2 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ان العراق يمتلك فرصة حقيقية لحيازة صناعة متقدمة وناجحة اقتصادياً، فيما وجه بإعداد حزمة متكاملة لرفع كفاءة المصرف الصناعي وإيجاد آليات مبسطة لعمليات وشروط الاقتراض.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان ورد لـ المسلة، إن السوداني ترأس اجتماعاً خاصاً لبحث أساليب جديدة، إضافة للضمانات السيادية، لتمويل ودعم توطين عدد من الصناعات في العراق وإنشاء المشاريع الصناعية.

وأشار إلى أن العراق يمتلك فرصة حقيقية لحيازة صناعة متقدمة وناجحة اقتصادياً، بوجود موارد بشرية وحاجة محلية متنامية ووفرة المواد الأولية، وخاصة الناتجة من تكرير النفط الخام، في ظل النمو الاقتصادي الذي يشهده العراق، مجدداً الإشارة إلى أهمية ما يوفره مشروع طريق التنمية من إمكانية لنشوء مدن صناعية على امتداد الطريق، فضلاً عن المدن الصناعية الحالية.

ولفت إلى صياغة آليات واضحة لدعم الصناعيين، وتشجيعهم نحو صناعات محددة تتكامل مع باقي الخطط الاقتصادية للحكومة، وفي مقدمتها خطط الإسكان والمدن الجديدة، وتشييد البنى التحتية الخدمية، وهي نشاطات تستلزم توفر أضعاف القدرة المتوافرة حالياً لصناعة المواد الإنشائية والمواد الداخلة في الإعمار.

ووجه السوداني بـ إعداد حزمة متكاملة من الإجراءات، تسهم في رفع كفاءة المصرف الصناعي وإيجاد آليات مبسطة لعمليات وشروط الاقتراض وضماناته، على النحو الذي يدعم إقامة عدد من المصانع النوعية، قادرة على خلق فرص عمل جديدة للشباب، والمساهمة في الناتج الإجمالي المحلي بشكل ملحوظ.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

