يبدو أن مقولة "أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدا" تنطبق حرفيًا على "جائزة النيل للفنون" التي ذهبت مؤخرًا إلى المخرج الكبير محمد فاضل، والتي كان يستحقها - كإحدى أرفع جوائز الإبداع المصرية- منذ سنوات.
ومخرجنا الكبير، المولود عام 1938م.. وخريج كلية الزراعة العريقة، يظل بأعماله التي لا تمحوها الذاكرة أحد أبرز فرسان الدراما التليفزيونية عبر التاريخ، فمن منا ينسى مسلسلات: أبنائي الأعزاء شكرًا (بابا عبده)، القاهرة والناس، أحلام الفتى الطائر، صيام صيام، سكة الهلالي، للعدالة وجوه كثيرة، وقال البحر، أبو العلا البشري، الراية البيضاء، أنا وأنت وبابا في المشمس، عصفور النار، وغيرها.
وعلى صعيد الأفلام، لا ننسى: شقة في وسط البلد، حب في الزنزانة، طالع النخل، كوكب الشرق، والفيلم الأيقوني "ناصر 56" تأليف الراحل العظيم محفوظ عبد الرحمن، وبطولة النجم أحمد ذكي.
وهذا الفيلم ساعة عرضه عام 1994م حقق في أول ليلة عرض له بالسينمات (14) مليون جنيه، في الوقت الذي كان أعلى الأفلام إيرادات - وقتئذٍ- لا تتعدى إيراداته حيز الـ (10) ملايين جنيه، علمًا بأن فاضل قد تعرض أثناء تصوير الفيلم لمعوقات كثيره بهدف وقف تصويره، إلا أنه صمم على استكماله حتى يتم عرضه، والغريب أنه مع نجاح الفيلم المدوي تم إيقاف عرضه لـ "أسباب مجهولة"، ولم يتم إعادة عرضه إلا بعد تدخل وزيرة الإعلام الليبية آنذاك، والتي عرضت على التليفزيون المصري دفع تكاليف الفيلم كاملة والسماح بعرضه، وهو ما عجّل بإعادة العرض خوفًا من "الإحراج"!
ومن المواقف الشهيرة لفاضل، تكريمه من قِبل الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر بعد إخراجه لسهرة تليفزيونية طويلة عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري، حيث فوجئ باتصال من السيد/ محمد فايق.. وزير الإرشاد القومي (الإعلام) وقتها.. يخبره فيها بأن الرئيس شاهد السهرة وأعجب بها، ووجه بصرف مكافأة (100 جنيه)، فيما كان مرتب فاضل الشهري وقتئذٍ (17) جنيهًا، مع خطاب شكر.
وقد قدًم فاضل عبر الدراما التليفزيونية العديد من النجوم الذين لمعوا فيما بعد، ومنهم: نور الشريف، وصلاح السعدني، وبوسي، وغيرهم، علمًا بأنه قدم عددًا قليلًا من المسرحيات، لعل أشهرها "البحر بيضحك ليه" تأليف المبدع أسامة انور عكاشة، وبطولة النجوم: يحيى الفخراني، وصفية العمري، وصلاح السعدني.
ومن علامات الوفاء اللافتة لمخرجنا الكبير أنه أهدى جائزته الأخيرة "النيل للفنون" لزوجته الفنانة الكبيرة فردوس عبد الحميد، وفاءً وتقديرًا لرحلة الحياة المشتركة بينهما.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
مسلسل معاوية يثير الجدل.. لماذا رفض الأزهر عرضه؟
قال الدكتور رضا عبد الواجد، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، إن مسلسل (معاوية) شهد معارضة كبيرة من أجل عرضه بسبب أنه يجسد صحابة الرسول، وهذا الأمر رفضه الأزهر، على الرغم من أنه ليس جهة رقابية أو جهة مقررة للعرض من عدمه.
وتابع الدكتور رضا عبد الواجد ، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميتين رشا مجدي وعبيدة أمير ببرنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد، أن مؤسسة الأزهر رأت ضرورة عدم عرض المسلسلات التي تجسد الصحابة والرسل، لأن الأنبياء والصحابة لهم مكانة خاصة لا يمكن لأحد أن يجسد دورهم.
كما أوضح أن مسلسل معاوية يحكي قصة جدلية، هذه القضية لا يمكن تتحدث عن سرد التاريخ في السجال بين الطوائف الإسلامية، خاصة أصحاب سيدنا علي بن أبي طالب وأصحاب سيدنا معاوية.
واستكمل قائلا: قصص الصحابة والتابعين يمكن أن تروى في المراكز البحثية والمؤسسات التعليمية، ومسلسل سيدنا معاوية تم منعه في العراق بسبب عدم الفرقة بين السنة والشيعة وحدوث خلافات تنافرية.