الأونروا.. تصدر محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعدما أعربت دول وتكتلات ومنظمات دولية عن قلقها وإدانتها على مصادقة الهيئة العامة للبرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، الأربعاء الماضي، بقراءة تمهيدية على مشروع قانون يقضي بأن تعلن إسرائيل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) "منظمة إرهابية".

 

معاناة الأونروا 


عانت الوكالة الأممية التي تنسق غالبية المساعدات في غزة، من أزمة بعد أن اتهمت إسرائيل في يناير الماضي، 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفًا في غزة بالتورط في هجوم 7 أكتوبر.

وأدى الاتهام إلى تعليق عدد من الدول تمويل الوكالة بشكل مفاجئ، بينها الولايات المتحدة، الجهة المانحة الرئيسية، ما يهدد عملها في غزة، رغم أن دولًا عدة استأنفت التمويل لاحقًا

دعم الأونروا 


أعلنت المفوضية الأوروبية، الجمعة، استعدادها لصرف الدفعة الثانية من المساعدات المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية بقيمة 25 مليون يورو، و16 مليون يورو لوكالة "الأونروا" لتوفير الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم للاجئين الفلسطينيين.

خوف وقلق 


صرح مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان، أن التكتل "يشعر بقلق عميق إزاء المناقشات في الكنيست بشأن تصنيف (الأونروا) منظمة إرهابية، وسحب الحصانة والامتيازات (الدبلوماسية) لأعضائها".

وأضاف بوريل أن "الاتحاد الأوروبي يدعم الأمم المتحدة بحزم"، حاضًا "السلطات الإسرائيلية على السماح لـ(الأونروا) بمواصلة تأدية عملها الذي لا غنى عنه، بما يتوافق مع تفويضها".


كما أعربت وزارة الخارجية السعودية، السبت، عن إدانتها لمحاولات إسرائيل لـ "تقويض" جهود وكالة "الأونروا" من خلال تصنيفها "منظمة إرهابية".

وطالبت الخارجية السعودية في بيان إسرائيل "بالالتزام بالقانون الدولي والكف عن إعاقة عمل المنظمات الدولية".

وأضاف البيان أن محاولات إسرائيل تصنيف "الأونروا" منظمة إرهابية تهدف إلى "رفع الحصانة عن منسوبيها ممن يقومون بواجبهم في تخفيف حدّة الكارثة الإنسانية التي يمر بها الشعب الفلسطيني".


كما نددت وزارة الخارجية الأردنية بمحاولات "الكنيست" تصنيف "الأونروا" منظمة إرهابية، معربةً في بيان عن إدانتها تلك الخطوة، وذلك عبر "السعي إلى تجريدها من حصاناتها وتجريم أنشطتها".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأردنية سفيان القضاة، إن "المحاولات الإسرائيلية المتواصلة التي ترمي إلى قتل (الأونروا) واغتيالها سياسيًا واستهداف رمزيتها، هي ممارسات لا شرعية ولا قانونية وباطلة، وتمثل انتهاكًا للقانون الدولي ولالتزامات إسرائيل".

وأكدت الوزارة على الولاية الممنوحة لـ "الأونروا"، وفقًا لتكليفها الأممي، وعلى ضرورة استمرار المجتمع الدولي بتقديم الدعم للوكالة و"استمرارها بتحمل مسؤولياتها التي لا غنى عنها في تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين".


وتزامن هذا التصنيف مع إعلان الرئيس الصيني شي جين بينج أن بلاده ستواصل تقديم الدعم بهدف تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية فضلًا عن دعم إعادة البناء في غزة بعد الحرب، متعهدًا بتقديم 3 ملايين دولار لوكالة (الأونروا) من أجل دعم مساعدات الطوارئ التي تقدمها لقطاع غزة.

مطالب بوقف الحملة


وكان المفوض العام لـ "الأونروا" فيليب لازاريني طالب في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، الجمعة، إسرائيل بوقف "حملتها" ضد الوكالة.

وكتب في المقال بعنوان "على إسرائيل وقف حملتها ضد (الأونروا)"، أن "الحرب في غزة تسبب ازدراءً فاضحًا بمهمة الأمم المتحدة بما في ذلك الهجمات الصارخة ضد الموظفين والمنشآت والعمليات" التي تقوم بها الوكالة.

وأضاف: "على هذه الهجمات أن تتوقف، وعلى العالم أن يتحرك لمحاسبة مرتكبيها".

