البنية التحتية تعزز جهود الإمارات لريادة السياحة العالمية
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
رشا طبيلة (أبوظبي)
أكد خبراء ومسؤولون أن ريادة الإمارات للقطاع السياحي الإقليمي والعالمي، جاءت نتيجة العمل الدؤوب لسنوات وعقود من أجل تحقيق التميز والقدرة على مواجهة التحديات وتحويلها لفرص اقتصادية.
وقال هولاء لـ«الاتحاد» إن عدة عوامل رئيسية ساهمت في نجاح القطاع السياحي الوطني وريادته عالمياً، تمثلت في الأمن والأمان والبنية التحتية المتميزة من مطارات ومشاريع سياحية وفنادق وناقلات وطنية والشراكة بين القطاعين العام والخاص وجذب الاستثمارات السياحية واستقطاب الأحداث والفعاليات العالمية والجهود الترويجية المبتكرة.
وأضافوا «خلال السنوات القليلة الماضية استطاعت الإمارات تحقيق الريادة عالمياً في جميع المؤشرات العالمية والتصنيفات الصادرة عن منظمات وهيئات دولية متخصصة في قطاع السياحة والطيران، ما جعل الدولة محط أنظار العالم كوجهة سياحية فريدة تقدم أفضل الخدمات والمنتجات والمرافق لزوارها».
وأوضح الخبراء أن دولة الإمارات استطاعت تحقيق نتائج تفوق ما تم تحقيقه قبل جائحة كورونا، بل وتسعى وتستمر في تحقيق المزيد مع وضع خطط مستقبلية وأهداف طموحة بعد تحقيق نجاح باهر في عام 2023 ومنذ بداية العام الجاري، حيث وضعت أهدافاً ملهمة لتحقيقها بحلول عام 2031، عن طريق استراتيجيتها الوطنية للسياحة 2031 والتي تهدف إلى استقطاب 40 مليون نزيل فندقي، وزيادة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم بحلول 2031.
وأشاروا إلى أن اسم الإمارات تصدر مؤشرات إقليمية ودولية منذ بداية العام الجاري في قطاع السياحة في تقرير التنمية السياحية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وإنفاق السياح الدوليين والاستثمارات السياحية وقطاع الطيران من خلال أعداد المسافرين والربط الجوي والبنية التحتية للمطارات وخدمات الناقلات الوطنية، وغيرها من المؤشرات والتصنيفات.
نتائج إيجابية
وقال محمد عبدالله الزعابي الرئيس التنفيذي لـ «ميرال»، إن الإمارات سجلت نتائج إيجابية وقياسية العام الماضي ومنذ بداية العام الجاري في مختلف المؤشرات السياحية، ما جعلها محط أنظار العالم في قدرتها على التميز برؤية قيادتها الرشيدة والتوجه للاستثمار في القطاعات غير النفطية والاستثمار في البنية التحتية والخدمات.
وأضاف أن القطاع السياحي الإماراتي حصل على أعلى الجوائز والتصنيفات العالمية بفضل جودة المرافق والوجهات وهو ما أهله إلى الحصول على أعلي التصنيفات الدولية المتميزة، مشيراً إلى أن جزيرتي ياس والسعديات حققتا نتائج مذهلة وأعلى معدلات في تاريخهما من ناحية عدد الزوار وتفوق الأداء الفندقي، حيث شهدت جزيرة ياس أكثر من 34 مليون زيارة، بارتفاع نسبته 38% مقارنةً بعام 2022، في حين ارتفع عدد الزيارات إلى جزيرة السعديات بنسبة 44% مقارنة بعام 2022، ما يدعم تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة لقطاع السياحة في أبوظبي.
وقال إن جهود الجهات كافة في تنمية القطاع السياحي لا تتوقف من ناحية الاستمرار في بناء وافتتاح مشاريع سياحية وترفيهية وثقافية لتعزيز المنتج السياحي والجهود الترويحية لتنشيط السياحة حتى في موسم الصيف الذي حقق العام الماضي أفضل النتائج.
