غضب شعبي ودعاوى قضائية بعد رفع الحكومة المصرية سعر الخبز 300 %
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
بعد تنفيذ قرار الحكومة المصرية برفع سعر رغيف الخبز المدعوم ٣٠٠٪ من 5 قروش إلى 20 قرشا اعتبارا من حزيران/ يونيو الجاري٬ شهد الشارع المصري حالة من الغضب بعد تنفيذ هذا القرار٬ كما انعكس ذلك أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي.
ففي الأربعاء الماضي٬ قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي٬ إن مصر سترفع سعر رغيف الخبز المدعوم، وإن رغيف الخبز سيبقى مدعوما، لكن "يجب تحريك سعره بما يتناسب مع الزيادة الرهيبة في الأسعار".
وأضاف مدبولي أن المخابز المدعمة تنتج 100 مليار رغيف في المتوسط سنويا للخبز غير المدعم.
قال إن تكلفة رغيف الخبز على الدولة تبلغ نحو 125 قرشا، ويتم بيعه مقابل 5 قروش، وبالتالي فالدولة تتحمل 120 قرشا على كل رغيف، ما يعني أن الدولة تتحمل سنويا 120 مليار جنيه.
????غير طبيعي تماماً، في مصر قفزة في اسعار مواد اساسية، قد تجر البلاد الى ثورة جياع واضطرابات اجتماعية.
???? تم رفع اسعار الادوية بنسبة 25%
???? تم رفع سعر الخبز 4 اضعاف مرة واحدة .. رغيف العيش من 5 الى 20 قرش
????توقع في وقت قريب رفع سعر المحروقات بنسبة قد تصل الى 300%
لتر البنزين 92… — عامر الشوبكي ????????amer shobaki (@amershowbaki) May 31, 2024
وعلى صفحته على منصة إكس انتقد الباحث الاقتصادي عامر الشوبكي٬ ما تقوم به الحكومة من زيادة في أسعار جميع السلع والخدمات قائلا: "من غير طبيعي تماماً، في مصر قفزة في اسعار مواد اساسية، قد تجر البلاد الى ثورة جياع واضطرابات اجتماعية".
سيدة جابت اخرها من غلاء سعر رغيف العيش وبتقول ارحمونااااااا ارحموا اكل الغلابة#الخبز_المدعم #السيسي_خربها pic.twitter.com/00k9eA8psQ — ???? شهرزاد???????? (@shahrzad_msr) June 1, 2024
بينما تشتكي سيدة مصرية من الغلاء الفاحش في الأسعار٬ وكيف أنها لا تستطيع إطعام ولديها٬ وقد أصبحت توفر ثمن المواصلات لإعالة أبنائها.
ماذا عن غير الحاملين للبطاقات التموينية؟
وفي هذا السياق قالت وزارة التموين إنها تدرس طرح الخبز المدعم لغير حاملي البطاقات التموينية وغير المستفيدين من منظومة الدعم بسعر التكلفة، وهو 125 قرشا للرغيف.
على الجانب الآخر تستمر الوزارة في انتاج الخبز المدعم وصرفه لأصحاب البطاقات التموينية بسعر 20 قرشا للرغيف بمعدل 5 أرغفة يوميا لكل فرد مقيد بالبطاقة حيث يستفيد من منظومة دعم الخبز ما يقرب من 71 مليون مواطن.
دعوة قضائية ضد الحكومة
في أول رد فعل قانوني على قرار الحكومة المصرية برفع سعر رغيف الخبز المدعم٬ قرر عدد من المحامين رفع دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة٬ للمطالبة بوقف تنفيذ وإلغاء القرار الوزاري برفع سعر رغيف الخبز المنتج بالمخابز البلدية.
وأكد أحد رافعي الدعوة المحامي عمرو عبد السلام أن "رغيف الخبز يمثل أهمية بالغة ورمزا موحدا لوجدان الشعب المصري منذ آلاف السنين٬ إلا أنه وفي ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد على مدار السنوات السابقة والارتفاع الجنوني للأسعار الذي صار ظاهرة يومية وتدهور قيمة الجنيه المصري أمام الدولار وفي ظل غياب تام لدور الحكومة في الرقابة على الأسواق وضبط أسعار السلع الأساسية للمواطن لتحقيق العدالة الاجتماعية".
وتابع قائلا: "قامت وزارة التموين والتجارة برفع سعر رغيف الخبز البلدي المدعم بنسبة زيادة 300% بالمخالفة الصارخة لأحكام الدستور".
وأوضح في الدعوى أن "قرار رفع سعر رغيف الخبز البلدي المدعم مخالف لأحكام الدستور خاصة "المادة 79" منه لانتقاصه من حقوق المواطنين في حصولهم على غذاء كاف يساعدهم في البقاء على قيد الحياة باعتبار أن رغيف الخبز هو أساس الغذاء".
إحصاءات عالمية تحذر
وفي عام 2010 قال البنك الدولي في دراسة التي أصدرها عن دعم الغذاء في مصر٬ أن الدعم أنقذ 9% من المصريين من الوقوع تحت خط الفقر خلال الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008.
وبعد 14 عاما على هذه الدراسة٬ فإن الواقع الحالي في مصر يزداد تدهوراً، وذلك بعد ارتفاع معدلات الفقر والتي كانت في عام 2010 لا تتعدى الـ 20 بالمئة، أما الان فقد وصلت لـ 30% وفقاً لأحدث الإحصاءات الحكومية في 2019، وأكتر من 60 بالمئة وفق تقدير البنك الدولي في ايار/مايو الماضي.
