الأسبوع:
2025-04-26@03:59:45 GMT

قراءة حول التقارب الصيني- العربي

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

قراءة حول التقارب الصيني- العربي

تعمل الصين منذ سنوات طويلة على تحسين علاقاتها في كافة المجالات مع الدول العربية، ومن دلائل ذلك هو إقامتها للمنتدى الصيني- العربي العاشر الذي انطلقت فعالياته في العاصمة الصينية "بكين" في التاسع والعشرين من شهر مايو الماضي بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ، وبمشاركة قادة أربع دول عربية هي: مصر، الإمارات، البحرين، تونس، ووزراء خارجية ومسئولون كلا الجانبين، من أجل العمل على تعزيز العلاقات وتطويرها بين الصين والدول العربية، ولقد حرصت الصين على إقامة هذا المؤتمر منذ تأسيسه عام ٢٠٠٤ بمبادرة من الرئيس الصيني الراحل جين تاو بمقر جامعة الدول العربية، وفي الكلمة الافتتاحية للمنتدى أشاد الرئيس الصيني بالألفة، والتقارب مع العالم العربي، وجاءت كلمات الزعماء العرب المشاركين، لتؤكد على حرصهم على التقارب مع الصين في كافة العلاقات، إضافة إلى ثقتهم في الصين، ومساهمتها في حل القضايا والنزاعات الدولية، وبخاصة قضايا وأزمات منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وحول القراءة لهذا التقارب بين الصين والدول العربية، يشير- وفقًا لمعطيات هذا التقارب- إلى أن الملف التجاري الاقتصادي هو الملف الأكثر أولوية للصين مع الدول العربية، والدليل على ذلك هو إبرام الكثير من الاتفاقيات مع الدول الخليجية، والعمل على التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة، إذ تعد جمهورية الصين الشعبية من أكثر الدول استيرادًا للنفط، والغاز من العراق ودول مجلس التعاون الخليجي، وتعتبر دولة ممولة لمصر، ومشاركة في الكثير من المشاريع الكبرى في قناة السويس، ناهيك عن الصادرات الصينية للبلدان العربية التي تتفوق على دون غيرها من دول العالم في هذا المجال، ولهذا يأتي الدور الاقتصادي كأولوية صينية قبل دورها السياسي في المنطقة العربية، ويرجع ذلك إلى سعي الصين لإنشاء تحالفات دولية اقتصادية لمواجهة أمريكا، ودول الغرب، لتشكيل توازنات دولية أمام التكتلات الدولية كدول السبع الكبرى، ودول العشرين وغيرها، وذلك بالاعتماد على توسيع علاقاتها التجارية والاقتصادية مع المنطقة العربية، ومع إفريقيا وأمريكا الجنوبية، وحليفتها الاستراتيجية روسيا، إضافة إلى إقامتها لمشروع طريق الحرير الصيني، الذي سيعتمد على العالم العربي وعلى رأسه مصر، وأما عن الشق السياسي الذي تلعبه الصين، فإنها تتعامل مع القضايا الدولية، وأزمات منطقة الشرق الأوسط بالطرق السلمية، رغم اهتمامها الكبير بمناصرة القضية الفلسطينية، ولعبها دورًا إيجابيًّا في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتصويتها دومًا لصالح القضية الفلسطينية، كما أنها تسعى لإصلاح العلاقة بين السعودية وإيران، وفي نفس الوقت الانفتاح مع حليفتها إيران، وتركيا، وحتى مع إسرائيل، وتفسير ذلك هو أن الصين تعمل وفق سياسات متوازنة مع بلدان العالم، ولا تريد أن تبدو وكأنها طرف منخرط مع طرف، أو أنها تقف مع طرف ضد آخر، وهي تسعى لتكون صديقة للجميع، ولكنها مع ذلك ومع لعبها هذا الدور المتوازن تنتظر اللحظة المناسبة للتضامن مع حلفائها، كي تخترق وتحقق مكانتها الدولية في الوقت المناسب، وعن القضية الفلسطينية، فإن الصين لها توجهاتها الخاصة مع انحيازها لإقامة الدولة الفلسطينية، وتحقيق نجاحات وشراكات مع العالم العربي في ظل تراجع الدور الأمريكي المنحاز لإسرائيل، وتوحش إسرائيل في المنطقة، ولهذا فإن الصين تلعب دور الوساطة من أجل وقف الحرب في قطاع غزة، والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية.

