“موسم جدة” يعود بهوية جديدة وفعاليات وتجارب متنوعة
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
جدة : البلاد
ينطلق (موسم جدة 2024)، مجددًا في صيف هذا العام بوجهات وتجارب وفعاليات جديدة ومتنوعة؛ حيث يقدِّم عشرات الفعاليات المختلفة والبطولات والعروض الثقافية، والأدبية، والتراثية، والترفيهية، حيث يستمر موسم جدة لمدة شهرين ليعبِّر عن المقومات السياحية والتنوع الثقافي والتاريخي للمملكة، كما يرسِّخ مكانة جدة التي أصبحت مركزًا عالميًا ينبضُ بالحياة، وموطنًا للفنون الزاهرة ووجهةً للفعاليات المتنوعة.
وتتميز مدينة جدة، بتراثها وأسواقها العتيقة وشواطئها الخلَّابة ومعالمها المتنوعة، لتقدم تجارب سياحية لا تُنسى لزوارها، حيث يقدِّم (موسم جدة 2024) كل ما يُرضي الأذواق بمختلف الفئات العمرية عبر فعاليات تتناسب مع تاريخ جدة وحاضرها ومستقبلها؛ ومنها جدة سوبر دوم ونادي اليخوت والتجارب العالمية ومهرجان التسوق.
وتعد العروض الموسمية أهم فعاليات موسم جدة، كذلك بطولات ألعاب الفيديو وعروض الأطفال المتنوعة بين ثقافية وأدبية وتراثية وترفيهية، فيما ستحتضن الفعاليات عدة مناطق بجدة؛ منها أبحر التي تعتبر شريان جدة الأكبر بساحلها الممتد الطويل، وجدة التاريخية التي تتباهى بعجائبها وسحر تاريخها، وكذلك الجوهرة والحمراء التي تضم نافورة الملك فهد كأطول نافورة في العالم، وواجهة جدة البحرية التي تتزيَّن بمنحوتات فنية وساحات لعب ومطاعم ومناطق للشاطئ المفتوح يستمتع بها الزوار.
كما تضم مسجد الرحمة أو (المسجد العائم)؛ وهو واحد من أكثر المساجد شهرةً في مدينة جدة، ويقع على حافة كورنيش جدة، ويحيط بالمسجد مياه البحر الأحمر، وأيضًا جزيرة الشراع وهي من أجمل المتنزهات والأماكن السياحية في جدة، ومتحف جدة الذي يقدِّم عرضًا تاريخًيا لمدينة جدة وتطورها، ومتحف بيت نصيف وهو منزل قديم تم تحويله إلى متحفٍ يعرض التراث الثقافي السعودي.
ويقدم برنامج صيف السعودية تحت شعار (تراها) سبع وجهات سياحية فريدة؛ هي: عسير والباحة والطائف، والبحر الأحمر، إلى جانب جدّة والرياض والعلا، كما سيشهد برنامج صيف السعودية هذا العام، مع عودة موسم جدّة وانطلاق موسم عسير، العديد من الحفلات والفعاليات والمنتجات المصمَّمة للعوائل والأطفال، إضافة إلى تنظيم بطولة العالم للرياضات الإلكترونية في العاصمة، وبطولات الملاكمة العالمية في الرياض وجدّة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: موسم جدة موسم جدة 2024 موسم جدة
إقرأ أيضاً:
“الصهاينة” يواجهون نسخة جديدة من المقاومة في غزة
يمانيون../
بعد عام وثلاثة أشهر من حرب الإبادة على غزة، والتي انتهكت جميع الأعراف والقوانين الدولية، لا تزال المقاومة مستمرة في غزة، بل وفي شمالها الذي يلقى نوعاً خاصاً من الاستهداف والإبادة بحكم ارتباطه بمشروع خاص، ولا تزال المقاومة صامدة على طاولة التفاوض بعد أن ظن العدو الإسرائيلي والأمريكي أن المفاوضات لن تشكل إلا بابًا من أبواب الاستسلام وإعلان النصر الساحق للكيان.
