في إطار دور كلية التربية النوعية بجامعة أسوان التوعوي والتثقيفي ورسالتها السامية التي تهدف إلى تعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن لإعداد جيل من الخريجين يمتلك مهارات تؤهله لمواجهة كافة تحديات العصر  .

أُقيمت اليوم بمقر الكلية مناقشة رسالة الماجستير المقدمة من الباحثة أم كلثوم شعبان محمود المعيدة بقسم التربية الموسيقية بكلية التربية النوعية بعنوان دراسة تحليلية في بعض مؤلفات فرديناند كشلر والاستفادة منها في الدراسة للطلاب والطالبات المتخصصين في هذا المجال وذلك بحضور العالم الجليل والفنان الكبير الاستاذ الدكتور حسن عطيه حسن شراره عميد المعهد العالي للموسيقى (الكونسرفتوار) وقد تكللت جهود الباحثة بنجاح كبير، إذ حصلت على درجة الماجستير بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.

وقبل مناقشة الرسالة عقدت ندوة ثقافية تحت عنوان " أثر الفنون في تنمية الوطنية للشعب المصري وذلك بحضور المايسترو العالمي الأستاذ الدكتور حسن عطية شرارة

والذي أكد في محاضرته على أن الموسيقى هي واحدة من الفنون التي تمتلك القدرة على مخاطبة العقل والوجدان والتأثير في مشاعر وأحاسيس المجتمع من خلال قدرتها على توحيد المشاعر والعواطف وتوجيهها نحو حب الوطن.

مؤكدًا على دور الفن عبر العصور في تعزيز روح الانتماء الوطني وغرس القيم والمبادئ السامية التي تعلي من قيمة الوطن، وذلك من خلال الألحان الوطنية والأنغام والأغاني والأناشيد الوطنية والتي تتضمن معاني ورسائل نبيلة تنتقل عبر الأجيال في قالب فني يسمو بروح الإنسان وهويته.

وأكد سيادته علي أن الموسيقى تعتبر قناة تواصل بين الأجيال المختلفة وهي إحدى الوسائل الأكثر فاعلية في التربية الحديثة لما لها من أدوار كبيرة في تنمية شخصية المتعلم والرقي بذوقه الفني وتعميق رؤيته للكون من حوله بالإضافة إلى ترسيخ القيم النبيلة في وجدانه..

وأشار سيادته إلى أن الأغنية الوطنية المصرية كانت ومازالت المحرك الأساسي للحس نحو الوطنية والولاء لهذه الأرض الكريمة مصر الكنانة

وخلال كلمته رحب الدكتور محمد راشد عميد الكلية بتشريف الدكتور حسن شرارة المايسترو العالمي أحد أشهر عازفي الفيولينة في الوطن العربي والذي يعد من الأوائل الذين أسهموا في تكوين أوركسترا الكونسرفتوار السيمفوني وأحد أعلام الموسيقى في الوطن العربي والذي تشرف به المحافل الوطنية والدولية.

وأكد عميد الكلية علي أن انعقاد هذه الندوات يأتي ضمن الأنشطة التي توليها الكلية أهمية كبري لتأصيل الانتماء الوطني لدى الشباب من خلال استضافة الرموز الوطنية البارزة في مختلف المجالات.

مؤكدا سيادته علي أن الفن سيظل دوما مصدر إلهام وتعزيز للوطنية واهم وسائل القوي الناعمة في تأصيل الولاء والانتماء للوطن.

وفي ختام المناقشة وبناءًا على طلب الحضور، قدم الدكتور حسن شرارة قطعة موسيقية رفيعة المستوى، أضفت جوًا من الإبداع والجمال على الحدث، وأكدت على أهمية الموسيقى في تعزيز الروابط الثقافية والوطنية.

وبعد المناقشة توجه ضيف اسوان بحضور الدكتور أيمن عثمان رئيس الجامعة لمقابلة السيد اللواء أشرف عطية محافظ أسوان والذي كان في استقبالهم بمكتبه

وأشار سيادته علي أن تشريف المايسترو العالمي حسن شرارة يمثل إضافة قوية وبارزة لمحافظة أسوان  

مؤكدا أن مناقشة مثل هذه الرسائل العلمية عن دور الفن في تعزيز الهوية الوطنية المصرية والحفاظ علي التوجهات الوطنية للمصريين منذ عهد الفراعنة جيلا بعد جيل وحتي الان من شأنها أن تزيد من الانتماء والوطنية لدي الأجيال الجديدة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: جامعة أسوان كلية التربية النوعية رئيس جامعة أسوان الدکتور حسن علی أن

إقرأ أيضاً:

بين وهم الهجرة وحقيقة الوطن: رسالة إلى شباب دارفور!

