سواليف:
2025-01-17@05:47:38 GMT

نظرية المؤامرة

تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT

#نظرية_المؤامرة د. #هاشم_غرايبه

لم تكن العلاقة بين الغرب ومنطقتنا العربية في أي يوم، وطوال الحقب التاريخية، مبنية على التعاون واحترام حسن الجوار، بل على العداء بسبب أطماع الغرب بخيرات هذه المنطقة.
لذلك قامت حروب كثيرة، لم يشنها العرب في أية مرة طمعا بالإستيلاء على مقدرات الأوروبيين أو التحكم في مصيرهم، بل العكس تماما، حملات عسكرية أوروبية متتالية قامت باحتلالات فترة ثم تطرد، لكنها لم تتخل عن إعادة الكرة مرات ومرات، وعندما تجد بالسيطرة العسكرية تلجأ للتآمر مع بعض ممن سقطوا في حبائلها لدوام سيطرتها الإقتصادية السياسية.


ظلت مشكلتها في تأمين استغفال أبناء المنطقة، لدوام الإستغلال، وتبرع لعونهم بعض أبناء الأمة جهلا وحماقة، فاعتقدوا أن بقاء هيمنة الغرب ينهض بالأمة، وخيرا مما سيحققه لها الدين، أو ممن أعمى عداؤهم للإسلام بصيرتهم، فكرسوا جهدهم لتمرير مؤامراته الدائمة، باختراع قصة أن المسلمين يتوهمون أن هنالك تآمر من الأعداء، وأطلقوا على ذلك مسمى نظرية المؤامرة، ليسكتوا كل من ينبه لها ويحذر منها، وفي المقابل يحيلون أية مصيبة تحيق بهم (مثل تقسيم الأمة وتنصيب أعوان الإستعمار قادة ونشر الفساد وافقار الدول بالقروض) يحيلون كل ذلك الى فشل منهج الإسلام في حل المشكلات والى طبيعة المسلمين الدموية والفاسدة، وهم في ذلك يحققون هدفين معا: إضعاف الأمة من أجل استسلامها وتقبل التبعية للغرب، والثاني إضعاف ثقة المسلمين بأنفسهم وبقدرة عقيدتهم على توحيدهم لصدهم عنها.
لذلك تنصب معركة الحريصين على أمتهم مع هؤلاء، على التوعية لإبطال الإحباط والتيئيس الذي يبثونه في النفوس.
لو عدنا الى جذور هذا التآمر لوجدناه مرتبطا بمحاولة الأوروبيين القضاء على الدولة العثمانية، لأنها كانت امتدادا تاريخيا للدولة الإسلامية التي ظلت تقاوم أطماعهم وتفشل اعتداءاتهم، تمثل ذلك في العمل باتجاهين:
الأول اختراق النظام العثماني المترهل، بعملاء المخابرات البريطانية، وتحمهم مفاصل الدولة العثمانية عن طريق جمعية الإتحاد والترقي العلمانية، وتمويلهم من يهود الدونمة، وتعيين الولاة من عملائهم على المناطق العربية، ودفعهم باتجاه القمع والتنكيل بالعرب من أجل إذكاء روح النقمة لديهم للثورة على الأتراك.
والثاني بالإتصال بالعرب المؤهلين لقيادة التمرد والثورة على الدولة العثمانية من الداخل، لتسهيل مهمة الأوروبيين الذين سيهاجمونها من الخارج.
انطلت الحيلة على الحالمين بتكوين مملكة عربية، طمعا بمساعدة الإنكليز لهم ودعمهم بالعدة والعتاد، وتولى المهمة رجل المخابرات البريطانية “لورنس”، وعلى هذا الأساس جرت محادثات (مكماهون مع الشريف حسين).
لم يكن الأمر يحتاج الى كبير ذكاء لمعرفة أن حماس الإنجليز لدعم ثورة الشريف حسين، ليس بدافع الصداقة، ولا هو عن اهتمام بمصلحة العرب وجمع كلمتهم.
ولما أحس الوطنيون بأن فرنسا وبريطانيا تخططان لتقاسم ما كان يفترض أن يكون مملكة هاشمية، اجتمع المؤتمر السوري عام 1920 ورفضوا تلك المؤامرة، فدعا الأوروبيون الأمير فيصل لحضور مؤتمر سان ريمو بصفته قائدا لجيوش الحلفاء وليس حاكما لسوريا، ورغم اعتراض الكثيرين إلا أنه سافر وهو يؤكد لهم ثقته الكاملة في بريطانيا.
كل ماجرى بعد ذلك معروف، وهو مجرد تفصيلات للمؤامرة، لكن المبهورين بالغرب لم يروا في كل ما حدث أي تآمر، وظلوا يبررون أفعالهم رغم التقسيم والإنتداب والإعتراف بالكيان اللقيط ثم دعمه وحمايته والتغطية على كل أفعاله.. ويقولون إننا نتوهم، فالغرب أخيار وليس لديهم أية أطماع بنا، بل نحن من يحقد عليهم بسبب تخلفنا وتقدمهم.
ثم في الحرب على (الإرهاب!) جاءت طائرات الغرب والشرق تسوي مدننا بالأرض، فضاعت الأوطان واحتلت الديار وشردت الشعوب تحت شعار تنقيتنا من الإرهاب….وما زال أولئك الأتباع يتهموننا بأننا نتوهم وجود المؤامرة!.
ومؤخرا، وحينما أحس الأشرار الطامعون بأن كل تآمرهم مع أعوانهم من داخل الأمة، وحربهم ضد المسلمين (الحرب على الإرهاب) لم ينفع في استئصال روح الجهاد التي هي المتصدي الوحيد للمؤامرة، التأم حلفهم من جديد، وأعلنوا وبكل وقاحة تأييدهم وتمويلهم لأقذر حرب شنت في التاريخ، كونها تستهدف بأسلحة التدمير الهائل منطقة القطاع المحاصرة والمكتظ بالمدنيين.
قال الشيخ البوطي رحمه الله عام 2008 ، ستشهد غزة معركة حاسمة لأنها ستحقق أمرين: نصرة أهل الحق، وانكشاف منافقي هذا العصر.
وبذا سيهزم الطرفان بإذن الله: مؤسسو المؤامرة، وأذنابهم مخدرو الشعوب تعمية عنها.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: نظرية المؤامرة

