تحالف واسع من السودانيين يستعد لما بعد الحرب.. ما علاقة إثيوبيا؟
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
اجتمع عدة مئات من السودانيين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لاعتماد رؤية سياسية لما بعد الحرب التي تمزق السودان.
الاجتماع الذي عقد في الفترة من 27 إلى 30 أيار/ مايو جاء لاعتماد رؤية سياسية تهدف إلى إنهاء الحرب والعودة إلى الانتقال الديمقراطي.
وشارك في الاجتماع ممثلون عن الأحزاب السياسية المختلفة، والشباب الثوريين، والناشطين في حقوق المرأة، والنقابيين في فندق "سكايلايت" الفخم بالقرب من مطار أديس أبابا.
ومع ذلك، قد يواجه هذا التحرك تحديات من قبل المقاتلين الذين لا يزالون غير مستجيبين لدعوات السلام بحسب مقال للكاتب أوغستين باسلي في موقع "لاكروا" الفرنسي.
وأشار الكاتب إلى أن المدنيين يأملون في الانضمام إلى طاولة المفاوضات، حيث تبنوا "الرؤية السياسية" خلال هذا المؤتمر، التي تتمثل في إقامة حكومة ديمقراطية بقيادة مدنية والعودة إلى أهداف ثورة كانون الأول/ ديسمبر 2018 بعد انتهاء الحرب.
وأوضح بابكر فيصل، أحد قادة حزب التحالف الاتحادي، قائلاً: "بصفتنا مدنيين، ليس لدينا أسلحة. لكن يمكننا الضغط على المجتمعين الإقليمي والدولي لإجبار الجنرالات على وقف القتال".
وأضاف الكاتب أن التحالف يسعى للحصول على مقعد في مفاوضات السلام لضمان استبعاد العسكريين من الحكومة المستقبلية. وأكد محمد آدم، من "شبكة شباب السودان لإنهاء الحرب وإقامة التحول المدني الديمقراطي"، على ضرورة وجودهم في المفاوضات منذ البداية لتحقيق هذا الهدف.
لكن حتى الآن، فشلت جميع محاولات وقف إطلاق النار، ولم تحقق العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الأفراد والشركات التي تغذي الصراع؛ النتائج المرجوة. وأكدت أسماء محمود، رئيسة الحزب الجمهوري، على ضرورة نشر بعثة دولية لحفظ السلام بأسرع وقت ممكن لوقف انتشار القتال.
ولفت الكاتب إلى أن بعض الأعضاء يقترحون إنشاء حكومة في المنفى دون انتظار انتهاء القتال، أو تقديم العفو للجنرالات. لكن عبد الهادي هاشم، من حركة العدل والمساواة، أكد أن "هذه فكرة جيدة لكن ليس لدينا الحق في اتخاذ هذا القرار باسم الضحايا".
واختتم الكاتب مقاله بأنه وعلى الرغم من الحماس الظاهر في حفل الختام، فإن عدم الثقة بين المشاركين تجاه النخب السياسية السودانية لم يختفِ؛ حيث قالت إيمان الشيخ، التي حضرت لتمثيل جدها، الزعيم الديني الصوفي: "نحن هنا لأنه ليس لدينا حلول أخرى. لكننا لا نثق في المسؤولين السياسيين الذين سرقوا ثورتنا".
ولم يغفر كثيرون للسياسيين تعاملهم مع العسكريين بعد الإطاحة بعمر البشير.
وأوضحت مينا عبد الكريم أن "قادة التحالف المدني "تقدم" يتحملون مسؤولية في اندلاع الحرب"، مثلهم مثل العديد من أعضاء لجان المقاومة الذين ساهموا بشكل كبير في الثورة ويرفضون الانضمام إلى التحالف.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية السودانيين الحرب ديمقراطية السودان حرب ديمقراطية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تحالف شعبي ورسمي ضد التهجير
عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العائد حديثاً إلى البيت الأبيض، لعادته القديمة، يطلق وعوداً وتصريحات نارية استفزازية ينشغل الجميع بتفسيرها وتحليلها، أو الهجوم عليها وعليه، بينما ينتقل هو إلى ميدان جديد ومعركة أخرى.
