ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش وقفات مع آيات الحج
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر الشريف، الحلقة الأولى من الموسم الرابع عشر من برامجه الموجهة للمرأة بعنوان"وقفات مع آيات الحج"، وحاضر فيها كلا من: الدكتورة لمياء متولي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، والدكتورة زينب سري سليمان، مدرس الفقه بجامعة الأزهر، وأدار الحوار الدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.
وقالت الدكتورة لمياء متولي، إن فريضة الحجّ تُعدّ ركنًا من أعظم أركان الإسلام وأعلاها منزلة، ودليل ذلك أن الله - سبحانه - تحدّث عن الحج في أكثر من موضع من كتابه العزيز، حيث وردَ ذِكر الحج في: (سورة البقرة، وسورة آل عمران، وسورة المائدة، وسورة التوبة، وسورة الحج) ، وقد فصّل سبحانه في القرآن الحديث عن أعمال الحج ما لم يفصل في غيره من العبادات، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على عناية الله بهذا الركن ومكانته الكبيرة عنده سبحانه.
وأضافت أستاذ الفقه، أنه في كل من هذه الايات مقصد وغاية ودلالات ووقفات ومنها: تحقيق الإخلاص، فهو أعظم ثمرات التوحيد، وقد نبّه الله -عز وجل- عباده لضرورة تحقيقه في الحج فقال تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}، ومنها التأكيد على وحدة الأمة وتماسكها وإحياء معنى الأخوة الإيمانية الحج من العبادات الجماعية في الإسلام، فهو يؤدى بشكل جماعي كالصلاة والصيام، وكذا تربية المسلم على الدقّة والانضباط، ويتجلى هذا من خلال تحديد المواقيت الزمانية والمكانية للحج، فالمواقيت الزمانية هي الأشهُر التي حدّدها الله -سبحانه- للذهاب للحج، قال الله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ}، كما وَقَّت سبحانه وقتًا محددًا للوقوف بعرفة، إذا تجاوزه الحاج بطل حجه، ووقتًا لرمي الجمار.
وتابعت: من مقاصد الحج، التنبيه على أهمية الاستعداد للآخرة، قال الله تعالى: " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَاب "، والموازنة بين المصالح الدنيوية والأخروية : قال -عز وجل-: " لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ "، وربط قلب المسلم بذكر الله: قال تعالى : ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا " .
زينب سري سليمان: من تمام نعمة الله على عباده تمييزهم بالعقل وتشريع الأحكام التي تُناسب كرامته وتُقوم معوّجه وتُسدد فكره وتصلح حاله في مجتمعهمن جهتها، بينت الدكتورة زينب سري سليمان، أن من تمام نعمة الله على عباده تمييزهم بالعقل، وتشريع الأحكام التي تُناسب كرامة العقل، فتُقوم معوّجه وتُسدد فكره وتصلح حاله في مجتمعه، بما يُزيل أسباب الفراق ونزوات التمزق والشقاق، وتدعوه لوحدة الكلمة والصف بخطاب وأحكام مهما اسُتجد العصر وتبدل الحال يكون لها نفس التأثير المُعجز، ومن هذه المنحات الربانية؛ فريضة الحج، قال تعالى : "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" فهنا الفريضة على جميع الناس باختلاف ثقافاتهم ولهجاتهم ووظائفهم، لتجمعهم على قصد واحد وهو طاعة رب العباد، فيرتدع المتجبر ويطمئن الضعيف ويسعون جمعياً إلى الغني الذي لا وسيلة لرضاه إلا طاعته.
وأضافت: هناك بعض من مصطلحات الحج التي يمكن أن تلتبس على العامة؛ منها لفظ الإحرام وخلع المخيط: فالإحرام يحصل بالنية، وهو ركن من أركان الحج، ومن فوته عليه ذبح، وأما التجرد من المخيط: فمن لم يتجرد من المخيط يقع في محظور من محظورات الحج ويجب عليه إحدى ثلاث: صيام أو صدقة أو نسك، وبالنسبة للمرأة الحائض فيجوز لها الإحرام، ويجب عليها عدم تجاوز الميقات إلا وهي محرمة بنية الحج، وعند طهرها تدخل مباشرة في أعمال الحج، ولا تذهب لتجدد الإحرام من التنعيم، فإذا ما أحرمت تلبست بجميع محظورات الإحرام من منع قص الشعر، ووضع المعطرات إلى أن تتحلل من إحرامها، كما يُستحب لها البعد عن مظاهر الزينة كوضع الكريمات، وزبدة الكاكاو وغيرها من الأشياء التي لا تفسد الحج لكن البعد عنها أولى.
