وقالت قناة «كان» الإسرائيلية إن مطالبة حركة «حماس» بالانتقال إلى الإفراج عن مختطفين بالغين مقابل أسرى أمنيين فلسطينيين أدينوا بالقتل هى التى حالت دون تمديد الهدنة صباح الجمعة. وقالت مصادر إسرائيلية إن إسرائيل مستعدة لتمديد الهدنة يومًا واحدًا مقابل الإفراج عن النساء والأولاد، وأوضحت فى حديث مع مراسل قناة «كان» أنه بعد أربعة أيام على أكثر تقدير لن يكون بالمستطاع بحث التهدئة، لأن الجيش سيكون فى خضم المرحلة الثانية من الحرب.

وأمام التطورات فى غزة، حذرتِ الأمم المتحدة من أن القتال سيؤدى إلى تفاقم حالة الطوارئ الإنسانية الشديدة. وقال «ينس لاركيه» (المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فى جنيف) إن «الجحيم على الأرض عاد إلى غزة».

كما حذَّر مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» «فيليب لازاريني»، من أن «الهجوم الإسرائيلى على جنوب قطاع غزة قد يدفع مليون لاجئ إلى الحدود المصرية».

وأضاف المسؤول الأممي: «إذا كان هناك قتال، فمن المرجح أن يرغب سكان غزة فى الفرار إلى المناطق الجنوبية، وإلى ما وراء الحدود».

كانت كتائب القسام تواصل ضرباتها الصارخة على تل أبيب والعديد من المناطق الأخرى، وكذلك قصف تجمعات للقوات الإسرائيلية فى مناطق متعددة، ملحقةً بذلك خسائر كبيرة فى صفوف العدو، خاصة بعد ارتكاب جيش الاحتلال مجزرة مروعة فى حى الشجاعية فى هذا اليوم، عندما قامتِ الطائرات الإسرائيلية بتدمير أكثر من 50 عمارة سكنية ومنزلًا على رؤوس ساكنيها، مما أسفر عن استشهاد وإصابة المئات من المدنيين الفلسطينيين، وأعلن حزب الله اللبنانى من جانبه أنه استهدف قوتين عسكرتين فى مستوطنة «دوڤيف» على الحدود مع لبنان دعمًا للشعب الفلسطينى الصامد وردًّا على الاعتداءات الإسرائيلية ضد الجنوب اللبناني.

فى هذا الوقت أفاد تقرير فى صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بـ100 قنبلة خارقة للتحصينات، وعشرات الآلاف من الأسلحة الأخرى لاستخدامها فى الحرب ضد حركة «حماس» فى غزة.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» (الجمعة) 1 ديسمبر 2023 نقلًا عن مسؤولين أمريكيين أنه تم تزويد إسرائيل بقنابل خارقة للتحصينات برأس حربى «بى إل يو - 109» مصمَّم لاختراق الخرسانة قبل أن ينفجر.

وقد بدأت عملية تزويد إسرائيل بأسلحة وذخائر إضافية تشمل 15 ألف قنبلة و57 ألف قذيفة مدفعية، بعد وقت قصير من هجوم «حماس» على إسرائيل، ولا تزال العملية مستمرة(9).

كانت مصر تتابع من جانبها تطورات الأوضاع فى غزة، وفى هذا الوقت كُشف النقاب عن خطة أعدتها أجهزة المخابرات الإسرائيلية لاغتيال قادة حماس فى كل أنحاء العالم، وقالتِ المصادر إن رئيس الوزراء الإسرائيلى أصدر أوامره لهذه الأجهزة من أجل وضع خطط لمطاردة قادة حماس الذين يعيشون فى لبنان وتركيا وقطر.

ورأت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الخطط الجديدة تمثل «فرصة ثانية» لنتنياهو الذى أمر عام 1997 بتسميم خالد مشعل (رئيس المكتب السياسى لحماس) فى الأردن، وهى العملية التى انتهت بفشلٍ لكنها أدت إلى أزمة كبرى بين الأردن وإسرائيل، وهدد الأردن بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل، كما ضغط الرئيس الأمريكى كلينتون فى هذا الوقت على نتنياهو لإنهاء الأزمة وإرسال الترياق الذى أنقذ حياة مشعل. وفى عام 2010 تكرر السيناريو من خلال عدد من الإسرائيليين مع مؤسس الجناح العسكرى لحماس (محمود المبحوح) فى الفندق وخنقوه، حيث تعرف المسئولون الأمنيون فى دبى على فريق الاغتيال واتهموا إسرائيل بتنفيذ العملية.