كرر هذا السلوك عشرات المرات في فترة الولاية الأولى. هذه المرة، وخلال حملته الانتخابية، أو في حفل تنصيبه، استفز دولاً عديدة شمالاً وجنوباً، الدنمارك، وهي دولة أوروبية حليفة له في «الناتو»، لم تنج منه، حيث وعد ترامب ناخبيه بضم جزيرة غرينلاند في أقصى الشمال، وهي خاضعة للدنمارك، وقد بدأ في صراع على الأرض مع المكسيك لوقف الهجرات غير الشرعية عبر الحدود للولايات المتحدة، مستعيناً بالجيش، وقد أعلنت الحكومة في العاصمة مكسيكو سيتي رفضها سياسات ترامب.. وأنها لن تتعاون معه لتنفيذها، كما أقدم بالفعل على تغيير اسم خليج المكسيك، ليصبح في الولايات المتحدة «خليج أمريكا»، كما يخطط لإعادة السيطرة على قناة بنما.. رغم معارضة قوى سياسية رئيسية في الولايات المتحدة وخارجها هذه الخطوة.ترامب تاجر شاطر، غير متخصص في السياسة، حصل على شعبيته هذه من تحقيقه إنجازات اقتصادية جيدة لشعبه، ولأنه يعبر عن الأفكار اليمينية التقليدية أو المتطرفة بكل صراحة ودون مواربة، لكن على المستوى الخارجي بلا شعبية واسعة.
قادة الدول، حتى الحلفاء للولايات المتحدة، يتعاملون مع خططه ووعوده هذه بندية وقوة، ولن يوافقوا عليها.. وننتظر مواجهات كثيرة لتفريغ خطابه ووعوده من مضمونها.
غالبية الوعود الدولية التي قدمها في الولاية الأولى لم تتحقق، وفي منطقتنا العربية، لم نعرف، حتى الآن، مضمون «صفقة القرن» لإنهاء الصراع العربي- الاسرائيلي إلى الأبد، رغم أن عرّابه فيها كان صهره اليهودي المتعصب جاريد كوشنر، وعن علاقتهما الجيدة مع عدة عواصم رئيسية في المنطقة، ورغبتها جميعاً في إنهاء الصراع مع إسرائيل بأي شكل، وفي هذه النقطة أيضاً، أرى أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، رغم حنكته السياسية وتاريخه الطويل في الدبلوماسية الدولية، كان أكثر خطورة علينا في المنطقة من كل الإدارات السابقة، هو وفريقه انحازا لإسرائيل لأهداف خافية عنا، قناعتهما تميل للصهيونية المتطرفة، وفي ظني أن ترامب لو كان في البيت الأبيض في العامين الماضيين لانتهت الحرب في غزة أسرع من ذلك، ولتراجعت فاتورة الدماء الفلسطينية لحد كبير.
بعد كل هذه المعطيات، أتوقع أن يسقط مقترح الرئيس الأمريكي بتهجير الفلسطينيين لدول مجاورة، على رأسها مصر والأردن. بداية، المقترح يؤكد أن ترامب لا يقرأ التاريخ، وإن تلقاه بأي صورة فإنه لا يستوعبه بأي صورة، فهل ينتظر هو وإدارته والقيادة في إسرائيل، أن يوافق أى فلسطيني أياً كان انتماؤه على أن يسلم أرضه بكل هذه السهولة، بعد كل هذه التضحيات والحروب التي خاضوها فوقها. لا توجد عائلة فلسطينية واحدة بلا قائمة غالية من الشهداء والأبطال. لم يفهم ترامب أي درس حتى الماثل أمامه في قطاع غزة
ما قلته عن فلسطين عندي أكثر منه عن مصر، فهي بلدنا وكل جزء منها هو الأغلى والأعظم.. ونرفض جميعاً التنازل عنها بأي صورة.. أياً كانت الإغراءات المالية وقيمة الصفقات المتوقعة.
القيادة المصرية والشعب متضامنان في هذا الرفض بأعظم صورة، لقد رفضنا هذا الأمر مرات عديدة. مرت علينا تسريبات وتصريحات وخطط قديمة وحديثة حول اقتطاع جزء من سيناء لتسكين أهل غزة به. لم يكن هناك موقف رسمي أو شعبي من هذه التسريبات، على حد علمي. لكن مع مقترح ترامب، سارعت الخارجية المصرية برفضه.. وأتوقع أن تنهال مواقف برلمانية وتنفيذية أخرى، أما الرفض الشعبي فهو واضح للعيان.. وهناك المزيد على صفحات الجرائد والفضائيات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
الرد الحقيقي على أرض الواقع يأتي بتسريع مخططات التنمية والتعمير وإعادة تعمير المدن والقرى في سيناء، خاصة في الشمال الشرقي.