شنّ كاتب إسرائيلي معروف هجوما لاذعا وقويا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على خلفية موقفه من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن تفاصيل مقترح إسرائيل لصفقة تبادل الأسرى.

وقال بن كسبيت، في مقاله بصحيفة معاريف اليوم الأحد، إن بايدن حدد الساعة الأكثر مصيرية بالنسبة لإسرائيل منذ قرار ديفيد بن غوريون بقول "نعم" لاقتراح التقسيم، وإعلانه عن إقامة دولة يهودية في إسرائيل، معتبرا أن هذه اللحظة مهمة بالنسبة لمستقبل إسرائيل.

وأضاف "لقد أخرج بايدن خطته إلى النور الجمعة ووضعها تحت الأضواء، فقد سمع تجارب هيلاري كلينتون، بيل كلينتون، باراك أوباما، وفهم تكتيك نتنياهو، الذي يطلق دوما اقتراحات ويجري مفاوضات عابثة، يسير فيها شوطا بعيدا دون أن تثمر شيئا، ويبقي دوما على الغموض".

وأشار إلى أن بايدن أخرج نتنياهو مما وصفها بدائرة الغموض التي يحيط نفسه بها، وقدم الاقتراح الإسرائيلي نفسه المعتمد منه. "ثم سأل سؤالا بسيطا: هل يدعم بيبي اقتراح نتنياهو؟ نعم أو لا. بلا عبث.

تحديات نتنياهو

وكشف الكاتب أن نتنياهو كان "عصبيا أكثر من أي وقت مضى"، مضيفا أنه بعد أن حاول سابقا التملص من الاقتراحات الأميركية، فإنه يواجه الآن ما سماه بالتسونامي السياسي، "مضافا إليه هزة أرضية أمنية، حريق سياسي هائل، فيما تنظر المحكمة العليا الإسرائيلية اليوم الأحد في التماس ضد قانون لإعفاء اليهود المتدينين (الحريديم) من الخدمة بالجيش الإسرائيلي، مضافا إليه حصار متعدد الجنسيات، رئيس أميركي جدي ومصمم وحرب لا تبدو أنها تقترب من نهايتها".

واستمر بن كسبيت في وصف الحال البائس الذي يعيشه نتنياهو بالقول "إنه ينظر يمينا ويسارا، ولا شيء حوله. لا مستشارين نوعيين، لا حلفاء مهمين، لا سند يمكن الاعتماد عليه. الوزيران  بيني غانتس وغادي آيزنكوت في الطريق إلى الخروج من حكومة الحرب. بقي وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وتبقى هو، ومنظم قلبه (تم وضع منظم لقلب نتنياهو)، ومع هذا ينبغي له أن ينتصر أو على الأقل أن ينجو".

واستمر في وصف الارتباك الذي وقع فيه نتنياهو بعد تصريح الرئيس بايدن، وقال إنه وقف محرجا وأعمى من أشعة الشمس الساطعة، يرمش ويتردد. بعد ذلك نشر بيانا أول بتردد. وفي اليوم التالي بيانا آخر، وكل ما مر الوقت يظل نتنياهو عالقا. يؤكد رجاله بأنه يوجد بالفعل مقترح إسرائيلي وبايدن بالفعل عرضه. هنا هم يدخلون التحفظات، الشروط، وإذا كانت حماس ستبقى في الحكم فهذه ليست نقطة انطلاق وكذا وكذا".

ثم تحدث عن المزايا التي ستأخذها إسرائيل من خلال الموافقة على الصفقة بالقول "الآن على نتنياهو أن يختار. أن يأخذ الجائزة الكبرى، الصفقة الجغرافية السياسية التاريخية الكبرى، التي تضع إسرائيل في مركز حلف إقليمي ضد التهديد الحقيقي على وجودها، أو أن يواصل المراوحة في المكان بين غزة ورفح. وأن يسير مع الأميركيين وحلفائهم في المنطقة، أو أن يسير مع بن غفير وسموتريتش".