فى الثالث من ديسمبر وجهت إسرائيل قذائفها الصاروخية على «أحراش بيت جن» أقصى الريف الجنوبى الغربى فى دمشق، مما استدعى من الخارجية السورية إلى التحذير من تمدد وتوسعة الحرب، وطالبت بوقف مجازر الاحتلال الإسرائيلى بحق الفلسطينيين واعتداءاته المستمرة على سوريا ولبنان، قبل أن تمتد وتتوسع حرب الصهاينة وحلفائهم إلى مناطق جديدة.

وكان الجيش الإسرائيلى قد أعلن قصف مواقع فى سوريا بعد رصد إطلاق صاروخ منها باتجاه إسرائيل. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى «أفيخاى أدرعي» عبر منصة «إكس»، إنه تم رصد إطلاق قذيفة صاروخية من سوريا نحو إسرائيل فى وقت سابق، لم يتم اعتراضها وفق السياسة المتبعة، لأنها كانت فى طريقها إلى منطقة مفتوحة دون وقوع أى خسائر(10).

وأضاف أن «الجيش الإسرائيلى ردَّ بالمدفعية على مصادر إطلاق القذيفة الصاروخية»، دون مزيد من التفاصيل. وذلك بعد ساعات من شن الطيران الإسرائيلى غارات على مواقع عدة فى محيط العاصمة السورية، استهدفت مواقع «حزب الله» اللبنانى فى منطقة السيدة زينب وحجيرة بريف دمشق، وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص.. فى حين أعلن «الحرس الثوري» الإيرانى مقتل اثنين من مستشاريه بهجوم إسرائيلى فى سوريا.

ومع توالى الضربات الموجعة للمقاومة الفلسطينية فى مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلى قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية الثلاثاء 4 ديسمبر إن إسرائيل تدرس خطة لإغراق الأنفاق فى قطاع غزة بمياه البحر المتوسط فى محاولة لدفع مقاتلى حركة «حماس» للخروج منها.

وبينما ذكرتِ الصحيفة أن الجيش الإسرائيلى انتهى فى منتصف الشهر الماضى من تركيب مضخات كبيرة لمياه البحر شمال مخيم الشاطئ فى غزة، فإنها أشارت إلى مخاوف أمريكية نقلها مسؤول أمريكى لم تسمِّه بشأن إمدادات المياه فى غزة.

وقالتِ الصحيفة أيضًا: إن المضخات الإسرائيلية قادرة على ضخ آلاف الأمتار المكعبة من المياه فى أنفاق غزة كل ساعة، وإنها قادرة على إغراق الأنفاق بالمياه فى غضون أسابيع، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

ووفقًا للصحيفة، فإن مسؤولين أمريكيين يؤكدون أن إسرائيل أبلغت أمريكا بالخطة مطلع الشهر الماضى ودارت مناقشات حول الجدوى العسكرية للخطة وتأثيرها على البيئة، لكن المسؤولين يقولون أيضًا إنهم لا يعرفون مدى قرب الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ الخطة.

وأضافتِ الصحيفة أن إسرائيل «لم تحسم قرارها بشأن الخطة»، وذكرت أن بعض المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن قلقهم بشأن الخطة الإسرائيلية، بينما يدعمها آخرون ويقولون إنه لا توجد بالضرورة أى معارضة أمريكية للخطة.

وتابعتِ الصحيفة نقلًا عن مصدر مطلع على الخطة الإسرائيلية أن عملية غمر الأنفاق ستجبر مقاتلى «حماس» على الخروج ومعهم الأسرى الإسرائيليون، لكن ليس من الواضح حتى الآن إن كانت إسرائيل ستفكر فى استخدام المضخات قبل إطلاق سراح جميع الأسرى(11).

ومع تزايد هجمات الحوثيين فى البحر الأحمر قالتِ الولايات المتحدة إن هذه الهجمات تمثل تهديدًا مباشرًا للتجارة الدولية والأمن البحري.. متهمة إيران بالضلوع فى تمكين الحوثيين من شن هذه الهجمات.

