اصطدم موضوع التوجه نحو الأرقام المميزة وشرائها بأسعار خيالية بعقبة تمثلت بوضع رموز للمحافظات بدل اسم المحافظة، فـ"1 بغداد" وغيرها من الأرقام المميزة لم تعد بهذه الصيغة، بل بصيغة رمز رقمي حددته مديرية المرور العامة، لتتهاوى بذلك قيمة الأرقام التي صرفت عليها مئات الملايين. *فساد كبير
يقول الخبير الاقتصادي، عبد السلام حسن في حديث لـ السومرية نيوز، إن "موضوع اللوحات المرورية المسماة بالمميزة فيها فساد كبيرة"، متسائلاً "هذه اللوحات بمئات الملايين فأين تذهب مواردها؟ ولماذا لا نرى انعكاساتها على الموازنة".


وأضاف، "هذه تجارة ومنفعة لجهات متنفذة واستغلال من قبل مديرية المرور".
وتابع حسن، "هناك موارد تقدر بـ7 مليار شهرياً لمديرية المرور.. أين تذهب؟".
*استفهامات
من جهته، يقول الباحث السياسي عصام حسين، في منشور له على منصة "أكس"، "ممكن نتعرف على المستثمر الذي مول المشروع، وكم سعر اللوحة، وهل هذا المشروع ضروري للاقتصاد العراقي، وهل يكلف المواطن العراقي المنهك من علاء الأسعار المزيد من المال من أجل تغيير لوحة السيارة، وهل يكون التغيير اجباري أم اختياري، وهل الأرباح تشارك فيها الدولة أم المستثمر أم أن الشراكة بين الحزب السياسي والمستثمر لاضافة عبء مالي آخر على العراقيين بعد عبء البنزين والغرامات المرورية".
*البدء بالتسجيل
وأعلنت وزارة الداخلية، البدء بتسجيل العجلات باللوحات الجديدة "الإنجليزية الموحدة" ابتداءً من اليوم الأحد، فيما اشارت الى ان المشروع سيحد من الجريمة لأن اللوحات وفق منظومة تحتوي بيانات ملايين العراقيين.
وقال المتحدث باسم الوزارة العميد مقداد ميري في مؤتمر صحفي خلال افتتاح معمل طباعة اللوحات الرقمية وحضره مراسل السومرية، ان "الداخلية متجهة للاتمتة الرقمية، وافتتحنا مشروع طبع اللوحات الرقمية للعجلات بالشكل الجديد للوحة المرورية، واعتبارا من غد (اليوم الاحد) فأن كل مواطن سيسجل عجلته وفق اللوحة الجديدة".
وأشار الى انه "سيتم تغيير اللوحات القديمة تباعا في قابل الأيام"، مبينا ان "هذا المشروع يحتوي على مواد من مناشئ عالمية وبالشراكة بين صندوق شهداء الشرطة وشركة عراقية".
وبينما أشار الى ان "الرسوم السابقة ستبقى نفسها بدون اي تغيير بقيمتها"، أكد أن "هذا المشروع سيحد من عملية الجريمة فهي تحتوي على قاعدة بيانات لملايين العراقيين".
*الفئات المشمولة
واليوم، حددت مديرية المرور العامة، الفئات المشمولة بمشروع استبدال اللوحات الجديدة في مرحلته الأولى.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية وخلية الإعلام الأمني العميد مقداد ميري، إن "مسألة إصدار اللوحات المرورية اختصرت الكثير من الوقت، كون أن المعمل يصدر الأرقام داخل العراق".
وأضاف، أن "المرحلة الأولى ستشمل معاملات التسجيل لأول مرة وتجديد السنوية وتعويض اللوحات وتغيير الصنف".
ونوه، الى أن "الوزارة تنتظر وصول خَطَي الإنتاج الثاني والثالث من أجل التوسع في العمل وشمول أكبر عدد من المعاملات".
*تجارة مربحة
واعرب مواطنون في أحاديث لـ السومرية نيوز، عن استغرابهم من "ارقام مرتفعة للوحات المركبات وصلت الى ارقام جنونية"، مطالبين من الجهات ذات العلاقة "بتوضيح اسباب ارتفاع الاسعار بهذا الشكل والتي تحولت الى تجارة مربحة بشكل كبير للبعض".
كما طالبوا بـ"ضرورة منع المضاربات والمزايدات المشبوهة وغسيل الأموال من قبل البعض بهذا الشأن"، محذرين من "انعكاس هذه التجارة على واقع تجارة السيارات وبالتالي انعكاسها السلبي على الاقتصاد العراقي الذي هو بالأساس يعاني من تقلبات كبيرة".
وسجلت أسعار اللوحات ارتفاعاً كبيراً وتحديداً فيما يخص بغداد، إذ تبدأ أسعارها بحسب مختصين من 100 ألف دولار وصعوداً للوحة الواحدة، بعد أن كانت لا تتجاوز آلاف الدولارات في الظروف الطبيعية.
وسبق أن أكدت مديرية المرور العامة في أكثر من مناسبة، أنه لا دخل لها بأسعار لوحات التسجيل لأنها تخضع لقاعدة العرض والطلب في السوق.
ويقول مزايدون ان سعر لوحة "واحد بغداد" في السوق الخارجية يصل لمليارات الدنانير، وتساوي قيمتها بأسعار عشرات المنازل في العاصمة.
*غسيل أموال
وفي وقت سابق، افاد عضو لجنة النزاهة النيابية، أحمد طه الربيعي، بأنه "في الوقت الذي نشيد فيه بجهود هيئة النزاهة الاتحادية وعملها من أجل مكافحة الفساد ورصد حالات الكسب غير المشروع والتضخم المالي خاصة في ما حصل في ملف العقارات، لابد من لفت انتباه الجهات المعنية للظاهرة الجديدة التي تشوبها الشكوك وهي ظاهرة مزاد بيع الأرقام المميزة للعجلات التي تتخفى وراءها عمليات غسيل الأموال".
وأضاف أنَّ "الأرقام الأحادية (واحد بغداد) يتراوح سعرها بين 5 إلى 7 ملايين دولار بعد أن كان السعر السابق مليون دولار، ومن (2 إلى 10 بغداد) ارتفع من 2 مليون إلى 5 ملايين دولار، وبالنسبة لأسعار المحافظات تختلف المبالغ؛ إذ يصل سعر (1 محافظة) إلى 2 مليون دولار"، داعياً "هيئة النزاهة الاتحادية ودائرة غسيل الأموال لرصد هذه الظاهرة للوقوف على أسباب بيع هذه الأرقام بهذه الأسعار الخيالية"، بحسب صحيفة الصباح الرسمية.
من جانبه، أشار الناشط في مجال مكافحة الفساد، سعيد ياسين إلى أنه "من اللافت أنَّ الأسعار التي ترسو على المشترين خيالية وتتجاوز الملايين من الدنانير والدولارات"، متسائلاً عن "معنى وصول الرقم النادر إلى نحو 7 ملايين دولار (من الرقم 1 إلى 10 بغداد) وسعر مليوني دولار (من 20 إلى 100 بغداد)، عدا الأرقام الثلاثية التي تصل إلى 800 ألف دولار".
وأضاف أنَّ "الترف وصل إلى اختيار الأرقام حسب التولد، لذا نحتاج إلى وقفة فاحصة، فنحن هنا أمام تساؤلات عدة، أولها عن مغزى تحديد دائرة المرور الأسعار للرقم بـ100 مليون دينار منطلقاً لبدء المزايدة".
ونوّه ياسين بأنَّ "الانطباع العام هو أننا أمام غسيل أموال لأنَّ من يتداول الشراء والبيع هم الطبقة المخملية التي أشارت لها دراسة فرنسية، إذ ذكرت أنَّ عدد المليارديرات في العراق يصل إلى 35 ألف فرد والمليونيرات إلى 16 ألف فرد، ومن خلال المتابعة والمعلومات المتداولة يوجد أكثر من فرد يملك أكثر من عجلة بأرقام نادرة"، وفقا للصحيفة.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: مدیریة المرور