توقيت بايدن

ثم انتقل الكاتب ليتحدث عن توقيت بايدن، وقال إن الخطاب جاء "قبل انسحاب غانتس وآيزنكوت من حكومة الحرب"، مشيرا إلى أن "المشكلة معهما أنه باستثناء الاعتبارات السياسية فإنهما مستعدان للتضحية كي يصلا بإسرائيل الى شاطئ الأمان. المشكلة هي أنه مع نتنياهو لا يمكنك أن تعرف إذا كانت الأضواء التي تراها هي شاطئ الأمان، أم غمزات بن غفير وسموتريتش".

وأضاف "الآن ما يريده بايدن هو جواب بسيط: هل نأخذ بهذا المقترح أم لا؟ فلا يوجد لديه وقت. هو الآخر توجد له متطلبات سياسية وهي ملحة جدا. يعرف أنه مقبل على الانتخابات الرئاسية. وهو يوضح لنتنياهو أن هذا إما الآن وإلا أبدا".

ويتطرق الكاتب إلى تعويل نتنياهو على عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني بعد الانتخابات الأميركية، لكنه يحذر من أن هذه اللعبة غير مضمونة النتائج، ويقول "إن عشرات إن لم يكن مئات من الجنود الإسرائيليين الآخرين سيقتلون وسيصابون، ونحن سنبقى على مسافة نحو خطوة من "النصر المطلق". نتنياهو ليس غبيا. هو يفهم هذا. الموضوع هو أن النصر المطلق لإسرائيل ليس هو ما يهمه، بل نصره هو المطلق على طالبي مستقبله السياسي. وهذه قصة مختلفة تماما".

 لا نصر مطلق

ويؤكد بن كسبيت أنه "لا يوجد في غزة نصر مطلق في المدى المنظور"، ويضيف "لا توجد ضربة وانتهينا. غزة ليست ركضا لمسافة 100 متر، بل ماراثون مع عوائق. فلئن كان هذا في الضفة الغربية يجري منذ 22 سنة، ففي غزة سيجري لمدى لا يقل عن ذلك. وسيتواصل هذا، كما أسلفنا، بعمل عبثي، طويل. وهذا كما يقول بايدن يمكن لإسرائيل أن تواصل عمله. لكن ليجب إنهاء مرحلة القتال الحالية والسير الى صفقة تبادل أسرى. نتنياهو يعرف أنه إذا ما فعل هذا سيخسر الحكومة، وهو لا يريد أن يخسر الحكومة حتى لو خسرنا نحن كلنا مصلحة إسرائيل".

وينتقد الكاتب تردد نتنياهو الممزوج بطموحه الشخصي، ويقول "معضلته هي الأصعب في تاريخها، فهذه المرة لا يمكنه أن يذيبها، يؤجلها، يسوّف في الوقت ويستنزف الطرف الآخر. من يستنزف هو نحن، وقريبا لن يكون طرف آخر. عليه أن يقرر. هو ليس معتادا على أن يقرر. نتنياهو لا يقرر إلا في آخر لحظة".

ويلخص الكاتب رأيه بالقول "لقد أوضح الرئيس الأميركي أنه إذا ما اختارت إسرائيل الرفض فمن ناحيته انتهى الاحتفال ومن الآن فصاعدا ستتواصل إسرائيل بقواها الذاتية. أميركا تدعم لكن بشكل أقل. الفيتو لن يفرض تلقائيا. كما سيتم تخفيض شحنات الذخيرة. نتنياهو يأمل أن ينقلب هذا عندما يعود ترامب. من يستمع إلى ترامب في الآونة الأخيرة ليس متأكدا. وماذا إذا لم يعد ترامب؟".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تترقب قائمة من حماس والعائلات تطالب نتنياهو بإتمام الصفقة

تترقب إسرائيل تقديم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قائمة بأسماء المحتجزين الذين ستفرج عنهم ضمن الدفعة الخامسة من صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، فيما طالبت عائلات المحتجزين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استكمال الصفقة واستعادة من تبقى من أبنائهم في غزة.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن حالة من الترقب والقلق" تسود في إسرائيل خوفا من عدم تقديم حماس قائمة المحتجزين المقرر إطلاق سراحهم غدا، وأشارت إلى أن إسرائيل ترى أن تقديم حماس للأسماء سيكون اختبارا للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه.

وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال سيغادر محور نتساريم بالكامل صباح الأحد المقبل حال تنفيذ الدفعة الخامسة من التبادل.

من جانبها، كشفت صحيفة معاريف أن المجلس الأمني والسياسي الإسرائيلي (الكابنيت) سيجتمع الثلاثاء المقبل لبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

في السياق ذاته، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار أصدر تعليمات بدعم الوفد الإسرائيلي لإتمام المرحلة الأولى من الصفقة والاستعداد للمرحلة الثانية.

وأضافت أن وفدا إسرائيليا سيغادر إلى الدوحة غدا السبت لاستكمال مفاوضات غزة.

من جهة أخرى، دعت هيئة عائلات الإسرائيليين المحتجزين في غزة نتنياهو إلى استكمال صفقة التبادل لإطلاق سراح جميع المحتجزين، وطالبت -في بيانها الأسبوعي- بإرسال وفد التفاوض إلى قطر بتفويض واضح لضمان عودة المحتجزين، سواءٌ منهم الأحياء لإعادة تأهيلهم، أو المتوفون لدفنهم.

إعلان

وأكدت الهيئة أن 79 محتجزا لا يزالون في الأسر "في ظروف قاسية"، وقالت "الآن هو الوقت الأنسب لضمان استكمال الاتفاق حتى خروج آخر أسير".

مطالب نتنياهو

ونقل موقع واللا عن مسؤولين أميركيين أن نتنياهو أكد خلال محادثاته في واشنطن نيته خوض مفاوضات المرحلة الثانية، وأنه ينوي تقديم عرض يقضي بإنهاء الحرب والإفراج عن أسرى لم يسبق لإسرائيل أن وافقت على إطلاق سراحهم.

وأضاف الموقع أن نتنياهو سيطالب في المقابل بتخلي حماس عن السلطة في غزة ومغادرة كبار قادتها إلى الخارج. كما نقل الموقع عن مصدر إسرائيلي أنه إذا وافقت حماس على هذه الشروط فسيتم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة، وإلّا فإن إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا.

وردا على ذلك، نفى متحدث باسم نتنياهو تقديم أي خطة بشأن المرحلة الثانية واصفا هذه الأنباء بالكاذبة.

وفي حديث مع القناة 14 الإسرائيلية، قال نتنياهو إن هدف إسرائيل الأول هو تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، وجدد رفضه القاطع إبرام أي اتفاق "يشكل خطرا على إسرائيل"، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية.

وأشار نتنياهو إلى أن المرحلة الثانية من الصفقة ستكون أكثر تعقيدا، لكنه أعرب عن تفاؤله بتحقيقها.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تترقب قائمة من حماس والعائلات تطالب نتنياهو بإتمام الصفقة
  • كاتب إسرائيلي: اقتلاع سكان غزة يعيد مصر والأردن إلى دائرة المواجهة
  • كاتب إسرائيلي يؤكد سعي ترامب لتشتيت الإعلام بالتصريحات بشأن غزة لهذا السبب
  • جوا وبحرا.. وزير إسرائيلي يقترح السماح لسكان غزة بمغادرة القطاع عبر إسرائيل
  • نتنياهو: إسرائيل لن تقبل بإدارة قطاع غزة من السلطة الفلسطينية
  • إسرائيل: : ليس لدينا تفاصيل حتى الآن بشأن خطة ترامب حول غزة
  • كاتب إسرائيلي حول رؤية ترامب لقطاع غزة: ستار يخفي تفكيك الحكومة الأمريكية
  • على خطى ترامب.. إسرائيل تنسحب من مجلس حقوق الإنسان: يشيطن الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط
  • كاتب إسرائيلي: إعلان الانتصار على حماس "وهم خطير"
  • 42 كيلومترًا مربعًا مشاريع جديدة لتصريف مياه الأمطار بالشرقية