الثورة نت:
2025-04-23@23:29:40 GMT

يا رائعة العينين

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

 

 

أنتِ يا رائعة العينين..
يا بهية الفصول وياسمين وقمر وشمس الأزمنة المبهجة..
أنتِ يا عطر الوردة ووردة العطر، وضوء القلب، وفجر الحب ونبع الاشواق والأخيلة..
حارتكِ العتيقة تشتاق لعطركِ الخلّاب، ويا سمينك الفوّاح، وازقتها عطشى وظمأى لمطر ضحكاتكِ وبسمات عينيكِ وهمساتها، ولدلال جدائلك الغجرية المتمايلة.

.
مشتاقة لموسيقى خطاكِ، وايقاعتها على مقام الفخامة والدهشة، ولظلالكِ الوارفة..
حتى نوافذ البيوت القديمة المزدحمة شرفاتها بأصص الورد والريحان والأزهار، تنتظركِ وتنتظر مروركِ الفاره الجمال والباذخ البهاء، والذهول..
حارتكِ القديمة/العتيقة،
تنتظركِ لتلقي عليكِ تحيتها الصباحية، وترشقكِ بوردة ولهى، وبحفنة ياسمين وفلٍّ، وتهدي إليك باقة من أغانيكِ الصباحية التي تطربين لها..!!
أنتِ يا رهيبة الحضور والغياب..
حارتكِ القديمة والعتيقة، بدونكِ يتيمة الحب والحنان والفرح وشاحبة الملامح، وكسيرة القلب والوجدان، وبلا ربيع كريمٍ وخصب يمنحها بهجتها المفقودة..
حتى بساتين و(أحواش حارتكِ) القديمة وملاعب رفيقاتكِ تسرد على المارة والعصافير حكاية رقصكِ، في ميعة الصبا على موسيقى أغنية: عن السفر والهجر والقمر والشجر وموسيقى (سافر حبيبي وهجر) ..!!
مرّي في زيارة عابرة، كي تستعيد حارتكِ العتيقة بعض أنفاسها وأمجادها العظيمة، وتستعيد قلوب الحارة بعض السكينة، وتعود الذكريات والطفولة والفرح والمرح إلى إيامٍ كانت البراءة هي السائدة..!!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الحب في زمن التوباكو (٥)

 

 

مُزنة المسافر

 

جوليتا: وأين هو الآن رجل القطار يا عمتي؟

ماتيلدا: لقد رحل.

جوليتا: إلى أين؟

ماتيدا: صار القطار البطيء سريعاً فجأة، أخذ منديله ووضعه في جيبه مع قبعته الرصينة، وتركني وحيدة، قال لي: لقد حان الوقت إنها المحطة المنتظرة.

 

جوليتا: لكن لم يكتب لكِ أي عنوان يا عمتي؟

ماتيلدا: القطار صار سريعاً، والزمن تحرك بسرعة عاجلة، ولم يعِ أن قلوبنا واهية وضعيفة أمام التغيير، وأن الخجل والوجل الذي ساد قلبي، لم يكن في قلوب الأخريات، بالطبع  كنت اعتقد أنَّ إحداهن قد قنصت قلبه بعيداً عني أنا والأسوأ من ذلك يا عزيزتي أن والدك وجدك قد ثقبوا قبعته ولطخوا سترته الثمينة بالغبار، في الحقيقة ألقوا به في وحل الشارع، وأهانوا كرامته وحطموا أناقته.

 

ولأنه كان رجلاً مختلفاً، لم يرغب أبداً أن يشعل نيران الشك في قلوبهم أكثر، وجاءوا إلى وكري في منزل جدك القديم، وألغوا لي فصلاً جميلاً من الرومانسية، وقالوا إنِّه أرعن وغير متوازن، ومع الوقت اكتشفت أنا أنهما يكذبان طبعاً حتى استمر في الغناء، لأحصد المال والشهرة لهما، وأن يكون المسرح منشغلاً بي وبصوتي فقط، بينما كنت أنا منشغلة برجل القطار، كان اسمه غابرييل.

 

كان رجلاً لبقاً، لطيفاً للغاية يا جولي، بينما كان أبوك وجدك يشبهان رجال المناجم المحترقة قلوبهم للوقت الذي يضيعونه في الظلام، وكانت حياتي في المسرح أجمل الأمور التي حصلت لي، لكن بين فينة وأخرى كان هو في بالي وكان بالطبع مرادي الذي يسكن فؤادي دائماً، بحثت عنه ووجدت عنواناً بين جواباته ومراسلاته لي، وكاد والدك  يحرقها كلها ويشعلها بنيران الغيرة، وكنت للفكرة أسيرة، فأخذت حقيبة صغيرة ومددت نفسي نحو الشرفة، وقفزت منها كانت قريبة من الأرض، ووجدته بعد أيام.

 

جوليتا: وهل وجدته يا عمتي؟

ماتيلدا: بالطبع وجدته، وقال لي إنه سيعود لأبي وأخي، وسيكون له كلمة جادة، وإنه يود خطبتي وسيدافع عني إذا حدث لي شيء.

وبالفعل قام بكل ما قاله، ولكن والدك الأهوج، وجدك الذي يعرج، كانت ألسنتهم سليطة، وكنت أنا شابة يانعة، لم أكن لنفسي نافعة، كنت أحتاجه، وكنت أمدد الفكرة لزمن آخر ربما.

 

جوليتا: وهل يئستِ؟

 

ماتيلدا: لا، وسعى والدك أن يبحث عنه، ويلطخ قلبه بمشاعر غريبة لا تخصني، وهدده، وندَّد به.

 

جوليتا: قولي يا عمتي، ماذا فعل رجل القطار؟

 

ماتيلدا: فعل الكثير من أجلي.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • تحرير سيناء.. روان أبو العينين: أرض الفيروز منطقة جذب للاستثمار والسكان
  • روان أبو العينين: الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مرحلة حرجة
  • الحب في زمن التوباكو (٥)
  • بطارية 6300 مللي أمبير.. إطلاق هاتف Honor X60 GT بتقنية رائعة وسعر جذاب
  • الشارقة يتألق أمام عجمان بـ «رباعية»
  • تباين أداء مؤشرات الأسهم اليابانية في الجلسة الصباحية
  • الأسهم الأميركية تسجل "تراجعا كبيرا" في التعاملات الصباحية
  • النائب محمد أبو العينين ناعيا البابا فرنسيس: عاش من أجل السلام ورحل مناديًا له وساعيًا لنشره
  • عضو الكونغرس الأمريكي مارلين ستوتزمان: رحلتنا إلى سوريا كانت رائعة وهناك الكثير من الإمكانيات للتعاون مع حكومتها
  • صاحب رائعة “الزين فالثلاثين”.. وفاة الفنان المغربي محسن جمال