الجزيرة:
2025-03-26@13:48:03 GMT

رسائل مزدوجة في تصعيد حزب الله ضد إسرائيل

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

رسائل مزدوجة في تصعيد حزب الله ضد إسرائيل

جنوب لبنان- استعادت جبهة الجنوب اللبناني مجددا الاهتمام السياسي والأمني، إذ تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل على طول الحدود، الأمر الذي يشير إلى دلالات عديدة، خاصة مع زيادة تأثير حزب الله وتطور عملياته العسكرية داخل إسرائيل، بينما توسعت الضربات الإسرائيلية في لبنان.

ويشير منسق الحكومة اللبنانية السابق لدى قوات الطوارئ الدولية العميد منير شحادة للجزيرة نت، إلى أن التصعيد العسكري هدفه ردعي ولدعم غزة والضغط على إسرائيل مع بدء عملية رفح، ولكن الرسالة المقلقة اليوم لإسرائيل مع زيادة وتيرة التصعيد، أن المقاومة جاهزة للعودة إلى فترة ما قبل عام 2000، أي بدء عمليات الاقتحام للمراكز العسكرية الإسرائيلية.

ويدلل على حديثه بالعمليات التي نُفذت على الحدود في مراكز راميا والمالكية وغيرهما، بحسب المقاطع المصورة التي تم نشرها ويظهر فيها استخدام المقاومين أسلحة تقليدية، مثل القذائف المضادة للدروع و"بي 7″ وقذائف الهاون عيار 81 مليمترا، ورشاش "بي كيه سي"، و"الكلاشنكوف"، بينما لا تظهر أسلحة دقيقة مثل "صواريخ ألماس"، وهو ما يدل على أن هذه العمليات كانت هجومية وليست لضرب المراكز، بحسب العميد.

رسائل نوعية

يقول العميد شحادة إنه مع وجود العديد من المراكز الإسرائيلية المنتشرة في المناطق الحدودية من الناقورة إلى مزارع شبعا، يمكن للمقاومة تنفيذ عمليات بسهولة، حيث تشير المعلومات الأمنية إلى أنه لا يوجد أكثر من ألف جندي في الحافة الأمامية للحدود، بسبب خوفهم من هجوم عسكري من قبل المقاومة.

ومع تمكن المقاومة اللبنانية من إسقاط طائرة مسيرة إسرائيلية من طراز "هرمز 900″، فإن ذلك يؤكد -بحسب شحادة- قدرتها على امتلاك صواريخ مضادة للطائرات، قادرة على استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية من طراز "إف-35″ و"إف-15″ و"إف-16".

ويعتبر العميد شحادة أن إسقاط الطائرة يعد عملا عسكريا بأهداف إستراتيجية، حيث يتضمن أولا إسقاط طائرة تجسس، وثانيا إرسال رسالة واضحة إلى إسرائيل بأن لدى المقاومة القدرة على استهداف الطائرات الحربية، وهو ما يجعل كل سلاح جو إسرائيلي في وضع خطير.

ويرى منسق الحكومة اللبنانية السابق لدى قوات الطوارئ الدولية أن هذه العمليات تحمل رسائل ذات حدين لإسرائيل:

الأولى أن المقاومة ظهرت على بعد أمتار من الجنود الإسرائيليين رغم حديث وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت المتكرر عن إبعادها عن الحدود. والثانية أن المقاومة في المرة القادمة قادرة على إعادة مرحلة ما قبل عام 2000 بقيامها بعمليات اقتحام لمراكز إسرائيلية، وأنها مستعدة للعودة إلى تلك الفترة.

ويشير شحادة إلى أن المقاومة قصفت قاعدة "برنيت" بصواريخ بركان المدمرة، وعرضت مشاهد تُظهر حجم الدمار الهائل الذي تسببت به، وأضاف أن أهم ما في الأمر هو قصف قاعدة قيادة اللواء 769، حيث عرضت إسرائيل مقطع فيديو يُظهر مدى الأضرار التي لحقت بها، كما أن نجاح المقاومة بقصف معمل حربي في عكا بجبل ميرون باستخدام صواريخ كاتيوشا بأعداد كبيرة يُظهر استعدادها وقدرتها على الرد بقوة.

جبهة إسناد

من جهته، يقول الخبير بالشؤون الإسرائيلية علي حيدر للجزيرة نت، إن أداء حزب الله العملياتي، بما في ذلك التصعيد الذي تشهده جبهة لبنان، يحكمه في الإطار العام عنوانان رئيسيان، التطورات في جبهة غزة، والاعتداءات الإسرائيلية على الساحة اللبنانية.

ويشير إلى أن تصعيد حزب الله جاء ليخدم هذين الاتجاهين معا، حيث تم رفع مستوى الضغوط الميدانية لتشكل دعامة للجبهة الرئيسية في قطاع غزة، وأيضا جاءت ردا على الاعتداءات التي نفذها الجانب الإسرائيلي في عدة بلدات لبنانية، "ورغم أنها لا تزال تتماشى مع قواعد الاشتباك، إلا أنه من الواضح أنها تتحرك بنسبة معينة".