من‭ ‬يمتلك‭ ‬القصيدة‭: ‬الشاعر‭ ‬أم‭ ‬القارئ؟

فى‭ ‬الفيلم‭ ‬الإيطالى‭ ‬الشهير‭ ‬Il Postino‭ ‬‮«‬ساعى‭ ‬البريد‮»‬‭ (‬1994‭)‬،‭ ‬يقوم‭ ‬ساعى‭ ‬البريد‭ ‬فى‭ ‬قرية‭ ‬إيطالية‭ ‬صغيرة‭ ‬بإهداء‭ ‬فتاة‭ ‬يحبها‭ ‬قصيدة‭ ‬يدّعى‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬تأليفه،‭ ‬بينما‭ ‬هى‭ ‬فى‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬إبداع‭ ‬الشاعر‭ ‬التشيلى‭ ‬المنفى‭ ‬بابلو‭ ‬نيرودا‭. ‬عندما‭ ‬وبّخه‭ ‬نيرودا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الفعل،‭ ‬رد‭ ‬الشاب‭ ‬قائلًا‭: ‬‮«‬فقط‭ ‬لأنك‭ ‬كتبت‭ ‬القصيدة،‭ ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬أنها‭ ‬ملكك‭. ‬الشعر‭ ‬ينتمى‭ ‬إلى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليه‭.‬‮»‬
قد‭ ‬يدهشنا‭ ‬هذا‭ ‬الرد‭ ‬فى‭ ‬عصرنا‭ ‬الذى‭ ‬يحمى‭ ‬حقوق‭ ‬الملكية‭ ‬الفكرية‭ ‬بقوانين‭ ‬صارمة،‭ ‬ولكن‭ ‬كلمات‭ ‬ساعى‭ ‬البريد‭ ‬تفتح‭ ‬بابًا‭ ‬للتأمل‭ ‬فى‭ ‬مسألة‭ ‬ملكية‭ ‬الشعر‭. ‬فمن‭ ‬يملك‭ ‬القصيدة‭ ‬حقًا؟‭ ‬هل‭ ‬يملكها‭ ‬الشاعر‭ ‬الذى‭ ‬أبدعها؟‭ ‬أم‭ ‬القارئ‭ ‬الذى‭ ‬يتفاعل‭ ‬معها،‭ ‬ويجعلها‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬حياته،‭ ‬ورمزًا‭ ‬لتجاربه‭ ‬وأحلامه؟‭ ‬لمن‭ ‬تنتمى‭ ‬رائحة‭ ‬الوردة؟‭ ‬هل‭ ‬هى‭ ‬للشجرة‭ ‬التى‭ ‬تطرحها،‭ ‬أم‭ ‬للعابر‭ ‬الذى‭ ‬يتنفس‭ ‬عبيرها‭ ‬ويسعد‭ ‬به؟
فى‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬الكتابة‭ ‬والتناسخ‮»‬،‭ ‬يستشهد‭ ‬الناقد‭ ‬المغربى‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬كيليطو‭ ‬بحادثة‭ ‬طريفة‭ ‬عن‭ ‬الموسيقار‭ ‬الشهير‭ ‬وولفغانغ‭ ‬أماديوس‭ ‬موزارت،‭ ‬الذى‭ ‬تنازل‭ ‬طوعًا‭ ‬عن‭ ‬بعضٍ‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬أعماله‭ ‬لصديق‭ ‬مبتدئ‭. ‬هذا‭ ‬الفعل‭ ‬يعكس‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬الإبداع‭ ‬قد‭ ‬يتجاوز‭ ‬مسألة‭ ‬الملكية‭ ‬الشخصية،‭ ‬ليصبح‭ ‬مشاعًا‭ ‬بين‭ ‬الناس‭.‬
فى‭ ‬التراث‭ ‬العربي،‭ ‬تناول‭ ‬النقاد‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬منذ‭ ‬قرون‭. ‬ابن‭ ‬رشيق‭ (‬ت‭. ‬1070‭ (‬1071‭/‬،‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬نقاد‭ ‬الأدب‭ ‬فى‭ ‬العصر‭ ‬العباسي،‭ ‬أشار‭ ‬فى‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬العمدة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أنواع‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬السرقات‭ ‬الادبية،‭ ‬منها‭ ‬الاصطراف،‭ ‬ويتفرع‭ ‬إلى‭ ‬اجتلاب‭ ‬أو‭ ‬استلحاق،‭ ‬وإلى‭ ‬انتحال،‭ ‬ثم‭ ‬الإغارة،‭ ‬فالغصب،‭ ‬فالمرافدة‭. ‬وفى‭ ‬هذه‭ ‬الأنواع‭ ‬جميعا،‭ ‬يكون‭ ‬النص‭ ‬المسروق‭ ‬حاضرا‭ ‬بعينه‭ ‬لفظا‭ ‬ومعنى‭ ‬فى‭ ‬منتوج‭ ‬الشاعر‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الشاعر‭ ‬قد‭ ‬يتنازل‭ ‬عن‭ ‬بيت‭ ‬شعرى‭ ‬لشاعر‭ ‬آخر‭ ‬بمحض‭ ‬إرادته‭. ‬هذا‭ ‬التصرف‭ ‬يعكس‭ ‬فهمًا‭ ‬أكثر‭ ‬تعمقًا‭ ‬للعلاقة‭ ‬بين‭ ‬الإبداع‭ ‬والملكية‭ ‬الأدبية،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يُنظر‭ ‬إلى‭ ‬القصيدة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ملكية‭ ‬خاصة‭ ‬بل‭ ‬حساب‭ ‬مشترك‭ ‬فى‭ ‬بنك‭ ‬الابداع،‭ ‬إرث‭ ‬جماعى‭ ‬تتناوبه‭ ‬الاجيال‭.‬