وأكدتِ القيادة المركزية الأمريكية أنها تنظر فى عدة أشكال للاستجابة المناسبة (للهجمات الحوثية) بالتنسيق الكامل مع حلفائها وشركائها الدوليين، وأضافت فى بيان «تمثل هذه الهجمات تهديدًا مباشرًا للتجارة الدولية والأمن البحري. لقد عرَّضوا حياة الطواقم الدولية التى تمثل بلدانًا متعددة حول العالم للخطر. لدينا أيضًا كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه الهجمات على الرغم من شنِّها من قِبل الحوثيين فى اليمن، تم تمكينها بالكامل من قِبل إيران».

وبحسب القيادة المركزية الأمريكية وقعت أمس الأحد 3 ديسمبر أربع هجمات على ثلاث سفن تجارية منفصلة تعمل فى المياة الدولية جنوب البحر الأحمر، ترتبط هذه السفن بـ14 دولة منفصلة.. مشيرة إلى استجابة المدمرة «آرلى بيرك يو إس إس كارني» لنداءات الاستغاثة من السفن وتقديم المساعدة.

الحادثة الأولى كانت فى حوالى الساعة 9:15 صباحًا بتوقيت صنعاء بعد أن استشعرتِ السفينة كارنى هجومًا صاروخيًّا باليستيًّا مضادًا للسفن تم إطلاقه من المناطق التى يسيطر عليها الحوثيون فى اليمن باتجاه السفينة «إم ڤى يونتى إكسبلورر»، مما أثر على المنطقة القريبة من السفينة، وفقًا للبيان.

وأشارتِ القيادة المركزية الأمريكية إلى أن يونتى إكسبلورر سفينة شحن ترفع علم جزر البهاما، وتمتلكها وتديرها المملكة المتحدة، ويعمل بها بحارة من دولتين، وكانت السفينة كارنى تقوم بدورية فى البحر الأحمر عند لحظة استشعار الهجوم على السفينة يونتى إكسبلورر.

الحادثة الثانية كانت فى حوالى الساعة 12 ظهرًا وأثناء وجود المدمرة كارنى فى المياه الدولية، حيث استشعرت وجود طائرة من دون طيار أُطلقت من المناطق التى يسيطر عليها الحوثيون فى اليمن واستطاعت إسقاطها. وأضاف البيان «كانتِ الطائرة من دون طيار متجهة نحو المدمرة كارنى رغم أن هدفها النهائى غير واضح، لا يمكننا فى الوقت الحالى تقييم ما إذا كانتِ المدمرة هدفًا للطائرة من دون طيار، لم تقع أى أضرار بالسفينة الأمريكية أو إصابات بين أفرادها».

وفى هجوم منفصل فى حوالى الساعة 12:35 ظهرًا أفادتِ السفينة يونتى إكسبلورر بأنها قد أصيبت بصاروخ أُطلق من المناطق التى يسيطر عليها الحوثيون فى اليمن، حيث استجابتِ المدمرة كارنى لنداء الاستغاثة، وأثناء المساعدة فى تقييم الأضرار استشعرتِ المدمرة كارنى هجومًا لطائرة من دون طيار أخرى، مما أدى إلى تدمير الطائرة من دون طيار دون أى ضرر أو إصابات على متن كارنى أو سفينة يونتى إكسبلورر، فيما أبلغت يونتى إكسبلورر عن حدوث أضرار طفيفة ناجمة عن الهجوم الصاروخي.

وأوضحتِ القيادة المركزية الأمريكية أن الحادثة الثالثة كانت فى حوالى الساعة 3:30 مساء بعد أن أصيبتِ السفينة «إم ڤي» رقم 9 بصاروخ تم إطلاقه من المناطق التى يسيطر عليها الحوثيون فى اليمن أثناء عملها فى ممرات الشحن الدولية فى البحر الأحمر، حيث أبلغت ناقلة البضائع التى ترفع علم بنما والمملوكة والمدارة من قِبل برمودا والمملكة المتحدة عن وقوع أضرار ولم تقع إصابات.

وكانتِ الحادثة الرابعة فى حوالى الساعة 4:30 مساء بعد أن أرسلتِ السفينة «إم ڤى سوفي» نداء استغاثة يفيد بتعرُّضها لهجوم بصاروخ، حيث استجابتِ المدمرة كارنى مرة أخرى لنداء الاستغاثة ولم يبلَّغ عن وقوع أضرار جسيمة. وأشار البيان إلى أنه «بينما كانت كارنى فى طريقها لتقديم الدعم قامت بإسقاط طائرة من دون طيار كانت متجهة نحوها، وتُعَد سوفى سفينة نقل بضائع ترفع علم بنما، ويتكون طاقمها من بحارة من ثمانى دول»(12).