ورأى الخبير بالشؤون الإسرائيلية أن من أبرز الرسائل التي تنطوي عليها ضربات حزب الله النوعية والمكثفة، حضورها كعامل مؤثر في حسابات القرار السياسي والأمني الإسرائيلي إزاء تقديره لكلفة مواصلة خيار الحرب على غزة، والإيضاح للقيادات الإسرائيلية أن التصعيد على جبهة لبنان سترتفع وتيرته بشكل تصاعدي باعتبارها جبهة إسناد.

وبحسب حيدر فإن تصعيد العمليات التي ينفذها حزب الله ردا على التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة أيضا يشكل تعزيزا لموقع الحزب في قواعد الاشتباك التي تحكم حركة الميدان، وكذلك بهدف إفهام الجانب الإسرائيلي أن تصاعد اعتداءاته على لبنان ستقابل من المقاومة اللبنانية بمسار تصاعدي من العمليات.

بناء على ذلك، يقول الخبير إن الجانب الإسرائيلي سيضطر إلى وضع نفسه أمام خيارين، إما التكيف مع وتيرة وسقف العمل الذي فرضته المقاومة على جبهة لبنان بدعم من غزة، والذي ارتفع إلى مستويات جديدة، أو التحرك نحو مواجهة أوسع قد تتسم بأبعاد أخطر على العمق الإسرائيلي.

عمق أزمة الشمال

ويرى العميد شحادة أن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للجبهة الشمالية، جاءت لطمأنة المستوطنين بأن الوضع آمن ومستقر، ولكن المعلومات الدقيقة تُظهر أنه عندما وصل إلى الجبهة الشمالية، تمت مواكبته بواسطة 16 طائرة من طراز "إف-15" و"إف-16″، بالإضافة إلى طائرات استطلاع من طراز "هرمز 900″، كما تمركزت بوارج في البحر لمراقبة الوضع، خوفا من ردة فعل من المقاومة.

وكان من اللافت جدا -بحسب شحادة- أن يطلب رئيس البلدية في مستوطنة مارغليوت وبشكل علني من الجيش الإسرائيلي الانسحاب، بعد أن تم استهدافهم من قبل المقاومة اللبنانية، كما دعا مجموعة من رؤساء بلديات المستوطنات في الشمال إلى الانفصال عن إسرائيل وإنشاء دولة الجليل الأعلى.

واعتبر أن هذه الخطوة بالرغم من كونها نظرية وإعلامية، إلا أنها تُظهر مدى الأزمة الكبيرة التي يعاني منها المستوطنون في الشمال، ويُحذرون نتنياهو من عدم اهتمامه بأمورهم، وهذا هو السبب الذي دفع نتنياهو لزيارة هذه الجبهة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أن المقاومة حزب الله من طراز إلى أن

إقرأ أيضاً:

عمليات الاغتيال الإسرائيلية لقادة حماس بغزة!

عمليات الاغتيال

بدا لافتا بالآونة الأخيرة، نجاح الاحتلال الإسرائيلي باغتيال عدد من قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة.

فقد اغتال في اليومين الماضيين عضو المكتب السياسي للحركة، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني صلاح البردويل، الذي استشهد في غارة على خيمته ليلة الأحد، خلال أدائه صلاة قيام الليل، فارتقى مع زوجته على الفور، كما استشهد عضو مكتبها السياسي بغزة إسماعيل برهوم، بغارة إسرائيلية غادرة استهدفت غرفة الجـراحة داخل مسـتشفى ناصر الذي يتلقى فيه العـلاج، بعد إصابته بجروح حرجة في العـدوان الغادر قبل أسبوع.

وقد جاءت هاتان العمليتان بعد اغتيال أبرز قيادات العمل الحكومي بقطاع غزة، يوم الثلاثاء الماضي، وهم رئيس متابعة العمل الحكومي عصام الدعليس، ووكيل وزارة العدل في قطاع غزة المستشار أحمد الحتة، ووكيل وزارة الداخلية اللواء محمود أبو وطفة، والمدير العام لجهاز الأمن الداخلي اللواء بهجت أبو سلطان.

لماذا تزايدت الاغتيالات بحق قيادات "حماس" والحكومة في غزة مؤخرا!؟

والجواب على ذلك بسيط جدا:

أولا: فارق التكنولوجيا وقدرات التجسس لدى الاحتلال الإسرائيلي، والدعم الأمريكي المطلق من كافة الاستخبارات في العالم الذين يسعون بشكل مباشر أو غير مباشر إضعاف أو التخلص من المقاومة وحركة حماس تحديدا!!

يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي استثمر التهدئة في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، لجمع المعلومات، وتغذية بنك أهدافه، وربما تجنيد العملاء والمستعربين داخل غزة، وربما زرع مئات الكاميرات التي تمسح وجوه الغزيين فتمكن من تحديد هوياتهم ورصد أماكنهم، ما سهل عملية الاغتيال لاحقا
ثانيا: أن قيادات حركة "حماس" تأخذ الاحتياطات اللازمة لسلامتها؛ لكنها بالتزامن مع ذلك تنخرط في الأعمال والمسؤوليات الملقاة على عاتقها، رغم ظروف الحرب والمخاطر الكبيرة التي تهدد حياة قادتها!.. وأبرز النماذج الحية على ذلك الطريقة التي استشهد بها رئيس حركة حماس بغزة يحيى السنوار الذي استشهد في الخطوط القتالية المتقدمة في مواجهة قوات الاحتلال، وكذلك القيادي في الحركة صلاح البردويل الذي ارتقى في خيمة النزوح وحاله كحال شعبه من النازحين، والحال ذاته للشهيد إسماعيل برهوم الذي ارتقى الليلة الماضية.

ثالثا: أن قطاع غزة أضحى سجنا كبيرا بفعل الحصار المفروض عليه منذ سنوات، وهو ضمن مساحة محدودة واكتظاظ بشري هائل، وكل شبر في غزة مراقب، فأن تصمد المقاومة وقيادتها في هذه الظروف بعد عام ونحو خمسة أشهر من معركة غير متكافئة؛ فهو إنجاز وإعجاز عظيم.

رابعا: يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي استثمر التهدئة في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، لجمع المعلومات، وتغذية بنك أهدافه، وربما تجنيد العملاء والمستعربين داخل غزة، وربما زرع مئات الكاميرات التي تمسح وجوه الغزيين فتمكن من تحديد هوياتهم ورصد أماكنهم، ما سهل عملية الاغتيال لاحقا، وهو ما يتطلب من المقاومة استخلاص العبر والعمل تحت الأرض في الأنفاق التي تعد أكثر سلامة وأمنا رغم ظروفها القاسية.

هل يؤثر غياب القادة على سير المعركة؟

- بالتأكيد استشهاد قيادات المقاومة عموما يؤثر مرحليا فقط في سير المعركة، لكنه غير مؤثر استراتيجيا على المدى البعيد، فغياب قائد يخلفه ألف قائد.

- الاحتلال جرّب عمليات الاغتيال للقيادات منذ عقود، والنتيجة واحدة: قوة المقاومة، واتساع تأييدها.

المطلوب حيال عمليات الاغتيال:

المطلوب من أبناء الشعب الفلسطيني وأبناء الأمة العربية والإسلامية عموما، تعزيز الثقة بقدرة المقاومة على امتصاص الضربة والضغوطات الناتجة عن عمليات الاغتيال، وأنها ستتجاوزها وستواصل الطريق حتى التحرير.

حملة الاغتيالات لقيادات المقاومة ليست جديدة وليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، فقد اغتال الاحتلال عشرات القيادات من حركة حماس خلال معركة "طوفان الأقصى"، التي انطلقت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023، وعلى رأسهم رئيس الحركة إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري، والسنوار، والضيف، ومروان عيسى، وغيرهم، وقبلهم الشيخ الياسين، والرنتيسي، والمقادمة، وصلاح شحاده، والعياش.. والنتيجة أن الحركة لم تمت وواصلت مسيرتها بقوة وعنفوان.
التنبه لحملات "الذباب الإلكتروني" النشطة على مواقع التواصل، والتي تبث الإحباط والتشكيك بالمقاومة وتسعى لضرب الروح المعنوية لشعبها وحاضنتها الشعبية داخل فلسطين وخارجها!

الخلاصة:

عمليات الاغتيال لقادة "حماس" والمقاومة لا تزيدها إلا قوة وعنفوانا وتجذرا في الأرض، وهو ما أثبته التاريخ عبر مراحل تأسيس الحركة، التي قدمت المئات من قياداتها في قطاع غزة والضفة الغربية وخارج فلسطين المحتلة.

فاغتيال الاحتلال الإسرائيلي لقائد يخلفه ألف قائد، ويدفع الشعب الفلسطيني للالتفاف أكثر حول المقاومة، التي تترسخ مكانتها في قلوب الملايين، فكرة لا يمكن انتزاعها؛ تكبر وتتمدد مع مرور الزمن، ليأتي اليوم الذي تجتث فيه الاحتلال.

مقالات مشابهة

  • شحادة: المناطق الحرة للصناعات التكنولوجية ستحدث فارقاً حقيقياً في الاقتصاد
  • عقيدة إسرائيل الجديدة: سحق حزب الله تماماً
  • عن مصير الودائع اللبنانية والسورية في لبنان.. هذا آخر ما كُشف
  • على الحدود مع لبنان.. هذا ما سيفعله الجيش الإسرائيلي غدًا
  • ناشط بريطاني :جبهة الاسناد اليمنية لغزة عمل بطولي
  • رسامني عرض وأبي رميا للخطط التي ستعتمدها وزارة الأشغال في المرافق العامة التابعة لها
  • عمليات الاغتيال الإسرائيلية لقادة حماس بغزة!
  • لبنان بين فكَّي كماشة.. “إسرائيل” والجماعات التكفيرية ينطلقان لنفس المشروع
  • السيد القائد: لن نتفرج على الإجرام الصهيوني في لبنان وسنقف مع الشعب اللبناني وحزب الله في أي تصعيد
  • الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عنصر من حزب الله في جنوب لبنان