ولا شك أن الولايات المتحدة تحاول توظيف زخم وصول الرئيس ترامب للحكم، متوعدة المنطقة بالجحيم، لانتزاع أقصى قدر من التنازلات، ولا شك أن العدو الإسرائيلي يستمر في مراوغته واستغلال المفاوضات لأهداف سياسية داخلية، بينما لا يريد إلزام نفسه بأية اتفاقيات طمعاً في استغلال ما يراه فرصة تاريخية مناسبة لتصفية القضية بعد ضعف وهوان الأنظمة العربية الرسمية وانعدام الضغط الشعبي وخروجه من معادلة صناعة القرار الرسمي العربي.
وقد بات معلومًا أن العائق الوحيد الذي يعرقل تصفية القضية هو المقاومة ومحورها الذي دفع أثماناً كبيرة ولا يزال صامدًا ومشكلًا لأهم ورقة قوة في يد المفاوض الفلسطيني، وقبل ذلك يأتي صمود الشعب الفلسطيني وبيئة المقاومة على كامل جبهات المحور والتي عوضت غياب الأغلبية الكاسحة من الشعب العربي والمسلم، بعد اصطفافها وراء المقاومة وولائها وثقتها ورضاها بجميع خيارات قادة المقاومة.
وتمر المنطقة الآن بوضع إستراتيجي غاية في الدقة حيث انتقلت الجولة الممتدة من بداية طوفان الأقصى إلى مرحلة جديدة حاسمة، ولم يعد الرهان بها على الاستنزاف والنقاط بقدر ما أصبح الرهان بها على الإرادة وشجاعة الخيارات، وهو ما يتطلب مناقشة وإلقاء للضوء على بعض المحاور الآتية:
1- صفرية المعركة:
فقد بدا واضحاً أن العدو الإسرائيلي يلعب معركة صفرية، ليس في فلسطين ومع مقاومتها فقط، بل في كامل المنطقة، وقد دفعه زخم سقوط النظام السوري للتفتيش عن المزيد من المطامع، وهو ما جعله يتجرأ على نشر خرائط لضم الضفة ونشر تقارير ومقالات تتحرش بالجيش المصري وتتحدث عن سيناء، وفوق ذلك يحاول لعب أكثر الالعاب خطورة في لبنان عندما يلوح بالبقاء بعد انتهاء مهلة وقف إطلاق النار ويحاول هو وأعوانه داخل وخارج لبنان زيادة الضغط على المقاومة للقبول بأوضاع تغير المعادلات التي استقرت منذ 2006، بل واتخذت مساراً تصاعدياً.
2- نزول أمريكا إلى الميدان:
فبعد أن كانت القيادة الأمريكية للعدوان محل التحليل والشواهد والاستنتاجات بعد الأداء المنافق لإدارة بايدن في بدايات الحرب، تحولت مع الوقت لتدخل صريح بعد الوصول لحرج بالغ للعدو، وهو ما جعل أمريكا تخلع قناعها وتحارب بيدها في اليمن لإنهاء حرب الإسناد اليمنية، وتدخل بثقلها على خط التفاوض في لبنان لحماية العدو من صواريخ ومسيرات حزب الله، ومؤخراً دخلت مع إدارة ترامب التي تستعد لاستلام الحكم لمرحلة التهديد الصريح بالجحيم إذا لم تفرج حماس عن الأسرى وهو تحول جذري من المظهر المخادع لدور الوسيط إلى المظهر الحقيقي للطرف الرئيسي في الصراع.
3- الصمود الأسطوري للمقاومة:
بعد كل هذا الخذلان العربي والإسلامي شعبياً ورسميًا، وبعد انكشاف عجز القانون الدولي والمنظمات الأممية عن حماية شعب غزة وعن ردع إسرائيل عن جرائم الحرب في غزة والضفة ولبنان واليمن، وعن انتهاك الاتفاقيات الدولية، ورغم الضربات القاسية التي تلقاها المحور المقاوم، فإنه يقف صامدًا كما كان في بداية المعركة، وثابتًا على مطالبه بوقف العدوان وعدم السماح بتغيير المعادلات وتصفية القضية المركزية.
