كشفت دراسة صادمة أن المراهقين أكثر عرضة للإصابة باضطرابات عقلية إذا تم تشخيص زملائهم في الفصل بمثل هذه الحالات، مما يسلط الضوء على الدور المهم الذي يلعبه تأثير الأقران في نقل مشاكل الصحة العقلية.

وبحسب تقرير نشره موقع Such Science العلمي، فقد حللت الدراسة بيانات من 713809 مواطنًا فنلنديًا ولدوا بين عامي 1985 و1997.

وكشفت الدراسة عن وجود علاقة واضحة بين "الكثافة والاستجابة": فكلما زاد عدد زملاء الدراسة الذين تم تشخيص إصابتهم باضطرابات عقلية لدى المراهق، زاد خطر إصابته بمشاكل مماثلة.

وعلى وجه التحديد، أدى وجود أكثر من زميل تم تشخيصه باضطرابات عقلية إلى زيادة خطر الإصابة بنسبة 5%، مع حدوث أعلى خطر خلال السنة الأولى بعد التعرض.

وشمل البحث مجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك اضطرابات المزاج، واضطرابات القلق، واضطرابات الأكل، والاضطرابات السلوكية والعاطفية.
ومن بين هذه الاضطرابات، كان المزاج والقلق واضطرابات الأكل هي أعلى المخاطر المرتبطة بتأثير الأقران.

على سبيل المثال، أدى وجود زميل واحد مصاب بأي من هذه الاضطرابات إلى زيادة خطر الإصابة بنسبة 9% خلال السنة الأولى، والتي تتصاعد إلى 18% إذا تم تشخيص أكثر من زميل واحد.

وحتى بعد السنة الأولى، بقي الخطر مرتفعًا، مما يشير إلى تأثير طويل الأمد لشبكات الأقران على الصحة العقلية.

وهناك عدة آليات قد تفسر انتقال الاضطرابات النفسية بين المراهقين، أحدها هو تطبيع قضايا الصحة العقلية داخل مجموعات الأقران، فعندما يتعرض الأفراد لأقرانهم الذين تم تشخيص إصابتهم باضطرابات نفسية، فإن ذلك يزيد من الوعي والانفتاح حول الصحة العقلية، مما يؤدي إلى زيادة احتمال طلب المساعدة وتلقي التشخيص.

ومن التفسيرات المعقولة أيضًا أن تكون العدوى مباشرة بين الأشخاص، فالمراهقون معرضون بشدة للتأثيرات الاجتماعية، وقد يؤدي التعرض لفترات طويلة لأقرانهم الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية إلى ظهور أعراض مماثلة لدى الآخرين من خلال العدوى العاطفية.

على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي التعرض طويل الأمد لشخص مصاب بالاكتئاب إلى ظهور أعراض الاكتئاب لدى الآخرين بسبب الآليات العصبية الراسخة للعدوى العاطفية.

وتشير نظرية التعلم الاجتماعي أيضًا إلى أن المراهقين قد يقلدون سلوكيات ومواقف أقرانهم، بما في ذلك استراتيجيات التكيف المرتبطة بالاضطرابات العقلية، مما يساهم بشكل أكبر في انتشار مشكلات الصحة العقلية داخل شبكات الأقران.

وتحمل نتائج الدراسة آثارًا كبيرة على الصحة العامة والسياسات التعليمية، إذ إن التدخلات التي تعزز الوعي بالصحة العقلية وتوفر الموارد للكشف المبكر عن الاضطرابات العقلية وعلاجها يمكن أن تخفف من المخاطر المحددة في الدراسة.

وتعد السياسات التي تتناول المحددات الاجتماعية الأوسع للصحة، مثل أنظمة دعم الأسرة والمجتمع، حيوية أيضًا.

