نجاحُ هجمات اليمن لا يُقاسُ بخسائرِ العدوِّ وحسب بل بالنتائج
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
محمود المغربي
عندما أعلن اليمنُ بَدْءَ المواجهة ضد الكيان الصهيوني وأمريكا، تعامَلَ مرتزِقةُ العدوان مع الأمر بسخريةٍ شديدة، وكما فعلوا في بداية العدوان على اليمن وقابلوا كُـلّ إنجاز وتقدم للجيش واللجان الشعبيّة بسخرية وتشكيك وتكذيب حتى بعد أن شاهد العالم واعترف العدوّ بنفسه بتلك الصفعات والضربات.
لكن سخرية المرتزِقة من المواجهة المباشرة ضد الكيان وأمريكا أشدُّ؛ كونها –بنظرهم- مواجهة ضد هُبَل الأكبر ربهم الذي “لا يُقهر” وكما قال حسني مبارك: “دي أمريكا” لكن قوات اليمن أخرست ألسنتهم بعد أَيَّـام قليلة من إعلان إغلاق باب المندب وَظهرت في فيديو أذهل العالم وهي تجر سفينة صهيونية بحجم المساحة التي يسيطر عليها مرتزِقة العدوان في محافظة تعز.
وبدلًا عن أن يهتف مرتزِقة العدوانِ بالله أكبر أمام هذا الإنجاز المناصر والداعم لأبناء غزة التي هي قضيتنا جميعاً وقضية الأُمَّــة مهما اختلفنا، ذهبوا للتشكيك ووصف العملية بالمسرحية لحرمان أبناء اليمن متعة الإنجاز!
بعدها بأيام شاهد العالم القوات المسلحة اليمنية وهي تُغرِقُ سفينة بريطانية بحجم دولة قطر، وخرج الملايين من البشر في كُـلّ العالم يرقصون طربًا للإنجاز اليماني العظيم الذي أعاد الابتسامة والأمل لكل المستضعفين في الأرض، خُصُوصاً أن مواقف زعماء العرب والمسلمين مما يحدث في غزة كان مخزياً، وكان في التحَرّك والإنجاز اليمن عزاءً لكل مظلوم ومستضعَف بمن فيهم الشعب الفلسطيني إلا مرتزِقة اليمن استمروا في السقوط والمكابرة وحرموا أنفسَهم من لذة وعظمة الموقف والإنجاز اليمني، وذهبوا لإشغال الناس عنه بالحديث عن كارثة بيئة عظيمة في البحر الأحمر؛ نتيجة غرق السفينة.
إنجازاتُ القوات المسلحة اليمنية لم تتوقف وذهب الأنصار والقوات المسلحة اليمنية لفرض السيطرة والسيادة اليمنية على البحر الأحمر وخليج عدن وللتصعيد في موقفهم بعد أن أوغل العدوُّ الصهيوني وأمريكا في ارتكاب أبشع الجرائم والمجازر بحق أبناء غزة، وأعلن اليمن توسيع دائرة الاستهداف؛ ليشمل السفُنَ والبوارج والأساطيل الحربية الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي وحتى في المتوسط وكل سفينة تتعامل مع الكيان الصهيوني أينما وُجدت.
وبالفعل تعرضت سفن وبوارج حربية وحاملات طائرات أمريكية للاستهداف وتلذذ بالأفعال اليمنية كُـلّ حر في العالم وأصبح العَلَمُ اليمني إلى جانب العَلم الفلسطيني مرفوعًا فوق رؤوس من خرجوا لمناصرة أبناء غزة في كُـلّ دول العالم وأصبحت اليمن رمزًا لمقارعة الاستكبار والهيمنة والظلم الأمريكي.
لكن مرتزِقة العدوان كانوا مُصرِّين على حرمان أنفسهم من ذلك الشرف الكبير وتضليل أتباعهم وإشغالهم عن تلك اللحظة التاريخية الفريدة وعظمة ما حقّق الأنصار والقوات المسلحة اليمنية بالسؤال: ماذا أحدثت الضربات الحوثية بتلك السفن وحاملات الطائرات من خسائر؟! مع أن عظمةَ وقُوَّةَ ما قامت به القواتُ المسلَّحَةُ اليمنيةُ لا يُقَاسُ بالخسائر العدو الصهيوني وحُماتِه فقط، بل بالنتائج وبكسرِ الهيبة والغطرسة الأمريكية والوصول إلى تلك السفن والبوارج والأساطيل الحربية الأمريكية التي لم تتجرأ دولةٌ في العالم منذ الحرب العالمية الثانية من إطلاق رصاصة واحدة حتى من عيار 9 مم عليها.
تتجنَّبُ حتى الصينُ وروسيا التي تخوضُ حربًا شرسة مع أمريكا وتتجرع المرارة الشديدة في أوكرانيا؛ نتيجة التدخل الأمريكي، ومع ذلك تعجز روسيا عن مُجَـرّد التلويح بمهاجمة سفينة أمريكية فما بالك بضربها بالطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية كما يفعل اليمن!
سلامُ اللهِ على الصادقين والمجاهدين وعلى قائدهم الذي أثبت للعالم أن هناك بشرًا لا يهابون الموت ولا يخشون إلا الله، ويمتلكون الشجاعة والرجولة لصفع أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني أمام كُـلّ العالم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: المسلحة الیمنیة
إقرأ أيضاً:
العدوان الأمريكي على اليمن.. حربٌ بالوكالة عن الكيان الصهيوني ودفاع عن جرائم الإبادة
يمانيون/ تقارير باتت الولايات المتحدة الأمريكية أسيرة للمصالح الصهيونية، ومكبلة بقيود الولاء المطلق لتلك المصالح منذ نكبة 1948، حتى لو دفعها ذلك لارتكاب أبشع الجرائم؛ وليس أفظع من مشاركتها للكيان في جرائم حرب الإبادة في قطاع غزة على مدى 15 شهرا، وها هي مستمرة في المشاركة في ارتكاب تلك الجرائم في دعمها المطلق للكيان في فرص حصار تجويع وتعطيش سكان غزة في جولة جديدة من حرب إبادة همجية أخرى تقف خلفها واشنطن.