إقرأ أيضاً:

#الحضارة_الزائفة

#الحضارة_الزائفة

د. #هاشم_غرايبه

تكاد تجد لدى جميع المنسلخين عن أمتنا الناقمين على منهجها، صفة مشتركة لازمة، وهي أنهم مبهورون بالغرب، قد يكون ذلك مبررا إن كان بتفوقهم التقني الهائل عنا، أو بتميزهم عنا بأن أنظمة حكمهم رشيدة.
لكن انبهارهم أبعد من ذلك، إنه اختراق ثقافي انسداحي، وإعجاب التابع بالمتبوع، أي بكل ما فيهم: قيما وتقاليد وثقافة، لذلك تجدهم يشتركون جميعا في محاولة تمجيد كل ما لديهم ويتغاضون عن مساوئهم وشرورهم ونقائصهم، فيسألون من يجادلهم في ذلك: ماذا يقدم المسلمون للعالم غير (الإرهاب)، وبماذا نفعوا البشرية بمثل ما قدم لها الغرب من تقدم الطب وعلوم نافعة واختراعات توفر الرخاء!؟.
لا يمكن إنكار أن ما تحقق من تقدم في هذا العصر هو من انتاج الغرب، لكن ليس لأنهم اتبعوا عقيدة أقوم من عقيدتنا، ولا لأن قيمهم أفضل من قيمنا، بل لأنهم تفوقوا علينا عسكريا فقط، وفرضوا علينا أنظمة حكم أدامت التخلف لنبقى أتباعا مستهلكين،.. ذلك هو التعليل بكل بساطة.
الأيام دول، فالحضارات تتداول السيادة عبر العصور، وكان المسلمون هم المخترعون والفلاسفة والمفكرون منذ القرن السابع حتى الثالث عشر، في حين كان الأوروبيون متخلفين عنهم كثيرا، بسبب قصورهم الذاتي، وليس بسبب استعمار المسلمين لهم ونهبهم خيراتهم، بل على العكس أتاحوا الفرصة لمن أراد منهم نقل العلوم والتعلم، ولم يحجبوه ويحتكروه كما يفعل الغرب حاليا بتقييد نقل التكنولوجيا الى الدول النامية، ومنعهم من الحصول على أسرارها، أي (know how).
ولعل خير دليل على ذلك، الرسالة المحفوظة في ملفات الوثائق البريطانية، والتي بعثها جورج الثاني الى الخليفة الأندلسي هشام الثالث مع البعثة الطلابية البريطانية التي ذهبت للتعلم في جامعات الأندلس، ومما جاء فيها: “من جورج الثاني ملك إنجلترا والغال والسويد والنرويج إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام، وبعد التعظيم والتوقير، فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل، لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم، لنشر أنوار العلم في بلادنا، التي يسودها الجهل من أربعة أركان ..”.
ورد عليه الخليفة ردا كريما، بأنه سينفق على المبتعثين من بيت مال المسلمين.
لكن عندما بدأ انهيار الدولة الإسلامية عسكريا، رافقه تراجع في كل المجالات، فلما بدأت النهضة في أوروبا كان ذلك بعد ظهور الأمم القوية فيها، وبدأت في استعمار العالم والسطو على خيراته، لذلك ازدهرت اقتصاديا، فنشأت الرأسمالية الصناعية، وجاءت الثورة الصناعية لتلبية متطلباتها في تعظيم الإنتاج، وصناعة وسائل المواصلات لتسهيل نقل البضائع والتصدير، فكان التطوير والاختراع بسبب تنافس المجمعات الصناعية، فكانت المكننة (اختراع الآلات) لتقليل الاعتماد على اليد العاملة وتخفيض كلف الإنتاج.
إذاً لم يكن الأمر بدوافع نفع البشرية بل بسبب الطمع بالربح الأكبر.

مقالات ذات صلة الأردن وسط المركز بين الفلسطينيين والسوريين 2025/01/14

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. عصية على الإرهاب
  • البرهان سيظهر لأمريكا وغيرها من بلاد الغرب صفحات أسد جديد
  • مجلس حكماء المسلمين يرحب بإعلان وقف إطلاق النار في غزة
  • الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرحب بوقف العدوان.. ويوجه رسائل في عدة اتجاهات
  • جماعة الإخوان المسلمين تبارك للشعب والمقاومة الفلسطينية.. هذا استحقاق غزة حاليا
  • باحث: الجماعة الإرهابية تُكرس فكرة المؤامرة على الإسلام
  • #الحضارة_الزائفة
  • أحمد موسى: خلال 11 عاما الدولة ومؤسساتها تواجه الإرهاب في سيناء
  • نظرية المؤامرة تسيطر على ممثلي هوليود.. ومكافأة 5 آلاف دولار للوصول إلى مشعل الحرائق
  • هل هي مفتعلة؟ نظريات المؤامرة تصب الزيت على حرائق لوس أنجليس