كانت مصر تتابع التطورات فى غزة والبحر الأحمر بقلق شديد، وقد أكد الفريق أول محمد زكى (القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي) أن القضية الفلسطينية تواجه منحنًى شديدَ الخطورة والحساسية وتصعيدًا عسكريًّا غير محسوب لفرض واقع على الأرض هدفه تصفية القضية.

وقال وزير الدفاع المصرى خلال فعاليات معرض مصر الدولى للصناعات الدفاعية والعسكرية فى القاهرة: إنه لا بد للسلام من قوة تحميه وتؤمِّن استمراره، فعالمنا اليوم ليس فيه مكان للضعفاء، وهذا واقع نشهده جميعًا(13).

الهوامش:

(9) صحيفة وول ستريت چورنال الأمريكية: 2/12/2023.

(10) منصة «إكس»: 3 ديسمبر 2023.

(11) صحيفة وول ستريت چورنال الأمريكية: 4/12/2023.

(12) عبد الهادى حبتور: تقرير منشور بجريدة الشرق الأوسط اللندنية: 4/12/2023.

(13) وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية: 4/12/2023.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القیادة المرکزیة الأمریکیة الجیش الإسرائیلى وول ستریت جورنال البحر الأحمر هذه الهجمات من دون طیار کانت فى فى هذا فى غزة هجوم ا

إقرأ أيضاً:

صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”

الثورة نت|

عُقد بصنعاء اليوم، المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير” بمشاركة واسعة من أكثر من 50 ناشطً وباحثًا وأكاديميًا من مختلف دول العالم، تأكيدًا على رفض مؤامرة التهجير، وانتصارًا للمقاومة.

وفي افتتاح أعمال المؤتمر، أكد عضو اللجنة العليا لنصرة الأقصى ضيف الله الشامي، أهمية المؤتمر الدولي لتدارس قضية الصراع العربي الإسرائيلي، والموقف اليمني المساند لعملية “طوفان الأقصى”، والانتصار للشعب والقضية الفلسطينية.

واستعرض قضية الصراع العربي الإسرائيلي في فكر الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.. مبينًا أن المسيرة القرآنية انطلقت في يوم القدس العالمي في 27 رمضان 1422هـ الموافق 12 ديسمبر 2001م، ومحاضرة يوم القدس العالمي التي تُعد أول المحاضرات في سلسلة محاضرات تعتبر هي المشروع الثقافي للمسيرة القرآنية.

وأوضح الشامي، أن قضية فلسطين لم تغادر فكر وتوجهات السيد القائد منذ انطلاق المسيرة القرآنية عام 2001م، وعلى خطى أخيه الشهيد القائد مضى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في هذا الطريق بالقول والفعل وكان حقًا سيد القول والفعل.

وتطرق إلى شواهد من اهتمام السيد القائد بالقدس والقضية الفلسطينية وطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، حيث لا تكاد تخلو محاضرة أو خطاب دون أن يركز على هذه القضية، والدعوة للجهاد بالمال والكلمة والنفس.

كما استعرض أبرز مراحل الصراع العربي الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين حتى عملية “طوفان الأقصى”، ومنها انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل – سويسرا في أغسطس 1897م برئاسة تيودور هرتزل الذي حدد في خطاب الافتتاح أن هدف المؤتمر هو وضع حجر الأساس لوطن قومي لليهود وما تلاه من مؤتمرات واجتماعات وصولاً إلى إعلان نشأة الكيان الإسرائيلي عام 1948م، بعد انتهاء الانتداب البريطاني.

وعرّج عضو اللجنة العليا لنصرة الأقصى، على الموقف اليمني المساند لعملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية وانطلق معها الموقف اليمني لدعمها ومساندتها بالموقف السياسي والعسكري والشعبي، على لسان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عقب انطلاق العملية مباشرة وبكل شجاعة وصدق وقوة وثبات.

وبين أن السيد القائد أعلن عن منع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من العبور عبر البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، وبالاتجاه المحاذي لجنوب أفريقيا نحو كيان العدو الغاصب.. مؤكدًا أن إعلان قائد الثورة للموقف اليمني، جاء في وقت تفرج العالم العربي والإسلامي والدولي على ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر وحرب إبادة جماعية وانتهاكات وتدمير وقتل للنساء والأطفال بغزة في سابقة لم يشهد لها تاريخ الصراعات مثيل.