 

بين وهم الهجرة وحقيقة الوطن: رسالة الي شباب دارفور!

محمود عمر

شهدت السنوات الاثنتي عشرة الماضية، اي منذ 2013 وحتي اليوم، تزايدًا غير مسبوق في موجات هجرة الشباب من دارفور نحو الغرب، حتى أصبحت الظاهرة أشبه بالموضة التي يتسابق إليها الجميع دون تفكير عميق في العواقب، ولم تعد الهجرة مجرد بحث عن الأمان أو الفرص الاقتصادية، بل تحولت إلى حالة اجتماعية، حيث بات السفر إلى أوروبا وأمريكا معيارا للنجاح في نظر الكثيرين، بغض النظر عن التكاليف الباهظة أو المخاطر التي قد تواجههم، فهذه الهجرة المكثفة، التي بالغ فيها أبناء دارفور، لم تقتصر آثارها على الأفراد فحسب، بل افرغ الإقليم من طاقاته الشابة وكفاءاته، مما جعله ساحة مفتوحة أمام أطراف أخرى تسعى للسيطرة عليه واستغلال غياب أبنائه لإعادة رسم واقعه على حساب السكان الأصليين.

اليوم يُبهر كثير من الشباب “دارفور” بالحياة في الغرب، لكن الحقيقة إن هذه الدول ليست كما تبدو في الظاهر، فخلف بريق المدن المتطورة، والمباني الشاهقة، والشوارع النظيفة والفرص الاقتصادية، هناك واقع خفي يعجّ بالتحديات، من التمييز العنصري وصعوبة الاندماج الاجتماعي الي الأزمات الاقتصادية والسياسية ، ولا يدرك الشباب أن هذه المجتمعات رغم تطورها تحكمها اعتبارات قومية صارمة، حيث يبقى المهاجر مجرد ترس صغير في آلة عملاقة لا تهتم به إلا بمقدار ما تحتاجه وقد يحصل على عمل أو حتى علي مناصب، لكنهم يظلون في النهاية مجرد أرقام في مجتمعات لا تمنحهم نفوذًا حقيقيًا في مراكز صنع القرار، فهم لا يملكون أي تأثير فعلي في المؤسسات السيادية ومراكز التخطيط الاستراتيجي، التي تظل حكرًا على النخب المحلية التي تدير مصالح دولها وفق رؤى تخدم شعوبها أولا، أما المهاجرون تحرص ألانظمة على إبقائهم في دور المساهِم، لا صانع القرار.

وإذا تأملنا في تجارب الشعوب الأخرى، سنجد أن الأوطان لا تُترك مهما كانت التحديات، فعلى الرغم من النفوذ اليهودي القوي في الولايات المتحدة وسيطرتهم على الاقتصاد والإعلام ومراكز القرار، إلا أنهم اختاروا البقاء في إسرائيل، رغم تعرضهم المستمر لصواريخ حماس وحزب الله وتهديدات إيران، لماذا؟ لأنهم يدركون أن قوة النفوذ لا تُغني عن الوطن، وأن الأرض تظل العامل الأساسي في بقاء الشعوب وهويتها، كان بإمكانهم البقاء في أمريكا، حيث يعيشون في أمان ورخاء، لكن ارتباطهم بأرضهم كان أقوى رغم التحديات والمخاطر. واليوم، يسعى الإسرائيليون إلى فرض خيار الهجرة الطوعية على أهل غزة، عبر تقديم حوافز مالية تصل إلى 50 ألف دولار لكل عائلة تقبل بمغادرة القطاع إلى دول أخرى، وبهذه الطريقة إنهم يدركون أن السيطرة على الأرض تبدأ بإفراغها من سكانها الأصليين، لأن من يغادر قد لا يتمكن من العودة أبدًا، وهذه الاستراتيجية ليست جديدة، فقد استخدمتها العديد من القوى الاستعمارية على مر التاريخ لإعادة تشكيل الخريطة السكانية وفق مصالحها. وكذلك الأوروبيون، رغم الدمار الهائل الذي لحق ببلدانهم خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث قُتل الملايين ودُمرت المدن والبنية التحتية بالكامل، لم يتركوا أوطانهم بحثًا عن حياة أسهل في أماكن أخرى، بل بقوا وأعادوا بناء دولهم حتى أصبحت من أقوى الاقتصادات في العالم، لقد أدركوا أن الأوطان تُبنى بسواعد أبنائها لا بالهرب منها وتركها للفوضى.

