رفح (الأراضي الفلسطينية) «أ ف ب»: استهدفت الضربات الإسرائيلية المتواصلة مناطق عدّة في قطاع غزة اليوم بما في ذلك مدينة رفح، غداة دعوة الوسطاء الدوليين إسرائيل وحركة حماس إلى «إبرام» اتفاق على وقف إطلاق النار، بعد ثمانية أشهر على اندلاع الحرب. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس اليوم استشهاد 60 شخصاً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع إجمالي عدد الشهداء الى 36439، غالبيتهم من المدنيين، منذ اندلاع الحرب.

وعلى رغم المناشدات الدولية، بدأ الجيش الإسرائيلي في مايو شنّ هجوم بري في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع، والتي كانت قد أصبحت الملجأ الأخير لمئات الآلاف من النازحين في ظل المعارك والدمار في مختلف أنحاء غزة.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين (أونروا) اليوم إنه «بسبب العمليات الإسرائيلية، اضطرت آلاف العائلات للفرار. جميع ملاجئ الأونروا الـ 36 في رفح أصبحت فارغة الآن».

وقال أسامة الكحلوت من غرفة عمليات الطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة لوكالة فرانس برس اليوم «تصلنا إشارات يومية ومستمرة من رفح ولكن الاستجابة للإصابات والشهداء صعبة جداً، فالوصول صعب للغاية نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي بالإضافة لاستهداف الطواقم».

ميدانياً، استهدفت مروحيات أباتشي وسط رفح، بينما طال القصف جنوب وغرب المدينة التي باتت محوراً للحرب بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية.

وأفاد شهود اليوم عن رصد آليات عسكرية إسرائيلية في غرب رفح ووسطها، وسماع دوي انفجارات وأصوات معارك واشتباكات مع تحليق لطائرات من سلاح الجو الإسرائيلي.

كذلك، استهدفت غارات جوية مدينة غزة شمالاً حيث قُتل ثلاثة فلسطينيين، بينهم امرأة وطفل، في قصف دمّر منزلاً في حيّ الدرج، وفق مسعفين.

وفي الوسط، استُهدفت مدينة دير البلح ومخيّما البريج والنصيرات بضربات إسرائيلية، وفقاً لشهود.

من جهته، أفاد الجيش عن عمليات «محدّدة الأهداف» في رفح ووسط غزة، وأنّه استهدف «30 هدفاً إرهابياً، بما في ذلك مخزن أسلحة وخلايا مسلّحة».

وعلى رغم الدعوات لوقف إطلاق النار في هذه الحرب، وهي الأطول يشهدها القطاع، إلّا أنّ حدّة الأعمال العدائية لم تتراجع.

وقال مصدران أمنيان مصريان إن مسؤولين من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر اختتموا في القاهرة اليوم اجتماعا تمسكت فيه مصر بموقفها بضرورة انسحاب إسرائيل من الجانب الفلسطيني من معبر رفح حتى يتم استئناف تشغيله.

وسيطرت إسرائيل على المعبر من الجانب الفلسطيني في غزة في مايو خلال هجومها على مدينة رفح بجنوب القطاع، ما أثار غضب مصر التي قالت إنها ستتوقف عن التعاون مع إسرائيل فيما يتعلق بهذا الشريان الحيوي لإيصال المساعدات إلى القطاع وعمليات الإجلاء منه.

وقال المصدران الأمنيان المصريان إن اجتماع اليوم كان إيجابيا رغم عدم الاتفاق على إعادة فتح المعبر. وقال الوفد المصري في الاجتماع إنه منفتح على وجود مراقبين أوروبيين على الحدود للإشراف على عملية تشغيل السلطات الفلسطينية للمعبر إذا وافقت السلطات على استئناف العمل.

وقال المصدران المصريان إن المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين أكدوا أنهم سيعملون سريعا على إزالة العقبات التي تعترض تشغيل المعبر.

ومساء السبت، دعت قطر والولايات المتحدة ومصر، وهي الدول الثلاث التي تقود جهود الوساطة بين طرفي الحرب، إسرائيل وحركة حماس الى الموافقة على مقترح يؤسس لوقف دائم للنار.

ودعت الدول الثلاث في بيان مشترك «كلاً من حماس وإسرائيل لإبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها الرئيس (الأمريكي جو) بايدن.. والتي تجمع مطالب جميع الأطراف».

وكان بايدن أعلن الجمعة خريطة طريق اقترحتها إسرائيل تهدف إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، على ثلاث مراحل ووفق شروط، مطالباً حماس بالقبول بها.

وأوضح الرئيس الأميركي أنّ المرحلة الأولى التي تستمرّ ستّة أسابيع تتضمّن «وقفاً كاملاً وتاماً لإطلاق النار، انسحاب القوّات الإسرائيليّة من كلّ المناطق المأهولة بالسكّان في غزّة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيّين».

من جهة أخرى قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت اليوم إن إسرائيل لن تقبل استمرار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حكم قطاع غزة في أي مرحلة خلال عملية إنهاء الحرب، وإن إسرائيل تبحث في أمر بدائل لحماس.وأضاف جالانت في بيان «بينما ننفذ عملياتنا العسكرية المهمة، تعمل مؤسسة الدفاع في الوقت نفسه على دراسة جهة حاكمة بديلة لحماس».

وتابع قائلا «سنعزل مناطق (في قطاع غزة) وسنبعد عناصر حماس من تلك المناطق وننشر قوات ستمكن من تشكيل حكومة بديلة.. بديل يهدد حماس».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

كارثة غزة تتكشف مع عودة النازحين وباريس ترفض التهجير القسري

بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، تواجه غزة وضعا إنسانيا وصحيا كارثيا، وسط مخاوف من خطط أميركية لتهجير عدد من سكان القطاع إلى دول مجاورة.