وقال “يكاد الموقف اليمني هو الوحيد الذي انتهج هذا النهج وقرر المضي قدَما وفي مراحل تصعيدية حتى إيقاف العدوان الصهيوني على غزة “.. مستعرضًا نبذة عن الموقف اليمني المساند لغزة والمتضمن استمرار القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية في إطلاق الصواريخ المجنحة والباليستية والطائرات المسيرة على أهداف عسكرية إسرائيلية مختلفة في أم الرشراش ومناطق جنوب فلسطين المحتلة.

وبين الشامي، أن الموقف اليمني المساند لغزة، تضمن أيضًا استمرار إغلاق البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي والمحيط الهندي أمام حركة الملاحة الإسرائيلية سواء للسفن الإسرائيلية أو تلك السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة وكذا استمرار استهداف السفن والبوارج الأمريكية والبريطانية المتواجدة أو العابرة للبحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي في إطار الدفاع عن النفس والرد على العدوان بمثله، والتأكيد على أن حرية الملاحة البحرية آمنة ومفتوحة لجميع دول العالم عدا الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل.

وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره وكيل وزارة الخارجية السفير إسماعيل المتوكل، ورئيس الفريق الوطني للتواصل الخارجي السفير الدكتور أحمد العماد، أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بصنعاء معاذ أبو شمالة، أنه بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ما يزال العدو الصهيوني يماطل في تنفيذ الاتفاق، مستغلًا الأزمة الإنسانية لتحقيق مكاسب عجز عن تحقيقها في الحرب كتهجير أهل فلسطين عن أرضهم وهذه جريمة ضد الإنسانية.

وأوضح أن العدو الصهيوني يمنع دخول المساعدات الإنسانية لأهل غزة أمام مرأى ومسمع العالم، بدعم أمريكي واضح، وهذا انقلاب على الاتفاق وابتزاز رخيص.. مؤكدًا الحرص على الوحدة الفلسطينية وهو موقف ثابت بأن اليوم التالي للحرب لن يكون إلا فلسطينيًا خالصًا ورفض أي مشاريع أخرى أو أي شكل من الأشكال غير الفلسطينية، وكذا رفض تواجد القوات الأجنبية على قطاع غزة.

وقال “إننا نرسل رسالة إلى الملوك والرؤساء العرب الذين سيجتمعون غدًا في قمتهم ونؤكد لهم أننا معكم في الموقف الرافض لتهجير شعبنا من غزة والضفة الغربية، وأن هذا المشروع وغيره من المشاريع تهدف لتعزيز سيطرة العدو على الأقصى والأرض الفلسطينية”.

واعتبر أبو شمالة، تلك المشاريع جرائم ضد الإنسانية تعززّ شريعة الغاب.. مؤكدا أن أفضل الوسائل لمواجهة المشروع الصهيوني الإجرامي، يتمثل في الضغط لاستمرار وصول مواد الإغاثة للشعب الفلسطيني المنكوب والمشاركة الفاعلة في إعادة إعمار قطاع غزة.

كما أكد أن معركة “طوفان الأقصى” ستبقى خالدة في تاريخ الشعب الفلسطيني كونها تكللت بترسيخ حق فلسطين في المقاومة أمام آلة الإجرام الصهيونية، وكسرت هيبة العصابة الصهيونية بتدمير المقاومة الفلسطينية لفرقة غزة في ساعات محدودة.

وأفاد ممثل حركة حماس بصنعاء، بأن “طوفان الأقصى”، أحيا في الأمة روح العزة والكرامة عندما شاهد الجميع البطولات الأسطورية للمقاومة الفلسطينية والصمود الذي أذهل العالم.

وألقيت كلمات من قبل أكاديميين وباحثين وناشطين وحقوقيين وسياسيين من مختلف أنحاء العالم، أشارت في مجملها إلى أهمية الحديث باسم الضمير الإنساني العالمي لحماية حقوق الإنسان ودعم الحق المشروع لإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس والوقوف بحزم ضد مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة.

وأكدت أن معركة طوفان الأقصى هي امتداد لحركة النضال للشعب الفلسطيني منذ 76 عاماً لمقاومة التهجير والتطهير العرقي ومصادرة حقوقه الوطنية في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وأشارت الكلمات إلى المعاناة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وغيرها من المناطق الفلسطينية، وما يفرضه العدو الصهيوني من حصار على السكان، ما يتطلب تكاتف الجهود لدعم صمود الشعب الفلسطيني وإسناد مقاومته.