حياة العيسوي: الحج فريضة عظيمة يأتي لها الوفود من كل فج عميق متجردين من لهو الدنيا وزخارفها لترويض النفس بترك شهواتهامن جانبها، قالت الدكتورة حياة العيسوي، إن في هذه الفريضة العظيمة تأتي الوفود شُعثاً غُبراً مهرولة إلى رب العباد متجردة من لهو الدنيا وزخارفها وفي ذلك ترويض للنفس بترك شهواتها، وترويض لها على الحضور يوم عرض الأعمال في أرض المحشر ، قال تعالى : "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ" ، وتتجلى في الحج نعمة الأمان من رب العالمين، الأمان الذي يفتقر إليه العالم ، كما حرم فيه القتال والحرب، قال تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ" .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجامع الأزهر الأزهر وقفات جامعة الأزهر الحج الأخوة الإيمانية قال تعالى
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر يكرم القائمين على شؤون الجامع الأزهر خلال شهر رمضان.. ويؤكد: الجامع كان خلية عمل على مدار الساعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، أن الجامع الأزهر نجح خلال شهر رمضان المبارك في تقديم أنشطة روحية وعلمية مكثفة، جسدت رسالته التاريخية كحارس للشريعة والدين، ومنارة للعلم تستقطب طلاب العلم من كل بقاع العالم، لافتا إلى أن هذه الجهود الطيبة كان خلفها رجال، قاموا وأخلصوا لله سبحانه وتعالى، لم يمنعهم انشغالهم بصومهم أو عبادتهم، بل اعتبروا أن خدمة الجامع الأزهر جزء من عبادتهم، فكان عملهم في خدمة رواد الجامع الأزهر من أشرف وأنبل ما يتقرب به الإنسان إلى الله تعالى.
وأشار وكيل الأزهر ، خلال كلمته باحتفالية اختتام شهر رمضان المبارك، إلى أن الأزهر، واصل أداء رسالته في تصحيح الأفهام ونشر الفهم الوسطي للقرآن الكريم والسنة النبوية، تحت قيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لافتاً إلى أن الأزهر لا يخدم المصريين فحسب، بل يستقبل أكثر من ٧٠ ألف طالب وافد سنوياً، يعودون إلى أوطانهم حاملين منهجاً معتدلاً يساهم في تحقيق الاستقرار العالمي.
وأوضح أن الجامع شهد هذا العام برامج متنوعة شملت دروساً علمية وتلاوات قرآنية بالقراءات المختلفة، إضافة إلى دروس ما بعد صلاة التراويح، مما جعله "خلية عمل على مدار الساعة"، مشيدا بالجهود الكبيرة لفريق المركز الإعلامي للأزهر، وما بذلوه من عمل متواصل في إيصال فعالياته مباشرةً للملايين عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، مما جعله يكتسب بجدارة أنظار العالم وأسماعهم، تجاه ما يتلى فيه من آيات الله سبحانه وتعالى، وما أعد فيه من برامج أخذت الألباب، ولفتت العقول.
ووجه وكيل الأزهر الشكر إلى التلفزيون المصري، والإذاعة المصرية، والهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة أ/ أحمد المسلماني، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وجميع الصحفيين والإعلاميين في مختلف وسائل الإعلام، تقديرًا لجهودهم المتميزة في تغطية فعاليات وأنشطة الأزهر خلال شهر رمضان المبارك.
