دراسة صادمة: الاضطرابات العقلية قد تنتقل بالعدوى بين المراهقين
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
كشفت دراسة صادمة أن المراهقين أكثر عرضة للإصابة باضطرابات عقلية إذا تم تشخيص زملائهم في الفصل بمثل هذه الحالات، مما يسلط الضوء على الدور المهم الذي يلعبه تأثير الأقران في نقل مشاكل الصحة العقلية.
وبحسب تقرير نشره موقع Such Science العلمي، فقد حللت الدراسة بيانات من 713809 مواطنًا فنلنديًا ولدوا بين عامي 1985 و1997.
وكشفت الدراسة عن وجود علاقة واضحة بين "الكثافة والاستجابة": فكلما زاد عدد زملاء الدراسة الذين تم تشخيص إصابتهم باضطرابات عقلية لدى المراهق، زاد خطر إصابته بمشاكل مماثلة.
وعلى وجه التحديد، أدى وجود أكثر من زميل تم تشخيصه باضطرابات عقلية إلى زيادة خطر الإصابة بنسبة 5%، مع حدوث أعلى خطر خلال السنة الأولى بعد التعرض.
وشمل البحث مجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك اضطرابات المزاج، واضطرابات القلق، واضطرابات الأكل، والاضطرابات السلوكية والعاطفية.
ومن بين هذه الاضطرابات، كان المزاج والقلق واضطرابات الأكل هي أعلى المخاطر المرتبطة بتأثير الأقران.
على سبيل المثال، أدى وجود زميل واحد مصاب بأي من هذه الاضطرابات إلى زيادة خطر الإصابة بنسبة 9% خلال السنة الأولى، والتي تتصاعد إلى 18% إذا تم تشخيص أكثر من زميل واحد.
وحتى بعد السنة الأولى، بقي الخطر مرتفعًا، مما يشير إلى تأثير طويل الأمد لشبكات الأقران على الصحة العقلية.
وهناك عدة آليات قد تفسر انتقال الاضطرابات النفسية بين المراهقين، أحدها هو تطبيع قضايا الصحة العقلية داخل مجموعات الأقران، فعندما يتعرض الأفراد لأقرانهم الذين تم تشخيص إصابتهم باضطرابات نفسية، فإن ذلك يزيد من الوعي والانفتاح حول الصحة العقلية، مما يؤدي إلى زيادة احتمال طلب المساعدة وتلقي التشخيص.
ومن التفسيرات المعقولة أيضًا أن تكون العدوى مباشرة بين الأشخاص، فالمراهقون معرضون بشدة للتأثيرات الاجتماعية، وقد يؤدي التعرض لفترات طويلة لأقرانهم الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية إلى ظهور أعراض مماثلة لدى الآخرين من خلال العدوى العاطفية.
على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي التعرض طويل الأمد لشخص مصاب بالاكتئاب إلى ظهور أعراض الاكتئاب لدى الآخرين بسبب الآليات العصبية الراسخة للعدوى العاطفية.
وتشير نظرية التعلم الاجتماعي أيضًا إلى أن المراهقين قد يقلدون سلوكيات ومواقف أقرانهم، بما في ذلك استراتيجيات التكيف المرتبطة بالاضطرابات العقلية، مما يساهم بشكل أكبر في انتشار مشكلات الصحة العقلية داخل شبكات الأقران.
وتحمل نتائج الدراسة آثارًا كبيرة على الصحة العامة والسياسات التعليمية، إذ إن التدخلات التي تعزز الوعي بالصحة العقلية وتوفر الموارد للكشف المبكر عن الاضطرابات العقلية وعلاجها يمكن أن تخفف من المخاطر المحددة في الدراسة.
وتعد السياسات التي تتناول المحددات الاجتماعية الأوسع للصحة، مثل أنظمة دعم الأسرة والمجتمع، حيوية أيضًا.
وتشير الدراسة إلى أن معالجة الصحة العقلية على مستوى المجتمع، بدلًا من التركيز فقط على الأفراد، يمكن أن يكون لها فوائد بعيدة المدى. لذا، يمكن للمدارس تنفيذ برامج تعزز بيئة داعمة وشاملة، وتشجع الطلاب على طلب المساعدة ودعم بعضهم البعض.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المراهقين الاضطرابات العقلية مشاكل الصحة العقلية دراسة صادمة الصحة العقلیة
إقرأ أيضاً:
دراسة تؤكد الدور الفاعل لرائدات الأعمال في الاقتصاد
أبوظبي: «الخليج»
أطلقت «منصة السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة»، المبادرة التي تقودها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، و«جائزة زايد للاستدامة»، لتحفيز النساء لقيادة جهود التغيير الإيجابي المستدام، دراسة بحثية بعنوان «تحفيز بناء اقتصاد الاستدامة العالمي».
وأصدرت الدراسة بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، ويقام هذا العام تحت شعار «تسريع العمل»، ويؤكد الحاجة الملحّة إلى إزالة العوائق التي تقف في وجه تحقيق التوازن بين الجنسين وتسريع الجهود الرامية إلى تمكين المرأة.
وتضيء الدراسة على الدور الحيوي لرائدات الأعمال في تعزيز الحلول المناخية وتقدم مقترحات عن ضرورة ردم الفجوة بين الجنسين فيما يتعلق بالتمويل وتطوير الأعمال والذكاء الاصطناعي، والدمج والتوجيه وإمكانية الوصول إلى الموارد، وخاصة بالنسبة للنساء في دول الجنوب العالمي.
وتستند الدراسة التي أصدرتها المنصة، إلى المخرجات والمشاورات والنقاشات التي جرت خلال الملتقى السنوي للمنصة الذي أقيم ضمن فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025»، بمشاركة 100 من القادة العالميين وصنّاع القرار وروّاد الأعمال، للإضاءة على الدور النوعي والفاعل لرائدات الأعمال في دعم تحقيق خطة الاستدامة العالمية.
وأكد الملتقى الذي انعقد بشعار «تحفيز بناء اقتصاد الاستدامة العالمي»، أهمية تمكين رائدات الأعمال كونهنّ محفزات للابتكار في مجال المناخ والتنمية المستدامة.
وتحدد الدراسة خمس توصيات رئيسية، لتمكين رائدات الأعمال في العمل المناخي، بتعزيز الوصول إلى التمويل وتطوير الأعمال وتوظيف الذكاء الاصطناعي والتواصل، ما يضمن حصولهن على الموارد والفرص والدعم اللازم للنجاح وتوسيع نطاق تأثيرهن، والتوصيات هي:
تعزيز استثمارات مراعاة النوع الاجتماعي، بتوسيع برامج التمويل وتعزيز المعرفة في المجال المالي، لدعم المشاريع المناخية التي تقودها النساء، مع التركيز على التمويل الذي يراعي الجنسين، ومنح القروض الصغيرة لمشاريع التكيف مع المناخ. وتوسيع نطاق المشاريع المناخية التي تقودها النساء، بتسهيل السياسات والإجراءات، وتعزيز البنية الأساسية، ودعم الشراكات التي تساعد رائدات الأعمال على توسيع حلولهنّ. وتوظيف الذكاء الاصطناعي والأدوات الرقمية، وتعزيز المعارف والعلوم المرتبطة بهذه الأدوات.