الأسبوع:
2025-03-04@12:00:05 GMT

خليك خسران

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

خليك خسران

ييدو أن طوفان المقاطعة الذي انطلق مع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر العام الماضي وحرب الإبادة على غزة - يبدو أنه قد أفقد العديد من الشركات المستهدفة بالمقاطعة صوابها. حيث تشير الأرقام والملاحظات العامة إلى انخفاض ملحوظ بالمبيعات للعديد من هذه الشركات بدرجات متفاوتة نتيجة حملات المقاطعة. وعلى الرغم من أنه من المفترض أن تتبني الشركات التي تكبدت خسائر كبيرة من جراء المقاطعة لاستراتيجية الصمت أو الاختفاء المتعمد لحين هدوء الأوضاع ومن ثم الظهور تدريجيا لاستعادة النشاط.

. أو على الأقل تبني حملات وأنشطة علاقات عامة لتحسين الصورة إذا كان لا بد من استمرار الأنشطة الاتصالية - إلا أن واحدة من أكثر الشركات التي تضررت من استهدافها بقوة بالمقاطعة "بيبسيكو" وهى ثاني أكبر علامة تجارية عالميا بصناعة المشروبات الغازية والأولى بالشرق الأوسط من حيث حجم السوق.. فقد تبنت استراتيجية غير متوقعة وهى استراتيجية "الاستفزاز" بإطلاق حملة مضادة لحملات المقاطعة تحت شعار " خليك عطشان" عن طريق إنتاج إعلان يضم أبرز مشاهير الفن والرياضة بمصر والعالم العربي.. وهو ما دفع نشطاء المقاطعة للرد بحملة مضادة تحت شعار " أنا مش عطشان.. خليك خسران" وبالنظر لشعار حملة بيبسي خليك عطشان هو شعار يحمل دلالات كثيرة وهامة تسويقيا واجتماعيا ويثير عدة تساؤلات منها: هل هذه الشركة لديها دراسات نفسية عميقة عن سيكولوجية المستهلك المصري والعربي لذا تبنت هذا النمط من الإعلانات المصنفة علميا بأنها إعلانات استفزازية؟

هل هذه الشركة متيقنة أن ردة فعل الجمهور ستحقق نتائج إيجابية على المستوى القصير والبعيد؟

هل تراهن هذه الشركة على الانعدام التام للوعي لدى المستهلك المصري والعربي؟ وأن غرائزه مثل الجوع والعطش هى المحرك الأساسي له؟

هل تراهن شركة بيبسي على رصيدها لدى عقل ووجدان المستهلك الذي استثمرت فيه مليارات الدولارات عبر عدة عقود؟ وأن هذا المستهلك الذي نشأ وتربى على اسمها وصورتها ومنتجاتها بكل مكان لن تهون عليه أن يتخلي عنها عاجلا أو آجلا؟

ومن حيث السوق والمنافسة هل تأكدت بيبسي من أنه من الصعب تعويضها أو إحلالها بمنتجات أخرى بديلة.. وأنها تتسيد وتتربع على عرش السوق المصري والعربي؟ ومن حيث توقيت نشر إعلان "خليك عطشان" وهو مع بداية فصل الصيف.. وهو الموسم الأعلى مبيعا للشركة هل تراهن أيضا على أن تأثير لهيب الصيف على ظما الجمهور المنادي بالمقاطعة سيكون أقوى من لهيب القنابل والنيران التي تحرق أطفال غزة؟

الحقيقة أنني لو كنت مسؤولا عن منح جائزة أفضل إعلان استفزازي هذا العام لمنحته لشركة بيبسي!! فهو مستفز غريزيا وعاطفيا لعموم الجمهور والمستهلكين، ومستفز لأصول وقواعد التسويق والإعلان، ومستفز للمنافسين باعتبارهم لاوزن لهم بالسوق أمام بيبسي.. ومستفز للمستثمرين الجدد الذين يفكرون في دخول السوق بأنهم خاسرون حتما امام بيبسي حتى من قبل النزول للملعب!!

وعلى المستوى الشخصي وبحكم تخصصي وعملي بمجال بحوث ودراسات التسويق لست مندهشا من استفزاز إعلان بيبسي.. فعادة ما يوظف المسوقون كل الأدوات والوسائل من أجل إحداث التأثير على الجمهور المستهدف استنادا إلى دراسات وأبحاث دقيقة لكل جوانب هذا الجمهور.. فهم بالطبع على دراية بخصائصه وبما يناسبه من استمالات إقناعية. تماما كما هو الحال بنوعية الخطاب الموجه من حكومات الدول الغربية الكبرى للشعوب العربية.. خطاب الاستعلاء والغطرسة والتبعية.. خطاب من الأعلى للأدني.. ومع ذلك حسابات المستقبل المفاجئة ربما تقلب كل شيء.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

روبوت صيني يخرج عن السيطرة ويهاجم الجمهور (فيديو)

روبوت صيني يخرج عن السيطرة ويهاجم الجمهور (فيديو)

مقالات مشابهة

  • الحكومة: حماية المستهلك نفذ 410 حملات رقابية بـ 24 محافظة في 15 يوما
  • الجمعية المغربية لحماية المستهلك تستنكر الارتفاع غير المسبوق لأسعار اللحوم والمواد الغذائية وتدعو لتدخل عاجل
  • مع ارتفاع أسعار المستهلك.. تراجع معدل التضخم في فنلندا
  • لكي تستحق القمة العربية اسمها..
  • روبوت صيني يخرج عن السيطرة ويهاجم الجمهور (فيديو)
  • الجمعية العُمانية لحماية المستهلك تناقش خططها المستقبلية
  • حماية المستهلك بظفار تكثّف جهودها لضبط الأسواق واستقرار الأسعار
  • حماية المستهلك : ارتفاع اسعار 18 سلعة من اصل 35 سلعة منذ بداية شهر رمضان المبارك
  • قرار وزاري بتخويل صفة الضبطية القضائية لبعض موظفي"حماية المستهلك"
  • ارتفاع صاروخي في أسعار اللحوم بالأقاليم الجنوبية يشعل غضب الساكنة وموجة مقاطعة تلوح في الأفق