منذ إعلان قيام الكيان الصهيوني، وحتى اللحظة ورؤساء البيت الأبيض في تسابق على إظهار ولائهم وتفانيهم في حب الكيان الغاصب، وغض الطرف عن التصرفات الهمجية والأفعال الشنيعة والجرائم البشعة التي يرتكبها هذا الكيان المؤقت، والتي تتناقض مع أي قيم أو مبادئ أخلاقية أو إنسانية؛ بل إنها لا تغض الطرف عنها وحسب، بل تشارك في تلك الجرائم، وتدعمها بالمال والسلاح على مرأى ومسمع من العالم كله.
باستمرار، تتبنى واشنطن المواقف الصهيونية الممقوتة، وتقف حائط صد بـ”الفيتو” الأمريكي أمام أي إدانة في مجلس الأمن الدولي ضد الممارسات القمعية والوحشية والفاشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، الذى لا حول له ولا قوة ، حتى وإن تغيرت تلك الإدارات الأمريكية بين ديمقراطية أو جمهورية؛ فالقرار الأمريكي مستلب صهيونيًا؛ وقرار الأمم المتحدة مستلب أمريكيًا، في تحد واضح لقيم الحضارة الإنسانية.
الدعم الأمريكي الدائم غير المحدود لهذا الكيان العنصري طوال تاريخه ليس مفاجئًا للمراقبين والمتابعين للشأن الأمريكي، فأمريكا تتحدث بلسان الكيان الصهيوني، وتدعمه ماديا بلا حساب، وعسكريًا بلا حدود ، وترتبط معه بعلاقة متشابكة ليس لها نظير.
ها هو دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الـ45 يقوم وإدارته المتطرفة وجيشه الفاشي بالعدوان على اليمن، ويحارب بالوكالة عن الكيان الصهيوني المجرم الذي يستبيح دماء الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ويحاصر قطاع غزة المدمر ، ويمنع عن سكان القطاع الغذاء والماء والدواء، ويمارس بحق سكان غزة أبشع الجرائم؛ التي يندى لها جبين الإنسانية.
سكان غزة اليوم محاصرون، ويكاد يفتك بهم الجوع والعطش والمرض، بينما جميع الأنظمة العربية والإسلامية لاذت بالصمت باستثناء اليمن، باستثناء صنعاء.
ولهذا فقد أثار حفيظة العدو الأمريكي والبريطاني الموقف اليمني القوي المساند لغزة ولمظلومية الشعب الفلسطيني، وذلك في كون اليمن قرر أن يستأنف فرض حصار خانق على الكيان الصهيوني الغاصب في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وباب المندب؛ وهو ما أفقد العدو الأمريكي والبريطاني صوابة، وقرر استئناف حربه على اليمن في جولة جديدة من حرب بالوكالة عن الكيان الصهيوني ؛ فقرر قصف المدنيين الآمنين في بيوتهم ومساكنهم ومحلاتهم في صنعاء وصعدة وذمار وعمران ومأرب وغيرها من المناطق انتقامًا للكيان الصهيوني المجرم.
التصعيد الأمريكي الإجرامي، الذي استهدف المدنيين هو دليل واضح على مدى جرم العدوان الذي لم يفهم أو لا يريد أن يفهم أو بالأصح هو يفهم أن الموقف اليمني الإيمانية والإنساني الثابت في مساندة أبناء غزة وفرض الحصار البحري على العدو الصهيوني يستند إلى خلفية ما يفرضه الكيان الغاصب من حصار وتجويع بحق سكان غزة، لكنه ربما لا يريد أن يفهم أن الموقف اليمني ثابت ولا يمكن التراجع عنه، لو أطبقت السماء على الأرض.
يؤكد الشعب اليمني دائمًا استعداده التام لمواجهة قوى “الهيمنة والاستكبار” العالمي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي ترتكب وارتكبت أبشع الجرائم في اليابان وفيتنام والصومال وأفغانستان والعراق وغيرها من بلدان العالم تحت ذرائع واهية وحجج إمبريالية.
العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم على اليمن هو امتداد للدور الأمريكي البريطاني المستمر في دعم جرائم الإبادة الجماعية وسياسة التجويع الممنهجة التي يقوم بها كيان العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
لكن الموقف اليمني الإسنادي لغزة ينطلق من مبادئ ايمانية إنسانية أخلاقية راسخة باتجاه فرض معادلة حصار بحري شديد على الكيان الغاصب؛ دون أي استهداف للملاحة الدولية؛ بل إن واشنطن باستئناف عسكرتها للبحر الأحمر هي مَن تهدد الملاحة الدولية.
ولدأبه على قلب الحقائق يحاول الأمريكي والبريطاني عاجزًا عبر وسائل إعلامه تصوير هذا العدوان الغاشم على اليمن على أنه يهدف إلى حماية الملاحة الدولية.. بيد أن الحقيقية الجلية والواضحة للعيان أن هذا العدوان هو دعم للعدو الإسرائيلي وعسكرة للبحر الأحمر ومصدر تهديد حقيقي للملاحة ولأمن المنطقة، ويمثل انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية وتهديد للسلم والأمن الدوليين.