في المقابل، يغادر اليوم شباب دارفور بحثًا عن مستقبل مجهول، مستثمرين أموالًا جمعوها من بيع منازلهم أو سياراتهم في رحلات محفوفة بالمخاطر، وبينما يحلمون بالوصول إلى جنة آمالهم، هناك أطراف أخرى تسعى للسيطرة على أرضهم، مستغلة غيابهم وانشغالهم بحلم الهجرة، فكيف يمكن لشباب دارفور أن يتركوا أرضهم، ليجدوا أنفسهم لاجئين في دول لا تمنحهم سوى الفتات، بينما آخرون يستغلون غيابهم لإعادة رسم خارطة دارفور على حساب السكان الأصليين؟! إن الأرض التي تُركت اليوم، قد لا يكون لأصحابها مكان فيها غدًا. والأسوأ من ذلك أن السودان يحتل اليوم المرتبة الثانية عالميًا من حيث معدلات الهجرة بعد باكستان، وفقًا لآخر التصنيفات العالمية، ومن المؤكد أن أبناء دارفور يمثلون النسبة الأكبر من هذه الهجرة، مما يشكل تهديدًا خطيرا على مستقبل الإقليم وتركيبته السكانية وأمنه.

ومن هذا المنطلق، أترك رسالتي إلى شباب دارفور المهاجرين: دارفور اليوم بحاجة إليكم، إلى سواعدكم وعقولكم، إلى من يدافع عنها ويعمل على تطويرها، بدلاً من البحث عن فرصة في أرض غريبة، حيث قد ينتهي بكم المطاف مجرد عمّال أو لاجئين بلا تأثير. و ان القوى التي عملت في الخفاء على تقسيم اليمن بين الحوثيين والشرعية، وعلى تمزيق ليبيا بين حفتر والسراج، وعلى تفكيك سوريا بين قسد وتنظيم الشام، هي نفسها التي تسعى اليوم لضرب النسيج الوطني في بلادنا وتغيير تركيبتها السكانية، فكيف نسمح بأن يكون البحث عن حياة أفضل سببا في ترك وطننا فريسةً للآخرين؟! قد يمنحكم الغرب إقامة، لكنه لن يمنحكم وطنا ولا هوية، ولن يسمح لكم بصنع القرار. أما دارفور، فهي تنتظركم لتكونوا قادتها الحقيقيين، لا أن تتركوها للغرباء. فليبقَ انتماؤنا راسخا في أرضنا، لنحافظ على إرثنا وهويتنا التي لا يمكن تعويضها.

والقرار بأيديكم.

محمود عمر

الوسومالنفوذ اليهودي الولايات المتحدة شباب دارفور محمد عمر

مقالات مشابهة

  • بين وهم الهجرة وحقيقة الوطن: رسالة إلى شباب دارفور!
  • اجتماع بمجلس الشورى يناقش التحديات التي تواجه وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي
  • سعداوي يستقبل الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية
  • برتوكول تعاون في مجال البرمجيات بين كلية التربية ومعهد تكنولوجيا المعلومات ITDI بجامعة سوهاج
  • سعداوي يستقبل رئيس النقابة الوطنية لمشرفي التربية
  • الهُوِيَّة الوطنية.. رسوخ وثبات
  • رياضة الشيوخ تناقش تعزيز وتنمية السياحية الشبابية.. غدًا
  • الدكتور بن حبتور يعزي في وفاة الدكتور سالم عمر الأسودي
  • علي هامش افتتاح مسجد الدكتور محمود بكري.. مصطفى بكري يشيد بمواقف شقيقه الوطنية ويدعو للالتفاف خلف القيادة السياسية
  • مصطفى بكري في افتتاح مسجد الدكتور محمود بكري: «كنا دائما بخندق واحد للدفاع عن الوطن»