إقرأ أيضاً:

سياسات ترامب تربك الشركات التي مولت حفل تنصيبه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تبرز حملة جمع التبرعات لحفل تنصيب دونالد ترامب الثاني في عام 2025؛ كحدث غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة، حيث جمعت لجنة التنصيب مبلغًا قياسيًا بلغ 239 مليون دولار، متجاوزة بكثير الرقم السابق البالغ 107 ملايين دولار في عام 2017.

ورغم ذلك، وبعد مرور أشهر، تغير المزاج حيث بدأ قادة الأعمال يدركون التأثير الذي ستخلفه الرسوم الجمركية على أعمالهم.

جاءت هذه التبرعات من مجموعة واسعة من الشركات الكبرى والأفراد الأثرياء؛ مما يعكس اهتمامًا متزايدًا بالتأثير على الإدارة القادمة.

ومن بين المساهمين البارزين، قدمت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أمازون، ميتا، جوجل، مايكروسوفت، وإنفيديا تبرعات قدرها مليون دولار لكل منها. كما ساهم قادة في هذا القطاع، مثل تيم كوك (أبل) وسام ألتمان (أوبن إيه آي)، بمبالغ مماثلة. بالإضافة إلى ذلك، قدمت شركات العملات الرقمية مثل كوينبيس وسولانا مليون دولار لكل منهما، بينما تبرعت شركة روبن هود بمبلغ مليوني دولار، وفقا لشبكة “سي.إن.بي.سي.”.