وأشار إلى أنه "بينما أكتب هذه السطور، تحققت وكالتنا من أن ما لا يقل عن 192 من موظفيها قتلوا في غزة. وتعرضت أكثر من 170 منشأة تابعة لـ(الأونروا) للأضرار أو دمرت. وتم هدم مدارس تديرها (الأونروا). وقُتل 450 نازحًا أثناء لجوئهم في مدارس أو غيرها من مؤسسات (الأونروا)".

تهديد الأونروا.. والدعم الدولي

من جانبه قال المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور محمد ديب، إن الاحتلال الإسرائيلي يحارب  وجود الأونروا بشكل عام كجزء من محاربتها للوجود الفلسطيني بشكل عام مشيرًا إلى أن الأونروا تشرف على ٥٨ مخيم فلسطيني في لبنان وسوريا والأردن والضفة وغزة ويقدم الدعم كاملًا في جميع النواحي.

أضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن  إسرائيل تسعى إلى إلغاء وجود الأونروا في قطاع غزة والضفة الغربية حيث تشرف علي أكثر من عشرين مخيم للاجئين منهم١٢ مخيم في قطاع غزة.

أكمل الدكتور هيثم نايف، المحلل السياسي الفلسطيني، أن تصنيف الأونروا إرهابية مرفوض عالميا لأنها مؤسسة تتبع الامم المتحدة وهي منظمة خدماتية تقوم بأعمالها لخدمة اللاجئين الفلسطينيين في جميع مناطق لاجئوهم لذلك تقوم إسرائيل بمحاربة هذه المنظمة لإنهاء دورها وإنهاء حق العودة وقضية للاجئين الفلسطينيين.

أضاف نايف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل قام منذ بداية حرب الابادة بكيل من الاتهامات للوكالة وقامت بتهميش دورها داخل غزة وقامت الامم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية واثبتت براءة الوكالة من هذه التهم لذلك لن تستطيع اسرائيل القضاء على الوكالة.

اختتم المحلل السياسي الفلسطيني، أن الدعم المالي الذي تقدمه أغلب الدول عاد من جديد إلى الأونروا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اسرائيل الأونروا الاتحاد الاوروبي القضية الفلسطينية اللاجئين الفلسطينيين فلسطين

إقرأ أيضاً:

خبراء لـ "الفجر": زيارة الشرع إلى السعودية.. خطوة استراتيجية لإعادة التموضع العربي والدولي

 


خلال الساعات القليلة الماضية التقى الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في العاصمة الرياض، الأحد، وذلك في أول زيارة خارجية له منذ توليه السلطة.

وأظهرت لقطات تلفزيونية مصافحة بين الجانبين قبل بدء المحادثات الرسمية، حيث تأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الدبلوماسية لتعزيز العلاقات بين سوريا والسعودية ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

 

من جانبه قال محمد هويدي، المحلل السياسي السوري، إن زيارة أحمد الشرع، رئيس الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية، إلى المملكة العربية السعودية تعد واحدة من أهم الخطوات التي تتخذها الإدارة الجديدة في سوريا، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية السعودي إلى دمشق، وما تبعها من لقاءات دبلوماسية رفيعة المستوى.

أضاف هويدي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"،  أن السعودية تمثل البوابة الرئيسية لانخراط سوريا مجددًا في المشهدين العربي والدولي، مشيرًا إلى أن مؤتمر الرياض، الذي جمع الدول الفاعلة في الملف السوري تحت سقف واحد بحضور وزير الخارجية السوري، شكّل نقطة انطلاق نحو تعزيز الدعم لسوريا، وفتح آفاق جديدة أمامها، من بينها المشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي، وهو ما يعكس حجم التحولات في السياسة الإقليمية تجاه دمشق.

وأكمل أن المملكة تُعتبر من الدول الداعمة لاستقرار سوريا، وتأتي هذه الزيارة لتؤكد على عمق العلاقات العربية، ولتبعث برسالة واضحة بأن سوريا لا تخضع لنفوذ أي جهة إقليمية، بل تسعى لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية، بما يخدم مصالحها الوطنية واستقلالية قرارها السياسي.

وأشار المحلل السياسي السوري إلى أن الملفات المطروحة خلال الزيارة تتجاوز الجانب السياسي لتشمل القضايا الأمنية والاقتصادية، حيث تواجه سوريا عدة تحديات، أبرزها الأزمة الأمنية والسياسية، وإعادة الإعمار، والتعافي المبكر، بالإضافة إلى مناقشة رفع العقوبات الدولية وإخراج "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب، وهي قضايا تحتاج إلى دور محوري من المملكة العربية السعودية.