لم‭ ‬تكن‭ ‬الحدود‭ ‬التى‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬الاقتباس‭ ‬المشروع‭ ‬والسرقة‭ ‬مجرد‭ ‬مسألة‭ ‬قانونية‭ ‬فحسب‭ ‬فقد‭ ‬أثارت‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬اعتماد‭ ‬الشاعر‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬غيره،‭ ‬وأين‭ ‬يكمن‭ ‬‮«‬تعالق‭ ‬النصوص‮»‬‭ ‬ومتى‭ ‬يبدأ‭ ‬الإبداع‭ ‬الفردى‭.‬
فى‭ ‬السياق‭ ‬الغربي،‭ ‬قدّم‭ ‬الناقد‭ ‬الأدبى‭ ‬هارولد‭ ‬بلوم‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬الانحراف‮»‬‭ (‬clinamen‭) ‬لفهم‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬الشعرية‭. ‬مستندًا‭ ‬إلى‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الرومانى‭ ‬لوكريتيوس‭ (‬ت‭. ‬51‭ ‬ق‭.‬م‭.)‬،‭ ‬الذى‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬انحراف‭ ‬الذرة‭ ‬عن‭ ‬مسار‭ ‬الاخرى‭ ‬وهذا‭ ‬الانحراف‭ ‬هو‭ ‬الذى‭ ‬يجعل‭ ‬التغيير‭ ‬فى‭ ‬الكون‭ ‬ممكنًا‭. ‬طبّق‭ ‬بلوم‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬على‭ ‬الشعر،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشاعر‭ ‬ينحرف‭ ‬عن‭ ‬مسار‭ ‬سابقه‭ ‬المبدع‭ ‬ليصنع‭ ‬تصحيحًا‭ ‬أو‭ ‬تغييرًا‭ ‬فى‭ ‬اتجاه‭ ‬قصيدة‭ ‬جديدة‭. ‬وهذا‭ ‬‮«‬الانحراف‮»‬‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬الإبداع‭ ‬الشعرى‭ ‬مميزًا‭ ‬وأصيلًا،‭ ‬ويشكل‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬استجابة‭ ‬إبداعية‭ ‬للقصائد‭ ‬السابقة‭.‬
وكما‭ ‬أنّ‭ ‬الشعر‭ ‬قد‭ ‬يصبح‭ ‬ملكًا‭ ‬لمن‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه،‭ ‬كذلك‭ ‬يمكن‭ ‬للشاعر‭ ‬أن‭ ‬ينحرف‭ ‬عن‭ ‬أسلافه‭ ‬ليبدع‭ ‬شيئًا‭ ‬جديدًا‭ ‬ينتمى‭ ‬إلى‭ ‬زمنه‭ ‬وتجربته‭.‬
 

مقالات مشابهة

  • زيارة السوداني للمملكة المتحدة على طاولة حواره مع السفير البريطاني في العراق
  • زيارة السوداني للملكة المتحدة على طاولة حواره مع السفير البريطاني في العراق
  • مستشار السوداني يُحدد شرطين لتطوير القطاع الخاص في العراق
  • مهدي عباس: أشكر مهرجان الإسكندرية على هذا التكريم
  • مهرجان الإسكندرية يحتفي بمشوار الناقد العراقي مهدي عباس
  • من‭ ‬يمتلك‭ ‬القصيدة‭: ‬الشاعر‭ ‬أم‭ ‬القارئ؟
  • ترأس المهندس محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء اجتماعآ ضمّ فريق إدارة الأزمات والكوارث ولجنة إغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني
  • السوداني:يوجه مؤسسات الدولة باستمرار دعم حزب الله اللبناني وحركة حماس
  • السوداني يصدر توجيها يخص عمليات الإغاثة إلى غزة ولبنان
  • السوداني يوجه بإدامة عمليات الإغاثة إلى غزة ولبنان