الحبيب الجفري : الدولة التي تدعي أستاذية العالم والقانون تهدد أعلى محكمة
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
قال الحبيب على الجفري، الداعية الإسلامي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات: إن ما بعد الحداثة الآن تنهار والعالم اليوم في مفترق طرق للمرحلة التي بعدها.
وأضاف "الجفري" خلال الصالون الثقافي الذي تعقده مؤسسة طابة تحت عنوان: "التحديث والتراث" بحضور عدد من كبار العلماء والشخصيات العامة: أن المشكلة هي أن ما بعد الحداثة الآن تنهار لكن لا يوجد ما يزحزحها، مشيرًا إلى أنها تنهار بعدميتها.
ونوه بأن الحداثة ضد العقل كما أنها أحادية إقصائية جردت من النقد والعقل واكتفت بالحس، متابعا: العالم كلما تطور تقنيا كلما دمر أكثر وأكثر.
ولفت الحبيب الجفرى إلى أن الدولة التي تدعي أستاذية العالم والعلم والقانون بكل غطرسة تهدد أعلى محكمة، مضيفًا: يجب أن نشارك العالم في صنع الفلسفة الخاصة به، حيث لم نكن موجودين في عصر النهضة والحداثة وما بعد الحداثة.
ونوه الحبيب علي الجفري بأن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان صِيْغَ من وجه نظر الثقافة الغربية وكان رد فعل على ما حصل في الحرب العالمية الثانية.
وأشار الحبيب الجفري إلى أننا نعاني الآن من جمود سواء في بيت الخطاب الشرعي أو الفلسفي، وهذا الجمود يعطى فرصة لبعض المتطرفين أن يدخلوا في هذا المعترك فيزيد ضياع الوقت.
وأكد أننا في حاجة إلى نقلة من أجل تدارك النقلة الكبيرة التي يحدثها العالم في الوقت الحالي، مشددا على أنه لا بد من وجود آلية لإدخال الذكاء الاصطناعي.
وأكد أنه إذا لم نمتلك الرؤية القائمة على الحوار الحقيقي فسنكون في مهب الريح ونكون بذلك أجرمنا في حق الأجيال الجديدة.
من جانبه أوضح الدكتور يوسف برسوم -المتخصص في التاريخ- أن المفاهيم المتعلقة بالتراث مفاهيم واسعة وأن التجربة التاريخية كانت في بعض منها إصلاحية، فعلى سبيل المثال: ابن تيمية قدم مجموعة أفكار إصلاحية لأنه شهد انهيار للدولة التي كان فيها.
وأشار إلى أن مدرسة الشيخ محمد عبده هي تجربة إصلاحية خرجت من وحي المجتمع الذي عانى من الفقر الشديد والاحتلال الأجنبي، وتلاميذه أمثال الشيخ علي عبد الرازق من هذه المدرسة الإصلاحية، وكان يرى أن المجتمع لن ينهض إلا بالقضاء على الاستبداد
وشدد على أن الحركات الإصلاحية في المجتمع لا يمكن أن تتعارض مع التراث؛ لأنه جذور المجتمع وأثاثه، وأن الحركات الإصلاحية لا يمكن أن تنهض إلا بالاعتماد على التراث، وأنه لا بد أن ندرك أنه لا يمكن أن نقدم منتجًا إصلاحيًّا لا يتماشى مع أفكار المجتمع.
بدوره أوضح الدكتور عمرو عبد المنعم خبير التنظيمات الإرهابية، أن المجتمعات الإسلامية تنظر للتراث أنه أمر مجدد خارج فهم جموع علماء المسلمين لفكرة التراث وفهم قضايا السلف، مشيرًا إلي أن التراث تحول إلى معضلة في الفهم وتحول من يتعامل مع التراث إلى جامد وخارج عن النص
تأهيل الخطاب الديني
وتهدف مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات إلى المساهمة في إعادة تأهيل الخطاب الديني واستعادة قدرته على فهم الواقع وصياغة رؤى يستقي منها أصحاب القرار مواقفهم وتوجهاتهم، مستندين في ذلك إلى مرجعية أصيلة واستيعاب للتنوع الثقافي والحضاري الإنساني والديني، من خلال نخبة من العلماء والمثقفين وقادة الرأي والفكر
يقام الصالون الثقافي بحضور كلٍ من الدكتور أسامة الأزهري المستشار الديني لرئيس الجمهورية، والحبيب علي الجفري رئيس مجلس إدارة مؤسسة طابة، والدكتور مايكل مدحت مدرس الفلسفة بجامعة حلوان، الدكتور عصام عبد الفتاح أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان، والدكتور طارق أبو هشيمة مدير المؤشر العالمي للفتوى، ويوسف برسوم المتخصص في علم التاريخ، والدكتور عمرو عبد المنعم خبير التنظيمات الإرهابية في التاريخ.