وتشير الدراسة إلى أن معالجة الصحة العقلية على مستوى المجتمع، بدلًا من التركيز فقط على الأفراد، يمكن أن يكون لها فوائد بعيدة المدى. لذا، يمكن للمدارس تنفيذ برامج تعزز بيئة داعمة وشاملة، وتشجع الطلاب على طلب المساعدة ودعم بعضهم البعض.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المراهقين الاضطرابات العقلية مشاكل الصحة العقلية دراسة صادمة الصحة العقلیة

إقرأ أيضاً:

عبدالعال: دراسة مستقبل سياسات الحماية الاجتماعية خرجت في صورة مكتب استشاري للحكومة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال النائب السيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع؛ إن الدراسة المقدمة من النائب محمود تركي، بشأن مستقبل سياسات الحماية الاجتماعية من الاحتياج إلى التمكين، حيث خرجت الدراسة في صورة مكتب استشاري للحكومة، وتكمن أهميتها إنها تأتي في شهر اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية 20 فبراير، وربما التزامن مقصود من اللجنة البرلمانية.

جاء ذلك خلال الجلسة العامة برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرزاق، لمناقشة طلب النائبة عايدة نصيف لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن برامج الحماية الاجتماعية والسياسات الاجتماعية المطبقة ومدى فاعليتها في تحقيق أهدافها، والدراسة المقدمة من النائب محمود تركي، بشأن مستقبل سياسات الحماية الاجتماعية من الاحتياج إلى التمكين، بالإضافة لطلب النائبة هند جوزيف أمين، لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن بيان أدوات التمكين الاقتصادي التي تقدمها وزارة التضامن الاجتماعي للأسر الأولى بالرعاية.

ولفت رئيس التجمع؛ أن المناخ الذي نوقشت فيه الدراسة أعطى إمكانية استحداث تعريف للفقر، ومفهوم الحماية الاجتماعية وذلك بالاستعانة بتقرير التنمية البشرية المصري الصادر في 2021، والتي تناولت التحول من مفهوم الحماية الاجتماعية كإجراء لمواجهة الكوارث إلى مفهوم تنموي للحق في التنمية، وأشار التقرير إلى الحق في العمل الآمن ومظلة الحماية الاجتماعية والتأمين الصحي اللائق.

أيضًا استعانت الدراسة بتقرير منظمة البنك الدولي الصادر في 2024، والذي جاء به: أن الفقر في العالم والشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحديدًا السبب الرئيسي فيه هو "الإقصاء من فرص العمل"، وبالتالي لا يمكن تفهم مواطن يحتاج عمل أو صاحب عمل أن الإصلاح الاقتصادي يكون مصحوب بالفقر!
وأكد عبدالعال: نحن أمام مشكلة اقتصادية، وبالنسبة لسوق العمل المصري فنسبة 45% منه سوق غير منظم وغير رسمي، ومن هذه النسبة 27% فقط أعمال منتظمة والباقي أعمال مؤقتة وسنوية، أعلبهم في الريف والقرى، والخطورة هنا أنه لا توجد جهة في مصر تعلم أين تسكن العمالة غير المنتظمة ومصادر دخولهم أو رعايتهم.

واعتبر رئيس التجمع أن المخرج من هذه الأزمة هو الاعتراف بإننا أمام قضية تنمية اقتصادية، تستدعي استيعاب الطاقات البشرية الموجودة، لأن التنمية بالبشر ليس فقط بالمال، من إدارة وخبرات وخطة شاملة للنهوض، وبالتالي نجن ليس أمام حالة اجتماعية لزيادة دخلها، نحن أمام وضع اقتصادي يتطلب إعادة نظر الحكومة وفقًا لقرار رئيس الجمهورية وتقرير التنمية البشرية المصري الصادر في 2021.

مقالات مشابهة

  • دراسة: خطر يتعرض له الملايين يفاقم خطر الإصابة بالباركنسون
  • دراسة تكشف تأثير تقليل استخدام الهواتف الذكية على نشاط الدماغ
  • دراسة حديثة تربط بين الطقس الحار وأمراض القلب
  • عبدالعال: دراسة مستقبل سياسات الحماية الاجتماعية خرجت في صورة مكتب استشاري للحكومة
  • احذر عمليات الجراحة يوم الجمعة!.. دراسة تكشف حقيقة صادمة
  • دراسة: المشروبات السكرية قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم
  • دراسة تكشف تهديد تقلبات الوزن الشديدة على حياة مرضى السمنة والقلب
  • دراسة تكشف كل التفاصيل عن "كورونا طويل الأمد"
  • دراسة تكشف عن تأثير صيام رمضان الإيجابي على الصحة النفسية
  • دراسة : الزواج يضاعف خطر الإصابة بالسمنة لدى الرجال