مناقشة رسالة حول "تاريخ بلدة الكويت خلال القرنين 18 و19" بجامعة السلطان قابوس
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
مسقط- الرؤية
ناقشت جامعة السلطان قابوس ممثلة بقسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، رسالة الدكتوراه المقدمة من الطالب محمد راشد خراشان القحطاني، والتي تُعنى بتاريخِ بلدة الكويت خلال القرنين الثامن عشر والتاسعِ عشر الميلاديين.
وتستند مقاربة تاريخ البلدة في هذه الفترة استنادا رئيسًا إلى مجموعة من المصادر التاريخية الأولية ذات الإطارين الوثائقي والروائي معًا؛ حيث تشكل هذه المصادر سلسلة تاريخية مترابطة من المعارف السردية عن ماضي البلدة إبان الحقبة الزمنية المذكورة آنفًا، وهي المقارنة فيما بين بعضها بعض مقارنة نقدية تحليلِية.
وتدور هذه السلسلة حول محور وثائقي معين يعد بمثابة عنصر المقارنة الرئيس بين تلك المصادر الأَولية الأخرى؛ إذ يتمثَل هذا العنصر في موسوعة الخليجِ لمؤلفها جون جوردن لوريمر، وتحديدًا في جزئه "التاريخي" بمجلده الثاني لقسمه الأَول وبمجلد قسمه الثالث الذين يرتبطون بتاريخِ بلْدة الكويت ارتباطًا جوهريًّا؛ وهي الموسوعة الصادرة في جزئين عن حكومة الهند البريطانية -المعروفة بمسمى الراج البريطاني- في عامي 1908م و1915م.
ولهذه الرسالة تساؤلات متصلة بتاريخ مشروع موسوعة الخليج من جوانب متباينة جنبا إلى جنب مع الوقوف على أي من ترجمات الموسوعة العربية الثلاث الأكثر دقة في عملها من الأخريين. علاوة على ذلك، تطرح الرسالة استفهامات متنوعة ذات صلة بفصل "تاريخ الكُوَيْت" الواقع في جزء الموسوعة "التاريخي"؛ وهي مسائل ترتبط بالكشف عن هوية المصادر التي اعتمد عليها ج. لوريمر في كتابة هذا الفصل ودراستها -المسماة في معظمها بـالمصادر الأُم وفقا لمنظور الباحث- وعن مدى دقَّة عمل ج. لوريمر وتدخلاته في إعادة تحرير نصوص الفصل من أُصولها المادية، فضلا عن أَربع قضايا مختلفة في الفصل قد انتقاها الباحث من الفصلِ اعتِمادًا على معيارين لمقاربتها نقديا ولاكتشاف وثيقة جديدة في إِحداها ومن ثم ترجمتها للعربية وشرحها وتحليلها.
وتحاول الرسالَة الإِجابة على الأسئلة السابقة وتقديم تفسيرات لقضاياها بداية من مقاربة ماهية مشروع موسوعة الخليج من مناح عدةٍ باتباع قواعدٍ لمنهج التحقيق، أو بالأحرى الكدكولوجِيا؛ حيث الوصف الظاهري والنقد التاريخي لمادية تشكل مجلدات الموسوعة الخمسة وغلاف خَريطتها عن إقليمي الخليج والجزيرة العربية، علاوة على تعقب خلفية مؤلفها ج. لوريمر التاريخية من أربعة نواحٍ هي الشخصِية والعائلِية والمهنية والعلمية-الأدبية. إضافة إلى التحقيق الظاهري، تهتم الرسالة بوصف باطن الموسوعة ونقده ذو العلاقة بتلك السرديات الخاصة بفصل "تاريخ الكُوَيْت" في الجزء "التاريخي"؛ إذ تم عمل ذلك في هوامش إحدى ترجمات الموسوعة العربية عن أُصولها الإِنجليزية، وإلى جانب الفصل الثالث المنوط بهوية مصادر تلك السرديات الأم، والفصل والرابع المتعلق بأَربعة موضوعات مختارة منها بناء على معيارين محددين.
وأَثناء عمليتي التحقيق والنقد طبق الباحث نهج المراجعة الأدبية النوعية على مجموعة من الدراسات الثانوِية؛ إِذ اعتمدت هذه المراجعة على قواعد من الأُسلوبِ الجدلي لعلمِ المنطق، أو بالأحرى بالأُسلوب الديالكتيكي، حيث أنماطه الفكرية المتنوعة والمجسرة مع قواعد من مغالطاته اللاصورية/رسمية.