والدكتور يوسف الورداني مساعد وزير الشباب الأسبق، والشيخ أحمد سيف مدير المبادرات بمؤسسة طابة، وأحمد رأفت باحث مساعد في مؤسسة طابة، والشيخ محمد الجفري المدرس بروضة النعيم، والدكتور محمد سامي مدير الحلقة الفلسفية بمؤسسة طابة، والشيخ عبدالله الجفري المدرس بروضة النعيم، والدكتور عبد الباسط هيكل الباحث والأكاديمي المصري، والدكتور أيمن عبد الوهاب نائب مدير الأهرام للدراسات السياسية، وبعض من شباب الجامعات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجفري العالم القانون الحداثة العقل مؤسسة طابة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجزائر.. ترميم 17 ألف وثيقة وإدراج مخطوطين في سجل ذاكرة العالم
أعلن زهير بللو، وزير الثقافة والفنون الجزائري، عن تحقيق إنجازات بارزة في مجال حفظ التراث الثقافي، حيث تمكنت المكتبة الوطنية والمركز الوطني للمخطوط بأدرار من ترميم 17 ألف وثيقة خلال العام الماضي، مع التخطيط لترميم 30 ألف وثيقة مخطوطة إضافية خلال العام الحالي.
وكشف الوزير الجزائري، في تصريحات له، عن تمكن الجزائر من إدراج مخطوطين في "سجل ذاكرة العالم" التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وهما "المستملح من كتاب التكملة" لمؤلفه محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، وكتاب "القانون في الطب" لابن سينا.
يُعد كتاب "المستملح من كتاب التكملة" للمؤرخ والمحدث شمس الدين الذهبي (673 هـ – 748 هـ) من أبرز الأعمال التي تتناول تراجم الرجال والنقد التاريخي.
وهو جزء من مشروع الذهبي الضخم في توثيق الأعلام ومراجعة رواياتهم وإسهاماتهم في العلوم والفنون.
ويجمع بين التوثيق الدقيق والتحليل النقدي لشخصيات عاشوا في فترات مختلفة، مما جعله من المصادر الرئيسية في علم الجرح والتعديل.
أما كتاب "القانون في الطب" للفيلسوف والعالِم ابن سينا (980م – 1037م) فهو أحد أهم الكتب في تاريخ الطب.
إعلانوهو ُمقسم إلى 5 أجزاء أساسية، ويُقدم نظرة شاملة ومتكاملة للعلوم الطبية في عصره، بدءًا من المبادئ العامة للصحة والمرض، إلى التشخيص والعلاج.
يُعدّ القانون موسوعة طبية متقدمة تشمل شرح الأمراض، الأدوية، والعلاجات، كذلك يتميز بمنهجه العلمي والفلسفي في فهم جسم الإنسان.
لقرون طويلة، كان الكتاب المرجع الأساسي لتدريس الطب في الجامعات الإسلامية والأوروبية، حيث شكّل حلقة وصل بين الحضارة الإسلامية والعلوم الغربية القديمة.
يُبرز القانون عبقرية ابن سينا في توظيف الفلسفة والطب معًا لتقديم نظرية مبدعة وشاملة للصحة البشرية.
يذكر أن مصلحة المخطوطات بالمكتبة الوطنية الجزائرية تضم "6902 مخطوط، من بينها أقدم مخطوط مكتوب يعود للقرن الثاني الهجري، وهو عبارة عن بعض الآيات القرآنية المكتوبة على جلد الغزال بالخط الكوفي العراقي، ومخطوطات أخرى أغلبها بالخط العربي بكل أنواعه.
أطلقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) برنامج سجل ذاكرة العالم في عام 1992 بهدف الحفاظ على التراث الوثائقي الإنساني من التدهور والضياع الناتج عن الحروب، الكوارث الطبيعية، أو العوامل الزمنية.
يمثل البرنامج جهدًا عالميًا لحماية التراث الإنساني المتمثل في المخطوطات، الوثائق التاريخية، الصور الفوتوغرافية، الأفلام، والمحفوظات الوطنية، لضمان بقائها للأجيال القادمة.
يركز البرنامج على توثيق وتسجيل الوثائق التراثية ذات القيمة العالمية التي تحمل أهمية تاريخية أو ثقافية كبرى.
منذ انطلاقه، شهد سجل ذاكرة العالم مبادرات عديدة لتوثيق التراث، وتم إدراج 494 مجموعة وثائقية من مختلف أنحاء العالم بحلول مايو/أيار 2023، مما يجعل منه منصة عالمية لحماية التراث الإنساني.
إعلانومن إنجازات البرنامج، إدراج كتاب جيكجي، أقدم كتاب طُبع بالحروف المعدنية المتحركة في العالم، ضمن السجل، بالإضافة إلى تخصيص جائزة "جيكجي" التي تُمنح كل عامين للأعمال الوثائقية المميزة.
كذلك شهد السجل مساهمات واسعة من الدول العربية، مثل إدراج المملكة العربية السعودية لنقوش إسلامية كوفية، والمغرب لتراث ابن خلدون، ومخطوطات يمنية ضمن التراث العالمي.