وأضاف الزعابي أن المدن الترفيهية في جزيرة ياس سجلت زيادة بنسبة 96% في عدد الزيارات خلال يوليو وأغسطس 2023 مقارنةً بالفترة ذاتها من عام 2022، فيما شهدت الفنادق في جزيرة ياس نمواً بنسبة 90% في معدلات الإشغال الفندقي خلال الفترة من يونيو إلى أغسطس 2023.
وحول المشاريع الجديدة، أكد الزعابي أنه من المقرر أن تشهد جزيرة ياس العديد من المشاريع التطويرية الجديدة، تشمل توسعة «ياس ووتروورلد أبوظبي» بمساحة إضافية تبلغ 16.900 متر مربع، و«عالم هاري بوتر السحري». وتشمل المشاريع الإضافية الأخرى تطوير وجهة شاطئية بطول 560 متراً، لتشكِّل إضافة جديدة لتجارب الترفيه ونمط الحياة العصري في ياس باي ووترفرونت.
وأوضح أن الجهود الترويجية المبتكرة التي تقوم بها المنشآت السياحية تسهم بشكل كبير في الجذب السياحي من خلال الحملات الترويجية الضخمة والفعاليات العالمية واستضافة المشاهير والفنانين المؤثرين.
ريادة عالمية
من جانبه، قال ناصر النويس، رئيس مجلس إدارة روتانا للفنادق، إن تحقيق الريادة العالمية لقطاع السياحة والسفر الإماراتي ومؤشرات النمو الإيجابية والقياسية مؤخراً، يأتي نتيجة جهود هائلة في الترويج السياحي للدولة في المحافل الدولية والمنصات الإلكترونية، إضافة إلى الاستثمار المستمر في المشاريع السياحية والثقافية، فضلاً عن استقطاب الفعاليات الدولية الضخمة.
وأضاف النويس أن رؤية القيادة الرشيدة للحاضر والمستقبل في تحقيق استدامة للقطاع وتعزيز القطاعات غير النفطية وتأثيرها في الاقتصاد الوطني والشراكة المثمرة مع القطاع الخاص وسهولة استقطاب الاستثمارات، أهم عوامل نجاح هذا القطاع وريادته عالمياً.
وشدد على أن الأمن والأمان الذي تتمتع به الإمارات من أهم العوامل التي تجذب الاستثمارات السياحية والسياح إليها، مشيراً إلى أن القطاع الفندقي الإماراتي يقدم أفضل الخدمات والمرافق التي لا يجدها السائح في أي مكان آخر، إضافة إلى الضيافة الإماراتية التي أصبحت صورة مشرقة تجذب السياح من مختلف دول العالم.
وقال إن الخطط المستقبلية والأهداف الاستراتيجية التي يتم وضعها هي خريطة طريق لجميع الجهات العاملة بالقطاع للاستمرار في التميز وتقديم كل ما هو أفضل لتستمر الإمارات في التميز إقليمياً ودولياً.
نجاح المنظومة
بدوره، قال علاء العلي، الرئيس التنفيذي لشركة «نيرفانا للسفر والسياحة»، إن نجاح أي منظومة يعتمد على عوامل عدة، على رأس تلك العوامل القيادة الحكيمة التي أرست القواعد الرئيسية لنجاح القطاع السياحي من بنية تحتية وقوانين جاذبة للاستثمارات ورؤية وخطط وأهداف مستقبلية تضمن استدامة القطاع، مؤكداً أن الشراكة بين القطاع الخاص والعام في جميع المجالات تسهم في تعزيز النشاط السياحي بالإمارات.
وأضاف «من أهم العوامل البنية التحتية المتميزة من مطارات وطرق وفنادق ومراكز معارض ومشاريع وناقلات وطنية عالمية، إضافة إلى تأسيس قوانين تشجيع المستثمرين والجهود الترويجية والتسويقية الضخمة من خلال المشاركة في المحافل الدولية وتنظيم واستضافة المعارض والمؤتمرات الضخمة والعالمية، فضلاً عن عامل الأمن والأمان، ما يجعل الإمارات في الريادة إقليمياً ودولياً».