وشددت على ضرورة رفض مخططات التهجير للفلسطينيين من أرضهم وبلادهم، والتأكيد على حقهم في الحياة والحرية والاستقلال وفقًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي.. معبرة عن التطلع لحل عادل وشجاع للقضية الفلسطينية والعمل على رفع معاناة الفلسطينيين وتحقيق سلام مستدام يضمن لهم السيادة والاستقلال.

ودعا المتحدثون من مختلف دول العالم، المجتمع الدولي للوفاء بالتزامته في حماية الشعب الفلسطيني وحقه في العودة إلى بلاده بأمان والتأكيد على الحل والسلام الدائم.. لافتين إلى ضرورة توحيد أصوات أحرار العالم والناشطين ورفض الخطة الأمريكية للتهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم ووطنهم.

واعتبرت الكلمات مؤامرات التهجير للفلسطينيين، جريمة مخالفة لجميع المبادئ والقيم والمواثيق الإنسانية والقانون الدولي الإنساني.. مشددة على ضرورة تعزيز دور المقاومة الفلسطينية وإسنادها بما يسهم في الحفاظ على القضية الفلسطينية ومنع التهجير.

وأكدت أن معركة “طوفان الأقصى” جاءت رداً على الانتهاكات والأعمال الإرهابية الصهيونية وضد سياسة التطهير العرقي والفصل العنصري للكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.

وتطرق المتحدثون إلى الاعتداءات الصهيونية المستمرة على الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس، وما يُمارسه من انتهاكات تجاوزت كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية، ضاربًا بها عُرض الحائط.. داعين المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدوره وتحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة والوقوف ضد مخططات التهجير الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وأشادت الكلمات بالإنجازات التي حققتها القوات المسلحة اليمنية في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني تحت شعار “لستم وحدكم” وفي إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، التي تُوجت بمسيرات مليونية وتبرعات شعبية وتعبئة عامة وصلت إلى أكثر من 14 ألفًا و720 مظاهرة ومسيرة مليونية، وتخريج أكثر من مليون متدرب ضمن مسار التعبئة وصولاً إلى مواجهة في البحرين الأحمر والعربي والوصول إلى المحيط الهندي.

وتطرقت إلى مسارات الجبهة اليمنية في دعم وإسناد غزة التي أثمرت عن إطلاق أكثر من 1150 صاروخا وطائرة مسيرة وعشرات الزوارق البحرية خلال عام أطلقتها القوات المسلحة اليمنية على السفن التابعة للكيان الصهيوني والمرتبطة به وكذا السفن الأمريكية والبريطانية وصولاً إلى استهداف أكثر من 213 سفينة منها أربع حاملات طائرات أمريكية نتج عنها تعطل كامل لميناء “أم الرشراش” بنسبة 100 بالمائة، فضلاً عن تمكن العمليات الجوية اليمنية من إسقاط 13 طائرة أمريكية “أم كيو9″، أربعة أضعاف ما تم إسقاطها خلال العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي على اليمن في تسع سنوات.

تخلل المؤتمر الذي حضره ممثلو الأحزاب والتنظيمات والمكونات السياسية والفصائل الفلسطينية، عرض عن الموقف اليمني المشرف في مساندة الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة، وإسناد مقاومته الباسلة، ومراحل الصراع العربي الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين حتى عملية “طوفان الأقصى”.

مقالات مشابهة

  • حيث الانسان يزهر من محافظة لحج ويحيي أمالا كانت طي النسيان ويبعث الحياة في مزرعة جدباء كانت للأشقاء السبعة... الحلقة الثانية
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلى
  • مكتسباتُ معركة “طوفان الأقصى”
  • وزير الخارجية المصري يؤكد أهمية استقرار اليمن لتحقيق الأمن بالإقليم والبحر الأحمر
  • نيكول سابا تبدأ الحرب في الحلقة الثانية من مسلسل "وتقابل حبيب"
  • صنعاء.. انعقاد المؤتمر الدولي “فلسطين: من النكبة للطوفان – أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير”
  •   صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير
  • طوفان الأقصى: السياسي والإيديولوجي
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوقّع اتفاقية تعاون مشترك لاحتواء تسرب الوقود والأسمدة جراء غرق السفينة روبيمار في البحر الأحمر
  • محللون: إقرار جيش إسرائيل بفشل 7 أكتوبر يطمس حقائق طوفان الأقصى