فالمقاومة في غزة تحولت إلى نمط أخطر على العدو بشهادة خبراء العسكرية، وهو نمط حرب العصابات واستخدام تكتيكاتها التي تسقط القتلى والمصابين بشكل يومي من جيش الحرب الصهيوني، كما تنطلق الصواريخ من كامل جغرافيا القطاع، والأهم أنها تنطلق من شمال غزة الذي تطبق به خطة الجنرالات بهدف الإخلاء والتهجير.
وبدلاً من تصفية حماس والمقاومة، بات الشباب الفلسطيني رديفًا لحركات المقاومة، وكما أعلن في وقت سابق، المتحدث باسم “كتائب القسام” أبو عبيدة، أن “القدرات البشرية لكتائب القسام بخير كبير”، وأعلن أنه تم تجنيد آلاف المقاتلين الجدد خلال الحرب.
وبعد ارتقاء ما يقرب من 46 ألف شهيد بنسبة 2% من عدد سكان غزة، وعدد جرحى يقترب من 110 ألف جريح بنسبة تقارب 5% من عدد السكان البالغ عددهم نحو مليونين و300 ألف نسمة، لا يزال أهل غزة ثابتين ومتمسكين بأرضهم ولا يبالون بالموت ولا بالمجازفة بمحاولة العودة لديارهم المهدمة عند أي فرصة تلوح رغم انتشار قناصة العدو ومسيراته التي تستهدف من يحاول العودة.
ولا تزال معارك الإسناد قائمة، وتستهدف العمق الصهيوني، فاليمن يطلق يومياً صواريخه على الكيان وقادته في أمريكا، ولبنان يده على الزناد ولن يسمح بتراجع المعادلات، وتبقى جميع الاحتمالات مفتوحة كما بينت قيادة المقاومة.
بينما العدو الذي أعلن جيشه، أنه منذ بداية الحرب وحتى نهاية عام 2024 قتل 891 من جنوده، فيما أصيب أكثر من 5500 آخرين، تعصف بجبهته الخلافات والانقسامات ولا يستطيع تحرير أقل من 100 أسير منذ عام وثلاثة شهور.
4- مفاوضات بروح الإذعان:
ولعل المفاوضات الجارية حالياً هي أغرب نوع من أنواع المفاوضات، فالوسطاء والعدو يشكلون ضغوطًا على المقاومة للتنازل، ولا يملكون ورقة ضغط على الكيان، كأن المفاوضات صورة مطلوبة لذاتها وليس للحل، وهي ورقة يستغلها العدو لتهدئة الداخل الصهيوني وتظاهرات أهالي الأسرى، وللتظاهر أمام الرأي العام الدولي بأنه منخرط في عملية سياسية تواجه مشكلات فنية أو خلافات.
بينما حقيقة الأمر أن العدو ماض في مشروعه التصفوي ومعركته الصفرية وكل ما يريده هو استسلام المقاومة إما ميدانيًا، وإما على طاولة المفاوضات وانتزاع راية بيضاء سياسية لإعلان النصر الساحق.
وهنا تقول المقاومة للرئيس ترامب الذي يلوح بالجحيم، إن الصهاينة سيواجهون النسخة الجديدة من جميع حركات المقاومة إذا لم تتم تسوية الأمور ووقف إطلاق النار على قاعدة احترام وجود مقاومة وحق تاريخي ومعادلات ترسخت بدماء أعظم شهداء الأمة ولن تسمح المقاومة بتراجعها، وهذه المفاوضات تشكل فرصة للكيان ورعاته للنزول عن الشجرة ولا تشكل بابًا من أبواب الاستسلام لمقاومة لا وجود للاستسلام في قاموسها.
العهد الأخباري إيهاب شوقي