16 عاماً لإعادة بناء المنازل المدمرة في قطاع غزة
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
دينا محمود (غزة، لندن)
أخبار ذات صلةأجمع خبراء دوليون متخصصون في ملف التعافي من الكوارث، على أن عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، جراء الدمار الهائل الذي يعم أنحاءه حالياً بفعل الحرب الدائرة هناك، تزداد تعقيداً وتكلفة يوماً بعد يوم، مع اقتراب القتال من دخول شهره الثامن، دون أن تلوح أي بارقة أمل، في إمكانية وضع حد له في المستقبل القريب.
فالمعارك البرية وعمليات القصف الجوي والمدفعي المستمرة في القطاع، ألحقت، بحسب الخبراء، خسائر فادحة بالمنازل والمباني التي كانت قائمة قبل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر من العام الماضي، ما أدى إلى أن يفقد 1.2 مليون غزيَّ منازلهم بشكل دائم.
ووسط بيانات أممية حديثة، تؤكد أن القتال أفضى لتضرر ما يقرب من 370 ألف وحدة سكنية في قطاع غزة، بينها نحو 79 ألفاً دُمِرَت بالكامل، أشار الخبراء إلى أن تكاليف إعادة بناء هذه الوحدات، قد تصل إلى قرابة 40 مليار دولار أميركي.
وبحسب أكثر التقديرات تفاؤلاً، من المتوقع أن تستغرق هذه العملية التي لا تتضمن ترميم المباني المتضررة جزئياً من الحرب في غزة، 16 عاماً، وذلك إذا سمحت إسرائيل بدخول مواد البناء إلى القطاع، بكميات تفوق تلك التي تسمح بوصولها حالياً، بواقع 5 أضعاف.
وبجانب الدمار الذي عصف بالوحدات السكنية، تكشف بيانات الأمم المتحدة، عن أن أكثر من 60% من إجمالي الأبنية في غزة، قد تضرر أو دُمِرَ على مدار الشهور السبعة الماضية، بما يشمل غالبية المدارس والمستشفيات والمرافق التجارية، فضلاً عما يزيد على مئة موقع للتراث الثقافي.
ودفع هذا المشهد الكارثي مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، لتأكيد أن مثل هذا الحجم من الدمار لم يُرصد في العالم بأسره منذ الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)، وذلك على ضوء اتساع نطاقه، وشدته في الوقت ذاته.
ووفقاً لتقرير نشرته دورية «أركيتكتشورال ريكورد» الأميركية المتخصصة في شؤون الهندسة المعمارية، أُسقِطَ على القطاع الذي يبلغ طوله 25 ميلاً تقريباً (40.2 كيلومتر) وعرضه نحو سبعة أميال ( 11.26 كيلومتر)، خلال الشهور الثلاثة الأولى من الحرب، ما يُقدر بـ 45 ألف قنبلة.
ومن جهته، أكد الدكتور كيت مياموتو، مؤسس ورئيس شركة «مياموتو إنترناشيونال» الهندسية العالمية المتخصصة في عمليات التعافي من الكوارث سواء الطبيعية أو تلك الناجمة عن الأنشطة البشرية، أن إجراء أعمال ترميم سريعة للمباني والمنازل المتضررة بشكل متوسط في غزة، والتي تُقدر بـ 50% من الأبنية المدمرة، قد يوفر احتياجات الإيواء بشكل فوري، لعدد لا يستهان به من السكان في غضون ستة أشهر.
واستندت هذه التقديرات، وفقاً للدورية الأميركية الشهرية، إلى أعمال ترميم وإعادة تأهيل تنخرط فيها الشركة في الوقت الحاضر في أوكرانيا.
وفي أواخر إبريل الماضي، أصدرت الشركة نفسها، تقريراً تُقيّم فيه الأضرار التي لحقت بالمباني في غزة، وتحدد من خلاله كذلك، الخطوط العريضة لأي خطة أوليّة لإعادة الإعمار.
وأشار الخبراء إلى أن هناك كثيراً من الصعوبات، التي تكتنف عمليات إعادة إعمار غزة، إذا ما سمحت الظروف ببدئها، حال التوصل إلى هدنة مستدامة أو وقف لإطلاق النار.
