وفعال.
تشكل ملامح المستقبل
وترى فاطمة أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر على نحو 64% من الوظائف حول العالم، فيحل محل بعضها ويكمل بعضها الآخر، حيث يرسم ملامح جديدة مبتكرة متنوعة تتميز بالديناميكية العالية والتجدد المستمر في تمكين الأدوات المستخدمة لرفع مستوى الإنتاجية في كل مجال، و تحسين الأداء في كل مهام، و تعزيز الكوادر لرفع استعداديتها لمواكبة التطورات السريعة و الحاجة الملحة لموجات التكنولوجيات المتقدمة.
إنجازات ومشاريع
من أبرز المشاريع والإنجازات التي حققتها المهندسة فاطمة إصدارها أول كتاب إماراتي في مجال البيانات الضخمة وهو "فضاءات البيانات الضخمة" 2020، وسجِّل من ضمن الكتب العلمية الأكثر مبيعاً في عام 2021. وهي عالمة مستقبل ومحلل طويل الأمد إماراتية معتمدة من معهد المستقبل في أميركا عام 2022، ومتخصصة في مشاريع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مختلفة، منها: المالية والأكاديمية والصناعية والطبية، بالإضافة إلى البيئة والمناخ، حيث بلغ عددها نحو 35 مشروعاً.