ووجد النازحون الفلسطينيون العائدون إلى منازلهم في مدينة غزة هذا الأسبوع المنطقة في حالة خراب بعد حرب استمرت 15 شهرا مع سعي كثيرين منهم للبحث عن مأوى بين الأنقاض أو عن أقارب فرقتهم الدروب في رحلة عودة تشوبها الفوضى.

وكانت مدينة غزة في شمال القطاع قبل الحرب مركزا حضريا صاخبا، ودمر القصف الإسرائيلي مناطق واسعة من المباني لتتحول إلى أكوام من الأنقاض والخرسانة.

وقال رجل عرّف نفسه باسم أبو محمد بينما كان يبحث عن مأوى "شوف المنطقة، مفيش كلام، الواحد هيفرش على الأرض وينام، ما ضل شيء".

رحلة العودة

وحمل العديد من العائدين، ما تبقى لهم من ممتلكات شخصية وأمتعة في رحلات النزوح خلال الحرب، وساروا مسافة 20 كيلومترا أو أكثر على طول الطريق الساحلي السريع شمالا.

وقال جميل عابد الذي جاء سيرا على الأقدام من المنطقة الوسطى في قطاع غزة "احنا قاعدين بستنى أبويا وأمي وأخويا، تهنا عنهم في الطريق وقاعدين نستنى، احنا مشينا من المنطقة الوسطى لا سيارة ولا توك توك ولا كارو بحمار ولا حاجة تمشي بها".

إعلان

ولم يُسمح لأي من سكان الشمال بالعودة قبل يوم الأحد وفقا لشروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه حماس وإسرائيل في وقت سابق من الشهر، لكن العديد منهم يعود الآن إلى منازلهم هناك.

وعلى الرغم من تعرض شمال غزة لأكثر الضربات الإسرائيلية شدة، لم تترك حملة إسرائيل مكانا في غزة دون أن تستهدفه، وهو ما أجبر معظم العائلات على النزوح مرارا فيما واصلت موجات القصف تدمير مواقع أخرى بالقطاع.

وبحلول مساء أمس الاثنين، قالت سلطات حركة حماس في غزة إن أكثر من 300 ألف، أو ما يقرب من نصف النازحين من الشمال، دخلوا إلى مدينة غزة والحدود الشمالية للقطاع من المناطق الجنوبية.

وفي الوقت الذي يواصل فيه البعض البحث عن مكان للاستقرار فيه، واصل عشرات الآلاف رحلتهم إلى الشمال بينما بدأ الوسطاء الأعمال التمهيدية للمرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل.

حصيلة الشهداء

في غضون ذلك، قالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا بينهم 37 تم انتشالهم و80 مصابا خلال 48 ساعة.

وأفادت الوزارة بارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 47 ألفا و354 شهيدا، و111 ألفا و563 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

سياسيا، اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الثلاثاء أن التهجير القسري لفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن وفق ما اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيكون "غير مقبول" ومن شأنه تقويض حلّ الدولتين.

وقال الناطق باسم الخارجية، في بيان، إن "أي تهجير قسري لسكان من غزة سيكون غير مقبول"، مشيرا إلى أن ذلك "ليس انتهاكا خطرا للقانون الدولي فحسب بل إنه أيضا تقويض كبير لحلّ الدولتين وعنصر مزعزع لاستقرار شريكينا المقرّبين، مصر والأردن".

وفي برلين، حث المستشار الألماني أولاف شولتس على تعزيز العمل على تشكيل المستقبل السياسي والاقتصادي لقطاع غزة.

إعلان

وقال قبل إجرائه محادثات مع رئيسة وزراء الدانمارك ميته فريدريكسن، في برلين اليوم الثلاثاء، "من المهم الآن أن تستمر الهدنة، وأن يتم إطلاق سراح جميع المحتجزين، وأن يتم إمداد سكان قطاع غزة بمساعدات إنسانية وطبية بشكل شامل وموثوق".

وفي القاهرة وصل وفد رفيع المستوى من حماس برئاسة محمد درويش رئيس المجلس القيادي للحركة لإجراء محادثات مع الوسطاء المصريين، واستقبال 70 فلسطينيا أفرج عنهم من السجون الإسرائيلية ووصلوا إلى القاهرة قبل نقلهم إلى دولة ثالثة مستعدة لاستضافتهم.

مقالات مشابهة

  • النازحون من شمال غزة..عائدون إلى قطاع من الركام
  • كارثة غزة تتكشف مع عودة النازحين وباريس ترفض التهجير القسري
  • آلاف النازحين يعودون إلى شمال قطاع غزة
  • إسرائيل تفشل في الحرب وتعلن الاستسلام .. صياح وذعر في تل أبيب بعد مشاهد عودة النازحين الفلسطينيين
  • بث مباشر.. تغطية حية لـ عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة
  • الفلسطينيون يتحدون التهجير.. عودة آلاف المهجرين قسريًا إلى شمال غزة
  • بالتكبير والهلاهل.. آلاف النازحين يباشرون العودة إلى شمال غزة
  • حماس: عودة النازحين لشمال القطاع هزيمة للاحتلال ومخططات التهجير
  • الاحتلال الإسرائيلي يعلن عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة صباح اليوم
  • ‏حماس: ندعو الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن الأطروحات التي تتماهى مع المخططات الإسرائيلية