كما لفت إلى أن الإدارة السورية الجديدة تعوّل بشكل كبير على دور السعودية، خاصة في ظل التغيرات الدولية واللقاء المرتقب بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مما يعزز أهمية الرياض كمنصة رئيسية لإعادة ترتيب علاقات سوريا مع المجتمع الدولي.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن اختيار المملكة العربية السعودية كوجهة لأول زيارة خارجية للرئيس أحمد الشرع، يؤكد أن دمشق ترى في الرياض شريكًا أساسيًا في إعادة تموضعها عربيًا ودوليًا، وتدرك أهمية التنسيق مع المملكة في رسم معالم المرحلة المقبلة.

 

أبعاد استراتيجية ورسائل سياسية

في نفس السياق أكد يمان شواف، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن زيارة أحمد الشرع، رئيس الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية، إلى المملكة العربية السعودية تحمل دلالات استراتيجية وسياسية مهمة، خاصة أنها أول زيارة خارجية له، مما يعكس عمق العلاقات بين البلدين وأهمية الدور السعودي في المشهدين العربي والدولي.

أضاف شواف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، ن هذه الزيارة تمثل خطوة محورية في تعزيز التقارب السوري السعودي، بعد فترة من القطيعة والتوتر، مشيرًا إلى أنها تعكس الرغبة المشتركة في تجاوز الخلافات والانطلاق نحو مرحلة جديدة من التعاون، مبنية على التنسيق السياسي والاقتصادي لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

أستكمل حديثه قائلًا:" أن المملكة العربية السعودية، باعتبارها إحدى الدول الأكثر تأثيرًا في القرارات الإقليمية والدولية، يمكن أن تسهم في دعم الإدارة السورية الانتقالية على مختلف الأصعدة، من خلال توجيه الاستثمارات والمساعدات نحو مشاريع إعادة الإعمار، مما قد ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد السوري المنهك بعد سنوات من الحرب".


وأشار شواف إلى أن سوريا بحاجة ماسة إلى دعم أشقائها العرب لاستعادة دورها في المنطقة، موضحًا أن الدعم العربي، سواء السياسي أو الاقتصادي، ضروري لتحقيق الاستقرار الداخلي والتعافي الاقتصادي، كما أن توحيد الجهود العربية يقلل من التدخلات الخارجية ويعزز الأمن القومي العربي.

كما شدد على أن رمزية كون هذه الزيارة الأولى للرئيس أحمد الشرع تؤكد أن دمشق ترى في الرياض شريكًا رئيسيًا في إعادة تموضعها إقليميًا ودوليًا، مما يرسل رسالة واضحة بأن سوريا تعمل بقوة على استعادة مكانها الطبيعي داخل المنظومة العربية.

واختتم الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن الزيارة تمثل خطوة تاريخية تؤكد أن سوريا في الطريق الصحيح للعودة إلى الحضن العربي، وأن المملكة العربية السعودية تبقى ركيزة أساسية في صياغة مستقبل المنطقة واستقرارها.

مقالات مشابهة

  • الاجتماع العربي على مستوى المندوبين: إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال لا تمتلك أي شرعية على الأراضي الفلسطينية
  • الأونروا: إسرائيل دمرت مساحات واسعة من مخيم جنين بشكل كامل بسلسلة من التفجيرات
  • هجوم من ماسك وترامب على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: "منظمة إرهابية" تدار من "مجانين متطرفين"
  • الاتحاد الأوروبي يُعقّب على حظر إسرائيل أنشطة "الأونروا"
  • مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة: لماذا تعزز مصر جيشها؟
  • خبراء لـ "الفجر": زيارة الشرع إلى السعودية.. خطوة استراتيجية لإعادة التموضع العربي والدولي
  • ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة للفلسطينيين؟
  • ليندركينغ: تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية سيساعد في عملية حظر قنواتهم الفضائية
  • خبراء يكشفون لـ "الفجر".. ماذا وراء الانهيار الأخير للعملة اليمنية؟
  • وسط أزمة إنسانية عميقة.. «الأونروا» تخلى مقراتها فى القدس.. بعد سريان قرار إسرائيل بوقف التعامل مع الوكالة