مؤشرات وتصنيفات
واستقبلت الإمارات 25.3 مليون سائح دولي ممن يقيمون بالفنادق العام الماضي بنمو 28.5% وسط توقعات باستقطاب 29.2 مليون سائح دولي العام الحالي بنمو 15.5%، بحسب بيانات مجلس السفر والسياحة العالمي، وتبلغ مساهمة القطاع بالناتج المحلي الإماراتي للعام الحالي نحو 236.4 مليار درهم بنمو 7.6% مقارنة مع 219.7 مليار درهم العام الماضي، وبنمو 23% مقارنة بعام 2019، ويسهم قطاع السفر والسياحة بنسبة 12% في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات العام الحالي، بينما بلغت مساهمته العام الماضي نحو 11.7%.
وكشف تقرير تنمية السياحة والسفر لعام 2024 الصادر مؤخراً عن المنتدى الاقتصادي العالمي، عن أن دولة الإمارات صعدت 7 مراتب لتحل في المرتبة الـ 18 عالمياً، مقارنة مع المرتبة الـ 25 عالمياً في نسخة عام 2022، في وقت حافظت فيه على مكانتها في المرتبة الأولى إقليمياً على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأكدت بيانات التقرير أن نتيجة الدولة على المستوى العام تحسنت بنسبة 4.4% بين نسختي 2019 و2024، ما يجعلها من بين أفضل 10 اقتصادات الأكثر تحسناً خلال هذه الفترة.
واستحوذت الإمارات على نحو 11% من إجمالي السياح والزوار المغادرين من دول الشرق الأوسط خلال العام الماضي، وفقاً لبيانات مجلس السفر والسياحة العالمي التي صنفت دولة الإمارات ضمن أهم الوجهات الأكثر رغبة للزيارة من قبل السياح من الشرق الأوسط، حيث من المتوقع أن يصل إجمالي إنفاق السياح الدوليين في الإمارات إلى 191.8 مليار درهم العام الحالي بنمو 9.5% مقارنة مع 175.2 مليار درهم العام الماضي، وبنمو نسبته 22.8% مقارنة بعام 2019، على أن يرتفع إلى 231.8 مليار درهم في 2034، وبذلك حققت الدولة المرتبة التاسعة عالمياً في حجم إنفاق السياح الدوليين العام الماضي.
وحققت الإمارات المرتبة 22 عالمياً في حجم الاستثمارات السياحية للعام الماضي، وذلك ضمن قائمة تضم أكثر من 160 دولة حيث بلغ حجم الاستثمارات بالقطاع خلال العام الماضي نحو 28.8 مليار درهم، بنمو 15.1% مقارنة بعام 2022، فيما تشير التقديرات إلى ارتفاعه ليصل إلى 32.4 مليار درهم خلال العام الجاري بنمو 12.5%.
وتوقع المجلس يرتفع إجمالي الاستثمارات بقطاع السفر والسياحة للإمارات ليصل إلى 50.9 مليار درهم بحلول 2034 بحصة 8.3% من إجمالي الاستثمارات بالدولة، وبنمو سنوي متوقع بنسبة 4.6%.
وجاءت الإمارات ضمن قائمة الدول الـ 20 عالمياً المتقدمة في إجمالي أعداد المسافرين للعام 2023، بحسب تقرير حديث للمجلس العالمي للمطارات، وتوقع التقرير حفاظ دولة الإمارات على مكانتها ضمن القائمة للعقود الثلاثة المقبلة بين 2023 و2052.
الربط الجوي
كشف المجلس العالمي للمطارات مؤخراً عن أن الإمارات تتصدر دول الشرق الأوسط في مجال تحرير الأجواء بقطاع الطيران، مسجلة نمواً ملحوظاً في الربط الجوي، وذلك وفقاً لتصنيف الربط الجوي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط لعام 2023 الذي أصدره المجلس، ويغطي التصنيف عينة مكونة من 300 مطار، وهو ما يمثل حوالي 93% من حركة الركاب مجتمعة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط.