وعن المنتدى الصيني- العربي، فقد اختُتمت فعاليات منتدى التعاون الصيني- العربي يوم الخميس الماضي، معلنًا الكثير من القرارات ومنها مشروع بكين والتركيز على عقد قمة دورية صينية، وتعزيز المصير المشترك لشعوب الصين والدول العربية، كما دعا المنتدى إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والعمل على التوصل لتسوية للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، ومعارضة التهجير القسري، ودعم عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة، كما دعا الرئيس شي جين بينغ إلى عقد مؤتمر دولي للسلام لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وحل النزاع بين الكيان الصهيوني وفلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

"الخريجي": أمن المنطقة يتطلب إيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية

نيابةً عن صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، شارك نائب وزير الخارجية وليد بن عبدالكريم الخريجي، اليوم، في اجتماع جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بدورته الـ 163 بمقر الجامعة في العاصمة المصرية القاهرة.
وأكد نائب وزير الخارجية خلال الاجتماع، أن السلام هو الخيار الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط، وأن أمن المنطقة يتطلب الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
أخبار متعلقة "الجبير" يبحث المستجدات الدولية مع عضو مجلس الشيوخ الأمريكيانتخاب المملكة رئيسًا لإقليم "آسيا" بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } نائب وزير الخارجية يشارك في اجتماع جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري - واسرفض التهجيروشدد على وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، مشيرًا إلى ضرورة استدامة وتنفيذ وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإلزام الاحتلال الإسرائيلي باحترام القانون الدولي، ووقف الجرائم التي يرتكبها بحق فلسطين وشعبها الشقيق، مجددًا رفض المملكة التام لدعوات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، ولأي محاولات لفرض حلول لا تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في تقرير مصيره.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } نائب وزير الخارجية يشارك في اجتماع جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري - واس
ونوه باستمرار المملكة في عملها مع الدول الشريكة والصديقة من خلال "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين" للدفع بمسار تنفيذ حل الدولتين، مشيرًا في الوقت ذاته إلى تأكيد المملكة على أهمية العمل العربي المشترك والحرص على استمرارية التنسيق بين الدول العربية على جميع المستويات، لمجابهة التحديات المشتركة وتوحيد الرؤى، وتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.
وحضر الاجتماع مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عبدالعزيز بن عبدالله المطر.

مقالات مشابهة

  • ترامب يضع شرطا لإلغاء الرسوم الجمركية على الصين.. ما هو؟
  • أمين مساعد جامعة الدول: الدعم العربي للقضية الفلسطينية جيد جدا
  • العيون تشارك في أشغال البرلمان العربي ببغداد
  • سفير الصين بالقاهرة: الالتزام بالقرارات الأممية فيما يخص القضية الفلسطينية «ضرورة»
  • موقع البيئة في فكر الثقافة العربية: قراءة في ملف العدد 435 من مجلة “أفكار”
  • السفير حسام زكي: القضية الفلسطينية تتصدر أعمال القمة العربية المقبلة في بغداد (فيديو)
  • رسوم ترامب الجمركية تهدد الاقتصاد العربي.. من الأكثر تضرراً؟
  • "الخريجي": أمن المنطقة يتطلب إيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية
  • الرئيس الصيني: بكين شيدت نظاما للطاقة المتجددة الأكبر والأسرع نموا بالعالم
  • وزير الخارجية اليمني يدعو إلى مواصلة التحرك العربي ضد العدوان الإسرائيلي