أشرف على الرسالة دكتور إبراهيم بن يحيي البوسعيدي أستاذ مساعد بقسم التاريخ، وشارك في الإشراف الدكتور بدر بن هلال العلوي أستاذ مساعد بقسم التاريخ، ترأس اللجنة الدكتور خالد بن عامر الشملي أستاذ مساعد بقسم الجغرافيا، وعضوية الممتحنين: الأستاذ الدكتور سعيد القحطاني (ممتحن خارجي) والأستاذ الدكتور عادل العليان (ممتحن خارجي)، والأستاذ الدكتور محمد سالم الطراونة ممثل القسم في لجنة المناقشة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محافظ مسقط يرعى حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب.. الأربعاء
مسقط- الرؤية
بتكليف سام من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- يرعى معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط، مساء الأربعاء، بنادي الواحات، حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، في دورتيها العاشرة لعام 2023، والحادية عشرة لعام 2024.
وكان قد نال شرف الفوز بالجائزة في الدور ة العاشرة المكرم الأستاذ الدكتور عبد الله بن خميس الكندي عن (فرع الثقافة - مجال دراسات الإعلام والاتصال) والأستاذ الدكتور واسيني الأعرج عن (فرع الآداب - مجال الرواية). فيما حُجبت الجائزة في مجال الإخراج السينمائي عن فرع "الفنون".
أما في الدورة الحادية عشرة التي خصصت للعُمانيين فقط، فقد فاز برنامج بودكاست "شاهد فوق العادة" للإعلامي أحمد بن سالم الكلباني في مجال البرامج الإذاعية عن فرع "الفنون"،أما في مجال الشعر العربي الفصيح عن فرع "الآداب" ففاز ديوان "مقامات زليخا" للشاعرة شميسة بنت عبد الله النعُمانية ، فيما حجبت الجائزة في مجال دراسات في البيئة العُمانية عن فرع "الثقافة".
وبلغ مجموع المترشحين الذين استوفوا متطلبات الترشح في الدورة العاشرة 171 مُرشَّحًا، كان منهم 30 مُرشَّحًا في دراسات الإعلام والاتصال عن فرع الثقافة، و25 مُرشَّحًا في الإخراج السينمائي عن فرع الفنون، و161 مُرشَّحًا في الرواية عن فرع الآداب.
وفي الدورة الحادية عشرة فقد بلغ مجموع الأعمال المشاركة، التي استوفت متطلبات الترشح 136 عملًا، توزعت على 18 عملًا في دراسات البيئة العُمانية عن فرع الثقافة، و49 عملًا في البرامج الإذاعية عن فرع الفنون، و69 عملًا في الشعر العربي الفصيح عن فرع الآداب.
ومن المقرر أن يشهد الحفل الإعلان عن مجالات الجائزة في دورتها الثانية عشرة، والتي ستكون (دورة عربية) يُتاح فيها التنافس للعُمانيين إلى جانب إخوانهم العرب، علمًا بأن الجائزة دورية تمنح بالتناوب، فهي في عام تخصص للعُمانيين فقط، وفي العام الذي يليه تكون للعرب عمومًا، ويمنح كل فائز في الدورة العربية للجائزة وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب، ومبلغ مالي وقدره 100 ألف ريال عُماني. أما في الدورة العُمانية يمنح كُل فائز بالجائزة وسام الاستحقاق للثقافة والعلوم والفنون والآداب، ومبلغ مالي وقدره 50 ألف ريال عُماني.
وتأتي الجائزة تكريمًا للمثقفين والفنانين والأدباء على إسهاماتهم الحضارية في تجديد الفكر والارتقاء بالوجدان الإنساني، والتأكيد على المساهمة العُمانية، ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا في رفد الحضارة الإنسانية بالمنجزات المادية والفكرية والمعرفية
يُشار إلى أن الجائزة أنشئت بالمرسوم السلطاني رقم 18/2011 بتاريخ 27 فبراير 2011، اهتمامًا بالإنجاز الفكري والمعرفي وتأكيدا على الدور التاريخي لسلطنة عُمان في ترسيخ الوعي الثقافي؛ باعتباره الحلقة الأهم في سلم الرقي الحضاري للبشرية، ودعمًا للمثقفين والفنانين والأدباء خصوصًا، ولمجالات الثقافة والفنون والآداب عمومًا؛ كونها سبيلًا لتعزيز التقدم الحضاري الإنساني.