وبحسب تقرير صدر مؤخراً عن تقييم «إير لاين ريتينج» المتخصص في تقييم معايير السلامة والمنتجات لشركات الطيران العالمية، حجزت طيران الإمارات، والاتحاد للطيران، موقعاً مميزاً ضمن أفضل 10 شركات طيران في العالم، وحصلت طيران الإمارات على جائزة أفضل نظام ترفيه على متن الطائرة وأفضل درجة اقتصادية متميزة، في وقت حصلت الاتحاد للطيران على أفضل شركة طيران صديقة للبيئة للعام الثالث على التوالي، وحلت «فلاي دبي» ضمن قائمة أفضل 5 شركات طيران منخفضة التكلفة في العالم، بينما حلت بالمرتبة الأولى شرق أوسطياً كأفضل شركة طيران اقتصادي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: البنية التحتية الإمارات السياحة في الإمارات السياحة محمد الزعابي الاستثمارات السیاحیة القطاع السیاحی السفر والسیاحة دولة الإمارات العام الجاری العام الماضی الشرق الأوسط مقارنة بعام ملیار درهم خلال العام جزیرة یاس عام 2022
إقرأ أيضاً:
الإمارات تدعم إعلان «كوب 29» لتوطين القطاع السياحي في الاستراتيجيات الوطنية للمناخ
شارك معالي عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس مجلس الإمارات للسياحة، في الاجتماع الوزاري الأول حول تعزيز العمل المناخي في السياحة، الذي عقد على هامش فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 29» في عاصمة أذربيجان باكو، تحت شعار «التضامن من أجل عالم أخضر».
وقال معالي عبد الله بن طوق، في كلمته التي ألقاها خلال الاجتماع، إن القطاع السياحي يعد محركاً رئيساً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030؛ نظراً لدوره الحيوي في تعزيز نمو واستدامة العديد من اقتصادات العالم، لا سيما أنه حقق نتائج نمو إيجابية بعد فترة الجائحة على المستويين الإقليمي والعالمي، وهو ما يدفعنا إلى تعزيز العمل المشترك خلال الفترة المقبلة لتحويل تحديات هذا القطاع إلى فرص حقيقية تسهم في الانتقال إلى نموذج سياحي مرن ومستدام.
وأضاف أن انعقاد هذا الاجتماع التاريخي لوزراء السياحة في «كوب 29»، يأتي تأكيداً على الأهمية المتزايدة بدمج القطاع السياحي في العمل المناخي العالمي، وفي وقت مناسب في ظل ما يشهده العالم من تغيرات بيئية وتحولات مناخية.
وأكد دعم الإمارات لإعلان «كوب 29»، الذي يهدف إلى توطين القطاع السياحي في الاستراتيجيات الوطنية للمناخ، كما نؤيد تركيزه على أهمية التمويل من أجل التنمية المستدامة، حيث يعد أمراً مهما لدعم البلدان النامية والتي تعتمد على القطاع السياحي بشكل كبير لتعزيز نمو اقتصاداتها.
أخبار ذات صلة من دبي إلى باكو.. «جناح الأديان» يحشد الأصوات في مواجهة تحدي المناخ الإمارات تقود المبادرات العالمية للتصدي لمرض الانسداد الرئوي المزمنوأوضح معاليه أن التحوُّل نحو قطاع سياحي مستدام، يتطلب مجموعة من المعايير، ومنها سياسات سياحية قوية ودعم مالي وبناء كوادر بشرية ذات مهارات عالية، وتوسيع مظلة التعاون الدولي لتبني المزيد من الحلول المبتكرة لهذا القطاع.
وأضاف أن السياحة المستدامة تشكل إحدى ركائز استراتيجية تنويع الاقتصاد الوطني، حيث نعمل على توفير تجارب سياحية تُسهم في الحفاظ على البيئة والتراث الثقافي والتاريخي، إضافة إلى إطلاق الاستراتيجيات والمبادرات السياحية التي تدعم جهودنا في التكيف مع المناخ، مثل «الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031»، التي تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارات كأفضل هوية سياحية في العالم بحلول العقد المقبل.
وأشار معاليه إلى أن استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف «كوب 28»، شهدت تحقيق إنجازات غير مسبوقة لتسريع العمل المناخي على المستويين الإقليمي والعالمي، كما نجحت الدولة في لفت أنظار العالم للجهود التي تقوم بها لتحقيق أهداف اتفاق باريس.
المصدر: وام