سواليف:
2024-12-17@19:01:16 GMT

نظرية المؤامرة

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

#نظرية_المؤامرة د. #هاشم_غرايبه

لم تكن العلاقة بين الغرب ومنطقتنا العربية في أي يوم، وطوال الحقب التاريخية، مبنية على التعاون واحترام حسن الجوار، بل على العداء بسبب أطماع الغرب بخيرات هذه المنطقة.
لذلك قامت حروب كثيرة، لم يشنها العرب في أية مرة طمعا بالإستيلاء على مقدرات الأوروبيين أو التحكم في مصيرهم، بل العكس تماما، حملات عسكرية أوروبية متتالية قامت باحتلالات فترة ثم تطرد، لكنها لم تتخل عن إعادة الكرة مرات ومرات، وعندما تجد بالسيطرة العسكرية تلجأ للتآمر مع بعض ممن سقطوا في حبائلها لدوام سيطرتها الإقتصادية السياسية.


ظلت مشكلتها في تأمين استغفال أبناء المنطقة، لدوام الإستغلال، وتبرع لعونهم بعض أبناء الأمة جهلا وحماقة، فاعتقدوا أن بقاء هيمنة الغرب ينهض بالأمة، وخيرا مما سيحققه لها الدين، أو ممن أعمى عداؤهم للإسلام بصيرتهم، فكرسوا جهدهم لتمرير مؤامراته الدائمة، باختراع قصة أن المسلمين يتوهمون أن هنالك تآمر من الأعداء، وأطلقوا على ذلك مسمى نظرية المؤامرة، ليسكتوا كل من ينبه لها ويحذر منها، وفي المقابل يحيلون أية مصيبة تحيق بهم (مثل تقسيم الأمة وتنصيب أعوان الإستعمار قادة ونشر الفساد وافقار الدول بالقروض) يحيلون كل ذلك الى فشل منهج الإسلام في حل المشكلات والى طبيعة المسلمين الدموية والفاسدة، وهم في ذلك يحققون هدفين معا: إضعاف الأمة من أجل استسلامها وتقبل التبعية للغرب، والثاني إضعاف ثقة المسلمين بأنفسهم وبقدرة عقيدتهم على توحيدهم لصدهم عنها.
لذلك تنصب معركة الحريصين على أمتهم مع هؤلاء، على التوعية لإبطال الإحباط والتيئيس الذي يبثونه في النفوس.
لو عدنا الى جذور هذا التآمر لوجدناه مرتبطا بمحاولة الأوروبيين القضاء على الدولة العثمانية، لأنها كانت امتدادا تاريخيا للدولة الإسلامية التي ظلت تقاوم أطماعهم وتفشل اعتداءاتهم، تمثل ذلك في العمل باتجاهين:
الأول اختراق النظام العثماني المترهل، بعملاء المخابرات البريطانية، وتحمهم مفاصل الدولة العثمانية عن طريق جمعية الإتحاد والترقي العلمانية، وتمويلهم من يهود الدونمة، وتعيين الولاة من عملائهم على المناطق العربية، ودفعهم باتجاه القمع والتنكيل بالعرب من أجل إذكاء روح النقمة لديهم للثورة على الأتراك.
والثاني بالإتصال بالعرب المؤهلين لقيادة التمرد والثورة على الدولة العثمانية من الداخل، لتسهيل مهمة الأوروبيين الذين سيهاجمونها من الخارج.
انطلت الحيلة على الحالمين بتكوين مملكة عربية، طمعا بمساعدة الإنكليز لهم ودعمهم بالعدة والعتاد، وتولى المهمة رجل المخابرات البريطانية “لورنس”، وعلى هذا الأساس جرت محادثات (مكماهون مع الشريف حسين).
لم يكن الأمر يحتاج الى كبير ذكاء لمعرفة أن حماس الإنجليز لدعم ثورة الشريف حسين، ليس بدافع الصداقة، ولا هو عن اهتمام بمصلحة العرب وجمع كلمتهم.
ولما أحس الوطنيون بأن فرنسا وبريطانيا تخططان لتقاسم ما كان يفترض أن يكون مملكة هاشمية، اجتمع المؤتمر السوري عام 1920 ورفضوا تلك المؤامرة، فدعا الأوروبيون الأمير فيصل لحضور مؤتمر سان ريمو بصفته قائدا لجيوش الحلفاء وليس حاكما لسوريا، ورغم اعتراض الكثيرين إلا أنه سافر وهو يؤكد لهم ثقته الكاملة في بريطانيا.
كل ماجرى بعد ذلك معروف، وهو مجرد تفصيلات للمؤامرة، لكن المبهورين بالغرب لم يروا في كل ما حدث أي تآمر، وظلوا يبررون أفعالهم رغم التقسيم والإنتداب والإعتراف بالكيان اللقيط ثم دعمه وحمايته والتغطية على كل أفعاله.. ويقولون إننا نتوهم، فالغرب أخيار وليس لديهم أية أطماع بنا، بل نحن من يحقد عليهم بسبب تخلفنا وتقدمهم.
ثم في الحرب على (الإرهاب!) جاءت طائرات الغرب والشرق تسوي مدننا بالأرض، فضاعت الأوطان واحتلت الديار وشردت الشعوب تحت شعار تنقيتنا من الإرهاب….وما زال أولئك الأتباع يتهموننا بأننا نتوهم وجود المؤامرة!.
ومؤخرا، وحينما أحس الأشرار الطامعون بأن كل تآمرهم مع أعوانهم من داخل الأمة، وحربهم ضد المسلمين (الحرب على الإرهاب) لم ينفع في استئصال روح الجهاد التي هي المتصدي الوحيد للمؤامرة، التأم حلفهم من جديد، وأعلنوا وبكل وقاحة تأييدهم وتمويلهم لأقذر حرب شنت في التاريخ، كونها تستهدف بأسلحة التدمير الهائل منطقة القطاع المحاصرة والمكتظ بالمدنيين.
قال الشيخ البوطي رحمه الله عام 2008 ، ستشهد غزة معركة حاسمة لأنها ستحقق أمرين: نصرة أهل الحق، وانكشاف منافقي هذا العصر.
وبذا سيهزم الطرفان بإذن الله: مؤسسو المؤامرة، وأذنابهم مخدرو الشعوب تعمية عنها.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: نظرية المؤامرة