وعلى رأس هذه العراقيل، منع بعض المواد والمعدات المستخدمة في البناء من دخول القطاع، ومن بينها الخرسانة والحديد، وذلك بدعوى إمكانية استخدام تلك العناصر وغيرها، لأغراض عسكرية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: إعادة إعمار غزة غزة فلسطين قطاع غزة إسرائيل حرب غزة الحرب في غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
يهود أمريكيون يطالبون ترامب برفع العقوبات عن سوريا لإعادة بناء المعابد اليهودية
توجه مجموعة من اليهود الأمريكيين الذين فروا من سوريا إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع، مطالبين إدارة ترامب برفع العقوبات المفروضة على دمشق، معتبرين أنها تعيق جهودهم لإعادة بناء المعابد اليهودية القديمة وإحياء المجتمع اليهودي الذي دمرته الحرب.
ومن بينهم هنري حمرا، الذي غادر دمشق مع عائلته في التسعينيات، ويقول إنه يعيش منذ ذلك الحين في قلق دائم بشأن ما تركه وراءه، خاصة المعابد اليهودية القديمة والمقابر.
وأشار حمرا إلى أنه طوال تلك السنوات كان يتساءل عن حال تلك المواقع ومن يتولى العناية بها.
فرّت عائلته من سوريا هربًا من القمع الذي مارسته حكومة حافظ الأسد. ومع الإطاحة بابنه بشار في ديسمبر الماضي، قرر حمرا العودة إلى سوريا مع والده يوسف حمرا البالغ من العمر 77 عامًا، وغيرهم من غير اليهود، لزيارة دمشق لأول مرة بعد سنوات طويلة.
في الشهر الماضي، قدّمو هؤلاء اليهود تقريرًا إلى مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية، حيث ناقشوا رفع العقوبات خلال لقاءات مع مسؤولين في البيت الأبيض.
كما كان برفقتهم معاذ مصطفى، المدير التنفيذي لمجموعة "القوة الأمريكية السورية"، الذي كان له دور كبير في الضغط على المسؤولين الأمريكيين لفرض عقوبات على حكومة الأسد بسبب ممارسات التعذيب والقتل.
وطالب مصطفى برفع العقوبات، مشددًا على أنه إذا أرادت الولايات المتحدة أن تشهد سوريا مستقرة وآمنة، فإن رفع العقوبات يُعتبر خطوة أساسية.
وأضاف: "حتى لو كان الأمر ببساطة إعادة بناء أقدم معبد يهودي في العالم، الشخص الوحيد القادر على تحقيق ذلك اليوم هو دونالد ترامب".
تُعدّالجالية اليهودية في سوريا من أقدم الجاليات في العالم، حيث يعود تاريخها إلى ما يقرب من 3,000 عام. وقد كان عددهم في بداية القرن العشرين يصل إلى نحو 100,000 شخص.
ومع تصاعد الضغوط والمراقبة بعد قيام دولة إسرائيل، ومع القمع الذي مارسته حكومة الأسد، هاجر معظم اليهود في التسعينيات، ويُقال اليوم إن هناكسبعة يهود فقط يعيشون في دمشق، معظمهم من كبار السن.
وخلال هذه الفترة، جدد حمرا زيارته إلى دمشق حيث لقي استقبالًا دافئًا من جيرانه المسيحيين الذين تعرفوا عليه في البلدة القديمة. وفيما كان يتجول في المدينة، صُدم لرؤية الأطفال يتسوّلون في الشوارع، وهو ما اعتبره نتيجة مباشرة للعقوبات.
وفي زيارة لموقع معبد جوبر التاريخي في دمشق، فوجئ حمرا برؤية المعبد في حالة خرابتام بسبب القصف. وكان قد تواصل في السابق مع معاذ مصطفى أثناء الحرب لمحاولة إنقاذ القطع الأثرية الثمينة من المعبد.
يأمل حمرا أن يُسمح لليهود في الخارج بالمساعدة في إعادة بناء معابدهم ومنازلهم ومدارسهم في العاصمة السورية. وفيما يتعلق بمستقبلالجالية اليهودية في سوريا، يقول حمرا: "هدفي الرئيسي هو أن أرى معابدنا ومنازلنا ومدارسنا تعود للحياة مرة أخرى".
بدأت الاحتجاجات ضد حكم الأسد في 2011 وتطورت إلى حرب دامية أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من السوريين. ورغم الهزيمة العسكرية لتنظيم "داعش" عام 2019، استمرت العقوبات على سوريا بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تقرير: صفقة وشيكة بين سوريا روسيا تضمن احتفاظ موسكو بقاعدتي حميميم وطرطوس فما المقابل؟ اجتماع مجلس التعاون الخليجي في السعودية بحضور مصر وسوريا والأردن والمغرب شروط دمشق الجديدة.. هل تغير مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا؟ يهودمعبدنزاع دينيسوريادونالد ترامبإعادة إعمار