وبحسب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، ويعاني نحو 14.4% من سكان مصر، أي ما يقرب من 15 مليون من انعدام الأمن الغذائي.
وهو ما يدفعهم لتعويض عدم قدرتهم في الحصول على الحصة الكافية من العناصر الغذائية اللازمة، باستهلاك كميات كبيرة من الخبز والسكر والزيت، بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي المصرية الخبز التموينية الدعم مصر الاسعار دعم خبز التموين المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رفع سعر رغیف الخبز الخبز المدعم
إقرأ أيضاً:
المزارع بين عامي 1969 و2025
#سواليف
#المزارع بين عامي 1969 و2025،أو، #بريزة_الليمون !
من قلم د. #ماجد_توهان_الزبيدي
………………………………………………………………………………………………………….
كان والدي رحمه الله قد أخبرني ذات مرة أنه أرسل ذات يوم من عام 1969م (88 ) صندوقا كبيرا من الباذنجان لسوق الخضروات المركزي بمدينة إربد ،سعة كل صندوق24 كلغم من مزرعته التي كان يزرعها غربي بلدة “سيل الحمة” شمال بلدة “المشارع”في الأغوار الشمالية لنهر الأردن،والتي تبلغ مساحتها 40 ألف م2 وتعود ملكيتها للمرحوم أحمد المصطفى من أهالي بلدة “الأشرفية”او “خان زيرة”من بلدات “الكورة” بقضاء “عجلون.
المهم في رواية والدي رحمه الله أنه أرسل كل تلك الصناديق بسيارة أجرة”بيك أب” وبقي ينتظر تحت “السدرة” التي كانت على حافة المزرعة ينتظر رجوع السيارة و”مصاري” الصناديق كي يدفع منها أجرة “العاملات” اللواتي قمن بقطف الباذنجان وتعبئته،وتسديد بعض أثمان الأسمدة ومياه سلطة وادي الأردن ،ثم التفرغ لشراء إحتياجات بيته وأسرته!
عاد سائق “البيك أب” وطرح السلام على والدي قائلا: إعطن قرشا يا أبا ماجد؟!
ـ معي “قرطة”(قرشان ونصف القرش) وليس معي أي قرش! ثم لماذا تطلبني قرشا؟(رد الوالد)
ـ طلبتك قرشا كي أعطيك صافي قيمة أل 24 صندوق الباذنجان!(رد السائق)
ـ هي ،كم القيمة النهائية للبضاعة؟
ـ إمسك أعصابك يا أبا ماجد !القيمة كلها 9 قروش!وهذه هي الفاتورة!
واصل حديثه والدي لي بالقول :من تلك اللحظة ناديت على رعاة كانوا على مقربة من مزرعتي وأعطيتهم كل ثمار المزرعة مجانا ،لتستفيد منها ماشيتهم أفضل من إرسالها للسوق المركزي! ومن تلك اللحظة قررت هجرة الزراعة والغور ،والإنضمام للعاطلين عن العمل!
تذكر الكاتب تلك الواقعة ،وهو يتمشى كعادته يوميا في سوق الخضروات والفواكة وسط مدينة إربد الأردنية ،عندما مر من قرب ركن الحمضيات ،فإذا بصديقه البائع الملقب ب”سحلية” الطيب البشوش يصيح بأعلى صوته :الله يرحمك ياليمون ..بعشرة قروش كيلو الليمون..لحق العرض الأخير ..بريزة ياليمون..الله يجبر على أصحابه”!
بدوري ظننتُ أن صديقي “سحلية” يمزح كعادته وعادة بعض البائعين في ذلك السوق العجيب الغريب من الضيق وقلة النظافة،بعد أن هدمت بلدية إربد مبنى الحسبة /السوق من عامين أو يزيد ولم تباشر للآن بناء أي لبنة أو “بلّوكة” واحدة على أنقاضه!لكن إلتفاتة واحدة مني على كوم الليمون جعلتني أقف على الحقيقة المرة التي لم تكن قد صدّقتّها أُذني فصدّقتها عيني،وإذا بالسعر المكتوب بخط كبير قد برّأ صديقي “سحلية” الصادق!
بدوره فغر صديقي “سحلية”فمه لدقائق معدودة ،دون أن يغلقه ،عندما همست في إذنه اليمنى:”أنت تعرف يا صديقي أنني عشت في أوروبا لسنوات :هل تعلم يا “سحلية” أن كيلو الليمون يصل أحيانا لخمسين دولارا في بعض المواسم في أكثر من دولة من دول حلفاء ال”ناتو”!
تركت “سحلية” وغادرت ،إلى أن وصلتُ أمام ملحمة الشيخ موسى السعدي (ابو بدر) كي أُسلّم على صديقي مدير الملحمة “إبراهيم”،ثم جاءت مني إلتفاتة لكوم الليمون ،فإذا ب”سحلية” مايزال فاغرا فمه ويده اليسرى فوق جبينه!
في المرة القادمة سوف أقسم يميناً لصديقي “سحلية” أن الكيلوغرام الواحد من البصل الذي إشتريته أمس من بسطات تلك الحسبة /السوق بعشرين قرش ،يصل سعره في أسواق لندن، أو، باريس لما يقرب من سبعين دولارا أحياناً! لكنني عدلت عن ذلك، لما قد يسفر عنه ،ذلك النبأ من تأثيرات سلبية على أعصاب صديقي الطيب “سحلية”!
“بريزة ياليمون..الله يجبر على أصحابه”!