أنت بتعملى ايه طول النهار؟!
قد يبدو مجرد تساؤل بسيط يطرحه مرارا كل زوج على زوجته، لكنه في واقع الأمر يحمل معاني تهكمية استنكارية!! فالزوج يرى أن زوجته ترتع في راحة دائمة بالمنزل خاصة إذا كانت متفرغة ولا تعمل خارج المنزل فلا يحق لها أن تشكو من شيء!! دعنا أيها الزوج المصري نلقِ الضوء على مهام زوجتك خلال يوم عادي جدا!!
تبدأ الزوجة بالاستيقاظ لصلاة الفجر، وتجهيز ساندويتشات الأطفال، والاستعداد لتجهيز الإفطار، ثم إيقاظ الصغار للذهاب الى المدرسة، وما يتبع ذلك من رفض ترك السرير الدافئ، والتحجج بكل المبررات الممكنة للتغيب، ثم دوامة الاستعداد للخروج: دخول الحمام وارتداء الملابس والاكتشافات المفاجئة من نوعية الزى بحاجة للكواء، واختفاء الجوارب، وضرورة تلميع الحذاء، والبحث عن الكتب الضائعة.
تتناول كوبا من الشاي يصعب عليها الاستمتاع به إلا خلسة في هذا التوقيت، قبل البدء في ممارسة المهام المنزلية اليومية من تنظيف (كنس ومسح وغسل) وترتيب المنزل، وقد تحتاج للذهاب إلى السوق لشراء احتياجات الأسرة، ثم إعداد الغداء، وتخرج مرة أخرى مع اقتراب موعد خروج الأطفال لتأتى بابنتها، وتنتظر ابنها، ومع عودة الزوج يكون الغداء جاهزا على المائدة، وبعدها يحصل على نوم القيلولة مع تحذير صارم بعدم ازعاجه.. .
وللمهام بقية، ،
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
سطوة المشاعر الإلكترونية
كلام الناس
* عندما ننظر إلى مشاكل الشباب نرثى لحالهم لأنهم لم يجدوا (واحدا على ألف) مما وجدناه، رغم أننا أصبحنا أيضا نشكو من فقدان الحميمية التي كانت موجودة أكثر لدى من سبقونا في حياتهم الأجمل.
* كانت الحبوبات يحرصن على جماليات التراث السوداني مثل "الدخان" و"الدلكة"، حتى قال فيهن شاعر الحقيبة الأشهر ود الرضي في رائعته (ست البيت): ما قالت كبرت وبقيت حبوبة .. وما خلت "بوخته" المحبوبة.
* شبابنا يعاني من ضياع عاطفي عبّرت عنه بصدق رسالة إلكترونية اطلعت عليها في "إيميلي" بعنوان في "زمن الفيس"، تقول الرسالة: في زمن "الفيس بوك" أصبح الحب عبارة عنlike" " والخصامunfriend" " والفراق blok"" وتحولت المشاعر إلى ضغطات أزرار وافتقدنا لغة العيون (يا عبد الله النجيب) والإحساس بالمشاعر.. في زمن المشاعر الإلكترونية.
* هذا لا يعني أن شبابنا لا يجدون فرصة للقاءات التي أصبحت متاحة لهم أكثر ممّا كان متاحا لنا وللذين سبقونا، لكنها لقاءات (معلبة) تتم وسط الزحام وضغوط الحياة اليومية، وغالبا ما يتراجع الحب الحقيقي- إذا وجد- ليحل محله زواج الحسابات المادية المجردة.
* لذلك لا عجب في أن تزداد حالات الطلاق وسط المتزوجين حديثا، وبعضهم لا يحاول إعطاء نفسه أو زوجته فرصة لمراجعة الذات أو الآخر، أو محاولة التأقلم مع الحياة الجديدة، ويتسرعون في القفز من سفينة الزواج للدخول في (مغامرة) زوجية جديدة- إذا صح هذا التعبير الجاف.
* لا أدري لماذا تذكرت الطرفة التي حكاها لي جاري في المسجد أثناء خطبة المأذون عن الزواج ، وهو يستمع إلى حديثه عن شح الإنسان السوداني في التعبير عن مشاعره تجاه زوجته، رغم أن الحياة الزوجية مبنية على المودة والرحمة، همس لي قائلا إن له صديق استمع إلى مثل هذا الكلام عن المشاعر وحاول تطبيقه مع زوجته، وبدأ يحدثها حديثا عاطفيا رقيقا إلا أنها فجعته قائلة: مالك يا راجل أنت جنيت ولا شنو؟!!.
* نحن هنا لا نلقي اللوم على طرف دون الآخر لأن "طبيعتنا" العاطفية نتاج تراكمات طويلة المدى من الأوامر والنواهي والمحاذير، تحتاج إلى أن نصبر عليها ومعالجتها بحكمة وتروٍ، مستهدفين الأجيال القادمة، خاصة جيل "الفيس بوك" الذي نخشى عليه من سطوة المشاعر الإلكترونية.