إقرأ أيضاً:

خصوم الغرب أضعف مما نتصور

من الضروري ان يكون سقوط نظام الأسد تذكيرًا بحقيقة منتشرة، غالبًا ما تضيع وسط سيل الأخبار المتضاربة والمتناقضة التي تشغلنا يوميًا ومفادها أن خصوم الغرب غالبًا ما يكونون أضعف مما نتصور.

تذكروا كيف بالغت الولايات المتحدة لعقود في تقدير قوة الاقتصاد السوفييتي والقوات المسلحة السوفييتية، وامتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل، والمخاوف المتكررة بشأن الجماعات الإسلامية المتشددة مثل القاعدة ومؤخرًا حزب الله.

ما يتضح مع مرور الوقت هو أن هذه الحكومات والجماعات غالبًا ما تكون قمعية، فاسدة، وغير فعالة، وهي صفات لا تساعدها على النجاح في العالم الحديث.

سقوط بشار الأسد يشير إلى درس مباشر: ضعف روسيا المتزايد.. فقد كانت موسكو الراعي الرئيسي لسوريا لأكثر من نصف قرن، وكانت سوريا آخر دولة عميلة رئيسية لروسيا في الشرق الأوسط.

أنفقت موسكو كميات هائلة من الدماء والأموال لدعم الأسد خلال العقد الماضي وخسارة هذا الموقع تعني أن تصبح روسيا، كما وصفها باراك أوباما بازدراء، “قوة إقليمية”.

حتى في المنطقة المحيطة بروسيا، تدهورت علاقات موسكو مع أرمينيا، الحليف القديم الذي فشلت روسيا في الدفاع عنه أمام العدوان الأذربيجاني بسبب انشغالها في أوكرانيا، كما أن القوات الروسية في إفريقيا تواجه ضغوطًا متزايدة من مجموعات مسلحة مختلفة.

تشبه روسيا في عهد فلاديمير بوتن الاتحاد السوفييتي في سبعينيات القرن العشرين، فهي لا تزال حازمة وتتدخل في شؤون دول أخرى في الخارج، إلا ان اقتصادها في الداخل أصبح ضعيفا ومشوها بشكل متزايد بسبب تحوله إلى اقتصاد حرب، ولكن كما لم تتمكن التوسعية الخارجية والتعبئة الداخلية من إخفاء التدهور السوفييتي إلى الأبد، فإن تبجح بوتن اليوم لا ينبغي أن يخيفنا.

فكروا في الأمر على النحو التالي: إذا كانت روسيا منتصرة في أوكرانيا، فلماذا يهدد بوتن باستخدام الأسلحة النووية؟

يشير الباحثان مارك ديفور وألكسندر ميرتنز في مجلة فورين بوليسي إلى أن “روسيا تخسر نحو 320 دبابة ومدفع شهريا ولا تنتج سوى 20 دبابة فقط”، ويشير الباحثان، مستشهدين بمصادر مفتوحة، إلى أن روسيا خسرت نحو خمسة آلاف مركبة قتالية للمشاة منذ غزوها الكامل لأوكرانيا في عام 2022، ولا تستطيع شركات الدفاع الروسية أن تصنع سوى نحو 200 مركبة سنويا، ونقص العمالة حاد في كل قطاع تقريبا، وهو ما اعترف به بوتن.