لم تقتصر التبرعات على قطاع التكنولوجيا؛ فقد ساهمت شركات مالية كبرى مثل جي بي مورجان وبلاك روك، وشركات اتصالات مثل “إيه تي أند تي” وفيرايزون، بمبالغ كبيرة. كما قدمت شركات طاقة مثل شيفرون (2 مليون دولار) وتويوتا وبوينغ تبرعات سخية. حتى شركات المستهلكين مثل ماكدونالدز وتارجت كانت من بين المتبرعين.

من بين الأفراد، ساهم مليارديرات محافظون مثل ميريام أديلسون، كين جريفين، ورون لودر بمبالغ لا تقل عن مليون دولار لكل منهم. كما قدم جاريد إسحاقمان، المرشح لمنصب في وكالة ناسا، تبرعًا بقيمة مليوني دولار. وكانت أكبر تبرع فردي من نصيب شركة بيلجريمز برايد كورب، التي قدمت 5 ملايين دولار.

وتسلط هذه التبرعات الضوء على الدعم المالي العميق الذي يحظى به ترامب من قبل الصناعات الأمريكية الكبرى والنخب؛ مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه المساهمات على السياسات المستقبلية.

يُذكر أن بعض الشركات التي لم تكن داعمة لترامب في السابق، أو التي توقفت عن التبرع بعد أحداث 6 يناير، عادت الآن لتقديم تبرعات كبيرة، مما يشير إلى تحول في استراتيجياتها السياسية.

على الرغم من أن القانون يمنع التبرعات الأجنبية المباشرة، إلا أنه يسمح بمساهمات من فروع الشركات الأجنبية العاملة في الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن بعض التبرعات تم رفضها أو إرجاعها، دون توضيح الأسباب، مما يثير تساؤلات حول معايير قبول التبرعات.

بشكل عام، تعكس هذه الحملة التمويلية غير المسبوقة رغبة الشركات والأفراد في التأثير على الإدارة القادمة، سواء من خلال دعم السياسات أو تأمين مصالحهم في ظل التغيرات السياسية المتوقعة.

منذ تنصيبه، تسبب ترامب فيما وصفه البعض، مثل الرئيس التنفيذي لشركة فورد، جيم فارلي، بـ”الفوضى” في تعريفات السيارات والرسائل المتضاربة بشأنها. يواجه القطاع حاليًا تعريفات جمركية بنسبة 25% على مواد مثل الفولاذ والألمنيوم، بالإضافة إلى تعريفات بنسبة 25% على المركبات المستوردة من خارج الولايات المتحدة. ومن المقرر أيضًا أن تدخل التعريفات الجمركية على قطع غيار السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة حيز التنفيذ بحلول 3 مايو.

وتم فرض هذه التعريفات الجديدة وتنفيذها بسرعة؛ مما صعّب على قطاع السيارات التخطيط، خاصةً للزيادات المتوقعة في تكلفة قطع غيار السيارات.

العديد من الموردين الأصغر حجمًا غير مؤهلين لتغيير أو نقل عمليات التصنيع بسرعة، وقد لا يملكون رأس المال الكافي لدفع التعريفات، مما قد يتسبب في توقف الإنتاج.

وكتب ست من أبرز المجموعات السياسية الممثلة لصناعة السيارات الأمريكية – في رسالة إلى مسئولي إدارة ترامب – “معظم موردي السيارات غير مؤهلين لمواجهة أي تعطل مفاجئ ناجم عن الرسوم الجمركية. كثيرون منهم يعانون بالفعل من ضائقة مالية، وسيواجهون توقفًا في الإنتاج وتسريحًا للعمال وإفلاسًا”.

وأضافت: “يكفي فشل مورد واحد أن يؤدي إلى إغلاق خط إنتاج شركة صناعة سيارات. وعندما يحدث هذا، كما حدث خلال الجائحة، سيتأثر جميع الموردين، وسيفقد العمال وظائفهم”.

مقالات مشابهة

  • خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية
  • اسعار الصرف في بغداد.. 145500 دينار لكل 100 دولار 
  • اليوم..انخفاض في أسعار صرف الدولار
  • قانون المرور.. تعرف على المخالفات المرورية وعقوبة السير عكس الاتجاه
  • تفاصيل الحالة المرورية بشوارع القاهرة والجيزة الجمعة
  • امين بغداد يعلن توقيع عقد البنى التحتية لمدينة الصدر الجديدة
  • شرطة أبوظبي تعزز التوعية المرورية للعاملين في «أدنوك البحرية»
  • المرور السعودي.. أبرز الخدمات المرورية المتاحة عبر أبشر
  • اليوم.. انخفاض في أسعار صرف الدولار
  • سياسات ترامب تربك الشركات التي مولت حفل تنصيبه