ونقل تحية الإمام الأكبر للجهات التي أسهمت في إنجاح الموسم الرمضاني، ومنها شركة النظافة، مثمننا جهود عمالها وما بذلوه من جهود مضنية في تهيئة الجامع الأزهر لرواده على مدار الساعة، كما وجه الشكر أيضا لشركة الأمن وأفراد الأمن التابعين للجامع الأزهر، لجهودهم في تأمين المسجد بمداخله ومخارجه المتعددة، في ظل الإقبال الشديد خاصة قبل آذن المغرب، مشيدا يتعاملهم الطيب مع الناس، والذي اتسم الصبر والتحمل فوق طاقتهم ليكونوا خير معبر عن الجامع الأزهر .
وبعث بتحية خاصة لأئمة القبلة بالجامع الأزهر، مؤكدا أنهم أمضوا الشهر كاملًا في خدمة المصلين،
وأمتعوا أسماع الناس بأندى الأصوات والتلاوات، وكانوا خير ممثل للأزهر ولمدرسة التلاوة المصرية، كاشفا عن الدور الكبير الذي قام به فضيلة الشيخ حسن عراقي، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف، والذي بذل مجهودا كبيرا في تجهيز ومراجعة القراء والأئمة طوال الشهر، وهو ما ساهم بشكل كبير في خروج العمل بأفضل ما يكون، داعيا المولى عز وجل له بدوام الصحة والعافية.
كما أعرب وكيل الأزهر، تقديره للدور الكبير الذي قام به بيت الزكاة والصدقات، بإشراف مباشر من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، ورئاسة الدكتورة سحر نصر، في توفير وجبات إفطار للصائمين على مدار الشهر، مثمنا جهود العاملين بالبيت في توزيع تلك الوجبات يوميا، كما وجه شكر لمدينة البعوث الإسلامية على التعاون في إعداد جزء من وجبات الطعام بالجامع الأزهر، ووجبات إفطار طلاب جامعة الأزهر
وشكر وكيل الأزهر، زملائه من قيادات الأزهر على تعاونهم المتواصل في إنجاز كل ما يخص العمل بالجامع الأزهر طوالي شهر رمضان، مشيدا بجهود فريق العمل بالجامع الأزهر، بقيادة الدكتور هاني عودة، مدير الجامع الأزهر، والدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على أروقة الجامع الأزهر، مؤكدا أن فريق العمل كان بمثابة الدينامو والمحرك لجميع ما يحدث في الجامع، وذلك في صبر وثبات، على الرغم من عددهم القليل، إلا أن جهودهم كانت مباركة، حتى في تنظيم وتوزيع وجبات الإفطار على الصائمين.
كما توجه د الضويني بالامتنان إلى فرق العلاقات العامة والمراسم، على حسن إدارة وتنفيذ الاحتفالات الدينية الخاصة بالجامع خلال شهر رمضان، مؤكدا أنهم نسجوا خيوط التنظيم بإتقان، وحرصوا على إضفاء الروح الإيمانية في كل تفصيل، فجسدوا بجهودهم قيم الأزهر السمحة، كما خص فضيلته بالشكر الطلاب الوافدين الذين أداروا بتناغمٍ وتفانٍ فعاليات الإفطار الجماعي، فكانوا سفراء للأخوة الإنسانية، ورمزًا للتعاون الذي يجمع تحت مآذن الأزهر أبناء العالم من كل حدبٍ وصوب.
وثمّن وكيل الأزهر دعم مصر اللامحدود للأزهر، الذي يعد رمزاً لدورها الإقليمي والديني الدولي، مُهدياً الشكر الأكبر لفضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب على متابعته الشخصية وتوجيهاته التي أسهمت في إبراز الأزهر كصرح عالمي يُحتذى به، سائلا المولى عز وجل أن يجزيه عنا وعن المسلمين خير الجزاء، وأن يشفيه ويعفو عنه.
1000086441 1000086442 1000086443 1000086444 1000086445 1000086449 1000086438 1000086440 1000086446 1000086448 1000086434 1000086436 1000086437 1000086439 1000086435 1000086466 1000086467 1000086468 1000086420 1000086422 1000086432 1000086433 1000086469 1000086406 1000086424 1000086418 1000086421 1000086423 1000086425 1000086416