في المجال العسكري، العلامة الأكثر وضوحًا على الأزمة هي أن الجيش الروسي اضطر إلى دعوة كوريا الشمالية لإرسال قوات لمساعدته وكتب نويل فوستر من كلية الحرب البحرية أن اليأس الذي تعيشه موسكو يمكن رؤيته في ارتفاع الرواتب والمكافآت التي تقدمها للمجندين: “اعتبارًا من يوليو 2024، حصل المجندون من موسكو على مكافأة تسجيل قدرها 21 ألف دولار ورواتب إجمالية تصل إلى أقل بقليل من 60 ألف دولار في عامهم الأول من الخدمة، مما يجعلهم يكسبون شهريًا أكثر من الجنود في الجيش الأمريكي في نفس الوقت”، (مع الأخذ في الاعتبار أن متوسط الدخل الروسي أقل من خمس نظيره الأمريكي).

كل هذه نقاط الضعف يتم إخفاؤها حاليًا بسبب التحول الهائل الذي يشهده الاقتصاد الروسي في زمن الحرب.

من المتوقع أن يشكل الإنفاق الدفاعي حوالي 40 بالمئة من الميزانية الفيدرالية الروسية في العام المقبل ومن المتوقع أن يتم تخصيص 30 بالمئة أخرى لقضايا الأمن الوطني وشؤون “سرية”.

التضخم في روسيا يبلغ الان حوالي 9 بالمئة، وربما الأمر الذي يحمل الكثير من  الدلالات هو أن مصادر الإيرادات الرئيسية لروسيا تواجه ضغوطًا شديدة، فقد أعلنت شركة غازبروم، عملاق الغاز الطبيعي المملوك للدولة، والتي قدمت حوالي 40 مليار دولار للخزانة الروسية في عام 2022، عن خسارة بلغت 6.9 مليار دولار في عام 2023، وهي الأولى لها منذ أكثر من 20 عامًا.

الوقت ليس مناسبًا لتخفيف الضغط على روسيا، فقد أشار ثيودور بونزل وإلينا ريباكوفا في مقال نشر في مجلة الشؤونالخارجية، إلى وجود العديد من الطرق لتشديد الخناق الاقتصادي مستقبلاً.

قال دونالد ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي عقب سقوط الأسد، إن روسيا في “حالة ضعف” بسبب أوكرانيا والاقتصاد المتدهور، مشيرًا إلى أن “600 ألف جندي روسي بين قتيل وجريح في حرب ما كان ينبغي أن تبدأ أبدًا”، وهذا صحيح تمامًا.

كما كتب أنه حان الوقت لبوتين ليتحرك، مما يعني أن المشكلة في تحقيق وقف لإطلاق النار أو اتفاق سلام تكمن في روسيا، وليس أوكرانيا، وهذا تحول منعش مقارنة بما بدا في الماضي أنه يميل لإلقاء اللوم على أوكرانيا بسبب غزوها.

قال ترامب أيضًا في ذلك المنشور، إنه يعرف “فلاديمير” جيدًا، وإذا كان الأمر كذلك، فهو بلا شك يدرك أن التحدي الرئيسي الذي سيواجهه بمجرد عودته إلى البيت الأبيض هو إقناع “فلاديمير” بالتخلي عن حلمه بإعادة بناء إمبراطورية روسيا القيصرية.

لقد تبنى بوتين هذا التصور منذ أيامه الأولى في السلطة، حيث شن حربًا وحشية في الشيشان بعد فترة وجيزة من توليه الحكم، وغزا جورجيا في عام 2008، وضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، وحاول غزو أوكرانيا بالكامل في عام 2022.

إذا تمكن ترامب من إقناع بوتين بالتخلي عن هذا الحلم، فسيكون قادرًا على تحقيق ما قال دائمًا إنه هدفه: إنهاء الحرب في أوكرانيا.

 

مقال رأي لفريد زكريا في صحفية واشنطن بوست

مقالات مشابهة

  • حصاد الأزهر العالمي للفتوى 2024.. أكثر من 1.9 مليون فتوى لمواجهة التطرف وتلبية احتياجات المسلمين
  • فيديو| أول بيان لـ بشار الأسد من موسكو بعد سقوط سوريا .. 11 رسالة
  • الأسد في أول تصريح له: لا معنى للبقاء بعد سقوط الدولة بيد الإرهاب
  • بوتين: الغرب يدفع روسيا نحو “الخطوط الحمراء”
  • الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء تؤكد أهمية تعزيز العمل الجماعي بما يخدم قضايا المسلمين
  • خصوم الغرب أضعف مما نتصور
  • الأزهرى: 40 تيار متطرف تبدأ بالأخوان المسلمين وتنتهى بداعش
  • حتى لا تقع الفأس بالرأس
  • التثاقف بين المسلمين من الجيل الثاني في أوروبا..
  • تنبيهاتٌ للإخوان المسلمين